Skip to Content

الأسبوع الرابع من زمن العنصرة - القراءات الليتورجية - طقس ماروني

أحد الأسبوع الرابع من زمن العنصرة


فصلٌ مِنْ رِسَالَةِ القدِّيس بُولُسَ الرَسُول الأُولى إلى أهل قُورِنْتُس، (١قور٢/ ١١-١٦)
يا إخوتي، مَنْ مِنَ النَاسِ يَعْرِفُ مَا في الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذي فِيه؟ كذلِكَ لا أَحَدَ يَعْرِفُ مَا في اللهِ إِلاَّ رُوحُ الله. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَم، بَلِ الرُوحَ الَّذي مِنَ الله، حَتَّى نَعْرِفَ مَا أَنْعَمَ بِهِ الله عَلَيْنَا مِنْ مَوَاهِب. ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ تِلْكَ الْمَوَاهِبِ بِكَلِمَاتٍ تُعَلِّمُهَا الحِكْمَةُ البَشَرِيَّة، بَلْ بِكَلِمَاتٍ يُعَلِّمُهَا الرُوح، فَنُعَبِّرُ عَنِ الأُمُورِ الرُوحِيَّةِ بِكَلِمَاتٍ رُوحِيَّة. فَالإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ ذلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الْحُكْمَ في ذلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُوح. أَمَّا الإِنْسَانُ الرُوحَانِيُّ فَيَحْكُمُ عَلى كُلِّ شَيء، ولا أَحَدَ يَحْكُمُ عَلَيْه. فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ المَسِيح!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.

مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسِيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، (لو ١٠/ ٢١-٢٤)
قالَ لُوقَا البشير: إِبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ  هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ارْتَضَيْت. لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الابْنُ إِلاَّ الآب، وَلا مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الابْن، وَمَنْ يُريدُ الابْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ». ثُمَّ التَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى انْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».





اثنين الأسبوع الرابع من زمن العنصرة

مِنْ أعمالِ الرُسُل، وبارِكْ يا سيِّد (رسل ٧ / ٤٤-٥٠)
يا إِخوتي، قالَ إِسطِفَانُس: «كَانَ لآبَائِنَا في البَرِّيَّةِ خَيْمَةُ الشَهَادَةِ الَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى، كَمَا أَمَرَهُ المُتَكَلِّمُ مَعَهُ، عَلى المِثَالِ الَّذِي كَانَ قَدْ رَآه. هذِهِ الخَيْمَةُ تَسَلَّمَهَا آبَاؤُنَا، فَدَخَلُوا بِهَا مَعَ يَشُوع، وتَمَلَّكُوا أَرْضَ الأُمَم، الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الله مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا، حَتَّى أَيَّامِ داوُد، الَّذِي وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ الله، والْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكِنًا لإِلهِ يَعْقُوب. ولكِنَّ سُلَيْمَانَ هُوَ الَّذِي بَنَى لَهُ بَيْتًا. غَيرَ أَنَّ العَلِيَّ لا يَسْكُنُ في مَصْنُوعَاتِ الأَيْدِي، كَمَا يَقُولُ النَبِيّ: أَلسَمَاءُ عَرْشِي، والأَرْضُ مَوطِ قَدَمَيَّ، فَأَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي، يَقُولُ الرَبّ، وأَيُّ مَكَانٍ يَكُونُ مَقَرَّ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي هِيَ الَّتِي صَنَعَتْ هذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّها؟».
وَالتَسبيحُ لله دائِمًا.

مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متى (متى ١٨ /١ - ٥)
قالَ متَّى الرَسُول: في تِلْكَ السَاعَة، دَنَا التَلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وقَالُوا: «مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَمَاوَات؟». فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وقَال: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ  هذَا الطِّفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِاسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ  هذَا فَقَدْ قَبِلَني».


 
 


 
ثلاثاء الأسبوع الثالث من زمن العنصرة

فصلٌ مِنْ أعمالِ الرُسُل، (رسل ٧/ ٥١-٨/١أ)
يا إِخوتي، قالَ إِسطِفَانُس: «يَا قُسَاةَ الرِقَابِ ويَا غُلْفَ القُلُوبِ والآذَان، إِنَّكُم فِي كُلِّ حِينٍ تُقَاوِمُونَ الرُوحَ القُدُس! كَمَا كَانَ آبَاؤُكُم كَذلِكَ أَنْتُم! فَأَيُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُم؟ لَقَدْ قَتَلُوا حَتَّى الَّذِينَ أَنْبَأُوا بِمَجِيءِ البَارّ، ذَاكَ الَّذِي صِرْتُمُ الآنَ لَهُ خَائِنِينَ وقَاتِلين. يَا مَنِ اسْتَلَمتُمُ التَوْرَاةَ بِأَمْرٍ مِنَ الْمَلائِكَة، ولَمْ تَحْفَظُوهَا!». فَلَمَّا سَمِعَ أَعْضَاءُ الْمَجْلِسِ كَلامَ إِسْطِفَانُس، حَنِقُوا بِقُلُوبِهِم، وصَرَفُوا عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِم. أَمَّا هُوَ فَتَفَرَّسَ في السَمَاء، وهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُوحِ القُدُس، فَرَأَى مَجْدَ الله، ويَسُوعَ واقِفًا عَنْ يَمِينِ الله، فَقَال: «هَا إِنِّي أَرَى السَمَاوَاتِ مُنْفَتِحَة، وابْنَ الإِنْسَانِ واقِفًا عَنْ يَمِينِ الله!». فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيم، وسَدُّوا آذَانَهُم ووَثَبُوا عَلَيْهِ جَمِيعُهُم. وأَخْرَجُوهُ إِلى خَارِجِ المَدِينَةِ وأَخَذُوا يَرْجُمُونَهُ. وخَلَعَ الشُهُودُ ثِيَابَهُم عِنْدَ قَدَمَي شَابٍّ يُدْعَى شَاوُل. وأَخَذُوا يَرجُمُونَ إِسْطِفانُسَ وهُوَ يَدْعُو فَيَقُول: «أَيُّهَا الرَبُّ يَسُوع، تَقَبَّلْ رُوحِي!». ثُمَّ جَثَا عَلى رُكْبَتَيْهِ وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيم: «يَا رَبّ، لا تُقِمْ عَلَيْهِم هذِهِ الْخَطِيئَة!». قَالَ هذَا، ورَقَد. وكَانَ شَاوُلُ مُوافِقًا على قَتْلِهِ.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.

مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا (متى ١٨ / ٦ - ١٠)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «مَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ  هؤُلاءِ الصِغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمَار، ويُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر. أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُكُوك، ولكِنِ الوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُكُوكُ بِسَبَبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَاقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَارِ الأَبَدِيَّة. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَاقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَار. أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ  هؤُلاءِ الصِغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَمَاوَات».


 


أربعاء الأسبوع الثالث من زمن العنصرة

فصلٌ مِنْ أَعمالِ الرُسُل، وبارِكْ يا سيِّد (رسل ٨/ ١ب-٨)
يا إِخوتي، حَدَثَ اضْطِهَادٌ شَدِيدٌ على الكَنِيسَةِ الَّتِي في أُورَشَلِيم، فتَشَتَّتَ المُؤمِنُونَ كُلُّهُم، مَا عَدَا الرُسُل، في نَواحِي اليَهُودِيَّةِ والسَامِرَة. ودَفَنَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ إِسْطِفَانُس، وأَقَامُوا لَهُ مَنَاحَةً عَظِيمَة. وكَانَ شَاوُلُ يَسْعَى إِلى إِبَادَةِ الكَنِيسَة، يَقْتَحِمُ البُيُوتَ كُلَّها ويَجُرُّ الرِجَالَ والنِسَاء، ويُسَلِّمُهُم إِلى السِجْن. أَمَّا الَّذِينَ تشَتَّتُوا فَجَالُوا يُبَشِّرُونَ بِالكَلِمَة. وَنَزَلَ فِيلِبُّسُ إِلى مَدِينَةٍ في السَامِرَة، وأَخَذَ يَكْرِزُ لأَهْلِهَا بِالْمَسيح. وكَانَ الْجُمُوعُ يُصْغُونَ بنَفْسٍ واحِدَةٍ إِلى أَقْوَالِ فِيلِبُّس، لأَنَّهُم سَمِعُوا وشَاهَدُوا الآياتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُها. فَكَثِيرُونَ مِمَّن بِهِم أَرْوَاحٌ نَجِسَة، كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُمُ الأَرْوَاحُ وهِيَ تَصْرُخُ بِصَوتٍ عَظِيم. وكَثِيرُونَ مِنَ الْمُقْعَدِينَ والعُرْجِ نَالُوا الشِفَاء. فَعَمَّ تِلْكَ الْمَدِينَةَ فَرَحٌ عَظِيم.
وَالتَسبيحُ للهِ دائِمًا.

مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسِيحِ للقدِّيس متَّى (متى ١٨/ ١١-١٤)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ لِيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَك. مَا رَأْيُكُم؟ إِنْ كَانَ لِرَجُلٍ مِئَةُ خَرُوفٍ وضَلَّ وَاحِدٌ مِنْهَا، أَلا يَتْرُكُ التِسْعَة َ والتِسْعِيْنَ في الجِبَال، ويَذْهَبُ يَبْحَثُ عَنِ الخَرُوفِ الضَّالّ؟ وإِنْ وَجَدَهُ، أَلا يَفْرَحُ بِهِ؟ أَلحقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَفْرَحُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِهِ بِالتِسْعَةِ والتِسْعِينَ الَّتِي لَمْ تَضِلّ!  هكَذَا، فَإِنَّ مَشِيْئَةَ أَبِيْكُمُ الَّذي في السَمَاوَاتِ هِيَ أَلاَّ يَهْلِكَ أَحَدٌ مِنْ  هؤُلاءِ الصِغَار».


 


خميس الأسبوع الرابع من زمن العنصرة

فصلٌ مِنْ أَعمالِ الرُسُل، وبارِكْ يا سيِّد (رسل ٨/ ٩، ١٣ب-٢٥)
يا إِخوتي، كَانَ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُون، يُمَارِسُ السِحْر، ويُدْهِشُ أَهْلَ السَامِرة، ويَدَّعِي أَنَّهُ رَجُلٌ عَظِيم، فَاعْتَمَدَ وصَارَ مُلازِمًا لِفِيلِبُّس، وكَانَ يَرَى مَا يَجْري مِنْ آيَاتٍ عَظِيمَةٍ وأَعْمَالٍ قَدِيرَةٍ فَتأْخُذُهُ الدَهْشَة. وسَمِعَ الرُسُلُ الَّذينَ في أُورَشَليمَ أَنَّ أَهْلَ السَامِرَةِ قَدْ قَبِلُوا كَلِمَةَ الله، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِم بُطْرُسَ ويُوحَنَّا. فَانْحَدَرا وصَلَّيَا مِنْ أَجْلِهِم لِيَنَالُوا الرُوحَ القُدُس؛ لأَنَّ الرُوحَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَد نَزَلَ على أَحَدٍ مِنْهُم، وإِنَّمَا كَانُوا قَدِ اعْتَمَدُوا فَقَط بِاسْمِ الرَبِّ يَسُوع. حينَئِذٍ أَخَذَ بُطْرُسُ ويُوحَنَّا يَضَعَانِ الأَيْدي علَيْهِم فَيَنَالُونَ الرُوحَ القُدُس. ورَأَى سِيمُونُ أَنَّ الرُوحَ يُوهَبُ بِوَضْعِ أَيْدي الرَسُولَيْن، فَقَدَّمَ لَهُمَا مَالاً، وقَال: «أَعْطِيانِي أَنَا أَيْضًا هذَا السُلْطَان، حَتَّى يَنَالَ الرُوحَ القُدُسَ مَنْ أَضَعُ علَيهِ يَدَيَّ!». فَقَالَ لَهُ بُطْرُس: «فَلْتَذْهَبْ فِضَّتُكَ مَعَكَ إِلى الهَلاك! فَقَدْ ظَنَنْتَ أَنَّكَ تَقتَنِي عَطِيَّةَ اللهِ بِالمَال! فلا نَصِيبَ لَكَ في هذَا الأَمْرِ ولا مِيرَاث، لأَنَّ قَلْبَكَ غَيرُ مُسْتَقِيمٍ أَمَامَ الله! فَتُبْ عَنْ شَرِّكَ هذَا، واسْأَلِ الرَبَّ عَسَاهُ يَغْفِرُ لَكَ مَا رَاوَدَ قَلبَكَ! فَإِنِّي أَرَاكَ في مَرَارَةِ العَلْقَمِ وقُيُودِ الآثَام!». فَأَجَابَ سِيمُونُ وقَال: «إِسْأَلا أَنْتُمَا الرَبَّ مِنْ أَجْلي لِئَلاَّ يُصيبَني شيءٌ مِمَّا قُلتُما». أَمَّا هُمَا فَبَعْدَ أَنْ شَهِدَا ونَادَيَا بِكَلِمَةِ الرَبّ، عَادَا إِلى أُورَشَليمَ وهُمَا يُبَشِّرَانِ في قُرًى كَثِيرَةٍ لِلسَامِرِيِّين.
وَالتَسبيحُ للهِ دائِمًا.

مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنا  (متى ١٨/ ١٥ - ٢٠)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «إِنْ خَطِئَ إِلَيْكَ أَخُوك، فَاذْهَبْ وعَاتِبْهُ بِيْنَكَ وبَيْنَهُ على انْفِرَاد. فَإِنْ سَمِعَ لِكَ رَبِحْتَ أَخَاك. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْن، لِكَي تَثْبُتَ كُلُّ كَلِمَةٍ بِشَهَادَةِ اثْنَيْنِ أَو ثَلاثَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا، فَقُلْ لِلْكَنِيسَة. وإِنْ لَمْ يَسْمَعْ لِلْكَنِيسَةِ أَيْضًا، فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالوَثَنِيِّ والعَشَّار. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَمَاء. وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ اتَّفَقَ اثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَمَاوَات. فحَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِاسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم».


 
 


 
جمعة الأسبوع الثالث من زمن العنصرة

فصلٌ مِنْ أعمالِ الرُسُل، (رسل ٨/ ٢٦-٤٠)
يا إِخوتي، كَلَّمَ مَلاكُ الرَبِّ فِيلِبُّسَ قَائِلاً: «قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوب، في الطَريقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورَشَليمَ إِلى غَزَّة، وَهيَ طَرِيقٌ مُقْفِرَة». فَقَامَ وذَهَب. وإِذا بِرَجُلٍ حَبَشِيٍّ خَصِيّ، ذِي مَنْصِبٍ مَرْمُوقٍ لَدَى قَنْدَاقَةَ مَلِكَةِ الحَبَشَة، وخَازِنِ جَمِيعِ أَمْوَالِهَا، كَانَ قَدْ حَجَّ إِلى أُورَشَلِيمَ لِلسُجُودِ فِيها، وكَانَ عَائِدًا مِنْهَا إِلى بِلادِهِ، جَالِسًا في مَرْكَبَتِهِ، وهُوَ يَقْرَأُ النَبِيَّ آشَعْيا. فَقَالَ الرُوحُ لِفِيلِبُّس: «إِقتَرِبْ، وَالْزَمْ هذِهِ الْمَرْكَبَة!». فأَسْرَعَ فِيلِبُّسُ إِلى الْمَركَبَةِ فسَمِعَ الْحَبَشِيَّ يقرَأُ النَبِيَّ آشَعْيَا، فَقَالَ لَهُ: «هَلْ تَفْهَمُ مَا تَقْرَأ؟». فَقَال: «وكَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَد؟». ثُمَّ دَعَا فِيلِبُّسَ إِلى أَنْ يَصْعَدَ ويَجْلِسَ مَعَهُ. وكَانَ يَقْرَأُ مِنَ الْكِتَابِ هذَا النَصّ: «كَشَاةٍ سِيقَ إِلى الذَبْح، وكَحَمَلٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذي يَجُزُّهُ، هكَذَا لا يَفتَحُ فَاه. في اتِّضَاعِهِ سُلِبَ حَقُّهُ. فَمَنْ يُخْبِرُ عَنْ ذُرِّيَّتِهِ، وقَدْ أُزِيلَتْ حَيَاتُهُ عَنِ الأَرْض؟». فَأَجَابَ الْخَصِيُّ وقَالَ لِفِيلِبُّس: «أَرْجُوك! عَمَّن يَقُولُ النَبِيُّ هذَا الكَلام؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عنْ شَخْصٍ آخَر؟». ففَتَحَ فيلِبُّسُ فَاهُ، وانْطَلَقَ مِنْ نَصِّ الْكِتابِ هذَا، وأَخَذَ يُبَشِّرُهُ بيَسُوع. وفِيمَا هُمَا يُتَابِعَانِ طَرِيقَهُمَا، وَصَلا إِلى مَكَانٍ فِيهِ مَاء، فَقَالَ الْخَصِيّ: «هُوَذَا مَاء، فَمَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدْ؟». فَقَالَ فِيلِبُّس: «يُمْكِنُكَ أَنْ تَعْتَمِد، إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ!». فَأَجَاب: «إِنِّي أُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ الله!». ثُمَّ أَمَرَ بِإِيقَافِ الْمَرْكَبَة، وَنَزَلا كِلاهُمَا في الْمَاء، فِيلِبُّسُ والْخَصِيّ، فَعَمَّدَهُ فِيلِبُّس. ولَمَّا صَعِدا مِنَ الْمَاء، خَطَفَ رُوحُ الرَبِّ فِيلِبُّس، ومَا عَادَ الْخَصِيُّ يَرَاه، فَمَضَى في طَريقِهِ فَرِحًا. أَمَّا فِيلِبُّسُ فَوُجِدَ في أَشْدُود. وكَانَ يَجُولُ مُبَشِّرًا كُلَّ الْمُدُن، حَتَّى وَصَلَ إِلى قَيْصَرِيَّة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.

مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متى  (متى ١٨/ ٢١ - ٣٥)
قالَ متَّى الرَسُول: دَنَا بُطْرُسُ مِنْ يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.  لِذلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَمَاوَاتِ مَلِكًا أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. وبَدَأَ يُحَاسِبُهُم، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ لَهُ بِسِتِّينَ مَلْيُونَ دِيْنَار. وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي بِهِ دَيْنَهُ، أَمَرَ سَيِّدُهُ بِأَنْ يُبَاعَ هُوَ وزَوْجَتُهُ وأَوْلادُهُ وكُلُّ مَا يَمْلِكُ لِيُوفِيَ الدَيْن. فَوَقَعَ ذلِكَ العَبْدُ سَاجِدًا لَهُ وقَال: أَمْهِلْنِي، يَا سَيِّدِي، وأَنَا أُوفِيكَ الدَيْنَ كُلَّهُ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ وأَطْلَقَهُ وأَعْفَاهُ مِنَ الدَيْن. وخَرَجَ  ذلِكَ العَبْدُ فَوَجَدَ وَاحِدًا مِنْ رِفَاقِهِ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِيْنَار، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وأَخَذَ يَخْنُقُهُ قَائِلاً: أَوْفِنِي كُلَّ مَا لِي عَلَيْك. فَوَقَعَ رَفِيْقُهُ عَلى رِجْلَيْهِ يَتَوَسَّلُ إِليْهِ ويَقُول: أَمْهِلْنِي، وأَنَا أُوفِيْك. فَأَبَى ومَضَى بِهِ وطَرَحَهُ في السِجْن، حَتَّى يُوفِيَ دَيْنَهُ. ورَأَى رِفَاقُهُ مَا جَرَى فَحَزِنُوا حُزْنًا شَدِيْدًا، وذَهَبُوا فَأَخْبَرُوا سَيِّدَهُم بِكُلِّ مَا جَرى. حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ  ذلِكَ الدَيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا؟! وغَضِبَ سَيِّدُهُ فَسَلَّمَهُ إِلى الجَلاَّدين، حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا عَلَيْه.  هكَذَا يَفْعَلُ بِكُم أَيْضًا أَبي السَمَاوِيّ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم لأَخِيْه، مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُم».


 
 


 
سبت الأسبوع الرابع من زمن العنصرة

فصلٌ مِنْ أَعمالِ الرُسُل، وبارِكْ يا سيِّد (رسل ٩/ ١-٦، ١٠-١١، ١٥-١٩)
يا إِخوتي، كَانَ شَاوُلُ لا يَزَالُ يَنفُثُ على تَلامِيذِ الرَبِّ تَهْدِيدًا وتَقْتِيلاً، فَذَهَبَ إلى عَظيمِ الأَحْبَار، وطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلى مَجَامِعِ دِمَشْق، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا على هذِهِ الطَرِيقَة، رِجَالاً ونِسَاءً، يَسُوقُهُم مَوْثُوقِينَ إِلى أُورَشَليم. وفِيمَا هُوَ ذَاهِب، وقَدِ اقْتَرَبَ مِنْ دِمَشْق، إِذَا بِنُورٍ سَاطِعٍ مِنَ السَمَاءِ يَلُفُّهُ بَغْتَةً. فَسَقَطَ إِلى الأَرْض، وسَمِعَ صَوْتًا يَقُولُ لَهُ: «شَاوُل، شَاوُل، لِمَاذَا تَضْطَهِدُني؟». فقال: «مَنْ أَنتَ، يا ربّ؟». قال: «أَنَا هُوَ يَسُوعُ الَّذي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ! ولكِنْ قُم، وادْخُلِ المَدِينَة، فَيُقَالَ لَكَ مَا يَجِبُ علَيكَ أَنْ تَفعَل». وكَانَ في دِمَشْقَ تِلميذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا. فقَالَ لَهُ الرَبّ في رُؤْيَا: «يا حَنَانِيَّا!». فقَال: «هَاءَنَذَا، يَا رَبّ!». فقَالَ لَهُ الرَبّ: «قُمْ وَاذْهَبْ إِلى الشَارِعِ المُسَمَّى بِالقَوِيم، واطْلُبْ في بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلاً مِنْ طَرْسُوسَ اسْمُهُ شَاوُل. فَهَا إِنَّهُ يُصَلِّي. إِذْهَب، لأَنَّ هذَا الرَجُلَ هُوَ لِي إِناءٌ مُخْتَار، لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ الأُمَم، والمُلُوك، وبَنِي إِسْرائِيل. فَأَنَا سَأُرِيهِ كَم يَجِبُ علَيهِ أَن يتَأَلَّمَ مِن أَجْلِ اسْمِي!». فمَضَى حَنَانِيَّا، ودَخَلَ إِلى البَيْت، ووَضَعَ يَدَيهِ على شَاوُل، وقَال: «يا شَاوُلُ أَخي، إِنَّ الرَبَّ يَسُوعَ الَّذي تَرَاءَى لَكَ في الطَريقِ الَّذي سَلَكْتَهُ، قَد أَرْسَلَنِي لِكَي تَعُودَ فَتُبصِر، وتَمْتَلِىءَ منَ الرُوحِ القُدُس». وفي الحَالِ تَسَاقَطَ مِن عَينَيْ شاوُلَ ما يُشْبِهُ القُشُور، فَعَادَ يُبْصِر. وقَامَ فَاعْتَمَد. ثُمَّ تنَاوَلَ طَعَامًا، فَاسْتَعَادَ قُوَاه. وَبَقِيَ بِضْعَةَ أَيَّامٍ مَعَ التَلامِيذِ في دِمَشْق.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.

مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسِيحِ للقدِّيس متَّى  (متى ١١/ ٢٥-٣٠)
قالَ متَّى الرَسُول: في  ذلِكَ الوَقْتِ أَجَابَ يَسُوعُ وقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال! نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ارْتَضَيْت! لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن، ومَنْ يُرِيدُ الابْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ. تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».




عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +