Skip to Content

التربية الجنسية - الأستاذ موريس آكوب

 التربية الجنسية : مفهومها ، مبادئُها ، وأساليبها

Click to view full size image    

أ . موريس آكوب

 
مقدمة

من بين المشاكل التي تشغل بال الأهل ، مشكلة تهيئة أولادهم تهيئة ملائمة ما أمكن لحياة النضج ، وخاصة ما يتعلّق بالتنشئة على المعنى الحقيقي للجنس في حياة الإنسان .فالثقافة الجنسيّة الصحيحة تكاد تكون شبه معدومة في مجتمعنا ، وهي إن وُجِدت ، تعاني من تعتيم على حقيقة الإنسان ترتسم فيه نزعة إلى ابتذال الجنس ؛ فالمجتمع ووسائل الإعلام لا يوفّران عن هذه المسألة إلاّ إعلاماً تافهاً وضعيفاً ، وفي الغالب متشائماً ،كما لا يأخذ بعين الاعتبار مراحل تنشئة الأولاد والشبّان وذلك بدافع نظرة مغلوطة وأنانيّة للحريّة . كما أنّ الأهل أنفسهم قد تخلّوا في كثير من الأحيان ، عن واجبهم على هذا الصعيد لصعوبة المهمّة وقلّة استعدادهم ، أو أنّهم ، في أحسن الأحوال ، جيّروا هذا الواجب لغيرهم ناسين أنّ التربية الجنسيّة هي من حقّ الوالدين ، وهي واجبهم الأساسي .
مفهوم التربية الجنسيّة

يُعلِن الكتاب المقدّس : " ... فخلق الله الإنسان على صورته ، على صورة الله خلقه ، ذكراً وأنثى خلَقَهم " ( تك 1 / 27 ) .

هذا يعني أنّ الإنسان ، منذ الخلق ، هو كائن " مُجَنَّس " على حد تعبير العلوم الإنسانيّة ، وهو مدعو إلى النضج بحيث يصل إلى " ملء قامة المسيح " انطلاقاً من الجنس الذي ينتمي إليه ، وعليه فمُهمَّة التربية عموماً ، والتربية الأسريّة خصوصاً هي أن تُنشِّئ الطفل ليبلغ تمام الرجولة ، والطفلة لتبلغ تمام الأنوثة ، وهذا يعني ، في نهاية المطاف ، أنّ ما يُدعى بالتربية الجنسيّة بالمعنى الواسع ، هو في الحقيقة تربية أسريّة تأخذ بعين الاعتبار الجنس الذي ينتمي إليه المتربي وتحترم قوانينه ، ذلك لأنّ الإنسان ، كما أسلفنا، هو منذ البدء كائن" جنساني " مطبوع بالجنس منذ الولادة ، وهو لا يمكنه أن يدرك العالم ويحدّد موقفه منه إلاّ من خلال جنسه ؛ فقبوله العالم أو رفضه له إنّما يتمّ من خلال قبوله أو رفضه للجنس الذي ينتمي إليه ، كما أنّ صحته النفسيّة وتوازن شخصيّته يتوقفان إلى حدّ كبير على مدى قبوله أو رفضه لجنسه في وعيه أولا وعيه على حدٍّ سواء .

وإذا كانت التربية الأسريّة تعني وظيفة العائلة تجاه أولادها من جميع النواحي انطلاقاً من الجنس الذي ينتمون إليه ، فالتربية الجنسيّة تعني بالمعنى الضيق إعداد الجنسين لمرحلتيْ البلوغ والمراهقة . وتكوين مفهوم سليم عن الجنس والحب والزواج ، وتربيتهم على العفّة ، وتدريبهم على تصعيد الطاقة الجنسيّة بحيث تتحوّل إلى طاقة حب تدفعهم بالاتجاه السليم .

إنّ التربية الجنسيّة في العمق ، هي تربية على الحبّ بمفهومه الحقيقي ، وتنطلق أساساً من تصوّر سليم للحبّ والجنس .

إنّ الحبّ هبة من الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله ؛ فإذا كان الله محبّة في جوهره ، فقد وضع في الإنسان القدرة عل الحبّ . وقد تجلّى حبّ الله للإنسان على الصليب حيث قدّم يسوع المسيح ذاته حبّاً لنا ومن أجل خلاصنا ليعلّمنا أن الله محبّة .

إنّ الحبّ ، في منظور الإيمان المسيحي ، هو طاقة ثمينة لبذل الذات ، فهو ، ليس إذاً مجرّد مشاعر وأحاسيس وعواطف ، وحاجة بيولوجية صرفة كما تصوّره لنا اليوم حضارة الاستهلاك ! وإذا كان الحبّ الحقيقي هكذا هو ، وإذا كان الجنس في مفهومه الصحيح يرتبط عضوياً به ، يغدو الجنس ، والحالة هذه ، طاقة حبّ ، وهو بالتالي نبيل ومقدّس وعلى التربية الجنسيّة الصحيحة أن تنقّيه من كل ما علِق به من تصورات مغلوطة ونظرة أثيمة محرّمة .
وبكلمة : نحن من الحبّ خرجنا ، وبالحبّ إلى القداسة مدعوون ، وبالحبّ فقط إلى الله نعود ، للحبّ خُلِقنا رسالتنا في هذه الحياة هي رسالة حبّ ، والحبّ هو مشروع حياتنا الأول والأخير .
مبادئ أربعة للإعلام في موضوع الجنس
 

أولاً : كل ولد هو شخص فريد وليس مثله آخر ، فيجب أن يقبل تنشئة توافقه .

    ولأنّ الوالدين يفهمون ويحبّون كلّ واحد من أولادهم بفرادته ، فإنّهم خير المؤهلين لتقرير الوقت المناسب لتزويدهم بمختلف المعلومات اللازمة وفقاً لمستوى نموّهم الجسدي والروحي .

    يجب تزويد الولد بكل ما يتّصل بحياته الخاصة ، بيولوجياً كان أو عاطفيّاً ، في حوار شخصي مفعم بالحب والثقة .

    يدلّ الاختبار على أنّ هذا الحوار يكون أفضل إذا كان الوالد الذي يُعطي المعلومات البيولوجيّة ، والعاطفيّة والأخلاقيّة والروحيّة من الجنس ذاته . إذ أنّ وعي الأمّهات والآباء لدور وانفعالات جنسهم الخاص يجعل للأمّهات صلة خاصة ببناتهنّ ، وللآباء صلة خاصة بأولادهم الصبيان ! إذ يجب احترام هذه الصلة الطبيعيّة .

ثانياً : يجب أن يكون البعد الأخلاقي قسماً من الشروح المعطاة .

    على الوالدين أن يوضّحوا تماماً أن المسيحيين مدعوون لأن يعيشوا هبة الجنس وفقاً لقصد الله الذي هوالحب في إطار الزواج أو البتوليّة المكرّسة أو العزوبية أيضاً .

    وعليهم أن يلّحوا على قيمة العفّة الإيجابيّة وما فيها من إمكانات إنشاء حب حقيقي بين الأشخاص . " وحده مَنْ يعرف أن يكون عفيفاً يعرف أن يحب في الزواج أو في البتولية " .

    عليهم أن يلاحظوا عند ولدهم منذ نعومة أظفاره ، بدايات النشاط التناسلي الغريزي ، وأن يعملوا بلطف على إصلاح عادات قد تصبح فيما بعد أثيمة ، ويُعلّموا الحشمة وفقاً لمراحل نموّ الولد مبتعدين عن أسلوب التوبيخات أو التوصيات التي يرى فيها الأولاد ثمار الخوف من العواقب الاجتماعيّة أو السمعة العامة أكثر منها اهتماماً محبّاً لخيرهم الحقيقي .

ثالثاً : التنشئة على العفة والمعلومات الموافقة للحياة الجنسيّة يجب أن توضع في الإطار الأوسع للتربية
على الحب .

    لا يكفي أن نعطي المعلومات عن العلاقات الجنسيّة مشفوعة بالتذكير بالمبادئ الأخلاقيّة الإيجابيّة ، بل يجب أيضاً إسداء المعونة الدائمة للمساعدة على نمو حياة الأولاد الروحيّة . حتى يرافق دائماً نموّهم البيولوجي والنزوات التي يشعرون بها حبٌّ متفاهم لله الخالق والفادي ووعيٌ متزايد لكرامة إنسانيّة كل شخص ولجسده . فعلى ضوء سرّ المسيح وكنيسته يستطيع الوالدون أن يوضّحوا قيم الجنس الإنسانيّة الحقة في إطار دعوة الإنسان الأساسيّة إلى الحب والدعوة الشاملة إلى القداسة .

    إنّ هدف العمل التربوي للوالدين هو في أن ينقلوا لأولادهم الاقتناع بأنّ العفة أمرٌ ممكن في حياتهم الخاصة وإنّها تجلب الفرح الآتي من وعي ونضج وتوازن حياتهم العاطفيّة .

    متى تحدّدت أهداف الإعلام الجنسي الذي يجب إعطاؤه لا بد من تعيين الأوقات والطرق المناسبة له بدءاً بالطفولة .

رابعاً : يجب على الوالديْن أن يعطوا هذا الإعلام بكثير من الحيْطة ، ولكن بشكل واضح وفي الوقت المناسب .

    ولكي يُحسنوا تقدير ما ينبغي أن يقولوه لكلِّ من أولادهم ، من الهام جداً أن يلتمسوا النور من الرب في الصلاة ويتداولوا ذلك فيما بينهم لتأتي كلماتهم لا صريحة أكثر من اللازم ، ولا غامضة أكثر من اللازم . إنّ إعطاء الزائد من التفاصيل للأولاد يأتي بنتائج عكسيّة .

    إنّ المعلومات الأولى عن الحياة الجنسيّة التي يجب أن تُعطى للولد الصغير لا تتناول بالعموم قضية التناسل بل الحبل وولادة أخ أو أخت له . ففضول الولد الطبيعي يستيقظ مثلاً عندما يرى علامات الحبل عند أمّه ويعيش انتظار ولد . ويستطيع الوالدون هنا انتهاز هذه الخبرة المُفرِحة لكي يُطلِعوا ولدهم على بعض أمور بسيطة تتعلّق بالحبل ، ولكن دائماً وسط الاندهاش العميق أمام الله الخالق الذي يتدبّر أمر الحياة الجديدة التي يعطيها لتكون محفوظة في جسم الأم جنب قلبها .

مراحل التربية الجنسيّة

يمكن أن نميّز فيها مرحلتيْن :

1 - المرحلة المبكّرة :

الأم في هذه المرحلة هي المؤهَّلة الأولى لهذه المهمة ، فبإمكانها أن تستفيد من أحداث الحياة اليومية : مثلاً عندما تعطي الحمّام لأولادها ؛ أو عندما يطرحون عليها أسئلة تتعلّق بهذا الموضوع .

2 - المرحلة المتأخّرة :

تبدأ مباشرة قبل مرحلة البلوغ أو في بدايتها ، إنّ التربية الجنسيّة هنا تصحب مرحلة التحوّلات الجسديّة والفيزيولوجيّة والنفسيّة . ومن المهمّ أن تبدأ هذه التربية قبل أن يتلقّى الأولاد المعلومات من الشارع ، أي تقريباً في سن الثانية عشرة للبنات ، والثالثة عشرة للصبيان ، والمهم أيضاً ، كما أسلفنا في المبادئ ، أن يحدّث الأب الصبيان، والأمّ البنات .

- المحتوى لهذه المرحلة : شرح ما يلي :

    ضرورة تدخّل الأب ( دوره ) في مسألة الحَمِل .

    للبنات : معنى الحيض الشهري والإباضة ، وللصبيان : معنى المني والعناصر التي تدخل في تشكيل الجنين .

    الفعل الزوجي : شرحه بطريقة مبسّطة تاركين التفاصيل الدقيقة لشرحها في حينها وربّما قبل الزواج .

إنّها لفرصة عظيمة أن نشرح للأولاد عظمة الأبوّة والأمومة ، ولغرس الثقة بوالديهم ، إنّ مشاكل المراهقة تكاد تختفي عندما يعرف الآباء والأمّهات كيف يكسبون ثقة أبنائهم بالرد على أسئلتهم بصراحة .

كما أنّها فرصة عظيمة لنعرّف أولادنا مبكراً على قدسيّة وعظمة الحب والجنس . فالجنس شيء خيّر ، وهو وسيلة للاتصال والترابط وتكوين أسرة . كما أنّه عنصر أساسي في تنشئة الشخصيّة المتوازنة .
أساليب التربية الجنسيّة

 أولاً : في المرحلة المبكرة :

 إنّ ما نسوقه من أساليب مأخوذ من خبرة والدين واعين قاموا بواجبهم في هذا المجال ، وهي تنطلق من مناسبات وأسئلة واستفهامات أجابوا عليها بصدق وصراحة يتناسبان وعمر أبنائهم بدون تغليف ولا مداورة .

فيما يلي المناسبات والأسئلة ، والإجابة عليها في مرحلة التربية الجنسيّة المبكّرة :

طفلة في أثناء الاستحمام :

سؤال : ماما لماذا أنا ليس لي " حمامة " مثل أخي ؟ ( من 4 : 5 سنوات ) .

- إن الله خلق الصِبْية مختلفين عن البنات ، للصبي " حمامة " وللبنت " وردة " .

- إنّ هذا السؤال مناسبة للأم كي تشرح الاختلاف بين الولد والبنت ، كما أنّها فرصة لتعريفهم بأنّ عادة اللعب بهذا الجزء من جسمهم عادة كريهة ، كعادة اللعب بالأنف ، وكذلك تحاشي لمس أعضاء الآخرين ؛ فأجسادنا تخص الله ويجب المحافظة عليها .

 
سؤال : لماذا تكبر بطن أمّي هكذا ؟ ( سن 5 : 6 سنوات ) .

- لأنّ أخاك الصغير ينمو في داخلها .

- فالبابا وضع البذرة في بطن ماما ، وهذه البذرة كَبُرَتْ لأنّها نفذت من اللحم والدم إلى داخل بطنها . فالأطفال ، إذاً ، هم لحم ودم والديهم ، لذلك هم محبوبون حتى قبل أن يولدوا .

- والله يتدّخل في وضع الحياة فيهم . الله يضعُ الروح في البذرة التي في داخل بطن الماما ، وهي أهمّ شيء . الروح هي أثمن وأغلى شيء فينا . بدون الروح لا نكون أحياء بدونها نكون مثل الحجارة التي لا تحسّ ولا تفكّر ولا تتحرّك .

- لا يجوز خداعهم ، إنّ تلفيق القصص الخياليّة التي تخفي الحقيقة لها أسوأ الأثر عليهم مستقبلاً ، لا بدّ من الرد بصراحة ، لأنّ الطفل إذا اكتشف أنّنا نكذب عليه فهذا يعني أنّ كلّ شيء قد انتهى ...

 

سؤال : كيف يخرج أخي الصغير من بطن أمّي ؟ ( من سن 6 : 7 سنوات ) .

- في ذهن كثير من الأطفال أنّ الطبيب يشقّ بطن الأم ويُخرِج منها الطفل ! لذلك تذهب الأمّهات إلى المستشفى !! ( هذا يحدث أحياناً ) .

- نقول لهم بكلّ صراحة وبساطة أنّ الطفل خرج من نفس المكان الذي وضع فيه البابا البذرة ، وأنّ هذا الممرّ ينفتح ويستعمل فقط لهذا الغرض .

 

سؤال : ولكن كيف يمكن من ثقب صغير أن يخرج طفل كبير ؟ ربّما يسأل بعضهم هذا السؤال !

- إنّ الله منح عضلة المرأة مرونة بحيث تتمدّد كالمطاطة ليسهل خروج الطفل ، وبعد الولادة يعود جسم المرأة كما هو .

 

سؤال يُضحك : لماذا لا ينجب الرجال ؟ ولماذا لا تستطيع امرأة غير الأم ( فتاة ) أن تُرضِع الوليد ؟

- خلق الله أجساد الرجال كي تعطي البذرة فقط ، وأجسادهم قويّة حتى يحموا أسرهم ويدافعوا عنها وجسد المرأة خُلِق كي يحمي الصغير ويُرضعه ، لكي تدبّر المنزل وتجعله لطيفاً للعيش فيه ؛ فالأمّهات أكثر قدرة على الاهتمام بالأطفال من الآباء .

- مسألة الرضاعة : الأمّهات فقط لديهنّ ( حليب ) في الثدي ولهذا وحدهنّ يستطعن الرضاعة .

 

سؤال : كيف تحمل الأم بالطفل ؟ من وأين تمرّ بذرة الأب إلى بطن الأم ؟ وكيف تمرّ ؟ ( من سن 8 - 9 سنوات).

- نجيب مستعيرين مثال الحقنة ( الإبرة ) : إنّ الإبرة تخترق الجلد ويمرّ الدواء من السُرنغ إلى جلد الشخص . وفي مثل تلك الحالة فإنّ بذرة الأب تمرّ من القضيب إلى جسم الأم من نفس الفتحة التي يأتي منها المولود عندما يولد.

- هذا الفعل شيء عظيم ومقدّس ، والربّ يتدخّل في هذا العمل بخلق روح الطفل .

 

سؤال : لماذا لا يستطيع أي رجليْن ، أو امرأتيْن أن يتزوّجا وينجبا الأطفال ؟

- النساء لديهنّ كيس في بطونهنّ يسمّى الرحم ، وفيه ينمو الطفل ؛ لا يوجد هذا الكيس في الرجال ولذلك لا يستطيعون الإنجاب .

- والنساء ليس لديهنّ بذور كالرجال ، ولهذا السبب يولد الطفل من اتحاد الرجل والمرأة .

ثانياً : في المرحلة المتأخّرة : ما قبل البلوغ مباشرة .

التغيرات الجسديّة في الأولاد ( من سن 11 : 12 سنة ) .

1 - بالنسبة للبنات

تلاحظ الأمّهات بسرعة التغيرات الجسديّة في بناتهّن :

ملابس ضيقة ، أحلام يقظة ، طبع حادّ ، اختفاء خفّة الحركة والنشاط ، بطيئات ، كسولات ، ازدياد حدّة العصبيّة ، غضب سريع وبكاء ، ( إنهنّ تحت التغيّر .. ) .

فعلى الأم إعداد البنت قبل حدوث الحيض الأول ، فالأب غير مؤهّل لهذه المهمّة ؛ على الأم قبل كل شيء أن تعرف كيف تصبح موضع ثقة لبناتها وبمنزلة صديقة لهنّ عندها تصبح مهمتها سهلة نسبيّاً .

ويمكنها أن تقوم بمهمّتها كما يلي :

- إنّ جسدكِ يا ابنتي لم يعد جسد طفلة ، إنّها البداية لتصبحي امرأة صغيرة . ثدياك يتطوران في الشكل والحجم ليكونا مستعدّين لتغذية أطفالك مستقبلاً ، وفي بطنك تجري بعض التغيّرات ليستعدّ جسدك للأمومة وسريعاً ما تصبحين امرأة كاملة .

 

سؤال : أمّي ، كيف سأعرف مجيء تلك اللحظة ؟ وما هو الحيض ؟

- إنّه نزيف بسيط ، ستلاحظينه عندما تتبوّلين .

 

سؤال : هل هو ضار ؟

- لا يا عزيزتي ، إنّها ظاهرة طبيعيّة ذات أهميّة قليلة ، إنّها تحدث كل شهر ، وربّما تسبّب بعض المضايقات أو الألم البسيط .

 

سؤال : ولماذا يحدث هذا ؟

- إنّك تعرفين أنّ الدجاجة تضع بيضاً دوريّاً ، تخرج الكتاكيت ( الصواص ) من البيض الذي يكون الديك قد لقّحه ، إذا لم يُلقّح البيض يفسد ولا تخرج منه كتاكيت .

- ذات الشيء يحدث للمرأة . يوجد داخل رحم الأم بيض صغير يسمى " بويضات " تنمو كل شهر في يوم معيّن . ظهور هذه البويضات يسمّى " إباضة " .

- عندما تُلقّح البيضة ببذرة الأب ، تنمو 9 أشهرٍ لتصبح بعد ذلك طفلاً ، لكن إذا لم تُلقّح البويضة تفسُد وتخرج من الجسم خلال ذلك النزيف .

- عندما تنتظر الأم طفلها خلال فترة الحمل لا تحدث إباضة ، لذلك لا يوجد حيض ، وبعد الولادة يأتي الحيض بانتظام .

- لذلك أنتِ مثل كل البنات غير المتزوجات ، سيكون عندك نزيف كل شهر ، فيه تتخلّصين من البويضة الفاسدة ، وهو يستمرّ ثلاثة أيّام .

 

سؤال : هل هذا النزيف متعب ومؤلم ؟

- أحياناً يؤلم ألماً بسيطاً قليلاً ، وأحياناً يسبّب بعض المضايقة والشعور بعدم الارتياح . إنّها فرصة أعطانا إيّاها الرب لنقدّم تلك الآلام كتكفير عن خطايانا التي نرتكبها في حقّه باستمرار .

- عليكِ ، من تلك اللحظة ، أن تحرصي على عفّتك ، ستتعرّضين لتجارب تسيء للرب ولجسمك بسبب هذه التغيّرات التي تحدث . ستشعرين برغبة كبيرة في مصاحبة الصبيان ، وبرغبة أن تشعري بأنّهم يلاحظونك ويغازلونك ... يجب أن تحرسي نفسك من هذه الأفكار الخاطئة كيلا تصبحي غبيّة وفاشلة ولعوباً .

سؤال : من هي الفتاة اللعوب ؟

- هي التي ترتدي الملابس العارية والقصيرة ، تقف وتمشي بطريقة منافية للأدب لتجذب أنظار الفتيان والرجال وتُحرّك فيهم الأفكار الشيطانيّة والرغبات المحرّمة .

- أن تحبّي الشبّان فهذا شيء طبيعي ، لكن يجب أن ينتهي هذا الحب بالزواج .

- يجب عليك أن تحبّي الرجل الذي ستتزوجينه فقط ، لأنّ هذه هي الغاية التي أرادها الله .

- لا يجب أن نستخدم الجنس لنشبِع رغباتنا الأنانية ، فهذا يُعتبر خطيئة واستخداماً سيئاً لعمله النبيل .

- الشيء المهم هو أن تتعلّمي : كيف تحرسين قلبك ؟??!

 

سؤال : نحرس قلوبنا كيف ؟

- حراسة قلوبنا تعني أن نحفظها للرب ، أن نعيش في الحالة التي يوافق عليها الرب ، وهي أن نحب كل شيء يتعلّق بحالتنا وظروفنا في الحياة ، ونُخضِع تلك الأشياء ونجعلها طوع أيدينا ، لكن المحبة لله .

بالنسبة للفتيان : ( من سن 13 : 14 ) .

- في الجسم توجد غِدد ذات طبيعة معينة يذهب إفرازها إلى الدم . تسمى غدد الرجل " الخصيتين " . إذا فقدهما صبي ! لن يكون له صوت الرجال حينما يكبر ، ولا ذقن وشوارب ، ولا يُنجب أولاداً .

- لهذا السبب : إذا رغبتَ في أن تنمو وتصبح رجلاً حقيقياً يجب أن تحترم أعضاء رجولتك . فهي نافورة الحياة لذلك هي مقدّسة . لقد أعطى الرب الرجل هذا العضو ليرتبط بزوجته وينجبا أطفالاً . لا يجب أن تستخدمه لأغراض أنانيّة .

- تذكّر : لا تسمح لنفسك أن تسقط في تلك التجارب حتى ولو بالفكر ، لا تقترب من أحدٍ كثيراً ولا تسمح لأحدٍ أن يقترب منك .

- حالاً ستتطوّر غدد الجنس عندك وتفرز سائلاً يسمّى " المني " = البذور ، في يوم ما عندما تتزوّج ستخرج حياة جديدة من هذه البذور . أحياناً سيُقذف هذا السائل في أثناء نومك ! لا تنـزعج ولا تخف طالما كان ذلك بدون إرادتك . فهو لا يُعتبر خطيئة .

- إنّنا نرتكب خطيئة عدم العفّة فقط عندما نسبّب نحن هذه اللذّة بإرادتنا .

- غالباً ما سيكون لديك بعض الإثارة الجنسيّة التي تكون مزعجة في معظم الأوقات ، فهذا طبيعي يجب ألاّ يضايقك ، لقد سمح الرب بهذا لكي يعلمّنا السيطرة على آلامنا وقيادة أنفسنا .

- لا تسمح لصديق السوء أن يخبرك بما يجب أن تفعله . قاطعه في الحال وقل له بوضوح بما يجب أن يكون الرجل الحقيقي .

- يجب عليك ، إذا رغبت في معرفة بعض الأشياء عن هذه المواضيع ، أو لديك بعض الشكوك ، ألاّ تسألْ أي غريب ، تعال إليّْ بسرعة أو إذهب إلى مرشدك ، فالآباء والكهنة يمكنهم أن يعطوك أحسن نصيحة مع الفطنة والحب .

- ربّما سيحاول ولد منحرف أن يلمس أعضاءك الخاصة ، أمثال هؤلاء الأولاد تعساء لأنّهم لم يتعلّموا أن يسيطروا على أنفسهم ، اترْك مثل هؤلاء فوراً .

- وإذا لزم الأمر أن تنام مع أي شخص ، تفادَ أي تلامسات غير بريئة أو أية مناقشة من هذا القبيل .

- هناك بعض الرجال الشواذ سيحاولون استخدام الأولاد الصغار ، يحاولون في البداية إخفاء رغباتهم السيئة ، ويحاولون تضليل ضحيتهم بالهدايا والوعود لكي يقنعوه أن يذهب معهم إلى مكان ما بعيد ؛ هؤلاء الرجال مرضى نفسيون ومجرمون .

- عندما تلمس أعضاءك في أثناء الاستحمام لتنظيفها لا يعتبر ذلك خطيئة ، إلاّ إذا رغبت في إثارتها .
الدور الذي يمكن أن تضطلع به الكنيسة

إذا كانت التربية الجنسية الأساسية يجب أن تعطى في العائلة، وأن تبدأ منذ الطفولة ، فإن الكنيسة سلطة وأبناء مثقفين ومستنيرين، يمكنها أن تقدم للعائلة عوناً كبيراً في هذا المجال مثل :

- صياغة برنامج أو منهج للتربية الجنسية في الأسرة لجميع المراحل العمرية : الطفولة ، المراهقة ، الشباب ، الخاطبون الأزواج ، وذلك على مستويين : مستوى الآباء والمعلمين ، ومستوى الناشئة ، وتأهيلهم بحسبه بقصد إكسابهم ثقافة في التربية الأسرية ، تؤهلهم لكي يضطلعوا بواجباتهم ومسؤولياتهم في هذا المجال .

- إدراج موضوع الجنس في برامج مخيمات الأطفال والمراهقين والشبيبة ، التي تعدها الحركات والمنظمات والأخويات الكنسية ، بهدف إيضاح المعنى الإنساني للجنس من جهة ، وتدريبهم على تعهّد هذا المعنى في كيانهم وحياتهم من جهة أخرى ، والبحث في هذا المعنى بصراحة حكيمة ، وبعقلية الحوار التي تساعدهم على اكتشاف الحقيقة بأنفسهم عوض أن يتلقوها مشوهة من جماعات جاهلة أو مُغرِضة .

- تعرُّض الكهنة والقسس في عظاتهم ، من حين لآخر ، لموضوع الجنس وبيان قصد الله منه ، وإبراز قدسيته، وضرورة العفة وذلك بطرق علمية منطقية بعيداً عن أسلوب الوعيد والتهديد والحلال والحرام .

- تأمين لقاءات بين الشبان والشابات في إطار نشاطات كنسية واجتماعية ، يجتمعون فيها لتبادل الآراء والتخطيط المشترك ، شرط أن يشرف عليها رعاة ومربون من ذوي الخبرة ، ذلك لأن التربية الجنسية لا تكتمل إن لم تشمل تربية الاتصال الفعلي بأفراد الجنس الآخر ، حيث يتعرف كل جنس إلى حقيقة الجنس الآخر ، مما يسهل السبيل للقاء حقيقي بينهما ، وفيما بعد ، لاختيار واعٍ ناضج لمن سوف يكون شريك الحياة .

مراجع ذات فائدة كبيرة : لمن يريد الذهاب إلى أبعد

    الجنس ومعناه الإنساني : كوستي بندلي ، منشورات النور .

    مع تساؤلات المرشدين : قضايا وحالات تربويّة . كوستي بندلي ، منشورات النور .

    مع تساؤلات الشباب ، كوستي بندلي ، منشورات النور .

    الأسرة و الطفل المسيحي في المجتمع المعاصر ، منشورات مجلس كنائس الشرق الأوسط .

    الإنسان والجنس حقيقة ومدلول ، منشورات المجلس الحبري من أجل العائلة ، الفاتيكان .

    إرشاد رسولي في وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم . منشورات المجمع المقدّس للكنائس الشرقيّة - الفاتيكان

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +