Skip to Content

الاعتراف و عناصره - البابا شنودة

 

الاعتراف وعناصره

 

Click to view full size image

 

البابا شنودة

 

الاعتراف واسطة روحية لتوبة الإنسان: 

 

حتى أننا في عقيدة الكنيسة نسمى سر الاعتراف " سر التوبة ". وهو فعلاً يقود إلى التوبة، إذا مارسه الإنسان بطريقة روحية تليق به. فالاعتراف ليس مجرد كلام يقوله المعترف للأب الكاهن، إنما ينبغى أن يمتزج بمشاعر معينة توصل الخاطئ إلى إلى التوبة الحقيقية فكيف ذلك؟


# عناصر الاعتراف:

 

و ما هى عناصر الاعتراف لكى يكون شاملاً:

 

الاعتراف يشمل أربعة عناصر، يجب أن تتم:

 

1-الاعتراف على الله نفسه:                                         

 

St-Takla.org image: Confession صورة الاعترافكما يقول داود النبي للرب في المزمور الخمسين، مزمور التوبة " لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت " (مز 50).

وفى هذا الاعتراف تطلب من الله المغفرة، كما نقول في الصلاة " اغفر لنا خطايانا، كما نغفر نحن أيضاً لمن أخطأ إلينا ".

وتطلب من الله أن يرفع غضبه عنك الذي تستحقه بسبب خطاياك، كما نقول في المزمور " يا رب لا تبكتنى بغضبك، ولا تؤدبنى بسخطك. ارحمنى يا رب فإنى ضعيف " (مز 6). 

 

 

2- وكما نعترف على الله، نعترف على أب الاعتراف أيضاَ:

 

تعترف عليه كوكيل للسرائر الإلهية (1كو4: 1). وكرسول من الله إليك "ملا2: 7). وتعترف عليه لكى يمنحك من الله المغفرة والحل (يو 20: 22، 23) (مت 18: 18).

وأيضاَ لكى يسمح لك بالتناول، حتى يمكنك أن تتناول باستحقاق (1كو11: 27). وايضاً من أجل الإرشاد الروحى، ليشرح لك ما يجب أن تفعله0 وتعترف على الأب الكاهن أيضاً لسبب عملى. وهو أن الإنسان كثيراً ما يخجل وهو يذكر خطاياه أمام شخص روحى، وأمام الكهنوت بالذات.

وهذا الخجل يساعده على عدم ارتكاب الخطية في المستقبل. وهكذا الخطية في المستقبل. وهكذا قال الكتاب " إعترفوا بعضكم على بعض بالزلات " (يع 5: 16). أى بشر على بشر.

 

 

3- تعترف على من أخطأت إليه بكل ما أسأت به إليه:

 

وذلك لكى تزيل من قبله أى غضب، أو حزن بسبب إساءتك إليه، حتى يمكنك أن تتناول بقلب صاف من نحو الكل .

وهذا ما علم به الرب في العظة على الجبل، إذ قال " فإن قدمت قربانك على المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك " (مت 5: 23، 24).

 

و هكذا لو وجدت في كل إساءة إلى الغير ستذهب إليه وتصالحه، وتعتذر إليه معترفاً بخطئك من نحوه.. فبلاشك سيقودك هذا إلى الاحتراس من معاملة الغير، والبعد أن الإساءة، حتى لا تضطر إلى الإعتذار عنها.

 

 

4- هناك اعتراف آخر، قد يكون هو الأول في الترتيب الزمنى، وهو أن تعترف بينك وبين نفسك أنك قد أخطأت..

 

ذلك أنه إن لم تكن معترفاً في داخل قلبك وفكرك أنك قد أخطأت، سوف لا تعترف طبعاً أمام الله بخطأ لا ترى أنك قد وقعت فيه. وأيضاً سوف لا تعترف أمام الكاهن بأنك قد أخطأت. ولن تذهب إلى أخيك وتصالحه، مادمت غير مقتنع في داخلك بأنك قد أخطأت إليه..

 

إذا الإعتراف بالخطأ أو الخطية، يبدأ داخل الإنسان أولاً، بإحساس داخلى أنه قد أخطأ، وباقتناع.فكرى بواقع الخطأ وتفاصيله، وبضرورة الإعتراف به للحصول على المغفرة، وللوصول إلى المصالحة مع الله والناس.

 

 

كثيرون ليس لهم هذا الإحساس الداخلى بالخطأ، لذلك لا يتقدمون نحو التوبة ولا الإعتراف..

 

ربما لأن موازينهم الروحية غير سليمة، أو أنهم يبررون تصرفاتهم باستمرار0 الذات عندهم تقف ضد كل اعتراف بالخطأ. يرون دواتهم باستمرار على حق، فبأى شئ يعترفون؟!

بل إن كثيراً من أولئك المخطئين تلبس أخطاؤهم ثوب الفضيلة، ويفتخرون بذلك الخطأ..

كما كان الفريسيون والكتبة يرون أنهم على حق في معاداة السيد المسيح، دفاعاً عن ناموس موسى وتقاليد آبائهم!! وهكذا قالوا له في جرأة وفى الإعتزاز بالإثم " ألسنا نقول حسناً أنك سامرى وبك شيطان " (يو8: 48)!! إنهم يهينون المسيح هكذا ويشتمونه، يرون أنهم يقولون حسناً!!

 


عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +