Skip to Content

المـحـبـة - بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب







المـحـبـة - بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب

Click to view full size image

عندما أتى ناموسى ليجرب المسيح قائلاً "يا معلم أية وصية هى العظمى فى الناموس فقال له يسوع تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هى الوصية الأولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء"(1).


     إذن فالمحبة هى أعظم الوصايا كلها .. محبة الله أولاً، ثم محبة القريب .. لذلك إن أردت أن تنفذ هذه الوصية اتبع التدريبات الآتية :
   1- افحص ذاتك جيداً .. هل تحب الله من كل قلبك ؟ ومن كل نفسك ؟ ومن كل فكرك ؟
   أم هناك محبات أخرى داخل القلب .. مثل محبة العالم، أو محبة المال ..
   والقديس يوحنا الرسول يقول "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب لأن كل ما فى العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة"(2).
   ويقول القديس بولس الرسول عن محبة المال "لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذى إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة"(3).
   2- والمحبة درجات وتحتاج إلى تدريب إلى أن تصل إلى قمتها وهى محبة الأعداء، لذلك يقول القديس بولس لأهل تسالونيكى "والرب ينميكم ويزيدكم فى المحبة بعضكم لبعض وللجميع كما نحن أيضاً لكم"(4).
   3- لذلك فالقديس يوحنا ذهبى الفم(5) وضع تسع درجات للمحبة حتى نصل إلى محبة الأعداء فى تفسيره للآية التى تقول "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك أما أنا فأقـول لكم. أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسـنوا إلى مبغضيكم ...."(6).
   أولاً : ألا تبدأ بالظلم.
   الثانية : إذ ظُلمنا فلا نواجه الظلم بظلم أكثر.
   الثالثة : لا ننتقم لأنفسنا بل نحتفظ بهدوئنا.
   الرابعة : أن نحتمل ظلم الآخرين لنا.
   الخامسة : أن نكون أكثر تسامحاً مع أصحاب الرغبات الشريرة.
   السادسة : ألا نكره الذين فعلوا معنا الشر.
   السابعة : أن نحب الجميع.
   الثامنة : أن نعمل معهم الخير.
   التاسعة : أن نحب الأعداء.
   4- لقد أعطى المسيح له المجد لتلاميذه مثالاً فى المحبة، وأوصاهم أن ينفذوه قائلاً لهم "هذه هى وصيتى أن تحبوا بعضكم كما أحببتكم ليس لأحد حب أعظم من أنه يضع أحد نفسه لأجل أحبائه "(7).
   وفعلاً بذل المسيح نفسه على الصليب فداء عن العالم كله(8).
   5- لذلك يوصى الرسول بولس المتزوجين ? فى رسالته لأهل أفسس- قائلاً "أيها الرجال أحبـوا نسـاءكم كما أحب المسـيح أيضاً الكنيسة واسـلم نفسه لأجلها"(9).. أى محبة بذل وتضحية.     
   6- إن الحب يجب أن يكون عملياً مع الجميع.. وقد أعطانا رب المجد مثلاً فى الحب العملى بين الأصدقاء فقال "من منكم يكون له صديق ويمضى إليه نصف الليل ويقول له يا صديق إقرضنى ثلاثة أرغفة، لأن صديقاً لى جاءنى من سفر وليس لى ما أقدم له. فيجيب ذلك من داخل ويقول لا تزعجنى الباب مغلق الآن وأولادى معى فى الفراش لا أقـدر أن أقوم وأعطيك أقول لكم وإن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقه فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج"(10).
   7- وقد ذكر بولس الرسول صفات المحبة فقال "المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد وترجو كل شئ وتثبر على كل شئ. المحبة لا تسقط أبداً"(11).
   أى أن الإنسان المحب لا يغضب ولا يحسد ولا يتفاخر ولا يتكبر ولا يشتم، بل طويل البال صبور وله رجاء فى المسيح يسوع.
   8- ثم ذكر شروط المحبة فقال "المحبة فلتكن بلا رياء"(12)، وصادقة "صادقين فى المحبة"(13)، "ومتأسسون فى المحبة"(14)، "لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة"(15)، "لتصر كل أموركم فى محبة"(16)،"بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً"(17).           
   9- ثم يقول أيضاً "إسلكوا فى المحبة، كما أحبنا المسيح أيضاً وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة"(18)، ويقول أيضاً "ولنلاحظ بعضنا بعضاً للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة"(19).
   10- وأخيراً يقول عن المحبة "البسوا المحبة التى هى رباط الكمال"(19).
   ويقول سليمان الحكيم "والمحبة تستر كل الذنوب"(20)، "لأن المحبة قوية كالموت"(21). لذلك يجب ألا تكون بفتور حيث وجه رب المجد رسالته إلى ملاك كنيسة أفسس قائلاً له "عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى فاذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى"(22).

 (1)- (مت 22: 35- 40).   (2)- (1يو2: 15، 16).
 (3)- (1
تى 6: 10).   (4)- (1تس3: 12).
 (5)-
تفسير إنجيل متى للقديس يوحنا ذهبى الفم.
(6)- (
مت5: 43).   (7)- (يو15: 12، 13).
 (8)- (
يو19: 30).   (9)- (أف5: 25).
 (10)- (
لو11: 5- 8). (11)- (1كو13: 4- 8).  (12)- (رو12: 9).  
 (13)- (
أف 4: 15). (14)- (أف3: 18).   (15)- (أف 1: 4). 
 (16)- (1
كو16: 14). (17)- (أف5: 2).   (18)- (كو3: 14). 
 (19)-(
عب10: 24). (20)- (أم 10: 12). (21)- (نش8: 6).  
 (22)- (
رؤ2: 4، 5). 

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +