Skip to Content

سرّ الكهنوت المقدّس - البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الجزيل الاحترام

سرّ الكهنوت المقدّس

البطريرك غريغوريوس الثالث لحام الجزيل الاحترام

لا مجال هنا لنتكلّم عن الكهنوت المقدّس. وإنما نريد أن نشير الى أنّ الكهنة هم من الشعب لخدمة الرب والشعب، في الكنيسة ومن خلالها. ولهذا فإنّ مسؤوليّة الخدمة في الكنيسة، وهي شعب الله بكل أعضائه، تقع على شعب الله كلّه. ولا تنبت وتنمو الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة إلا في العائلات المسيحيّة. لكن الكاهن يحتاج الى معاونين على درجات مختلفة. والخدم في الكنيسة أيضًا مختلفة، منها كهنوتيّة وتحمل وسم الكهنوت، ومنها لا يحمل وسم الكهنوت. ولذا سنوجز هنا الخدمات الكهنوتيّة وسواها في الكنيسة المحليّة.

 

الدرجات الكهنوتيّة: نجد في كتاب "الإفخولوجيون" الذي يحتوي على الصلوات لمختلف الظروف والأحوال، تعدادًا للدرجات الكهنوتيّة وهي:


1- القارئ والمرتّل في الكنيسة: يمكن أن يكون راهبًا أو علمانيًّا. ويمكن أن تكون هذه الدرجة كمقدّمة لدرجة أخرى من رتب الكهنوت. كما يمكن أن تكون درجة قائمة بذاتها. تجري الرسامة في بدء القداس أو في صلاة الغروب. ولذا، يا حبّذا لو يرسم أكثر من قارئ ومرنّم للرعايا، يكونون ملتزمين شخصيًّا بتأمين القراءة والترنيم وإنعاش المشاركة في الصلوات والترانيم. وهذا يعني ضرورة أنه يترتب عليهم أن يتابعوا بعض الدروس لكي يعرفوا كيف يستعملون الكتب الطقسيّة، وترتيب الطقوس والأعياد والحفلات وأصول الترنيم والبصلتيكا. وهكذا تتألف في الرعايا فئة تساعد الكاهن في إنعاش ليترجيا القدّاس الإلهي والأسرار المقدّسة وباقي الطقوس الكنسيّة.

 

2- الشمّاس الرسائلي: هذه الدرجة تحوّل صاحبها القراءة والترنيم في الكنيسة وقراءة الرسائل بخاصة، كما في الدرجة السابقة. ولكن صاحب هذه الدرجة يعتبر خادمًا مختصًّا في الكنيسة، ويقوم بخدمات أخرى لمساعدة المطران والكاهن في الليترجيّا. إنها درجة مهمّة وفيها التزام كبير في خدمة الكنيسة والطقوس والأسرار المقدّسة، الى جانب الكاهن. يمكن أن يكون للشماس الرسائليّ دور مهم في إنعاش الليترجيّا ومساعدة مختلف فئات الشعب في المشاركة الحيّة في الليترجيّا وباقي الصلوات... هنا أيضًا لا بدّ من تهيئة روحيّة وفكريّة واجتماعيّة للمرشّحين لهذه الدرجة. تجري الرسامة قبل ابتداء ليترجيّا القداس.

 

3- الشماس الإنجيليّ: تجري رسامة الشماس الإنجيليّ بعد نهاية الأنافورا أي قبل طلبة: "بعد أن ذكرنا جميع القديسين..." في ليترجيا القدّاس الإلهيّ. يُدعى الشماس إنجيليًّا لأنه يحقّ له أن يقرأ الإنجيل ويرنّمه في ليترجيّا القداس الإلهي. كما يوزّع القربان المقدّس مع الكاهن. هذا وإنّ دور الشماس الإنجيليّ في الليترجيّا الإلهيّة كبير جدًّا، كما نرى في الكتب الطقسيّة. وله دورٌ مهمٌّ أيضًا في صلاة الغروب والسحريّة وفي خدمة الأسرار المقدّسة. وهو دومًا الى جنب المطران أو الكاهن. وهو يدعو الى الصلاة ويرنّم أو يقرأ الليطانيّات أو الطلبات ويعطي التنبيهات الطقسيّة للشعب: فلنصغ!، أحنوا رؤوسكم للرب إلخ... كما يساعد في العماد المقدّس. ويمكن أن يوزّع المناولة المقدّسة تحت إشراف الكاهن. على الشماس الإنجيليّ أن يختار العزوبيّة أو الزواج قبل الرسامة الشمّاسيّة، إذ لا يحقّ له أن يتزوّج بعد الرسامة. هذا القانون ينطبق كما هو معروف على الدرجات اللاحقة: الكهنوت والأسقفيّة. درجة الشماس الإنجيلي قائمة بذاتها، وليست ضرورة مرتبطة بالكهنوت. ولا مانع أن يبقى الشماس شماسًا مدى الحياة.

 

4- الكاهن: الرتب السابقة كلّها تسمّى "وضع يدّ" أو باليونانيّة "شرطونيّة". تصير رسامة الكاهن في الليترجيّا الإلهيّة بعد نقل القرابين أو دورة الشيروفيكون. نحب أن نحرّض عائلاتنا المؤمنة لكي تشجع أبناءها على الدعوة الكهنوتيّة. كما نطلب من الكهنة أن يوجّهوا اهتمامهم الى اكتشاف الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة (للشبّان والشابات) في العائلات وفي المدارس وفي منظّمات الشباب.

 

5- رتب كهنوتيّة أخرى: توجد رتب كهنوتيّة كثيرة، تختلف حسب اختلاف الأعمال والوظائف الكنسيّة التي توكل الى الكاهن، فيمكن أن تكون ألقابًا فخريّة، أو وظائف يُسند بعضها الى علمانيّين وليس ضرورة الى كهنة. ونشير الى أن هذه الرتب والدرجات وهي لا توجد كاملة أو في أكثرها إلاّ في الدوائر الأسقفيّة أو البطريركيّة الكبرى. وإليك بعضًا منها:


أ‌ الأرشمندريت أو رئيس الدير. هذه الرتبة تعطى لرؤساء الأديار الكبرى من الرهبان. ولكن جرت العادة أن تُعطى للنائب الأسقفيّ العام ولكبار الكهنة وأصحاب الوظائف الكنسيّة.
ب‌ الإيكونوموس أو الوكيل، وتعطى هذه الرتبة لوكيل الأوقاف في الأبرشيّات. كما يعطى لقب إيكونوموس شرفيًّا.
ت‌ الإكسرخوس ينظر في الدعاوى على الكنيسة وهو عادة لقب فخريّ، يعطى لذوي الوظائف الإداريّة في الكنيسة.
ث‌ معلّم التعليم المسيحيّ وهو المولج من قبل الأسقف بتعليم الإيمان المقدّس للشعب في المدارس أو سواها.
ج‌ المعلّم (أو الديدسكالوس) وهو المولج من قبل الأسقف بشرح الإنجيل والمزامير. بكلمة أخرى هو الواعظ، ويمكن أن يكون علمانيًّا.
ح‌ البروتوبسالتيص: أو رئيس المرنّمين أو مدير الجوق أو الخورص. وبالطبع لا ضرورة أن يكون كاهنًا أو شمّاسًا.

 

6- المطران: رئاسة الكهنوت هي قمّة الدرجات الكهنوتيّة كلّها. العبارات المستعملة للدرجة الأسقفيّة مختلفة باختلاف الكراسي الأسقفيّة أو الأبرشيّات.
أ‌ أسقف: مشتقّة من اليونانيّة وهو الاسم الخاص بالدرجة الأسقفيّة أو رئاسة الكهنوت. وعبارة أسقف تعني " المناظر أو المشرف بحدب وحبّ".
ب‌ متروبوليت أو مطران: مشتقّة من اليونانيّة. والمطران هو الأسقف في "مدينة- أم" أو "متروبول" أو عاصمة.
ت‌ رئيس الأساقفة: هو الأسقف في ولاية كنسيّة الذي له ولاية على أساقفة آخرين. في الواقع كثيرًا ما تكون هذه العبارات اليوم ألقابًا فخرية، دون ولاية فعليّة. ولكن هذه الألقاب كانت فعليّة في التاريخ القديم.
ث‌ تتم رسامة المطران قبل قراءة الرسائل والأناجيل.

 

7- البطريرك: البطريرك هو الرئيس الأعلى في البطريركيّة وهو يؤلف، مع سينودسه (أو مجمعه) ومع كل الأساقفة التابعين لولاية البطريركيّة، السلطة العليا في الكنيسة المحليّة في البطريركيّة. في كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق. كما يحمل لقبين إضافيّين شخصيّين وهما الاسكندريّة وأورشليم. عمليًّا تمتد ولايته الى كل الروم الملكيّين الكاثوليك في العالم. وهم حوالي خمس مئة ألف في البلاد العربيّة، وحوالي سبع مئة ألف في بلاد المهاجر، بحيث تعدّ كنيستنا حوالي مليون ومئتي ألف. في كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة الكراسي التالية:


1- الكرسيّ البطريركيّ الأنطاكيّ، ومركزه دمشق.
2- الكرسيّ البطريركيّ الاسكندريّ، ومركزه الاسكندرية والقاهرة. ويسوسه نائب بطريركيّ.
3- الكرسيّ البطريركيّ الأورشليميّ، ومركزه القدس، ويسوسه نائب بطريركيّ
4- أبرشيّات سوريا وهي: حلب- حمص وحماه ويبرود- اللاذقيّة- خبب وحوران (4 أبرشيات)
5- أبرشيات لبنان وهي: صور- بيروت- صيدا- مرجعيون- زحلة- بعلبك- طرابلس (7 أبرشيات)
6- الأردن، أبرشيّة عمّان (أبرشيّة واحدة).
7- فلسطين: عكّا وحيفا والناصرة والجليل (أبرشيّة واحدة).
8- المهجر: الولايات المتحدة الأميركيّة- كندا- البرازيل- أوستراليا- المكسيك- فنزويلاّ والمساعي مكثّفة لتأسيس أبرشيات أخرى في أميركا الجنوبيّة.
9- ممثّلون بطريركيّون: في فرنسا (باريس)، والعراق (بغداد)، والكويت.

ملحق: تكملة للفائدة نضع تحت هذا الباب لائحة بأسماء الرهبانيّات والمؤسسات الرهبانيّة للرجال والنساء، فهي سند الكنيسة ومنها يأتي العديد من خدّام الكنيسة ويهيّئون جيلاً واعيًا من العلمانيين الملتزمين في حياة الكنيسة.

الرجال        
- الرهبنة الباسيليّة المخلصيّة (المخلصيون)تأسست سنة 1685
- الرهبنة الباسيليّة القانونيّة الشويريّة (الشويريّون)تأسست سنة 1710
- الرهبنة الباسيليّة القانونيّة الحلبيّة (الحلبيّون)تأسست سنة 1710
- الجمعيّة البولسيّة (البولسيون)تأسست سنة 1903

النساء
- الراهبات الباسيليّات المخلصيّات تأسست سنة 1733
- الراهبات الباسيليّات الشويريّات تأسست سنة1737
- الراهبات الباسيليّات الحلبيّات تأسست سنة1740
- راهبات المعونة الدائمة تأسست سنة 1946
- راهبات الخدمة الصالحة تأسست سنة 1950
لهذه الرهبانيات أديار ومراكز كثيرة.

 

أديار مستقلّة:
1- قي لبنان: دير القيامة (شبروح- فاريّا)
2- في القدس: دير رهبان الظهور (مار يوحنا في البريّة)
3- في بيت لحم: دير راهبات العمانوئيل
4-  في الناصرة: دير راهبات البشارة.

 

الإكليريكيّات والمعاهد: الكهنة والرهبان والراهبات هم سند الكنيسة. نطلب الى الله أن تنمو  الدعوات الكهنوتيّة أو الرهبانيّة لخدمة شعب الله. الإخوة المؤمنون من شبّان ورجال وسيّدات يمكنهم أن يلتحقوا بالحياة الكهنوتيّة أو الرهبانيّة والرسوليّة في الأبرشيّات وجمعيّات الرجال والنساء التي ذكرناها آنفًا. ولهذا نضع هنا لائحة بالمعاهد الإكليريكيّة وبيوت التنشئة الموجودة في كنيسة الروم الملكييّن الكاثوليك:


1- المعهد الإكليريكيّ البطريركيّ في الربوة (لبنان)، ويضم طلاب كهنة من فلاسفة ولاهوتيّين لكلّ الأبرشيّات.
2- معاهد إكليريكيّة صغرى وكبرى تابعة لرهبانيّات الرجال.
3- معهد القديس بولس الإكليريكيّ: فيه يدرس طلاّب الكهنوت في معهد الربوة البطريركيّ، وطلاب الجمعيّة البولسيّة وسواهم.
4- إكليريكيّة باسيليوس الكبرى، للرهبان المخلصيّين في الولايات المتحدة الأميركية.
5- إكليريكية القديس غريغوريوس الكبرى في الولايات المتحدة.
6- إكليريكيّة صغرى في دمشق.
7- إكليريكيّة صغرى في بيت ساحور (فلسطين).
8- إكليريكيّة صغرى في الناصرة.
9- معهد المخلص الكهنوتي في بيت ساحور.


ندعو المؤمنين العلمانيّين أن يلتفّوا حول رعاتهم ويشتركوا بحبّ والتزام في حياة الرعيّة والأبرشيّة. سرّالكهنوت (بدرجاته المختلفة حتى الأسقفيّة) هو سرّ الخدمة في الكنيسة: خدمة الكلمة والبشارة والوعظ والتعليم، خدمة الأسرار المقدسة والحياة الروحيّة، خدمة الجماعة في كلّ مرافق حياة المؤمنين دينيًّا وإجتماعيًّا. ولكن لا قوام لخدمة الكاهن بدون مشاركة العلمانيّين وتعاونهم وتفاعلهم مع رعاتهم والتزامهم معهم خدمة الكنيسة. 

 

ملحق: البركة والعشر/ هناك وصيّة كنسيّة تعلمناها صغارًا في التعليم المسيحيّ وهي: "أوفِ البركة أو العشر". أعني في أصلها زكِّ العُشر من أموالك لخدمة الكنيسة وجماعة المؤمنين. إننا نحب أن يشعر المؤمنين بأهميّة هذه الوصيّة في كل أبعادها من الوجهة الماديّة: مساعدة الفقراء في الرعيّة. والروحيّة والاجتماعيّة: للشعور مع أبناء الرعيّة ومساعدتهم. والرعويّة: الالتزام بمختلف نشاطات الرعيّة من أخويات- دروس كتابيّة أو لاهوتيّة- شبيبة- مجلس رعوي- جوق- جمعيّات خيريّة- فرق صلاة الخ. الرعيّة من وراء الكاهن. ولكن الكاهن أيضًا من وراء الرعيّة.



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +