Skip to Content

تعليقات بعض الآباء القديسين على مثل : الغني والعازر - الجزء الثاني

 

سابعًا: يحدثنا السيِّد المسيح عن صورة الغني قاسي القلب في العذاب بينما يتنعم لعازر بحضن إبراهيم، قائلاً:

فرفع عينيه في الهاويَّة وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد، ولعازر في حضنه.


 

 

 

كان ثقل آلام الفقير يزداد بوجوده ملقيًا أمام باب الغني ينظر الغنى الذي يعيش فيه.

هكذا عندما مات الغني، فقد ازداد عذابه بكونه وهو في الهاويَّة يرى سعادة لعازر

فلا يقف الأمر عن إحساسه بعذاباته الخاصة

وإنما بمقارنته لنفسه بالنسبة لكرامة لعازر تتضاعف آلامه?

رفع الغني عينيه لكي ينظر لعازر لا ليحتقره، إذ صار لعازر فوق، أما هو فأسفل.

ملائكة كثيرون حملوا لعازر أما هو فأمسكت به عذابات بلا حصر.

كان بكامله في العذابات، ولم يكن فيه ما هو حُرّ إلا عيناه لكي تتطلعا إلى فرح الغير.

سُمح لعينيه أن تنظرا حتى يزداد عذابه إذ يرى نفسه لا ينعم بما لدى الغير.

رأى الغني لعازر في حضن إبراهيم لأن إبراهيم كان مملوءًا حبًا

أما هو فكان مدانًا بجريمة القسوة.

كان إبراهيم يجلس بجوار داره يترقب العابرين ليدخل بهم بيته

أما هو فكان يطرد حتى الذين عند بابه.

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

 

مع أن الكتاب المقدَّس يشهد عن إبراهيم أنه كان غنيًا جدًا

لكنه كمحبٍ للعطاء يتقبل في حضنه الفقراء والمحتاجين كما يتقبل محبي العطاء، الحاملين سماته

أما المترفون والمدللون غير المبالين بإخوتهم فلا يجدوا لهم موضعًا فيه.

يكمل السيِّد المسيح المثل، قائلاً:

فنادى وقال: يا أبي إبراهيم ارحمني،

وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني،

لأني معذب في هذا اللهيب


 

 

واحد كان يسأل الفتات من مائدة الغني، والآخر يطلب قطرة ماء من إصبع الفقير.

لكن الفقير نال الفتات بأكثر سهولة من الغني في طلبه قطرة الماء، إذ جاءه الجواب:

يا ابني أذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك (لو 16: 25).

 

الآب قيصريوس أسقف آرل

 

 

اللهيب الذي فيه يحترق الغني ونقطة الماء التي يطلبها ليسا ماديين

وإنما أشبه برؤيا بالنسبة للنائمين والأشخاص الهائمين (مختطفين)، إذ تظهر لهم الأمور غير الماديَّة كما لو كانت مجسمة.

فمع كون هذا الشخص وهو في هذه الحالة بدون جسد، أي روح مجردة، لكنه رأى نفسه كمن هو في جسده

إذ يستحيل عليه أن يميز حاله (ويعبر عنه بغير ذلك).

القدِّيس أغسطينوس

 

لسانه الذي نطق بعجرفة عظيمة (يود أن يبرّده)، لأنه حيث توجد الخطيَّة تكون العقوبة.

إذ كان لسانه قد عصى أكثر تعذّب أكثر.

 

أراد أن يبرّد لسانه بينما كان هو بكامله في اللهيب.

هذا يعني ما قد كتب: الموت والحياة في يدّ اللسان (أم 18: 21)

الفم يعترف به للخلاص (رو 10: 10).

فخلال الكبرياء لم يفعل ذلك (يعترف بالمسيح لخلاصه).

أما طرف الإصبع فيعني أقل القليل من الأعمال التي يمارسها الإنسان بالروح القدس.

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

 

يا لأحكام الله غير المنطوق بها، يا لعدل مكافأته التي يقدَّمها عن الأعمال الصالحة والشرِّيرة.

لقد أخبرنا قبلاً أنه إذ كان الغني على الأرض كان الفقير يشتهي الفتات الساقط من مائدته ولم يعطه أحد شيئًا.

الآن يخبرنا أن الغني في آلامه يشتهي أن يبل لعازر لسانه بماء

لعل قطرة ماء تبرّد فمه. من هذا نتعلم أيها الإخوة حزم الله الشديد.

الغني الذي لم يكن يرغب أن يعطي الشحاذ الفتات القليل النازل من مائدته، الآن في الهاويَّة يتوسل طالبًا أمرًا تافهًا.

أنه يصرخ من أجل قطرة ماء، ذاك الذي رفض تقديم فتات خبز!

يلزمنا أن نعرف السبب لماذا سأل الغني من أجل قطرة ماء ليبرد لسانه لأن من يقيم ولائم كثيرة عادة يكون كثير الكلام

هكذا هذا الرجل الذي حمل أفراحه إلى الحياة المتنعمة وقد دين باللهيب صار لسانه محترقًا أكثر من أي عضو آخر.

خطأه الأول هو إفراطه في الأكل الأمر الذي يرافقه كثرة الثرثرة

والخطأ الثاني هو قساوته.

البابا غريغوريوس (الكبير)

 

أخيرًا صار الغني شحاذًا يطلب من الفقير، ويسأل من مائدة ذاك الذي كان جائعًا وملقيًا لأفواه الكلاب.

لقد تبدل الحال، وعرف كل واحد من هو الغني الحقيقي ومن هو الفقير بحق

فظهر لعازر أغنى من الكل، والآخر أفقر الجميع.

كما في المسارح يلبس الممثلون قناعات الملوك والقادة والأطباء والمعلمين والأساتذة والجنود، لكنهم هم ليسوا كذلك في حقيقتهم،

هكذا الغنى والفقر هنا مجرد أقنعة، أن جلست في مسرح ورأيت إنسانًا يرتدي قناع ملك فلا تغبطه ولا تحسبه قد صار ملكًا،

ولا تشتهي أن تكون مثله..

هكذا الغني هنا أيضًا غالبًا ما يكون فقيرًا (في أعماقه)، أن نزعت عنه قناعه، وكشفت ضميره، ودخلت إلى فكره

غالبًا ما تجد فيه فقر الفضيلة، وتجده منتميًا إلى أدنى الطبقات.

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

 

فقال إبراهيم: يا ابني أذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك،

وكذلك لعازر البلايا،

والآن هو يتعزى وأنت تتعذب.

وفوق هذا كله بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت

حتى أن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون،

ولا الذين من هناك يجتازون إلينا.

ويلاحظ في هذه الإجابة الآتي:

1- يدعو إبراهيم الغني يا ابني

لعله يقصد بهذا أنه لا ينكر بنوته له حسب الجسد، هذه البنوة لم تنفعه شيئًا، بل تدينه، لأنه لم يسلك بروح أبيه وإيمانه.

وما نقوله هنا عن الغني ينطبق أيضًا على كل مؤمن حمل إمكانيات خلاصه ولم ينتفع منها

كمن قبل الإيمان واعتمد وصار بين يديه كلمة العهد الجديد الخ.

هذه العطايا التي تؤهله لممارسة حياة الشركة العمليَّة تدينه في اليوم الأخير.

فإن كان قد نال البنوة لله خلال مياه المعموديَّة بالروح القدس، تبقى هذه البنوة تبكته، وتصير بالأكثر سّر عذابه.

لاحظ حنو هذا الأب البطريرك إذ يدعوه ابنه، لكنه لا يقدَّم له عونًا إذ حرم نفسه بنفسه من الشفاء.

يقول له: اِذكر، أي تأمَّل الماضي، لا تنسى أنك ابتهجت بغناك

واستوفيت خيراتك، إذ ظننت هذا خيرًا لك. لم تستطع أن تنتصر وأنت على الأرض فلا تنتصر هنا.

يقول: وكذلك لعازر بلاياه، ليس لأن لعازر كان ينظر إلى الفقر والجوع والمرض القاس كشرور تلحق به

إنما هكذا كانت نظرة الغني له.

عندما نسقط تحت ثقل المرض نفكر في لعازر، فنقبل هذه الأمور الشرِّيرة بفرح في هذه الحياة.

 

يقول استوفيت خيراتك في حياتك.

كأنه يقول له إن كنت قد صنعت أي عمل صالح فقد نلت مكافأتك التي تستحقها، إذ استوفيت الكل في ذلك العالم بكونك عشت مترفًا

لك غنى عظيم وتتمتع بملذّات كثيرة وفيرة. وإن كان لعازر قد ارتكب شرًا ما فقد احتمل الفقر والجوع وأعماق البؤس.

كلاكما أتى عريانًا، جاء لعازر عاريًا من خطاياه فيتقبل تعزية، وأنت عارٍ من البرّ فتتقبل عقوبة بلا تعزية، لذلك أردف قائلاً:

والآن هو يتعزى وأنت تتعذب.

قد تقول: ألا يمكن التمتع بالغفران هنا وهناك؟

(أي هل يمكن لإنسان أن يعيش في راحة جسديَّة هنا وراحة أبديَّة؟)

حقًا، هذا أمر صعب بل ومن المستحيلات؛ فحيث لا يوجد فقر يثور فينا الطمع، وحيث لا يوجد مرض يلتهب الغضب، وإن لم تقاومنا تجارب تغلبنا الأفكار الفاسدة.

نحتاج إلى جهاد، ليس بالهين لنلجم الغضب، ونكبح الشهوات الشرِّيرة، ونخضع كبرياء المجد الباطل

وننزع التشامخ والتعالي، ونسلك حياة قاسيَّة (جادة).

من لا يمارس مثل هذه الأمور لا يقدر أن يخلص.

القدِّيس يوحنا الذهبي الفم

 

يا ابني أذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك..

لقد قدَّمت خيراتك لشهواتك وللمتملقين، ولم تذكر مرة واحدة المريض والمتألَّم، لم تشفق على لعازر عندما رأيته ملقيًا عند أبوابك.

لقد رأيت الرجل في بؤس لا يُحتمل، فريسة لأحزان لا تُطاق

إذ كان يعاني من أمرين، كل منهما أقسى من الآخر؛ آلام قروحه الشديدة وحاجته لضروريات الحياة.

كانت الحيوانات تلطف من أتعاب لعازر، إذ كان متألَّما

لحست الكلاب قروحه

أما أنت فكنت أقسى من الحيوانات يقول الكتاب المقدَّس أن الحكم بلا رحمة للذين لا يستعملون الرحمة (يع 2: 13).

كنت تشارك لعازر ويكون لك نصيب معه في تعزيته يهبك الله إيَّاه لو أنك جعلته يشاركك ثروتك.

لكنك إذ لم تفعل ذلك فأنت وحدك تتعذب. هذا هو ما يليق بالقاسي القلب الذي لا يشارك المريض أتعابه متفكرًا فيه.

القدِّيس كيرلس الكبير

 

الآن، ماذا يعني بقوله:وفوق هذا كله بيننا وبينكم هوة عظيمة

أو كما جاءت في بعض الترجمات: هوة ثابتة؟ ربما عني أن الوقت قد انتهى فلا مجال للتوبة بعد أو للسقوط.

فما ناله الإنسان إنما يحياه أبديًا، لا يقدر شرِّير أن يترك الجحيم إلى الفردوس، ولا مجال لأبناء الملكوت بعد رحيلهم أن يسقطوا.

وكما يقول الأب ثيؤفلاكتيوس أن هذا الحديث إنما يكشف عن خطأ أتباع أوريجينوس القائلين بأن الكل سيتجددوا عند مجىء المسيح الأخير ولا يهلك أحد.

لقد انتهى زمان التوبة

كما يقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم:

[هناك لا يكون بعد زمان للتوبة. كم من أمور حزن عليها الغني لكن حزنه لم ينفعه شيئًا.]

ويقول القدِّيس أمبروسيوس:

[يوجد بين الغني والفقير هوة عظيمة، إذ لا يمكن تغيير المكافأة بعد الموت.]

ويقول القدِّيس أغسطينوس أن الحكم الإلهي لن يتغير ولا يمكن للأبرار أن يترفقوا بأحد حتى وإن أرادوا ذلك.

يؤكد ذلك القدِّيس يوحنا الذهبي الفم بقوله:

[إنه كمن يقول: نستطيع أن نرى لكننا لا نقدر أن نعبر.

نحن نرى ما قد هربنا منه وأنت ترى ما قد فقدته. فرحنا يتزايد إذ نرى عذابك (الذي هربنا منه)، وعذابك يتزايد برؤيتك أفراحنا.]

فقال: أسألك إذا يا أبتِ أن ترسله إلى بيت أبي.

لأن لي خمسة إخوة حتى يشهد لهم،

لكيلا يأتوا هم أيضًا إلى موضع العذاب هذا.

قال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء، ليسمعوا منهم.

فقال: لا يا أبي إبراهيم،

بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون.

فقال له: أن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء

ولا أن قام واحد من الأموات يصدقون[27-31].

ويلاحظ في هذا الحوار الذي دار بين إبراهيم أب المؤمنين والغني الآتي:

أولاً: أنكان الغني صاحب قلب ضيق فلم يقدَّم شيئًا من ممتلكاته ليعين الفقراء لكنه ارتبط بعاطفة حب لإخوته الخمسة

وقد بقيت هذه العاطفة حتى بعد رحيله، لكنها عاطفة عاجزة وغير عمليَّة، لأن الوقت قد ضاع منه.

أنه يود خلاص إخوته لكن بعد أن فقد هو خلاصه ولم تعد له دالة لدي الله للعمل بالصلاة!

بمعنى آخر كيف يمكن لفاقد الخلاص أن يطلب من أجل خلاص الآخرين.

لقد صار الوقت متأخرًا أن يقوم الغني بدور المعلم، إذ لم يعد هناك وقت للتعليم أو التعلم.

القدِّيس أمبروسيوس

 

أحيانا تتعلم قلوب الأشرار ممارسة الحب خلال سقوطهم تحت العقوبة، لكن يكون ذلك باطلاً.

لأنهم إذ هم ملتصقون بخطاياهم لا يحبون أنفسهم

الأب غريغوريوس (الكبير)

 

ثانيًا: طلب الغني من إبراهيم أن يرسل لعازر لإخوته إذ حسب نفسه غير أهلٍ لهذا العمل

وكما يقول القدِّيس أغسطينوس:

شعر أنه غير مستحق للشهادة للحق. إن كان لا يحصل على قطرة ماء تبرد لسانه

فإنه لا ينتظر أن يُسمح له بالخروج من الهاويَّة للكرازة بالحق.

 

ثالثًا: رفض إبراهيم إرسال لعازر مكتفيًا بالناموس الموسوي وكتب الأنبياء

ليؤكد السيِّد المسيح بهذا المثل أن العهد القديم هو أساس الإيمان المسيحي، فما يعلنه الإنجيل، إنما وضع الناموس والأنبياء أساسه.

بهذا أيضًا يبكم أفواه الهراطقة مثل الغنوسيين الذين يرفضون العهد القديم ويستخفون به.

هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنه أراد تأكيد أن من يحتقر كلمة الله لا ينتفع من أحد ولو كان قائمًا من الأموات.

لقد احتقر اليهود الناموس ولم يسمعوا للأنبياء، لذلك إذ جاءهم ليس لعازر قائمًا من الأموات، بل السيِّد المسيح القائم من الأموات

والذي يقيم من الأموات واهبًا الحياة، لم يسمعوا له.

يقول القدِّيس يوحنا الذهبي الفم:

حقا أن من لا يسمع للكتب المقدَّسة لا يبالي بالميت الذي يقوم من الأموات.

هذا ما يشهد له اليهود إذ أرادوا مرة أن يقتلوا لعازر (الذي أقامه السيِّد من الموت)

ومرة أخرى ألقوا الأيدي على الرسل غير مبالين بقيامة البعض من الأموات في ساعة الصليب.

لاحظ أيضًا أن أي إنسان ميت يقوم إنما هو عبد، لكن ما يقوله الكتاب المقدَّس إنما ينطق به الرب نفسه.

إذن ليقم إنسان ميت أو لينزل ملاك من السماء، فإن الكتاب المقدَّس أصدق من الكل

فإن واضع الكتاب هو رب الملائكة، رب الأحياء والأموات.

لو أن الله يعلم بأن قيامة ميت تفيد الأحياء لما امتنع عن العمل بهذا، مقدَّما كل شيء من أجل نفعنا.


رابعًا: يمكننا أيضًا أن نلمس من هذا الحوار جانبًا إيجابيًا، وهو إن كان الغني الذي حُرم من الملكوت أبديًا

وقد فقد كل رجاء حتى في قطرة ماء تلطف لسانه إلى لحظات ينشغل بقلبه من جهة إخوته حسب الجسد الذين في العالم

أليس بالحري للكارزين والقدِّيسين الذين تدربوا في العالم على اتساع القلب والشوق لخلاص العالم كله يصلون من أجل تحقيق هذه الرسالة

مشتهين أن يتمجَّد الله في كل شيء؟!

إن كان هذا بالنسبة للكارزين والإنجيليين، فبالأحرى بالنسبة للسيد المسيح الذي لا يتوقف ينبوع حبه قط.

يقول القدِّيس أغسطينوس:

حاشا لنا أن نقول بأن ذاك الذي لم يستطع الموت أن يحطمه، أن الموت ينهي حبه، فإن كان الغني المتكبر والشرِّير يظهر حبه لإخوته الخمسة حتى بعد موته

فهل يمكن لنا أن نظن بأن حب المسيح يتوقف عند موته؟! حاشا أيها الإخوة.


خامسًا: من هم هؤلاء الإخوة الخمسة الذين يحتاجون إلى موسى والأنبياء ليخلصوا

يرى القدِّيس أغسطينوس إنهم اليهود الذين يرمز لهم برقم خمسة

لأنهم تحت الناموس الذي سجل في أسفار موسى الخمسة

فإنهم لا يقبلون السيِّد المسيح القائم من الأموات ما لم يقبلوا الناموس والأنبياء روحيًا.

ويرى القدِّيس يوحنا الذهبي الفم إنهم يرمزون إلى الحواس الخمس

التي لم تتقدس ما دامت تحيا في هذا العالم مترفة ومدللة، فإن ماتت مع السيِّد المسيح تتقدس به!

الغني يمثل الإنسان الذي يعيش مدللاً في شهواته وملذّاته، فيفقد أقرب من له، تقدِّيس حواسه، وكأنها إخوته الخمسة.

سادسًا: يرى القدِّيس إيريناؤس في مثل لعازر والغني تأكيد للنقاط التاليَّة:

 

أ. إذ تترك النفس الجسد لا تلبس جسدًا آخر

كما يظن الذين ينادون بتناسخ الأرواح

وإلا كان الغني قد نزل إلى العالم بجسدٍ آخر عوض العذاب الأبدي.

 

ب. تعرف النفوس بعضها البعض حتى قبل أن تلبس الجسد الممجد في اليوم الأخير.

 

ج. أن النفوس وإن كان لها بداية لكنها تبقى خالدة، إما في الملكوت أو في جهنم



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +