Skip to Content

بركات المعمودية - الجزء الثاني - لنيافة الأنبا رافائيل







همسات روحية

لنيافة الأنبا رافائيل

 

بركات المعمودية

 

Click to view full size image

 

الجزء الثاني

   V خامساً: ليفتح لنا باب السماء

 "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه" (مت3: 16)

 معناها أنها كانت مغلقة، لكنها لم تكن مغلقة أمام المسيح بل أمامنا نحن، فهو ذهب ليعتمد ليفتح لنا السماء، وما حدث مع المسيح يحدث مع كل واحد فينا حينما يعتمد الإنسان تنفتح له السماء بمعنى أنها فرصة للدخول.. تكتب أسماؤنا فى سفر الحياة،

لذلك نسجل أسماء المعمدين فى دفتر اسمه سفر الحياة ولكن للأسف بعض الناس بعدما يفتح لهم باب السماء يغلقوه بأيديهم بسبب الخطيئة وعدم التوبة وبعدما تكتب أسماؤهم فى سفر الحياة يمسحوها بأيديهم بسبب الخطيئة وعدم التوبة.

 إذاً المسيح فتح لنا باب السماء الذي كان مغلقاً بالغضب.

 V سادساً: أعطانا أن نكون أبناء

 سمعنا صوت الآب "هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا" (مت17: 5) المسيح هو ابنه منذ الأزل ولكننا نحن المحتاجين لسماع هذا الصوت لنصير نحن أبناءه.

 أنا كنت عبداً مارقاً ومطروداً من وجه سيدى الإله الذى فى السماء، اليوم ... هذا الإله العظيم ينادينى من وسط الناس ويقول لى "انت ابنى أنا اليوم ولدتك." (مز 2: 7)، 

 أقول له: نحن سمعنا أن لك ابن وحيد، الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب فكيف يكون لك أبناء كثيرون؟

يقول لنا: هذا الابن الوحيد، ابنى بالجوهر من طبيعتى؛ لذلك نحن متساويان ونحن الاثنان إله واحد لسنا منفصلان عن بعضنا البعض، أما أنتم فتصيرون أبنائى بالتبنى.

 المسيح فتح لنا باب أن يتبنانا الله الآب بالمعمودية وأصبح لنا الحق أن نقول "يا أبانا الذى فى السموات" ولأننا صرنا أبناء نصير أيضاً ورثة، ورثة الله ووارثون مع المسيح الابن الحقيقى الذى من جوهر الآب. الابن مولود من الآب منذ الأزل بدون زواج، بدون انفصال ...

فلايوجد انفصال بين الآب والإبن، ولادة الإبن من الآب مثل خروج النور من المصباح، النور خارج من المصباح لكن غير منفصل عنه، مثل خروج الأفكار من العقل، العقل يُوَلِّد الأفكار ولكنها لازالت باقية فيه.

 وبدون أسبقية، دائما الآب أكبر من الابن لكن بالنسبة للثالوث، الآب والإبن مع بعضهما البعض منذ الأزل حيث الآب مثل الينبوع والابن خارج منه، تماماً مثل الماء من الينبوع. آب منذ الأزل والإبن خارج منه منذ الأزل لذلك فهو الابن الوحيد الخارج من الآب ويحمل طبيعة الآب.

 إذاً الآب مساوى للإبن فى الجوهر وفى الأزلية، نفس الكلام ينطبق على الروح القدس مع استخدام لفظ آخر بدلاً من الولادة وهو الإنبثاق.

إبن الله الوحيد نزل إلى الأرض وتجسد فأصبح إبن إنسان وبالتالي أصبح بداخله الصفتين: إبن الله وإبن إنسان.

 ونحن كلنا أبناء الإنسان وأصبح واحد منا المسيح ... الذى هو إبن الإنسان وفى نفس الوقت هو إبن الله، فرفعنا وأصبحنا كلنا أبناء لله، لكنه هو ابن للإنسان بالتجسد وإبن لله بالطبيعة ونحن صرنا أبناء لله بالتبني ... متى نلنا هذا التبني؟

يوم المعمودية العظيمة .. لذلك استقبل السيد المسيح هذا النداء: "هذا هو ابنى الحبيب" ليسكبه علينا لأننا في المسيح صرنا أبناء للآب السماوى.

V سابعاً: أعطانا الروح القدس

 المسيح جاء ليفتح لنا الباب لنصير مسكناً للروح القدس. الروح القدس أتى واستقر على رأس المسيح والمسيح لم يكن محتاجاً لهذا الحلول لأن اسم الروح القدس فى الكتاب المقدس "روح المسيح" أي متحد به منذ الازل قبل ولادته من العذراء. لذلك لم يكن محتاجاً أن يحل الروح القدس عليه بل نحن المحتاجين.

 الروح القدس هو روح الآب وروح الإبن، روح واحد فى الثالوث. لم يكن من حق البشر أن يحل الروح القدس ويسكن فيهم، ففى العهد القديم كان يمكن أن يمر على أحد الأنبياء ويعطيه نبوة ويمر على الملك وعلى الكاهن حينما يمسحوا بزيت المسحة لكن لم يكن هناك فى العهد القديم من يدعى أنه مسكن للروح القدس.

فالمسيح جاء ليفتح لنا الباب لنصير مسكناً للروح القدس، واستقبل الروح القدس فى ناسوته فى المعمودية ليستطيع ناسوتنا أيضاً المشابه لناسوت المسيح أن يستقبل الروح القدس، صار هو سابقاً من أجلنا وفتح لنا الباب. وبالفعل يتم ذلك لنا فى سر المعمودية حينما ندهن بالميرون ونستقبل الروح القدس وأصبح لنا هذه الكلمة "أنتم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم". (1كو3 :16)

 إذا هيا بنا نتبع المسيح ونكمل معه كل بر .. هيا نثبت في هذا الإيمان إلى النفس الأخير

  هيا بنا نعبد الثالوث ونتعامل معه بمعرفة ووعي ... هيا بنا نشكر المسيح فى هذا اليوم لأنه أعطانا هذا السر العظيم،

  ونسارع بمعمودية أطفالنا ولا نغلق باب السماء بل نحافظ عليه مفتوحاً لندخل ونرث الحياة الأبدية.

 المسيح أعطانا أن نكون أبناء هيا بنا نسلك كما يحق للدعوة التى دعينا إليها كأبناء لله نبارك ونقدس ونمجد اسمه بين الشعوب ولا نكون عار على المسيح ولا يُجَدَّف بسببنا على اسمه القدوس.

 وأخيراً أعطانا الروح القدس .. هيا بنا نشعله داخلنا ونقول له .. يا روح الله القدوس انهضنا من الكسل والتوانى والخطيئة

 وامنحنا أن نكون نشطاء فى عملنا الروحى وفى خدمتنا وفى علاقتنا مع المسيح

 

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +