Skip to Content

سر الشكر أو القربان المقدس - الإفخارستيا - شبكة القديس سيرافيم ساروفيم الارثوذكسية

  سر الشكر أو القربان المقدس

( الإفخارستيا )

 

Click to view full size image

 

  تأسيس السر

في الليلة الأخيرة مع تلاميذه أقام الرب يسوع رئيس كهنتنا بنفسه أعظم سر في الكنيسة وهو " سر الشكر " أو " سر القربان المقدس " . إذ يقول كاتب الإنجيل أنه أثناء العشاء " أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ قائلاً خذوا كلوا هذا هو جسدي . وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا " ( متى26: 26-28 ) ..

وأضاف " اصنعوا هذا لذكري " ( لو 22: 19 ) .

 سر القربان المقدس هو حضور الرب يسوع الدائم في كنيسته وسط شعبه كما وعد " ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر " ( مت 28: 20 ) .


إيماننا الأرثوذكسي :

 إننا نؤمن ونعلّم أن الخبز والخمر المقدمين لهذا السر كمادة أولية كلاهما يتحولان في أثناء القداس الإلهي وبعد صلاة استدعاء الروح القدس لكي يحل عليهما إلى جسد الرب نفسه ودمه نفسه ( وليس تحولاً رمزياً بل حقيقياً ) مع بقائهما تحت مظهر الخبز والخمر للعين البشرية .

فالسيد قال صراحة " هذا جسدي .. هذا دمي " ولم يقل هذه كجسدي أو هذا كدمي .كما أكد القديس الرسول بولس ذلك بقوله " من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه ...

لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب " ( 1كور11 : 27-29 ) وهذا تأكيد قاطع على ما آمنت به الكنيسة منذ البدء . إذا يتم ذلك بعد قول الكاهن :  " أيها الرب يا من أرسل روحه القدوس على تلاميذه في الساعة الثالثة ، لا تنزعه منا أيها الإله الواحد بل جدده في داخلنا نحن المسبحين لك " .

ثم يبارك جزء الحمل الموضوع على الصينية المقدسة قائلاً " واصنع أما هذا فجسد مسيحك المكرّم " كما يبارك الخمر في الكأس قائلاً " واصنع أما ما في هذه الكأس فدم مسيحك المكرم " ،

وبعد كل مباركة يقول الشماس " آمين " وأخيراً يبارك الكاهن الصينية والكأس معاً قائلا " محولاً إياهما بروحك القدوس " فيجيب الشماس " آمين آمين آمين " .في هذه اللحظة العظيمة والمقدسة يتحول الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه الكريم عينهما ، وهنا يسجد الكاهن أمامهما كما يسجد أمام الإله الملك تماماً ، إنها أعظم وأقدس لحظات القداس الإلهي .

 المناولة المقدسة هي غاية كل قداس إلهي ولا معنى للاشتراك به دونها ، وهذه يجب أن تكون مسبوقة بممارسة سر التوبة والاعتراف ، وهذا الترتيب وضعته الكنيسة لكي يبقى أبناؤها كل حين مستعدين للمناولة ولقاء الرب ، ومستمرين في التوبة والطهارة عبر الاستعداد في كل قداس إلهي .

توصيات الكنيسة قبل المناولة :

 توصي الكنيسة بالصيام قبل ممارسة هذا السر ويفضل أن يكون انقطاعاً تاماً عن الطعام العالمي طوال الليلة السابقة للاحتفال بالقداس الإلهي ، مع تلاوة ما هو ممكن من الأفاشين والصلوات وقراءة كلمة الرب والتأمل بها

. فلا يجب أن يدخل طعام أرضي الجوف قبلها ولا بعدها مباشرة . كما أن الذي يلامس بشفتيه المسيح الإله لا يخرج فوراً ليفتحهما للكلام في أمور الدنيا إن لم يكن للخطيئة .

 تتلى وترنم بعد المناولة صلوات الشكر، وهي ضرورية لمن يقدّر محبة الله. عندما يتناول أحدنا الطعام على مائدة مضيفه هل يخرج قبل أن يلتفت إليه ولو بكلمة شكر؟

لذلك إن إحدى درجات التقوى البديهية والمطلوبة هي العودة إلى أماكننا بصمت وهدوء والمشاركة "بوعي" ورهبة بالصلوات الختامية. يقول المتناول بعد تقبّله لجسد المسيح ودمه الكريمين: "هذه تحرق شفتّي وتغفر جميع آثامي". فمن احترقت شفتاه وغفرت آثامه لا يستطيع على الفور فتحها والتفوه بالكلام العام إن لم يكن البطال، ولا بد أن يبقى ولو لحظات مدتها دقائق في حالة من التخشعّ والامتنان والشكر والتأثر، أي التأمل.

إن هذه الدقائق الصامتة والمتأملة بعد المناولة هي ضرورية جداً. لهذا يقول الشماس بعد المناولة: " إذ قد تناولنا أسرار المسيح المقدسة الطاهرة فلنشكر الرب حق الشكر". 

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم، إن من يخرج من الكنيسة فوراً بعد تناول القربان المقدس، ولا ينتظر الـ 5 دقائق الأخرى التي ستتلى فيها صلوات الشكر، هو مثل يهوذا الذي خرج للتسليم وما زالت اللقمة من صحفة يسوع في فمه.

لا شك أنه يجب أن تسبق المناولة ندامة حقيقية تجاه كل الخطايا التي تحزن روح الله القدوس وتوبة حقيقية عنها ، عبر سر التوبة والاعتراف ، فالمسيح يدخل بيتاً نظيفاً مستعداً ولائقاً .


كلمة أخيرة في مادة السر :

 تستعمل الكنيسة الأرثوذكسية لإتمام السر الخبز المختمر لأنه هو المادة التي استعملها الرب يسوع في العشاء الأخير ، على عكس الكنيسة اللاتينية التي درجت على استعمال الخبز الفطير ( غير المختمر ) . والدليل على استعماله للخبز المختمر من الكتاب نفسه :

-     الكلمة التي تعني خبزاً مختمراً بلغة الكتاب المقدس الأصلية هي غير تلك التي تعني خبزاً فطيراً ونرى ان العهد الجديد استعمل في كل البشارات كلمة خبز ، وليس خبز فطير ، هذه هي الكلمات باليونانية مع ترجمتها الإنكليزية:

  في العهد القديم :

 خبز فطير unleavened bread وباليونانية αζυμα

خبز مختمر bread وباليونانية αρτον

 في العهد الجديد: الخبز الذي ورد أن يسوع كسره في الليلة التي أسلم فيها هو :

bread , αρτον ( متى26.26 ) ، ( مر14: 22 )،

( لو22: 19 )

 في عبارة القديس بولس " لِنُعَيِّدْ لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ " ( 1كور 5: 8 ) يستعمل الرسول كلمة αζυμοις ( أو unleavened )

  بينما بولس يميز بين الكلمتين اللتين تدلان على الفطير والمختمر إذ يقول :

" فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ " ( 1 كور 10: 17 )

ويستعمل لها bread أو αρτος

 ولذلك هو يؤكد أن ما تناوله يسوع مع تلاميذه كان خبزاً مختمراً : " لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزاً ... " ( 1 كور11: 23 ) ويستعمل كلمة bread: أو αρτον هناك تلازم بين سر المعمودية والقربان المقدس حيث يناول الطفل بعد عماده الجسد والدم .

لذلك ليس لدينا مناولة أولى ولكن درجت العادة على إقامة مناولة احتفالية بعد أن يقضي الطفل فترة من الوقت في التعليم الديني ويتعلم معنى هذا السر بلغة بسيطة ، فتكون مناولته الاحتفالية التي يتناول فيها واعياً ما يتناول بعد أن كان تناول عند العماد على أساس إيمان والديه وعرابيه .  

 
 اصنعوا هذا لذكري

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +