Skip to Content

يوحنّا مارون البطريرك الأول للكنيسة المارونية - المونسنيور ميشال فريفر

البطريرك الأول للكنيسة المارونية

161.JPG

ولد يوحنّا في الربع الأول من القرن السابع في قرية سروم الواقعة في جبل السّويديّة بالقرب من أنطاكية، الّتي تعلّم في مدارسها، وفي دير مار مارون على ضفّة العاصمة، والقسطنطينيّة، أتقن العلوم اللّغويّة والرّياضيّة والدّينيّة واليونانيّة والفلسفة. عاد إلى أنطاكية بعد وفاة والديه، وإلتقى بـ"إبراهيم وقورش" أولاد شقيقته. وقد دفعته غيرته إلى إصطحاب قورش إلى دير مار مارون حيث عاشا حياة التّقشّف والزّهد.
رقّيّ اٍلى درجة الكهنوت المقدّس وسمّي"يوحنّا مارون" ومطراناً فيما بعد على منطقة البترون في فينيقيّة عام 675، الواقعة حاليّاً في لبنان الشّمالي، والمعروفة سابقاً بالنيابة البطريركيّة، وحاليّاً "أبرشيّة البترون المارونيّة". عمل هذا الأسقف الغيور على تنظيم أبرشيته متفانياً بخدمة النّفوس، وهديهم إلى الإيمان القويم، مناضلاً ضدّ البدع مما حمل كنيسته أن تنتخبه بطريركاً عام 702 مقدّرة له مواقفه الحازمة في وجه الإضطهادات المتلاحقة وقيادته الروحّية والوطنيّة لشعبه، الّذي رافع ودافع عنه طيلة مسيرة الدّرب الصّعبة وصولاً إلى لبنان، الّذي احتضنه في ترابه الشّماليّ في قرية كفرحي الواقعة في منطقة البترون الوسطى الشّاهدة للمعبد، الّذي دُفن فيه وُشيّد على اسمه المعروف بـ"دير مار يوحنا مارون"، وهو يحتفظ في قلب كنيسته بـ "هامة" هذا البطريرك القديس .
شهد هذا الّدير نضالاً روحياً ووطنياً، وقد عُرف بمدرسته الّتي تخرّج منها كهنة وأساقفة وبطاركة وأدباء ومفكّرين ورجال دولة، لعبوا دوراً هاماً في مختلف الأصعدة والميادين، خاصة زمن الحكم العثماني وإستقلال لبنان وبعده.
كان يوحنا مارون بطريركاً مناضلاً، وقائداً روحياً، راعياً ومعلماً ورجل اٍيمان وصلاة، لبّى دعوة ربِّه بسخاء صادق ، وعانى ماعاناه بطاركة الكنيسة المارونيّة الّتي كانت تعيّد له في التّاسع من شباط من كلّ عام. لكنّ هذا التّاريخ ما لبث أن نُقل على يد المثلّث الرّحمات البطريرك يوسف اسطفان إلى الثّاني من آذار بدءاً من عام 1778.

Click to view full size image

  1. يحتلّ يوحنّا مارون موقعاً مميّزاً في تاريخ البطاركة الإنطاكيين، علماً أَنَّ اسمه - ولسبب سياسي - لم يندرج في قائمة الجدول الرّسمي للبطاركة الموالين لسلطة الأمبراطور ولإرادته المطلقة، لأنّ إنتخابه كأوّل بطريرك على الكنيسة المارونيّة لم يتم وفقاً لإرادة الملك والقصر البيزنطيّ، ممّا يدّل أوّلاً على عدم إعتراف إمبراطور بيزنطية به، وثانياً نظراً لمكانته الدّينيّة وسلطته وسلطانه. وقد تمكّن من خلال هذا كلّه من قيادة كنيسة الرّبّ التي اتّخذ إنجيلها شريعة له، وتعليمها معتقدا،ً إلى شاطئ الأمان. ونحن، إذ نكتفي بهذا القدر من الّذي ذكرناه عن أوّل بطريرك لكنيستنا، نطلب من الله تعالى أن يفيض مراحمه علينا، ويثبّتنا على الإيمان به بمحبّة حارّة ورجاء وطيد، وأن يعطينا نعمة التّبّصر في الحياة والأعمال ومواقف القديس يوحنّا مارون، الّذي حمل الصّليب ، ومارس الفضائل وكفر بذاته حباً بالمصلوب. وها نحن، على الرّغم من ضعفنا، نقتدي به ونقتفي خطاه ، كهنة وعلمانين ، ولكنّ صلاتنا هذه الّتي نقيمها في يوم عيده، هي زاد لنا وبركة.
  2. لذا، نخلص من خلالها اٍلى تكريمك اْيّها الآب القدّوس، وابنك الوحيد وروحك الحيّ القدّوس  على إختيارك وتثبيتك يوحنا مارون كاهناً وأسقفاً وبطريركاً قدّيساً، وحامياً لأسلافه البطاركة البالغ عددهم، حتى تاريخه، سبعة وسبعين بطريركاً، وآخرهم غبطة أبينا السيد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى. اْمين
                                                                                                                                                                 2/3/2012                                                                          
 عيد مار يوحنا مارون
                                                                                                                                       المونسنيور ميشال فريفر


عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +