Skip to Content

هل انت منسي !!

 

 

 

هل انت منسي

 

 

منذ نحو ألفى عام كان يُباع فى أسواق أورشليم طيور كثيرة..و عصافير صغيرة! و كانت العصافير هى أرخص و أصغر كل الطيور..كانت تقريباً عديمة القيمة!

 فكان العصفوران يُباعان بفلس( متى 10)


و الفلس فى ذلك الوقت كان من أصغر العملات.. و مع ذلك فإن الناس كانوا لا يشترون العصافير كثيراً..و بالتالى كان التجّار رغبة فى تشجيع الناس على شرائها يبيعون الخمسة عصافير بفلسين ( لوقا12 )

لهذا فإن الناس كانوا يُفضلون شراء أربعة عصافير حتى يأخذوا عصفوراً خامساً بدون مُقابل! عصفوراً بدون قيمة!

هذا العصفور التائه الذى لا يُساوى فلساً..أحبّه الله!

هذا العصفور المنسى الذى لا يُساوى شيئاً..لم ينساه الله!

 

أليست خمسة عصافير تُباع بفلسين وواحد منها ليس منسياً أمام الله..بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعاً مُحصاة ( لوقا 13 ).



فلا تخافوا..أنتم أفضل من عصافير كثيرة..صدقونى هذا ليس كلامى بل كلامه..مكتوب فى كتابه..مكتوب من أجلكم ..لأنه يُحبكم..يُحب كل واحد منكم..شخصياً .. و بالإسم..و يؤكد لكم حُبّه قائلاً..

أنظروا إلى طيور السماء إنها لا تزرع و لا تحصد و لا تجمع

إلى مخازن و أبوكم السماوى يقوتها..

 

ألستم أنتم بالحرى أفضل منها..فلا تهتموا للغد..لا تهتموا بشىء..مُلقين كل همكُم عليه لأنه هو يعتنى بكم..قد يسمح الله أحياناً ببعض التجارب فى حياتنا.. و مع إنه لا يُريد ذلك..و لكنه فى حُبّه يسمح بهذا..مضظراً لأنه يُحبنا!!يسمح بهذا حتى نلتفت إليه..و ننظر إليه! و لكن صدقنى لا تخف..أبداً..لأنه لا يتركك..لن يهمك..لن ينساك..

هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم إبن بطنها..حتى هؤلاء ينسين..و أنا لا أنساك ( إشعياء 49 ).

تذكر دائماً..أن إله العصفور الخامس هو نفسه إلهك..الذى أحبك جداً و مازال.

أحبك و أنت تعامله كغريب- أحبك و أنت تكلمه من بعيد- أحبك و أنت لا تعرفه إلا إذا كنت فى مرض او ضيق_

و يتأثر جداً و يُحبك أكثر كُلما رأى فى عينيك دمعة حزن و سمع من داخل قلبك آهة أو أنين!

صدقنى - إنه يحبك..أكثر من عصافير كثيرة..أكثر بكثير..لأنه إله العصفور الخامس هو..إباك!!

أرجوك أن تُصدق إنك إبنه..و إنك إبنته..أولاده!!

و هو كأب يُريد كل واحد من أولاده فى بيته..فى حضنه..فى سمائه..فى ملكوته..فوق!

و لكى تكون معه فوق..يجب أن تكون مولوداً من فوق!

لهذا قال يسوع..بالحرف..إن كان أحد لا يُولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله ( يوحنا 3 )لأن الله روح.

و أولاده يجب أن يكونوا مولودون بالروح من فوق.. و لكن المشكله إنك من هذا العالم..من أسفل..من تحت ! لأنك مولود بالجسد.

و المولود بالجسد جسد هو ( يوحنا 3 )

و بما أن إهتمام الجسد هو موت..عداوة الله..لذا فإن الذين هم فى الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله ( رومية 8 ) و لكن نظراً لأن الله يُحّبك جداً..و سمائه لن تكون لها طعم من غيرك أبداً..قرر أن يجعل الطريق إلى بيته مُمهداً جداً..سهل جداً..بسيط جداً جداً ! لهذا أرسل إبنه..وحيده..إلى أرضنا.. و صار جسداً و حل بيننا ( يوحنا 1 )و عاش مثلنا.. أحس بضعفنا..شفى أمراضنا..بكى لُبكائنا..و حزن جداً و هو يرى ضعفنا مع جسدنا..صراعنا مع جسدنا.

نهاية طريقنا و الموت الذى يُريده لنا جسدنا..

و لم يحتمل قلبه و هو يسمع صُراخ كل منا..ويحى أنا الإنسان الشقى من ينُقذنى من جسد هذا الموت ( رومية 7 ) فنظر إلى أباه..و عرف مشيئته..و أطاعه..و حمل صليبه..و ذهب إلى الجلجثة!!

ذهب لُيحررنا من عبودية الجسد..ذهب لُيعطينا إنتصار على هذا الجسد..ذهب من أجلى و أجلك ! و تم صلبه بدلاً منى و منك! و كانت جريمته..إنه تجرأ و أُحب!!صدقنى

لقد صلبوه لأنه..يُحبك! جداً!!!

و هناك على الصليب كان وحده..تحمل كل شىء وحده..أكمل العمل وحده..لم يُساعده أحد..لم يُسانده أحد ..الكّل تركه..حتى أباه!!

لكن هناك فوق الصليب كان يوجد شىء مصلوباً معه! على نفس الصليب! و هذا الشىء هو خطيئتى و خطيئتك ..جسدى و جسدك.. و مات و معه خطايانا..ووضعوا جسده فى القبر.. و معه خطايانا..و دُفنت..و إنتهت..إلى الأبد! و عندما قام..قام وحده بدون خطايانا!!

لقد تركها فى القبر..إلى الأبد!

و لم يعُد الله يرى خطايانا..بل لم يعُد يذكرها فيما بعد..لأن دم يسوع المسيح إبنه يُطهرنا من كل خطية ( يوحنا الأولى 1 ).

و الآن نجىء إلى أهم شىء..أعظم شىء..جوهر كل شىء..فالله إكراماً لأبنه و طاعته له..وضع شرطاً واحداً..عملاً واحداً..لدخول السماء!!

و أكرر..عملاً واحداً فقط.. هو أن تجىء إليه ببساطة و تُصدّق و تؤمن من قلبك بأن خطاياك كلها..كل خطية..مهما كانت! الماضية و الحاضرة حتى الآن! حتى هذه اللحظة! قد تم صلبها مع يسوع على الصليب و دمه طهرّها تماماً ولم تعُد موجودة! لهذا هتف بولس من أعماق قلبه..مع المسيح عندنا قام..مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ ( غلاطية 2 )

يجب أن تُصدق أن المسيح عندما قام..قمت معه! إنسان جديد..مولود من جديد..و بهذا تكون مولود بالروح..مولود من فوق! لهذا أكّمل بولس قائلاً..

إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة..الأشياء العتيقة قد مضت..هوذا الكل قد صار جديداً ( كورنثوس الثانية 5 )

أرجوك أن تصدق هذا الكلام..و تؤمن بذلك..و تضعه داخل قلبك ببساطة..لا تُفكر بعقلك ..بل أُطلب من الله أن يلمسك بروحه..الروح القدس..لأن المسيح قال عن الروح..إنه سيُرشدكم إلى جميع الحق ( يوحنا 16 ).

فتعال الآن..لا تؤجل ..لا تتردد..صدقنى الموضوع بهذه البساطة..لأن المسيحية بسيطة جداً..و الله يحُبك جداً جداً..و لهذا جعل الطريق إلى بيته و سمائه بسيط جداً.. و هو الإيمان بإبنه..الإلتصاق بإبنه..و هذا لن يكون إلاّ بمعرفته و تصديق كلام إبنه..و قبوله بالروح فى القلب..لأن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله ( يوحنا 1 ).

 

من فضلك تعال إليه الآن..إتكّلم ويّاه..ببساطة..بإيمان صغير..صغير جداً مثل حبة الخردل..فهذا يكفى و يّزيد..لأن به تستطيع أن تُحرّك الجبال! جبال الشك..جبال القلق..جبال المرض .. جبال الضيق و الخوق..جبال الخطيئة و الموت..صدقنى ستحركهم من على قلبك..ستطردهم من داخل نفسك..و سينزاح همّك..و سينطرح حملك..و ستتحرر من قيودك و عبوديتك و مرضك و مخاوفك..لأن الرب نفسه سيكون بروحه فى داخلك..يسوع بروحه سيسكن قلبك..و سيحررك..و ستعرف معنى الفرح و الحرية..لأنه إن حرركم الإبن فالبحقيقة تكونون أحراراً.. و من له الإبن له الحياة..له السماء..له الأمجاد.

 

فإذا كُنت تُريد أن تكون من هؤلاء..الأبناء..الذين لهم السماء و الأمجاد..تعال الآن.. و إقبله بالإيمان..لأن وجود يسوع بروحه فى قلبك..للأسف..لن تدخل ملكوت السموات!! لأنه ليس بأحد غيره الخلاص..لأن ليس إسم آخر تحت السماء قد آعطى بين الناس به ينبغى أن نخلُص ( أعمال 4 )





عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +