Skip to Content

الصلاة العائلية - الاب منير سقّال

 

الصلاة العائلية

Click to view full size image

للصلاة العائلية خصائصها . فهيّ صلاة جماعية يقوم بها الزوجان معاً ، والأهل والأبناء معاً . والاتحاد في الصلاة هو ، في الوقت عينه ، ثمرة هذا الاتحاد الذي يوّفره سرا العماد والزواج ، وهو ما يقتضيه هذا الأخير ، وبالإمكان تطبيق هذه العبارات ، التي أعرب بها الرب يسوع عن وجوده ، على أعضاء العائلة المسيحية خاصة ، وقد قال : " وأقول لكم : إذا أتفق اثنان منكم في الأرض لأن يطلبا حاجة ، حصلا عليها من أبي الذي في السماوات ، فأينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي ، كنت هناك بينهم " ( متى 18/19 ? 20 ) . والموضوع الخاص لصلاة هذه العائلة إنما هو حياة العائلة نفسها التي تبدو في جميع ظروفها كأنها دعوة من الله وتأتي كجواب بنوي على ندائه .

من أخص واجبات الاهلين المسيحيين النابعة من كرامتهم ومن الرسالة الخاصة بالمعمدين ، تربية أبنائهم على الصلاة واستدارجهم شيئاً فشيئاً إلى اكتشاف سر الله وإلى الحوار الشخصي معه . إن العنصر الأهم الذي لا غنى عنه في التربية ، إنما هو مثل الأهل الواقعي والشهادة التي يؤيدها حياتهم : إن الأب والأم اللذين يصليان مع أبنائهما ، فيما يمارسان كهنوتهما الملوكي ، ينفذان إلى أعماق قلوب أبنائهما ويتركان آثاراً لا تقوى على إزالتها أحداث الحياة المتعاقبة . ولنستمع إلى بولس السادس يحضّ الوالدين بقوله : " أيتها الأمهات ، هل تعلّمن أولادكن صلاة المسيحي ؟ هل تعددن أبناءكن مع الكهنة لأسرار عهد الصبا : التوبة والافخارستيا ؟ هل عوّدتنهم ، إذا مرضوا ، التفكير بالمسيح المتألم ؟ والاستعانة بالعذراء مريم والقديسين ؟ هل تتلون في العائلة صلاة الوردية المريمية ؟ وأنتم أيها الآباء ، هل تعرفون أن تصلّوا أحياناً على الأقل ، مع أبنائكم وكل جماعتكم البيتية ؟ إن مثلكم إذا صاحبه تفكير سليم وعمل مستقيم ، وساندته صلاة مشتركة ، له ما للمدرسة المفيدة للحياة من قيمة ، وما لفعل العبادة من استحقاق عظيم . هكذا تدخلون السلام إلى بيوتكم : " السلام لهذا البيت " . تذكروا : هكذا إنكم تبنون الكنيسة "

 ( خطاب في المقابلة العامة في 11 آب 1976 ).

خاتمـــة

" مستقبل البشرية يتوقف على العائلة " : من اللازم أن يلتزم كل إنسان بواجب المحافظة على ما للعائلة من قيم سامية ومتطلبات ويعمل على تطويرها . وإن يندفع إلى محبة العائلة ، فمحبة العائلة معناها اكتشاف ما يتهددها من أخطار وشرور ، بغية التغلب عليها ، ومحبة العائلة هي بذل جهد الطاقة لخلق الظروف والأجواء التي تساعد على تنميتها وتقدّمها . وإنه لنوع سام جداً من أنواع المحبة أن تعطى مجدداً عائلات اليوم المسيحية ، من الأسباب ما يبعث فيها الثقة بالنفس وبما حبتها الطبيعة والنعمة من وسائل ، وبالرسالة التي وكلها الله إليها ، " أجل ، من الواجب أن تعود عائلات عصرنا إلى سابق عهدها ، من الواجب أن تسير في خطى المسيح) " البابا يوحنا بولس الثاني ، قد اقترب ، 15 آب 1980 ) .

هذا الحديث مقتبس من " إرشاد رسولي ، في وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم " ، 1981

-  لمزيد من الاستفادة قراءة : " شرعة حقوق العيلة " ، يقدمها الكرسي الرسولي ، 1983

الاب منير سقّال

 

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +