Skip to Content

مقالة معرفة الله و معرفة الذات " مثل الغني الجاهل - المطران بولس يازجي

اضغط لعرض الصورة بالحجم الكامل            

 

 

المطران بولس يازجي

معرفة الله ومعرفة الذات

" مثل الغني الجاهل " ( لوقا 12: 16-21)

 
 
 

 تحليل النص

 أقسام ثلاثة:

1. الحدث: أخصبت أرضه

2. حواره مع ذاته

3. صوت الله

 1- الحدث والمفاجأة

 المثل يأتي جواباً من يسوع على واحدٍ من الجمع كان له حلاف مع أخيه على الميراث، وتوضيحاً لكلمة يسوع "احذوا من الطمع" فإنه متى كان لأحد كثيرٌ فليست حياته من أمواله" (لوقا 12: 13-15).

الحدث يبرهن عن حالة إنسان مثالي وذكي. السؤال هو لماذا سمّاه الرب يسوع غبياً، جاهلاً؟ مع أن حواره مع ذاته يحمل مداليلاً عن شخصية مبدعة وعملية!

أما حوار هذا الغني مع ذاته فيبرهن على أنه بعد كل هذا الخطاب الطويل معها ظهر لا يعرفها. لقد خدعته ذاتُه. لهذا سمّاه الرب يسوع جاهلاً رغم أنه عرف أن يكسب الأحداث لصالحه خسر صالِحَه مع ذاته. لقد خاطب نفسه قائلاً: لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة. استريحي وكلي واشربي وافرحي. وظهر أنه لا يعرف "أن ليست حياة الإنسان والنفس من أمواله" .

جواب الله يوضح المفاجأة التي تتحطم عليها كل المخططات الوهمية.

"فهذه الليلة تُطلب نفسُك منك، وهذه التي أعددتها لم تكون"؟

"هذا نصيب مَنْ يكنز لنفسه وليس هو غنياً لله". هذه المفاجآت خطيرة جداً في الحياة. فبعد الشعور بامتلاك كل شيء يظهر واقع مؤلم أننا لن نملك أي شيء؛ العكس تماماً. ألهذه الدرجة كان هذا الغني مخطئاً في الحساب؟ ولم يعرف أبداً ذاته. حدث واحدٌ هزّ كلّ كيانه وكشف كلّ ضلاله. صوت الله هنا أيقظه وجعله يرى ذاتاً أخرى غير الذات التي خاطبها! حدثٌ أظهر له أنه كان يتكلم مع ظل عن ذاته وليس معها. هناك ذاتٌ كان يجهلها ظهرتْ أنها الموجودة وتلك التي كان يخاطبها غير موجودة!!

هذا الحدث يشكّل مفاجأة قاسية! لم يكن يعرف ذاته. ماذا كان يعرف هذا الغني عن نفسه؟ أنها تحيا من الخيرات وتستريح في تجميعها وتفرح بكثرتها، بحسب معرفته، والتي ظهرت خاطئة. كان يظن أن مصلحة نفسه في هذه الماديات وجعل من ذاته أهراءات للذة والاستراحة والتنعم والطرب، فجعلها أهراءً للشهوات. لذلك كشف الواقع على ضوء صوت الله، جهلَه. وانهار كل ما أعدّه.

مشهد هذا الغني يتكلم مع ذاته:"راح يفكر في نفسه..." ليس غريباً. كلٌّ منا يتكلم مع ذاته ويفكر سرياً أو بصوت عالٍ. أمام كل موقف في الحياة أو تجاه أي حدث، غالباً ما نسرع إلى هذا الحل "نفكر في نفسنا..." ونخاطب أنفسنا...

في البداية يحمل هذا الحوار طابع المعرفة والبحث والتأمل والتفكير... لكن النص الإنجيلي يُظهر أن حواراً كهذا خدّاع فهو يحمل طابع معرفة الذات ومحاورتها، لكن بالواقع لا يحمل إلا الانطباع وليس الحقيقة، وهو حوار وحيد الطرف، لا يزيد معرفتنا شيئاً، وبالتالي لا يسلط الضوء على احتمالات الخطأ.

هذا الحوار هو مضرّ للذات الحقيقة عند الإنسان وخدّاع، لأنه يحجب الذات الحقيقية في الظل. كما عند هذا الغني حتى جاء صوت الله الذي كشف له لحظتها الذات التي كان يجهلُها وكل ما أعدّه لم يكن لها بل لظلال عنها!!

أحداث كهذه في الحياة تحطّم لنا أوهاماً عن ذواتنا وصوراً نحن بنيناها عنها لكنها ليست هي الحقيقة. بعد تجارب كهذه يبدأ الإنسان يعرف أكثر ما هي ذاته.

 2- علامات عدم معرفة الذات

 ومن علامات عدم معرفتنا لذاتنا مظاهر كالتردد مثلاً: لا يأخذ الإنسان موقفاً مرات عديدة، لأنه تماماً لا يدري ماذا يريد من لذاته، أو ما الأنسب لنفسه! مظاهر العصبية والغضب هي ناتجة عن القلق لأي قرار نفكر بأخذه. والندم ظاهرة ليست نادرة تؤكد أننا لم نعرف ذاتنا. من يعرف ذاته يقول القديس اسحق السرياني أعظم من الملائكة وأهم ممن يقيم الموتى.

كثيراً ما يجهل الإنسان أموراً كثيرة عن نفسه وعن سعادتها، وعليه أن يتعرّف إليها، فإنه إن كانت هذه الذات في الظل إلا أنها حية وتعمل.

نحن معتادون أن نتصور ذاتنا بحسب الأفكار التي تراودنا ونطابقها عليها فإذا راودتنا أفكار عظمة نظن أننا صرنا عظماء، والعكس بالعكس إذا راودتنا أفكار اتضاع نظن أننا أصبحنا متضعين... وإذا راودنا فكر شهوة نظن أننا بتنفيذه سنكون سعداء . ولكن لحظة امتحان تكشف لنا أننا وضعاء ولسنا عظماء ولحظة إهانة توضح لنا أننا لسنا متضعين. والإنسان في لحظة عصبية يكشف عن ذاته المخفيّة، يرفع القناع عن ذاته التي كانت فيه لكنه يجهلها.

أحياناً بعد تصرفات ما، يظن الإنسان أن فيه شخصية أخرى لم يكن يعرف بوجودها، لأنه يجهل ذاته.

 3- أطراف الحوار مع الذات

 لا بد أن إثارة الحوار يسببها حدث ما أو ذكريات ... والحدث يطرح علينا تساؤلات، ونحن في طريق الإجابة على هذه المستجدات "نفكر في ذاتنا" نخاطبها. وفي هذا الخطاب عملياً هناك عاملان: أولاً ما نحبه لذاتنا، والعالم الذي كونّاه عن ذاتنا وحاجاته وميوله وشروطه، وهذه تسمى "الميول" أو "الأهواء" ومنها ما نعرفه ومنها ما نجهله في ذاتنا التي لم نكتشفها. والهوى هو غالباً الميل الكائن فينا ونجهله. فالمتكبر مثلاً لا يعرف ذاته المتكبرة، على العكس هو من يظن نفسه متواضعاً. والأناني لا يعرف هذا الهوى الباطن في داخله، بل هو من يشعر أمام ذاته أنه محبٌّ للآخرين دون أن يبادلوه المحبة.

الغني في المثل لم يكن يعرف أنه طمّاع، بل ظن نفسه مالكاً وناصفاً ومحقاً.

فالطمع، هنا كهوى، أعمى ناظريه عن إمكانية الخبر الذي جاءه من الصوت الإلهي "اليوم تُطلب نفسك" وكان يفكر بالسنين الكثيرة. طمعه أيضاً أعماه عن كل احتمال لقريب سواه له حق في هذه الخيرات. إن طمعه جعله في حواره مع ذاته لا يفكر إلا بأنانيته وخطابه كله "بياء المتكلم" لكنه بالوقت ذاته لم يكن مدركاً في حواره أنه طمّاع. وأن هذا الهوى أعماه وقَلَبَه إلى جاهلٍ. عندما يلتهب القلب البشري بالرغبات لا يعود ينظر ذاته ولا الآخرين وإنما يريد أن يشبع هذه الرغبات ويسخر ذاته إلى أهراءات لجمعها. فعند أي حدث عملياً يفكر الإنسان في ذاته وإذا به بالواقع يكلّم رغباته وتكلمُه شهواتُه.

لكن الإنسان يتمتع "بمعرفة" ما عما يريده لذاته. وهذه المعرفة تسمى العقل أو المبادئ، أو الإيمان، وهذه تفحص حواره مع ذاته وتلقي عليه ضوءاً. ودور الإيمان هنا هو تصفية الحلول وتنقيتها. والقبول ببعضها ورفض البعض الآخر. قبول ما تمليه علينا الرغبات الصالحة ورفض ما توحيه رغباتنا غير الصالحة.

هذا الصراع ينتهي مرات عن بغلبة الميول الصالحة ومرات أخرى بانهزامها أمام الأهواء الفاسدة. عند هذا الغني لم يظهر هذا الصراع، ولا لمجرد حوار بسيط. وهذا دليل أن ميوله (الطمع) فقط كانت تحاوره وكان يحاورها. ولذلك لم يكن يعرف عن ذاته شيئاً وسماه الله جاهلاً.

فمعرفة الذات من هذا المنظار تحمل معنيين: الأول هو أن نعرف فعلاً ذاتنا الحقيقية على ضوء الإيمان و الكتاب المقدس كما خلقها الله وليس كما نتصورها نحن، في دعوتها الحقيقية من جهة وفي واقعها بتواضع من جهة أخرى. أن نكتشف ما يحجبها من أهواء هي أمتعة كاذبة تستر وجه ذاتنا الحقيقي.

علينا إذن أن نحدد أصدقاءنا من أعدائنا. أن أعرف مثلاً أني طماع، وحين أعرف ذلك أفحص من نظرة جديدة الأموال والخيرات. وقد أسأل ذاتي لماذا أنسى الآخرين. أو لماذا اتكل على المال وليس على الله. كل هذه يصبح له تفسير واضح.

أن اعرف مثلاً أني أناني، عندها أستطيع أن لا أبالغ بمحبتي للآخرين وبتجاهلهم لي. وأدرك أن تعلقي بأمر ما ليس لأهميته بقدر ما هو من أنانيتي. وأن اطلب الاعتبار الزائد من الآخرين سببه هذه الأنانية ... إذن عندما أعرف أستطيع أن أفكر وأُحكّم العقل وأبذل في المحبة وأترفع عن التعلّق...

لكن معرفة الذات ليست هي تحديد الأهواء وحسب. ولكن معرفة مقدار طاقاتي. أي معرفة الذات بالمعنى الثاني تعني مقدار ضبط الذات. فهناك خطايا نعملها عن جهل ولكن هناك أمور لا نرغبها نعملها عن وعي وبمعرفة /كما تقول أفاشين المناولة.

إن معرفتنا لمقدار "ضبط الذات" يجعلنا نقدّر بدقة المسؤولية في مواجهة الأحداث ويجعلنا نقرّ مرات عديدة بتواضع "يا رب أنا ضعيف كإنسان (أخطأت عن معرفة) لكن أنت ارحمني كإله". وهنا تبدأ معرفة الذات الحقيقية. أي نعرف أي الأهواء يغلبنا وأيها استطعنا أن نغلبه. آنذاك نعرف فعلاً نفسنا بضعفاتها ومواهبها. لكن إلى ذلك الوقت يمرّ الإنسان بخبرات عديدة ويسمع صرخات قاسية في داخله من مفاجآت واجهها نتيجة عدم معرفته لذاته. لأنه حاول أن يطعمها من كلأ الأهواء ومن رغبات الطمع كهذا الغني، أن يطعمها خيرات دنيوية ومصالح وكرامات بشرية بينما هي تحيا على كلمة الله.

لذلك من الأفضل أن يجد الإنسان أسلوباً آخراً لمعرفة ذاته، دون المرور بخبرات هذه الصرخات من المفاجآت المؤلمة. هذه المفاجآت التي تكون أحياناً هدّامة ومحطّمة. والطريقة هذه هي النسك أو اليقظة.

 4- طريقة معرفة الذات

 النسك أو السهر تعريفه بكلمة مختصرة، هو جعل القلب تحت توجيه الإيمان، أي تحكيم العقل في محاكمة الأهواء. السهر (اليقظة) كما يعرّفه السلمي هو عين ساهرة على باب القلب عين تراقب الحوار مع الذات وتلاحظ الشخصيات التي تخاطبه، وتحد الأهواء والميول ثم توجه الحوار إلى الإيمان لتكون له كلمة الفصل.

لهذا كان بولس الرسول يقول:"أقمع جسدي" والمقصود هنا الأهواء الدنيوية الجسدانية. وهذه المحاولة سماها الرب يسوع الطريق الضيقة المؤدية إلى الحياة.

النسك إذاً يراقب فينا ما سماه بولس الرسول "إنساننا القديم" يقمعه ويحاول أن يتحرر منه ويكون مع ذاته الحقيقية.

وهذا الإنسان القديم يحيا بأفكار الشر الثمانية أي الأهواء الثمانية الكبرياء، وشهوة الطعام، وشهوة الجسد، والغضب، والحقد، والكذب، والأسى والعجب. النسك هو عملية سلخ دائمة للأحداث عن القشور التي تغطيها بها أهواؤنا. لذلك الناسك (كل مسيحي) يعرف أن عدوّه داخله. الغني الجاهل خاطبه ولم يحسب له حسباناً. وهذا الإنسان القديم مرافق دائماً في القرارات إذا لم تجعله جانباً. لذلك الساهر "لا يعطي لجفنيه نوماً" ويغصب ذاته دائماً. النسك هو مشرط حاد نقطع به أفكار الأهواء. وقطع الأفكار أصعب من بتر الأعضاء.

النسك والسهر طريقة تقلب طريقة الحوار مع الذات. بحيث لا يتكلم فينا إنساننا القديم ولا نخاطب في أنفسنا أهواءنا. والحوار لا يبقى وحيد الطرف.

أول عمل في السهر واليقظة، والنسك، هو الصلاة: أي أن أسأل الله مشيئته فيَّ. في الصلاة يصير الحوار ليس مع هذه الذات الوهمية بل مع الله. لا أشتهي لنفسي ما أظنه حياةً لها، لكن أطلب لها مشيئته "لتكن مشيئتك" هذه هي وقفة الصلاة. أليس تكرار صلاة يسوع هو تفسير لهذه العبارة "لتكن مشيئتك فيَّ" وأنني واقف وأنتظر أن يحيا هو فيَّ ولست بعد أنا من يحيا؟!

هناك على مشهد من حضرة الرب "نضرب بأولاد الأهواء على الصخور".

الصلاة هي "محكمة" بحدّ تعبير السلمي، لأنه أمام نور الحضرة الإلهية يُحكم على الأفكار والتصرفات. الصلاة هي أعمق من المفهوم الأولي السطحي، إنها وقفة هدوء أو استراحة مع الذات أو حالة هادئة بعيداً عن ضوضاء...

 الصلاة حركة داخلية في تنقية دائمة وتصفية لكل الرغبات والأفكار على ضوء الحوار الإلهي. إن الإصغاء لله يقتضي رمي الأوثان.

وهنا تحدث المفاجأة الأكبر، الصرخة العميقة. أليست أغلب صلواتنا صرخات: (مز 140) "يا ربي إليك صرخت فاستمع لي، استمع لي يا رب، يا ربي إليك صرخت، أنصت إلى صوت تضرعي" يقول المرنّم. في الصلاة عارياً أمام الحب الإلهي تنكشف الأقنعة الرديئة وتسقط واحداً بعد واحد ولو كان خلعها مرّاً إلا أن العشق الإلهي يسهل استبدال عشق هذه الميول. في الصلاة يرى الإنسان سقوط رؤوس المصريين ويعرف ما هي الأفكار وكيفية إصلاحها وحين يمشي قدماً وبصدق متمسّكاً بالحضرة الإلهية حينئذ تتحول صرخته إلى صرخة نور وشكر، إلى صرخة فرح بالتحرر وليس بالتمرمر.

هذا ما وضعه القديس سلوان الآثوسي "ببكاء آدم".

ولا يبكي هذا البكاء إلا من نظر وعاين الله من ناحية وسقوطه من ناحية ثانية. ويبدأ الإنسان يوجّه صرخته دائماً إلى القادر أن يخلّصه "إلى الرب صرخت في ضيقي فاستجاب لي". يقول القديس اسحق السرياني "من يتنهّد ساعة على نفسه أهم ممن يُذهل العالم بنظرياته". المجاهد يركّز دائماً عينيه على أمراضه ويترك لله معاينة قداسته. هناك يذوق الإنسان وعد الله "أعطي دماً وخذ روحاً" هناك يعرف وإن بدّد المال والخيرات إلا أنه يخاطب نفسه ويجدها. هناك يعرف أن ذاته لا تحيا مما له. بل تحيا مما لله. لذلك ختم الرب مثله بالعبارة "هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنياً لله" (21).

هذا الجهاد المتواصل يقتل الإنسان القديم ويضبط الإنسان ذاته وتموت الأشباح وتختفي الظلال، وهناك يستطيع الإنسان أن يختلي بذاته، أي هو والله وهذا هو الهدوء وهذه هي الوحدة. هذه حالة اللاهوى والمحبة الكاملة التي يتمتع بها القديسون حيث يبقى الإنسان مع ذاته ومع الله ويعرفها دائماً بنعمته. فيحيا في حضرة الله عارياً عن رغباته في غبطة تطبيق المشيئة الإلهية بحياته إذ يحيا المسيح فيه وليس بعد يحيا هو، ويصبح العالم مكان حوار وحضرة لله معه وملكوته.

لذلك معرفة الذات حقاً هي من معرفة الله. الحوار مع الذات حوار فارغ، خدّاع. الصلاة هي الحوار الحقيقي حيث تسقط أقنعة الأهواء وتحاور من يشاء خير الإنسان ولا يشاء موت الخاطئ بل أن يحيا ويعود.

هنا الصرخة تصبح تسبحة.

وفق المدربات على الصلاة، أو "نصف صلاة" هي المطالعة الروحية التي نحاور فيها ذواتنا على ضوء الإنصات إلى صوت القديسين ومقابلة ذاتنا بحياتهم.

ـ المطالعة تقودنا إلى معرفة الذات بالاعتراف (اعترافات سائح روسي) - (رسالة المحبة1كو: 13).

ـ والاعتراف يوصلنا بمرشد روحي يساعدنا على كشف الأهواء ونزع الأقنعة وعلى الإصغاء إلى الصوت الإلهي وتقويم الصلاة.

لن نعرف إذاً "ذاتنا"إن بقينا مع "ذاتنا". فمعرفة الذات ستتم حين نخاطب سوانا. وخير حوار ما نقيمه مع "المحب البشر" الذي يحب لنا أنا نحيا وهناك تُذاق أفكار ذاتنا.

الصلاة والمطالعة والاعتراف والاسترشاد، سلسلة تبدأ بمعرفة الله ومشيئته وتنتهي بأن تضيء لنا ذاتنا.

كل حدث في الحياة هو "تجربة" لأنه بعلم الله وبسماح منه. وهو تجربة ستوضح إلى من سنتجه في الحوار. هل سنرفع اليد إلى الآب الذي في السماوات أم سننطوي نحو الأسفل مخاطبين ذواتنا؟

حدث الغني الجاهل يذكّرنا أن نصلي تلك الذكصولوجية

"يا ربي إليك لجأتُ، فعلمني أن أعمل رضاك، لأنك أنت هو إلهي، وأنت الأقرب من ذاتي إليَّ" لأنه "بنورك نعاين النور

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +