Skip to Content

سر المعمودية - موقع مار استيفانوس الشهيد

 

سر المعموديــة

Click to view full size image

 

تأ سيس السـر

 الرب يسوع المسيح نفسه هو الذي أسس المعمودية عندما أرسل تلاميذه بعد قيامته لنقل بشرى الخلاص قائلا : " اذهبوا وتلمذوا كل الأمم معمدين إياهم باسم الآب والابن والروح القدس " (متى19:28) ، لأن " كل من يؤمن ويعتمد يخلص " (مر16:16) . ومنذ ذلك الحين نرى في أعمال الرسل أن المؤمنين بالبشارة الجديدة كانوا ينضمون إلى الكنيسة بالمعمودية . " فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم ... فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس " (أع38:2-41) . راجع أيضا أع12:8-13 و 38:8 و 18:9 و 47:10-48و 15:16 و 8:18 و5:19 و 14:1-16) .

 

معاني المعمودية

 

أ. المعمودية هي الباب الذي ندخل إلى الحياة في المسيح يسوع . لقد سقط آدم فتغرب عن الحياة الحقيقية والوجود، أي الله، واندسّ في الإنسان الموت الروحي وكل نتائجه مثل البلى، والفساد، والميل إلى الخطيئة، وموت الجسد ، والمعمودية، ليست محوا لخطيئة جدية ورثناها من آدم،

إنها الولادة الجديدة من فوق بعد أن صار الإنسان يولد بطبيعة فاسدة مستعبدة للموت، نعم إنه في المعمودية يولد الإنسان ثانية لا من لحم ودم ولا من مشيئة رجل، بل من الله (يو12:1-13) و 3:3-7) وإنه يعود إلى جماله الأول وكيانه الحقيقي .

 

ب. المعمودية اشتراك في موت المسيح وقيامته " أو تجهلون أن كل من اصطبغ منا في يسوع المسيح إنما اصطبغ في موته ، فدفنا معه في الموت حتى إننا كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب كذلك نسلك نحن أيضا في جدة الحياة ، لأن إذا كنا قد غرسنا معه على شبه موته فنكون معه في قيامته أيضا " (رو3:6-5) .

في المعمودية يلبس الإنسان المسيح، ويخلع الإنسان العتيق، يموت عن الخطيئة والإثم، ويتجدد بالبر والقداسة، فلا يعود هو الذي يعيش بل المسيح يحيا فيه (غلا20:2) .

 

ت. المعمودية بداية عرس روحي ، تصير به النفس عروسة للمسيح، يزينها الجمال الإلهي ويحبها العريس حبا كاملا لا حد له، هو الذي أعطى ذاته للموت من أجلها. المعمودية دخول في حياة جديدة يتجدد فيها الإنسان للمسيح ، ويتعهد " إلا يرتبك بأعمال الحياة من أجل أن يرضي من جنده" (2 تيمو4:2) ، كما يتعهد بأن يكمل السعي وينهي طريق استنارته وتألهه وتجليه " على صورة خالقه " (كول10:3) .

 

ث. في المعمودية ينضم الإنسان إلى الكنيسة، شعب الله الجديد، ويصبح غصنا في الكرمة (يو5:15) ، وعضوا في الجسد ، الذي رأسه الرب يسوع .

المعمودية بالماء والروح

تتم المعمودية بغسل الماء المتقدس بصلاة التقديس ، وتكون على اسم الآب والابن والروح القدس ، " إن لم يولد أحد من الماء والروح فلا يقد أن يدخل ملكوت الله " (يو5:3)

 

المعمودية مدخل لباقي الأسرار

بتقبل المعمودية والانضمام إلى شركة القديسين، يصبح الإنسان مؤهلا لأن يتقبل سائر الأسرار الإلهية ويحيا فيها .  

خادم المعمودية  

الكاهن هو الذي يتمم سر المعمودية. إلا أنه في حال الضرورة القصوى، كحظر الموت ، يجوز للشماس أن يعمد وكذلك الأب والأم .

 

المعمودية تعطى لكل إنسان  

يعمد كل إنسان يطلب المعمودية، شرط إلا يكون قد اعتمد سابقا على اسم الثالوث الأقدس، لأن المعمودية واحدة ولا تعاد .

 

معمودية البالغين

 

لكي ينال سر المعمودية، يجب عليه أن يعبّر عن رغبته في قبول المعمودية، وأن يتعلم الإيمان المسيحي ويقبله

 

معمودية الأطفال

 

أ. معمودية الأطفال إحدى المُسَلََّمات الكنسية المقدسة التي تعود إلى أيام الرسل، تشهد على ذلك النصوص القديمة في الشرق والغرب، فإن كورنيليوس وأهل بيته وكذلك ليديا " وأهل بيتها " والسجان في فيليبي " وذويه جميعا " وكريسبس " وأهل بيته جميعا " و " بيت اسطفانوس " قد آمنوا كلهم واعتمدوا (أع47:10-48 و 15:16 و 31:16-33 و8:18 و 1كور16:1) . " فإن المسيح قد أتى ليخلّص الجميع، الرضع والأطفال والأولاد والشباب والشيوخ، الذين كلهم يولدون به ثانية ويصبحون بالحقيقة أبناء الله " (ايريناوس ، ضد الهرطقات 22:2) .  

      

ب. يجوز تعمد الطفل إذا :
    1. كان هنالك أمل وطيد بأن ينشأ هذا الطفل على الإيمان المسيحي .
    2. إن طلب ذلك الوالدان، أو أحدهما فقط، أو الشخص الذي يقوم مقامهما .
    3. يعمد الطفل اللقيط ما لم يثبت أنه معمد قبلا .
    4. يجوز أن يعمد الطفل عندما يكون معرّضاً في حياته لخطر الموت .

 

 

العــــرّاب

     أ. ضرورة العرّاب تراث تقليدي كنسي قديم، ولكل معتمد عرّاب واحد، ذكر للذكر، وأنثى للأنثى .

    ب. مهمة العرّاب الأصلية أن يلقّن المعتمد المبادئ المسيحية عندما يكبر، وأن يحوطه بالعناية، ويساعده كي ينشأ على الإيمان المسيحي المستقيم، ويصير بسيرته الفاضلة وحياته المسيحية شاهداً أمينا للرب .

  شــروط العــرّاب

     أ. لكي يقوم أحد ما قياماً صحيحاً بمهمة العرّاب يجب :

    1. أن يكون بالغاً لسن الرشد، ومنتميا إلى نفس كنيسة المُعَمَد.
    2. أن يكون عارفاً بالمبادئ الإيمانية الأساسية والسليمة.

3. أن يكون ذا سيرة تليق بالإيمان المسيحي .

    ب.أثناء إتمام المعمودية المقدسة يجب على العرّاب أن يفصح عن إيمانه المستقيم، بقوله صراحة وبصوت مسموع، دستور الإيمان، والصلاة الربية، بنصهما الصحيحين، وبإعلانه بصوت عال رفضه للشيطان وقبوله للمسيح .

    ج. المُعَمَد نفسه يختار عرّابه، إذا كان بالغاً، وأما إذا كان طفلاً فيتم اختيار العرّاب من قبل الوالدين، أو الأوصياء عليه، أو الكاهن، ويفضل دائما ألا يكون العرّاب راهباً أو إكليريكياً .

    د. بالمعمودية تنشأ علاقة بين العرّاب والمُعَمَد، بمثابة علاقة الأب بالابن، لذلك فعند انتقاء العرّاب يجب الأخذ بالحساب أن أولاد العرّاب لا يجوز زواجهم بالمُعَمَدين، أو بأبنائهم صعودا أو نزولا في درجات القرابة .

    هـ . تقع على الأهل بصورة رئيسية مسؤولية تنشئة طفلهم التنشئة المسيحية الصالحة، ومن المُسَلّم به أن للتعليم الديني مكانة أساسية في هذا المضمار .

    و. يجوز لسبب صوابي قبول أحد المسيحيين من طائفة أخرى عرّاباً، ولكنه يكون عرّابا شرفياً، يُكرم بالوقوف بجانب العرّاب الأصيل، أي إنه يكون لدى المُعَمَد عندئذ عرّاب أصيل وعرّاب بالكرامة .

      

المعمودية بالتغطيس الثلاثي

 

أ. تتم المعمودية بالتغطيس ثلاثاً. والتغطيس هو العلامة الحسية لما تعنيه المعمودية، لأنه به يدفن المُعَمَد مع المسيح ويموت معه عن إنسانه العتيق، وينتشل رسماَ للحياة والقيامة (رو6). والتغطيس يتم ثلاثاً على اسم الثالوث الأقدس ، الأب والابن والروح القدس . هذا ما تشهد عليه النصوص القديمة كافة في الكنيسة، شرقا وغربا ، فكتاب " التقليد الرسولي " مثلا ، الذي يعتبر من أقدم المؤلفات التي تتحدث عن تشريعات طقسية وقد دوّنه هيبوليتس أسقف روما نفسه في العام 215م. يذكر إن طالب العماد " ينزل في الماء في جرن المعمودية ويضع الكاهن يده على رأسه قائلا :

هل تؤمن بالله الآب القدير .

فيجيب المعتمد : أومن به. فيغطسه للمرة الأولى ، ثم يسأله ويده فوق رأسه قائلا :

هل تؤمن بالمسيح يسوع ابن لله ....

فيقول : أومن به. عندئذ يغطسه للمرة الثانية ، ثم يسأله قائلا له من جديد :

هل تؤمن بالروح القدس ... فيقول المعتمد : أومن . وعليه يغطسه للمرة الثالثة " (التقليد الرسولي 21). 

ب. يجوز التعميد بالرش بالماء في حال خطر الموت. وإذا لم يتوفر الماء يكتفي فقط بذكر اسم الثالوث الأقدس . فإذا زال الخطر بعدئذ وعاش المُعَمَد وجب استكمال المعمودية القانونية .

طقس المعمودية

    يجب القيام بالمعمودية وفقا للمراسيم الليتورجية المحددة في كتاب الخدمة، والتقيد بالأداء السليم لطقس المعمودية .

زمن المعمودية

يجب على الوالدين تعميد طفلهما بعد ولادته بوقت قصير .

مكان المعمودية

   تقام المعمودية أصولا في كنيسة الرعية وليس في المنازل، ويجوز استثناء، ولسبب صوابي أو لعدم وجود كنيسة في الرعية، أن يسمح رئيس الأبرشية بإقامة المعمودية في أحد المنازل الخاصة، وفي كل الأحوال يجب المحافظة على جو المهابة والوقار أثناء إتمام السر، أي المعمودية والميرون والمناولة الشريفة .

المعمودية حدث كنسي لا فردي

   المعمودية نعمة وبهجة للمعتمد ولأسرته وللكنيسة جمعاء، لذا يجب أصولا أن تتم بحضور جماعة المؤمنين . كل معمودية تخص كل المؤمنين، لأنه فيها يولد لهم أخ جديد في المسيح، وهذا هو وجه للمعمودية كنسي حقيقي .

 

المعمودية سر فصحي

أ. المعمودية، في جوهرها، سر فصحي. لأنها الولادة الثانية التي فيها يُدفن المعتمد مع المسيح ويقوم معه . والفصح هو القيامة والغلبة على الموت، وحتى عبارة " أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم ، المسيح قد لبستم " تبطن معنى القيامة لأن ذاك الذي لبسناه ودفنا معه هو الذي قام وأقامنا معه .

ب. يوم المعمودية المخصص لها في الكنيسة هو ليلة الفصح أساسا، أي سبت النور. وقد دعي سبت النور  بسبب حصول الاستنارة أي المعمودية فيه. لكن الكنيسة تجيز المعمودية في الأعياد الكبرى وتجيزها في كل يوم .

معموديات جماعية

   يحسن أن يحتفل بالمعمودية بشكل جماعي على مستوى الرعية كاملة. فتخصص الرعية مواسم سنوية للاحتفال بالمعتمدين جماعيا ً،على أساس أنه ولد لها بالماء والروح أبناء جدد.

بيوت المعمودية

   أ. تحسن العودة إلى بناء بيوت المعمودية، على الأقل في الكاتدرائيات والمدن الكبرى، وتكون عندئذ مجهزة بكل ما يلزم لإتمام المعمودية بشكل لائق كريم .

  ب. ماء المعمودية مقدس ، لذا يجب صبه بعد غسل المعمد في أماكن لا تداس بالأرجل وليس في مصرف صحي .

التهيئة قبل المعمودية

    على كاهن الرعية أن يهيئ الأهل والعراب والمعتمدين، إذا كانوا بالغين، ويشرح لهم بتفصيل معاني الأسرار الحاصلة، أي المعمودية والميرون والمناولة المقدسة، وواجباتهم الملقاة عليهم تجاهها كلها .  

الخدم السابقة للمعمودية

   الخدم الحاصلة قبل المعمودية تشكل درجات في إدخال الطفل في حياة الكنيسة. يبارك الطفل في اليوم الأول، ويُعطى اسماً في اليوم الثامن، يُقدم إلى الهيكل في اليوم الأربعين . 

التعليم بعد المعمودية

   أ. وجب على الأهل والعراب تعليم المُعَمَد حقائق الإيمان المسيحي، ولا يجوز الظن بأن مسؤوليتهم قد توقفت بانتهاء خدمة المعمودية .

 ب. من واجبات الأهل والعراب أن يلجئوا إلى الكهنة والى سائر الهيئات الروحية، من أجل أن يساعدهم هؤلاء في تعليم طفلهم في الوقت المناسب وتنشئته تنشئة مسيحية .

  ج. إن المعمودية لا تنتهي عندما يفرغ الكاهن من إقامتها. المعمودية تشمل حياة الإنسان بكاملها. وحياة المؤمن، كما نعلم، وسعي متواصل إلى التجديد بخلع الإنسان العتيق ولبس المسيح. إنها سعي لكي يتمم الإنسان حياته كلها كابن للنور صائرا " إنسانا كاملا على مقدار قامة ملء المسيح " (أف13:4)



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +