Skip to Content

ايلول - السنكسار الماروني

شهر أيلول

ايام هذا الشهر 30 يوماً ساعات نهاره 12 ساعة وساعات ليله 12 ساعة.

اليوم الاول

تذكار القديس سمعان العمودي الصغير

ولد في انطاكية سنة 521 من ابوين مسيحيين فاضلين يوحنا ومرتا اللذين ربياه بروح التقوى والفضيلة. وما بلغ اشده، حتى ذهب الى احد الاديار القريبة من انطاكية، وتتلمذ للقديس يوحنا العمودي الذي كان عائشاً على عمود ضمن اسوار الدير، فعاش معه مدة طويلة وبلغ بارشاداته كمالاً رهبانياً فائقاً.

ثم اتخذ له عموداً عالياً في ذلك الجبل، قام فوقه متقشفاً مصلياً ومتأملاً. قوته الاعشاب واكثر الايام كان يصوم طويلاً.

فشرفه الله بصنع المعجزات من طرد الشياطين وشفاء امراض النفس والجسد. فتقاطر اليه الناس يلتمسون بركته والشفاء من امراضهم. وجاء لزيارته اسقفا انطاكية وسلوقية ونظرا فيه من الفضائل كما سمعا عنه فرقياه الى درجة الكهنوت. فازداد غيرة على النفوس ومثابرة على الصلاة. وقد تسامى بالصلاة العقلية والانخطاف الروحي. وكثيراً ما ذهب بالروح الى مسافات بعيدة وحضر امام مرضى طلبوا شفاعته فشفاهم.

قال المؤرخون: انه كتب رسالة الى الملك يوستينيانوس يحثه بها على المحامات عن اكرام الايقونات ضد الهراطقة. ويدحض بهذه الرسالة مزاعم النساطرة والاوطيخيين اي العاقبة. وقد تليت هذه الرسالة في المجمع النيقاوي المنعقد سنة 787. وبها استشهد آباؤه على وجوب تكريم الايقونات. وقد أثبت هذه الرسالة البابا ادريانوس الاول واساقفة الشرق، وبعد ان بقي مدة خمس واربعين سنة على عموده صانعاً العجائب، ومرشداً لتلاميذه الكثيرين الذين اتخذوا طريقته، رقد بالرب سنة 596.

وقد لقب "بالحلبي" تمييزاً له عن القديس سمعان العمودي الكبير الذي لقب

 " بالانطاكي". صلاته معنا.آمين.

 

 

اليوم الثاني

تذكار القديس ماما الشهيد

ولد القديس ماما في قيصرية الكابدوك في اواسط القرن الثالث. وكان ابواه مسيحيين فقيرين بمال الدنيا غنيين بالله، قُبِضَ عليهما وسُجنا. فولدته امه في السجن وما لبثت ان ماتت. فأخذته امرأة مسيحية ربته على قواعد الديانة والتقوى والاخلاق الحميدة. لم يتعلم القراءة والكتابة بل منذ صغر سنه عُهِد اليه برعاية الغنم، فكان وديعاً متواضعاً يقوم بعمله تمجيداً لله، وكانت وظيفته تحمله على التأمل بعظمة الكائنات خاصة في الليل يرقب النجوم ويعلم اوقاتها ويناجي مبدعها، وكان راضياً بحاله قانعاً بمعيشته. فلما قام الملك اورليانوس يضطهد المسيحيين قبض على ماما ليكفر بالمسيح، فاعترف بايمانه. فأماتوه شر ميتة وله من العمر خمس عشرة سنة. فنال اكليل الشهادة سنة 275، وحفظ جثمانه في مدينة قيصرية الكابدوك واصبح شفيعها المكرم. ان الفضيلة هي عنوان الشرف والعظمة الحقيقية والغنى الذي لا يفنى، فلنتمسك بالغنى الصحيح اي الفضائل المسيحية، صلاة الشهيد القديس ماما معنا. آمين.

 

اليوم الثالث

تذكار القديس تاودورس الكبير

ولد تاودورس في أخائيا من أبوين مسيحيين وتربى على حب الفضيلة والاخلاق الحسنة. وما شب حتى ظهر بطلاً شجاعاً في الدفاع عن الايمان بالمسيح والتجند له.

وكان قائد فرقة رومانية من عساكر ليكينوس الوثني صهر قسطنطين الكبير. فعرف ان تنّيناً هائلاً كان بالقرب من مدينة هرقلية، يفترس كل من صادفه. فخرج تاودورس متسلحاً بصليب المسيح وقصد مغارة التنين. وما خرج التنين من مغارته، حتى صرخ به تاودورس قائلاً:" باسم يسوع المسيح انا اهاجمك". وانقض عليه بطعنة رمح في رأسه صليب فأماته واراح المدينة من شره. فجاء الوثنيون وشكروا القديس واكثرهم اعتنق الدين المسيحي.

فعرف الملك ليكينيوس وطلب ان يرى تاودورس. فاعتذر راجياً الملك ان يزور هرقلية. فجاء الملك. فاستقبله تاودورس استقبالاً رائعاً. فأراد الملك اقامة حفلة في معبد الاوثان تكريماً لتاودورس. فأخذ هذا بعض التماثيل الذهبية من المعبد ووزعها على الفقراء. فغضب الملك وامر بتعذيبه.

فعُذِّب كثيراً ورُبط في السجن على شكل صليب. وفي اليوم التالي ارسل الملك اثنين لجلب جثة القديس فوجداه سالماً صحيحاً، فآمنا وآمن معهما ثمانون جندياً. فأرسل الملك قائداً آخر مع ثلثمئة جندي ليقطعوا اعناقهم، ولما تحقق هؤلاء الآخرون من شفاء تاودورس آمنوا هم ايضاً بالمسيح مع جمهور من الوثنيين وصاحوا قائلين: حي هو اله المسيحيين، انه هو الاله الحقيقي ولا اله سواه، وارادوا ان يثيروا الشعب على الملك، فمنعهم القديس وقال لهم: ان السيد المسيح غفر لصالبيه ولم ينتقم من اعدائه.

واخيراً ارسل الملك سيافاً قطع رأس القديس وهو في السجن سنة 319 ودفن في اخائيا وطنه، كما اوصى قبل استشهاده. صلاته معنا. آمين.

 

                    

اليوم الرابع

تذكار القديس بابيلا

جلس هذا القديس بطريركاً على كرسي انطاكية سنة 237، خلفاً للبطريرك زابيتوس وهو البطريرك الثاني عشر من بعد بطرس الرسول وكان راعياً غيوراً مزيناً بالقداسة وبوجه اخص بالجرأة والحزم، لا يهاب احداً في ما يختص بالله، وببيت الله، كما يظهر من القصة التي رواها المؤرخ الشهير اوسابيوس. قال: ان الامبراطور فيلبوس المسيحي، بعد ان جلس على العرش، خلفاً لفرديانوس أقدم على قتل ابنٍ لسلفهِ هذا، وجاء الى انطاكية ومعه اركان حربه واراد ان يحضر القداس الذي يقيمه البطريرك بابيلا يوم عيد القيامة. وكان البطريرك عالماً بما اتاه الامبراطور من الظلم، فخرج اليه ومنعه من الدخول الى الكنيسة، قبل ان يكفِّر عن اثمه ويطهر يديه المخضبتين بالدم الزكي. فتهيّبه الامبراطور واذعن لامره وبقي على الباب مع سائر التائبين. فأكبر المؤمنون جرأة البطريرك، كما اتعظوا بخضوع الامبراطور وتوبته، واستراحت الكنيسة في ايامه من الاضطهاد، وارتد كثيرون من الوثنيين الى الايمان بالمسيح.

غير انه في اواخر سنة 250، تسلم الملك داكيوس قيصر، فأثار الاضطهاد على المسيحيين ولا سيما على رؤسائهم وكان اولهم البطريرك بابيلا فأمر الملك بالقبض عليه فقيدوه بالسلاسل وطرحوه في السجن مع ثلاثة فتيان من تلاميذه. وما لبث هذا البطريرك القديس ان مات شهيداً في السجن سنة 250. وكان قد اوصى ان توضع معه السلاسل التي قيدوه بها.

وانتشرت شفاعة القديس بابيلا في الشرق والغرب. واقيمت على اسمه كنائس عديدة. وكان الجميع معجبين بجرأته وقداسته. صلاته معنا. آمين.

      

اليوم الخامس

تذكار زكريا ابي يوحنا المعمدان

ان سيرة زكريا الكاهن وامرأته اليصابات قد ذكرها لوقا البشير في الفصل الاول من انجيله. مع جميع الظروف التي سبقت ورافقت ميلاد يوحنا المعمدان الواقع في 24 حزيران. وفي هذا اليوم نكتفي بذكر ما نطق به زكريا في ذلك الميلاد العجيب، اذ انفتح فمه ولسانه وتكلم، مباركاً الله. ثم تنبأ قائلاً: وانت، ايها الصبي، نبيَّ العلي تُدعى، لانك تسبق امام وجه الرب، لتعد طرقه وتعطي شعبه علم الخلاص لمغفرة خطاياهم، باحشاء ورحمة الهنا الذي افتقدنا بها، المشرق لنا من العلاء، افتقاد الكوكب الشارق ليضيء المقيمين في الظلمة وظلال الموت، ويرشد اقدامنا في طريق السلام (لوقا1: 76 – 79).

وعاش زكريا كل حياته في البر والصلاح ومات بشيخوخة صالحة في القرن الاول للميلاد. وزكريا لفظة عبرانية معناها تذكرة الرب. صلاته معنا. آمين.

وفيه أيضاً: تذكار القديس شربل اسقف الرها واخته برابيا الشهيدين

كان شربل في الرها شيخاً كاهناً للاوثان في ايام ترايانوس قيصر. وكان اسقف الرها القديس برسيما يبشر بالايمان المسيحي. فما سمع شربل هذا ببشارة الانجيل ورأى العجائب التي صنعها ذلك الاسقف، حتى مست النعمة قلبه فآمن بالمسيح واعتمد هو وشقيقته برابيا. ولما علم لزياس حاكم البلد بما صنعه برسيما قبض عليه وبعد ان اذاقه مر العذابات، امر به فضُرب عنقُه. وكان خَلَفه في الاسقفية شربل، فأحضره الملك واستنطقه فأقرّ غير خائف، بأنه مسيحي راسخ في ايمانه الصحيح فأمر الحاكم بجلده فظل صابراً يشكر الله. ثم طرحوه في بئر فيه حشرات سامة فلم تؤذه فمزقوا جسده بامشاط من حديد ولما رأوه مُصّراَ لا يتزعزع عن ايمانه، صلبوه وسمروا رأسه على الصليب. فأسلم الروح.

اما اخته برابيا فسُرت بأن تسير وراء اخيها في طريق الصليب صابرة على اشد العذابات هَولاً. ولما رأوها ثابتة على ايمانها قطعوا رأسها. ففازت مع شقيقها باكليل الشهادة سنة 121. صلاتهما معنا. آمين.

 

             

اليوم السادس

تذكار اعجوبة مار ميخائيل في مدينة كولوسي

ان ميخائيل رئيس الجنود السماوية هو الذي قاتل مع ملائكته الابرار، الشيطان المتكبر وملائكته الاشرار واخرجه من السماء وقال له:" مَن مثل الله" فكان هذا تفسير اسمه "ميكائيل": مَن كالله، كما جاء في سفر الرؤيا (12: 7). وقد اتخذته الكنيسة المقدسة شفيعاً ومحامياً لها ولابنائها. وتعيّد له اليوم، تذكاراً للاعجوبة التي صنعها في مدينة كولوسي المشهورة برسالة القديس بولس.

كان في تلك المدينة كنيسة على اسم القديس ميخائيل وقربها حوض ماء يأتيه الناس للاستشفاء من امراضهم بغسلهم فيه، بواسطة اشارة الصليب المقدس وشفاعة صاحب المقام القديس ميخائيل.

فجاء رجل وثني له ابنة وحيدة خرساء منذ ولادتها وهي في العاشرة من عمرها، رأى جمعاً غفيراً من المسيحيين يغتسلون فيشفون، فسألهم، ماذا تقولون عندما تنضحون بالماء: أجابوا " باسم الآب والابن والروح القدس، وشفاعة ميخائيل رئيس الملائكة". ففعل مثلهم وسقى ابنته من الماء، فشفيت حالاً وتكلمت، فآمن الرجل وعيلته وبعض معارفه. فغضب الوثنيون وعزموا على هدم الكنيسة بتحويل مياه الحوض اليها.

وكان حارس الكنيسة رجلاً من بعلبك يدعى ارخيبوس تقي متعبد للقديس ميخائيل ممارساً الصلوات والتقشفات الكثيرة. ولما اجتمع الوثنيون واخذوا يحفرون وراء الكنيسة وحول الحوض ليطلقوا المياه عليها. خاف ارخيبوس شر العاقبة، فأخذ يتضرع الى الله ويستغبث بالقديس ميخائيل، وقام في الكنيسة يصلي.

ولما انتهى الوثنيون من الحفر، جاءوا ليلاً ليحولوا المياه سيلاً يصدم الكنيسة فيهدمها، اذا بالملاك ميخائل يظهر بقوة رب الجنود وبيده عصا ضرب بها صخرة عظيمة كانت قرب الكنيسة، فشقتها، فغارت المياه فيها ولم تصب الكنيسة بأذى. فانخذل الوثنيون وآمن منهم كثيرون. وازداد المسيحيون تمسكاً وثباتاً بايمانهم وتكريماً وتعبداً للقديس ميخائيل وثقة بشفاعته. ومنذ ذلك الحين، اخذوا يحتفلون بعيد خاص له، تذكاراً لهذه الاعجوبة الباهرة. وكان ذلك حوالي القرن الثاني للميلاد. صلاته معنا. آمين.

 

 

      

اليوم السابع

تذكار القديس صوزن الشهيد

ولد هذا القديس في كيليكيا في اواسط القرن الثالث. وكان فاضلاً وغيوراً جداً على الدين المسيحي، يسعى كل السعي في رد الوثنيين الى الايمان بالمسيح. فالتقى يوماً ببعض الوثنيين جالسين على نبع ماء تحت شجرة في البرية. فجاء يحدثهم عن مبادئ الديانة المسيحية وعن تعاليمها السامية وأقنعهم فآمنوا فعمدهم من ماء العين.

ومر ذات يوم بهيكل الاصنام فدخله ورأى فيه صنماً من ذهب فكسر يده وباعها ووزع ثمنها على الفقراء. فلما رأى الوثنيون صنمهم مشوهاً، القوا الشبهة على المسيحيين فانزلوا بهم أمر العذاب فعلم صوزن بذلك، فأسرع لانقاذ اخوته الابرياء وتقديم ذاته للشهادة. فاعترف امام الحاكم بايمانه وبانه هو الذي كسر يد الصنم، لان لا فائدة من عبادته الباطلة، والمساكين هم احق بالمساعدة.

فاستشاط الوالي غضباً وأمر بتعذيبه. فألبسوه حذاء من حديد محميّ فيه مسامير مرهفة وامروه بالمشي، فاحتمل هذا العذاب الاليم بصبر عجيب واخذ يمشي شاكراً الله. فعلقوه بشجرة واخذوا يضربونه بقساوة بربرية حتى تكسرت عظامه وجرت دماؤه واشرف على الموت، ثم طرحوه في اتون نار وفيه تمت شهادته حرقاً. وكان ذلك في كيليكيا في ايام مكسيميانوس المضطهد نحو سنة 303م. صلاته معنا. آمين.

 

 

                    

اليوم الثامن

تذكار ميلاد سيدتنا مريم العذراء الكلية القداسة

لقد استجاب الله صلاة والدَيها الطاعنيَن في السن، يواكيم وحنة العاقر، ورزقهما هذه الابنة العجيبة المختارة منذ الازل لتكون اماً للكلمة المتجسّد. وتعلّم الكنيسة ان مريم حُبِلَ بها منزهة عن وصمة الخطيئة الاصلية فخرجت من يد الله تحفة الكون، لا عيب فيها، كما ناداها من وراء الاجيال نشيدُ الاناشيد:" كلك جميلة، يا خليلتي، ولا عيب فيك".

بميلاد مريم العذراء شمل الفرح والبهجة السماوات والارض. فهي نجمة الصبح طلعت عند بزوغ فجر النعمة، تبشر باشراق شمس العدل ونور العالم.

وما اكثر ما فاض به القديسون من المدائح والاوصاف في هذا العيد الذي هو اسعد الاعياد. قال القديس اندراوس الاورشليمي اسقف كريت في ميلادها:" انه عيد الابتداء، اذ به ابتدأ اتحاد الكلمة بالجسد. ثم العيد البتولي الذي أَولَى الجميع ثقة وسروراً". والقديس يوحنا الدمشقي يهتف:" هلموا جميعكم ايها الشعوب من كل جنس، وكل لسان، وكل عمر، وكل رتبة، نحتفل بميلاد بهجة العالم بأسره".

اسم "مريم" معناه سيدة البحر او المرتفعة.

عيد ميلاد العذراء هذا قد انتشر في الكنيسة شرقاً وغرباً منذ القرن السابع. وقد عززه البابا زخيا السابع والبابا غريغوريوس الحادي عشر واوربانوس السادس في اواخر القرن الرابع عشر. فيجدر بنا نحن ابناءها ان نستشفعها ونحيّيها في هذا اليوم بالنشيد الطقسي المشهور:

" كلك جميلة وما بك معاب، اختارك الله الآب، أماً لابنه يسوع الوهاب. شفيعتنا لا تهملينا، وبجناحيك ظللينا، في يوم القضاء يا أم فادينا. آمين.

      

اليوم التاسع

تذكار يواكيم وحنه والدي سيدتنا مريم العذراء

سيأتي تذكارهما في 22 تشرين الثاني.

وفيه تذكار المجمع المسكوني الرابع الخلكيدوني (451)

لما حرم مجمع افسس عام 431 هرطقة نسطور القائل ان في المسيح اقنومين، كان اوطيخا من اشد المعارضين له والمحامين عن وحدة الاقنوم في المسيح. لكنه لشدة تطرفه وقع في هرطقة آخرى اذ قال: ان في المسيح طبيعة واحدة فقط متحدة بالاقنوم الالهي وانكر الطبيعتين.

فعقد القديس فلافيانوس بطريرك القسطنطينية مجمعاً خاصاً مؤلفاً من اساقفته، ودعا اليه الارشمندريت اوطيخا وسأله عن اعتقاده بالطبيعتين فاعترف بهذا الاعتقاد قبل الاتحاد وانكره بعد الاتحاد. فأخذ البطريرك والاساقفة يلاطفونه ويبرهنون له عن حقيقة وجود الطبيعتين في المسيح، كما هو الاعتقاد الكاثوليكي الصحيح، فلم بذعن لهم.

عندئذ حددوا ان المسيح اله تام. له وللآب جوهر الهي واحد كما انه انسان تام مساو لامه العذراء بالجوهر الانساني. اما اوطيخا فبقي مصراً على عناده. لذلك حرموه وحرموا كل مَن شايعَه. فلجأ اوطيخا، بواسطة اصدقائه، الى الملك تاودوسيوس الصغير. فعضده هذا وأمر بعقد مجمع ترأسه ديوسقورس بطريرك الاسكندرية وصديق اوطيخا. فكان هذا المجمع، طبعاً، في جانب اوطيخا. وحكم مناصروه بنفي فلافيانوس بعد ان اوسعوه اهانة وضرباً، فمات في منفاه.

ولما عرف البابا بذلك تأثر جداً. وبالاتفاق مع الملك مركيانوس أمر بعقد المجمع الخلكيدوني الشهير سنة 451 وحضره الملك بذاته. وفيه تقرر عزل البطريرك ديوسقوروس وشجب اوطيخا واتباعه بعد ان تليت رسالة البابا لاون البديعة، التي بها يوضح جلياً حقيقة الايمان الكاثوليكي، اي وحدة الاقنوم وتمييز الطبيعتين في السيد المسيح، وفقاً لقانوني نيقية، والقسطنطينية، وأثبت الآباء تعليم البابا وعدّوه قانوناً للايمان معصوماً من الخطأ. وصرخ جميعهم بصوت واحد:" هذا ما نؤمن به، وهذا هو ايمان الرسل والآباء، فان بطرس نفسه قد تكلم بفم لاون". صلاة آبائه تكون معنا. آمين.

 

 

                    

اليوم العاشر

تذكار القديسة بولكاريا الملكة

ولدت بولكاريا سنة 399، ابوها الملك اركاديوس بن تاودوسيوس الكبير وامها الملكة افدوكيا. توفي ابوها ولها من العمر عشر سنوات ولاخيها الوحيد تاودوسيوس الصغير ثمان سنوات ولها اختان اصغر منها. وفي سنة 412 نودي بها مدبرة للملكة مع اخيها التي عنيت بتربيته على روح الفضيلة ومبادئ الدين القويم. وعلى رغم حداثتها اظهرت كل حذاقة وحكمة في ادارة شؤون المملكة، لانها اتكلت على الله في جميع امورها وامتازت بفضائلها، حتى قيل انها كانت مزدانة بأجمل الصفات خَلقاً وخُلقاً. ومنذ صباها نذرت بتوليتها لله واقنعت اختيها بالاقتداء بها. فعشن معاً، عاملات على ما فيه الخير والصلاح. ولم تكن تأذن لرجل بالدخول الى دارهن حرصاً على فضيلتهن الملائكية. وكانت تصوم يومين في الاسبوع وتغدق حسناتها على الفقراء بحيث لم تدع فقيراً او محتاجاً في المملكة.

اشتهرت بغيرتها على الدين وتعزيز رجاله والدفاع عن المعتقد الكاثوليكي المقدس. وابدت من الحكمة والشجاعة ما يعجز عنه كبار الرجال. وكافحت ما ظهر في ايامها من البدع ولا سيما هرطقة نسطور المجدف على أم الله. فدفعت اخاها الى عقد المجمع المسكوني الثالث في افسس 431، بالاتفاق مع البابا سلستينس الاول.

ولم تكن مهام المملكة لتمنعها عن ممارسة اسمى الفضائل والمواظبة على الصلوات والتقشفات والقراءة الروحية والتأمل، فكان هذا لأخيها عبرة وموعظة. على انه انقاد لبعض المخادعين، فأبعدها عن قصره، فتشوَّه وجهُ سياسته. ومن اخطائه مناصرته لاوطيخا المبتدع وتحامُله على القديس فلافيانوس بطريرك القسطنطينة ونفيه. فكتب اليها البابا القديس لاون يدعوها لملافاة تلك الاخطاء فتركت عزلتها وأتت تؤنّب أخاها وتبين له مواطن الضعف والنقص فيه، فأصغى لها وندم على ما فعل ومات تائبا.

وخلفه في المُلك مركيانوس الغيور على الايمان القويم، وبما انه كان متجملاً بسمو الفضائل وحسن المزايا خطب ودها، فارتضت القديسة ان تقترن به بسر الزواج المقدس. ومن مساعيهما الجليلة التأم المجمع الرابع المسكوني الخلكيدوني سنة 451، الذي حرم اوطيخا وهرطقته ومشايعيه، كما مر ذكره امس. ثم رقدت القديسة بالرب عن 55 عاماً وذلك سنة 454 بعد ان اوصت بأموالها كلها للفقراء والمساكين. صلاتها معنا. آمين!

 

 

             

اليوم الحادي عشر

تذكار القديسة تاودورا

ولدت تاودورا، في الاسكندرية في اوائل القرن الخامس، من ابوين مسيحيين غنيين، وكانت تقية، بديعة الجمال. فاقترنت بشاب شريف، تقي مثلها. وعاشت معه بالقداسة والمحبة المسيحية الصادقة، غير ان عدو الخير قاد احد الشبان الى الهيام بحبها. فأخذ يراسلها ويراودها عن نفسها، فرفضت اولاً وأبت مطاوعته، لكنها انخدعت اخيراً وسقطت معه بالخطيئة. وما لبثت ان فاقت من غفلتها وظهرت لها فظاعة خيانتها الزوجية ومخالفتها شريعة الله، فندمت ندامة صارمة كادت تودي بها الى قطع الرجاء لولا ايمانها الراسخ، ويروى ان رغبتها في التكفير عن خطيئتها دفعتها الى اقصى مدى حتى تركت بيتها، خفية عن زوجها، وهجرت العالم. وارتدت ملابس الرجال، وانتحلت اسم تاودوروس ودخلت احد الاديار هناك. وعكفت على التأمل والصلاة وممارسة اقسى التقشفات حتى امتازت بفضائلها ومنحها الله صنع المعجزات.

فأرسلها الرئيس، مرة بمهمة خارج الدير، فالتقت بها احدى البنات الشاردات، فراودتها عن نفسها، فنفرت تاودورا منها ووبختها على عملها. فما كان من هذه الابنة الاثيمة الا ان ألصقت بها التهمة الشنعاء وشكتها للرئيس، فاضطر ان يخرجها من الدير فلم تبرّئ نفسها، بل استسلمت لارادة الله وحملت عار التهمة وسكنت كوخاً قريباً من الدير واعتصمت بالصبر، مثابرةً على الصوم والصلاة.

ولما اتوها بالولد المظنون به ابنها قبلته واخذت تغذيه بما كان يجود عليها رعاة المواشي هناك، من حليب، وتربيه على خوف الله وحب الفضيلة. واستمرت على هذه الحال سبع سنوات، الى ان رأف الرئيس بها، وادخلها الدير مع الغلام. فأقامت في قلية منفردة، تواصل جهادها بممارسة الصلوات والتقشفات مدة سنتين، الى ان شعرت بدنو اجلها، فأخذت توصي ذلك الغلام بحفظ وصايا الله وبالسلوك الحسن بين الرهبان وبالطاعة للرئيس والبُعد عن اية خطيّة. ثم استودعته الله ورقدت بسلام سنة 480.

فجاء الرئيس والرهبان يصلون عليها، وما هموا بتجهيزها ودفنها حتى دهشوا إذ رأوها امرأة. فجثوا امام جثمانها يستغفرونها عما اساءوا اليها. وعلم زوجها فجاء يتفجع عليها بعد دفنها وطلب ان يتنسك في قليتها حيث عاش ومات بالقداسة. صلاتها معنا. آمين.

 

اليوم الثاني عشر

تذكار القديس كرنيلوس قائد المئة

جاء في اعمال الرسل، الفصل العاشر:" كان في قيصرية رجل اسمه كرنيلوس قائد مئة، وكان يخشى الله هو وجميع اهل بيته ويعطي الشعب صدقات كثيرة ويصلي الى الله كل حين. وانه نحو الساعة التاسعة من النهار، رأى في رؤيا جلية ملاك الله داخلاً عليه، يناديه: يا كرنيلوس، فتفرس فيه وقد داخله خوف، فقال: ما الامر يا سيدي؟ - فقال له: ان صلواتك وصدقاتك قد صعدت امام الله تذكاراً، فأرسل الآن حالاً رجلاً الى يافا واستحضر سمعان الملقب ببطرس، فهذا يقول لك ماذا ينبغي ان تعمل.

فلما انطلق الملاك دعا اثنين من عبيده وجندياً تقياً واخبرهم بالامر كله وارسلهم الى يافا يدعون بطرس... وفيما كان بطرس يرى رؤيا وهو يصلي على السطح نحو الساعة السادسة. ويفكر في الرؤيا، قال له الروح القدس هوذا ثلاثة رجال يطلبونك فقم وانزل وانطلق معهم من غير ان ترتاب، لاني انا أرسلتهم، فنزل بطرس الى الرجال وقال:" انا الذي تطلبونه فما السبب الذي قدمتم لاجله"؟

فقالوا: ان كرنيلوس هو قائد مئة، رجل صديق ومتّقي الله ومشهود له من كل امة اليهود. وقد اوحى اليه ملاك قديس ان يستحضرك الى بيته فيسمع منك كلاماً، فدعاهم واضافهم وفي الغد قام وانطلق معهم. ورافقه قوم من الاخوة الذين في يافا. وفي الغد الثاني دخل قيصرية. وكان كرنيلوس ينتظرهم، وقد دعا انسباءه واخص اصدقائه. فلما دخل بطرس استقبله كرنيلوس وخر ساجداً عند قدميه، فأنهضه بطرس قائلاً: قم فاني انا ايضاً انسان وقال للحاضرين ان الله أوحى اليه ان يبشرهم بالكلمة.

وبعد ان قص عليه كرنيلوس الرؤيا التي رآها. أخذ بطرس يبين لهم عن سر التجسد وعن يسوع المسيح ابن الله الذي نزل الى الارض وعمل الآيات والمعجزات، فصلبه اليهود واماتوه على خشبة. ثم قام من بين الاموات واوصى الرسل بان يكونوا له شهوداً على ذلك وظهر لهم مراراً بعد قيامته. وبعد ان كلمهم بهذا حل الروح القدس على كرنيلوس وجماعته ونطقوا بلغات، فعمَّدَهم بطرس باسم الرب".

هذا ما اورده اعمال الرسل عن اهتداء كرنيلوس الى الايمان المسيحي. وكان هو اول مَن اهتدى من اليونانيين. اما ما جرى له بعد ذلك وما عمله واين ومتى تُوفّي، فلم يأت التاريخ على ذكره صراحة. بل روى بعض العلماء وأثبت السنكسار الروماني في 2 شباط، ان كرنيلوس بعد ان عمده بطرس الرسول، رسمه اسقفاً على قيصرية فلسطين، حيث جعل بيته كنيسة فقام يجاهد في سبيل كنيسته هذه الى ان سفك دمه لاجل المسيح سنة 60 للميلاد. صلاته معنا. آمين!

 

 

             

اليوم الثالث عشر

تذكار القديس خريستوفورس

ظهر هذا القديس نحو اوائل القرن الثالث في اقليم ليكيا وكان وثنياً اسمه دابريوس وكان اهتداؤه الى الديانة المسيحية في انطاكية، لما أثار الملك داكيوس الاضطهاد على المسيحيين سنة 250. وانزل بهم امر العذابات، واشدها هولاً، رآهم دابريوس يحتملون العذاب بصبر عجيب. فحركت النعمة قلبه فأخذ يطلب من الله ان ينير عقله ويرشده ويقويه، فسمع صوتاً من السماء يقول له:" تشجع وقم فانك تكون سبباً ارد كثيرين الى الايمان بي".

ولساعته اسرع الى الجلادين وأخذ يوبخهم على تعذيبهم المسيحيين ويقول لهم:" انا مسيحي" وازدرى بالآلهة والملك. فاندهشوا من جرأته، وخافوا من منظره المهيب وقامته الجبارة. فأخبروا الملك بذلك. فأمر بان يأتوه به وإن أبى فليقطعوا جسده إرباً إرباً. ولما جاءوا ليأخذوه رأوه يصلي فتهيبوه واخذوا يلاطفونه قائلين:

" ان الملك يدعوك وأتينا لنأخذك لكننا نرجع ونقول له: اننا لم نجدك، فكن بأمان".

اما هو فقال لهم: انتظروا قليلاً لتروا قوة الله ومعجزة سيدي يسوع المسيح. وفي الحال امده الرب بآية تكثير بعض خبزات كانت معهم، فتعجبوا وآمنوا وقالوا:

" اننا نعبد الاله الذي تعبده انت، فلا اله سواه".

فجاء بهم الى القديس بابيلا بطريرك انطاكية وقبل معهم سر العماد المقدس وتسمى "خريستوفورس" اي حامل المسيح. ثم قال للجنود ان يقودوه الى الملك مربوطاً. فلما مثل امامه، جاهر بأنه مسيحي واسمه "خريستوفورس" فحاول الملك اقناعه بأن يرجع الى دين آبائه واجداده فلم يفلح فطرحه في السجن. وارسل امرأتين فاسقتين لتفسداه وتقنعاه ليضحي الاصنام. وما دخلتا عليه، حتى بهرهما نور ساطع فوقعتا على قدميه تطلبان المغفرة والبركة، وعادتا الى الملك مؤمنتين بالمسيح، فأمر بهما واماتهما شهيدتين.

وفي الغد استحضره الملك وقال له: ايها المجنون، ماذا يفيدك جنونك، فاذبح للاوثان تنج من العذاب والموت، فأجابه القديس:" انت المجنون، وجنونك شيطاني. كفاك ظلماً وشراً. انك لأعجز من ان تنال مني مأرباً ولو مهما انزلت بي من العذاب". فتميز الملك من الغيظ وامر بتعذيبه، فمددوه على مصبَّع من نحاس محمي وطافوا به في المدينة. ثم اشعلوا ناراً وزجوه فيها، فصانه الله من الحريق. ولما جاء المسيحيون ومعهم وثنيون ليأخذوا بقايا جسده، ظناً منهم انه احترق، رأوه سالماً واقفاً وسط النار يمجد الله. عندئذ صرخ الشعب، واحد هو الاله الذي يعبده خريستوفورس ونحن نؤمن به. وقد آمن آلاف من الوثنيين واعتمدوا. واخذ جميعهم يرتلون لله ويمدحونه بالمزامير فازداد الملك غضباً وارسل جنوده فأعملوا بهم السيف وبه تكللوا بالشهادة. أما خريستوفورس فبعد ان رشقوه بالسهام، قطعوا هامته فطارت روحه الى الاخدار السماوية نحو سنة 258. صلاته معنا. آمين.

 

 

               

اليوم الرابع عشر

عيد ارتفاع الصليب المكرم

كان كسرى ملك الفرس قد دخل اورشليم ظافراً وأسرَ الوف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم الى بلاده، واخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمةً، وبقيت في حوزته اربع عشرة سنة.

ولما انتصر هرقل الملك على الفرس، كانت اهم شروطه اطلاق المسيحيين الاسرى وإرجاع ذخيرة عود الصليب. وكان كسرى قد مات وملك مكانه ابنه سيراوس فقبل هذا بالشروط واطلق الاسرى سالمين مع البطريرك زكريا بعد ان قضوا في الاسر 14سنة، وسلّم ذخيرة عود الصليب الى هرقل الملك وكان ذلك سنة 628. فأتى بها هرقل الى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والابتهاج.

وبعد مرور سنة جاء بها الامبراطور هرقل الى اورشليم ليركز عود الصليب في موضعه على جبل الجلجلة. فقام لملاقاته الشعب وعلى رأسهم البطريرك زكريا. فاستقبلوه بأبهى مظاهر الفرح والبهجة بالمشاعل والترانيم البيعية، وساروا حتى طريق الجلجلة. وهناك توقف الملك بغتة بقوة خفية وما امكنه ان يخطو خطوة واحدة. فتقدم البطريرك وقال للملك:" ان السيد المسيح مشى هذه الطريق حاملاً صليبه، مكللاً بالشوك، لابساً ثوب السخرية والهوان، وانت لابس اثوابك الارجوانية وعلى رأسك التاج المرصع بالجواهر، فعليك ان تشابه المسيح بتواضعه وفقره". فأصغى الملك الى كلام البطريرك، وارتدى ثوباً حقيراً ومشى مكشوف الرأس، حافي القدمين، فوصل الى الجلجلة، حيث ركّز الصليب في الموضع الذي كان فيه قبلاً.

ثم نقيم تذكار ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير في الحرب ضد عدوه مكسنسيوس. وذلك انه لما قرُب من رومة استعان بالمسيحيين واستغاث بالههم يسوع المسيح واله والدته هيلانه لينصره على اعدائه. وبينما هو في المعركة ظهر له الصليب في الجو الصافي، محاطاً بهذه الكتابة بأحرف بارزة من النور:" بهذه العلامة تظفر" فاتكل على اله الصليب، فانتصر على مكسنسيوس، وآمن بالمسيح هو وجنوده. وجعل راية الصليب تخفق في راياته وبنوده. وبعث الكنيسة من ظلمة الدياميس، وأمر بهدم معابد الاصنام وشيد مكانها الكنائس، ومنذ ذلك الحين، اي منذ عام 330، عمَّ الاحتفالُ بعيد الصليب الشرقَ والغربَ. وقد امتاز لبنان بهذا الاحتفال منذ القديم، فانه، ليلة هذا العيد، يظهر شعلة من الانوار في جروده وسواحله. فالشكر للرب يسوع الذي قال:" وانا اذا ارتفعت عن الارض، جذبت الي الجميع". آمين.

             

اليوم الخامس عشر

تذكار القديس ابراميوس الملقب بشينا

ان البار ابراميوس الملقب بشينا اي الامان، كان من بلد انطاكية رئيساً على جماعة من اللصوص، اراد يوماً ان ينهب ديراً للرهبات فتزيّى واصحابه بزيّ الرهبان ودخل الدير لينهبه فاستقبلته الراهبات وقامت احداهن تغسل رجليه بحسب العادة الجارية عندهن في استقبال الضيوف. وكانت احدى الراهبات مريضة مقعدة، فادّهنت بتلك الغسالة فشفيت. فلما رأى ابراميوس هذه الاعجوبة وما كان في جو ذلك الدير من صلاح وقداسة، تأثر جداً ومست النعمة قلبه في الحال وعزم على ان يتوب ويرجع عن سيرته الاثيمة. ولساعته اظهر نفسه للراهبات واخبرهن عن قصده في دخوله ديرهن. وتأكداً لذلك ابان لهن عن سيفه المخبأ ورمى به بين ايدهن اشارة اعطائهن الامان، لذلك لقب بشينا اي الامان. ثم ترهب هو ورفقته وانهوا حياتهم بافعال التوبة والتنسك. وصار شينا رئيساً عليهم في الدير ورد بارشاداته عدداً وافراً من الوثنيين ورقد بسلام.صلاته معنا. آمين.

 

وفيه تذكار مار ساسين

 

كان هذا القديس اسقفاً على مدينة كوزيكس، قبض والي كوزيكس عليه فاعترف بايمانه المسيحي بكل جرأة. فغضب الحاكم وامره بأن يضحِّي للاصنام فأبى واخذ يبيِّن فساد العبادة الوثنية وخرافاتها وان الديانة المسيحية هي الديانة الحقَّة. فاستشاط الوالي غيظاً وامر بعذابه فشدّوه الى خيلٍ غير مروَّضة، حتى تهشم جسمه. ثم جلدوه جلداً قاسياً، وهو صابر ثابت في ايمانه. فألقوه في السجن مغلَّلاً بقيود من حديد. ولما قام الملك قسطنطين الكبير ونصر الكنيسة وحرَّرها من الاضطهاد، اطلق سبيل الاسقف القديس وارجعه الى كرسيه. ولما ظهرت بدعة اريوس، انعقد المجمع النيقاوي الاول 325 اخذ ساسين يجادل الاريوسيين ويفحمهم ببراهينه السديدة. ثم رجع الى كرسيه يذيع تعليم المجمع النيقاوي.

كان غالايوس عدواً لقسطنطين وللمسيحيين، فقبض على الاسقف ساسين وانزل به أشدَّ العذابات حتى انتهت حياته بقطع رأسه نحو السنة 328. صلاته معنا. آمين.

 

      

اليوم السادس عشر

تذكار الشهيد كبريانوس اسقف فرطاجه

ولد كبريانوس نحو سنة 210 في مدينة قرطاجه من اسرة وثنية غنية.وقد تثقف ثقافة عالية حتى اضحى فيلسوفاً كبيراً وخطيباً فصيحاً، له مكانته عند الوجهاء والعظماء. وبسمت له الدنيا، فعاش في بادئ الامرعيشة وثنية يطلق العنان لاميال الجسد وشهواته فتزوج ورزق بنين واصبح يعلل النفس بامجاد الدنيا واباطيلها. لكن الله اراده لخدمته.

فهداه الى الايمان بالمسيح على يد الكاهن سيسيليوس. فاعتمد هو وعيلته. ولساعته سلَّم كبريانوس زوجته واولاده لعناية مرشده سيسيليوس الكاهن تاركاً لهم ما يكفيهم من الارزاق، وباع الباقي ووزع ثمنه على الفقراء واضحى بكليته للرب يسوع. فانكب على مطالعة الكتاب المقدس وتآليف الآباء القديسين يمعن فيها وبغذي عقله الراجح وقلبه الكبير من لبابها. ووضع كتاباً في بطلان عبادة الوثنية.

رسمه اسقف قرطاجه كاهناً. فأخذ يعلم ويرشد بمواعظه وتآليفه وامثلته الصالحة. وفي سنة 248 مات اسقف قرطاجه، فاختاره الشعب خلفاً له. فكان اباً شفوقاً على الشعب وراعياً غيوراً على رعيته محسناً سخياً على البائسين ومحامياً جريئاً عن الدين وعن خراف رعيته.

ولما تجدد الاضطهاد على المسيحيين بأمر داكيوس قيصر، بذل كبريانوس قصارى الجهد في سبيل ثباتهم في الايمان.

ولما مات داكيوس الملك، هدأ الاضطهاد ورجع كبريانوس الى كرسيه وخلص كثيرين من الاسر وقام بزيارة المرضى والمصابين بداء الطاعون يوآسيهم ويعزيهم. ثم عاد الاضطهاد بأمر والريانوس الظالم فنفى القديس من المدينة فسكن مع اكليرسه بستاناً مجاوراً وابى ان يبتعد عن رعيته قائلاً:" ان اموت شهيداً بينكم ضمانة لحفظ ايمانكم".

وبقي مثابراً على جهاده وعلى اعمال غيرته، حتى شكاه الوثنيون وقادوه الىالوالي. فحكم عليه بقطع الرأس خارج المدينة. وكان استشهاده عام 258.

وقد ترك للكنيسة تآليف عديدة قيمة في اللاهوت والآداب ورسائل بديعة قد اعجب بها الآباء والفلاسفة وخاصة القديس اغوسطينوس. لذلك تلقبه الكنيسة بمعلمها وملفانها العظيم. ومن كلامه المأثور:" لا يكون الله اباً لمن لا تكون له الكنيسة اماً". صلاته معنا. آمين!

 

             

اليوم السابع عشر

تذكار القديسة صوفيا وبناتها

ولدت صوفيا في ايطاليا وتربت وعاشت وثنية. ثم تزوجت ورزقت ثلاث بنات املنة ورجاء ومحبة.

وبعد ان ترملت صوفيا اهتدت بنعمة الله الى الدين المسيحي واحسنت تربية بناتها على مخافة الله وتقواه. ثم جاءت بهن الى روما حيث قبلت معهن سر العماد المقدس. وما حلت النعمة في قلوبهن، حتى أضرمتهن بنار الغيرة على نشر الايمان بالمسيح، فأخذن يبشرن به الوثنيين ويهدين منهم الكثيرين الى الدين الصحيح، ولا سيما النساء والبنات الوثنيات. فقبض عليهن الملك ادريانوس، واخذ يوبخ صوفيا على مخالفتها اوامر الملوك ويهددها بأشد العقوبات ان بقيت مصرة على عنادها. فلم تعبأ القديسة بتهديداته. فأمر بقطع رأس امانة البكر وهي لا تتجاوز الثانية عشر من العمر، تخويفاً لامها ولاختيها الصغيرتين، فتدحرج رأسها امام تلك الام المسكينة وهي تشكر الله الذي تفضَّل وشرَّف ابنتها بنعمة الاستشهاد. ولما رآهن ثابتات على عزمهن، أمر بتعذيب الابنة الثانية رجاء ولها من العمر عشر سنوات، وبعد ان عذبوها عذاباً وحشياً قطعوا رأسها فارتمى قرب رأس اختها. وبعد كل هذه الاعمال البربرية، لم يشفق ذلك الملك الظالم على الام المفجوعة وابنتها الثالثة وهي في التاسعة من عمرها، فأمر بطرحها في النار فصانها الله من الحريق، فأمر بضرب عنقها.

اما امهن صوفيا اي الحكمة، فكان قلبها يتمزق حزناً واسى، لكنها كانت تتجلد صابرةً على مصابها، تشجع بناتها على احتمال العذاب والموت وتفرح بفوزهن باكليل الشهادة، وقد ابقاها الملك حية بعدهن ليزيدها حزناً وألماً. ثم قطع رأسها فنالت اكليل الشهادة عام 138. صلاتهن معنا. آمين.

 

اليوم الثامن عشر

تذكار هرب ربنا يسوع المسيح الى مصر

قال متى الانجيلي(2: 13 – 15) ولما انصرف المجوس، اذا بملاك الرب تراءى ليوسف في الحلم قائلاً: قم فخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك، حتى اقول لك. فان هيرودوس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وامه ليلاً، وانصرف الى مصر، وكان هناك الى وفاة هيرودوس، ليتم ما قال الرب بالنبي:" من مصر دعوت ابني".

ومن ذلك الحين اخذت تلك الامصار الافريقية تزهو بالدين الحقيقي واصبحت فردوساً روحياً بتبشير القديس مرقس، وازدهرت وتشرفت باعاظم القديسين والنساك، كالقديس انطونيوس كوكب البرية، واكبر علماء الكنيسة كاوغسطينوس واثناسيوس وكبريانوس...

ولما مات هيرودوس، ظهر ملاك الرب ليوسف وأمره ان يرجع الى الناصرة، لان هيرودوس قد مات، فرجع يوسف مع الطفل وامه وسكنوا الناصرة، ليتم ما قيل بالانبياء انه يدعى ناصرياً (متى2: 23).

 

             

اليوم التاسع عشر

تذكار القديس جنواريوس ( 305)

رَجَّحَ العلماء انه ولد في نابولي. ونظراً لما كان متصفاً به من العلوم والفضائل، اقيم اسقفاً على مدينة بانافنتي من اعمال ايطاليا. ولم يقبل هذه الاسقفية إلاّ بأمر الحبر الاعظم. فظهرراعياً فاضلاً ورسولاً غيوراً. ساس رعيته بكل نشاط فكان يطوف القرى والمدن، مرشداً، عاملاً علىخلاص النفوس، عطوفاً على الفقراء والبائيسين. يشدد عزائم المسيحيين المساقين الى العذاب ايام الاضطهاد.

وإذ تحقق الوالي غيرته وثباته في الايمان طرحه في اتون متقد اقام فيه ثلاثة ايام مثابراً على الصلاة، فصانه الله من اذى الحريق. لذلك غضب الوالي وأمر بأن يمزقوا مفاصل جسده كلها. وألقى القبض على شماسه الخاص فسطوس وعلى قارئ كنيسته اللذين أتيا لزيارته، يرغبان الموت معه، فقّيدهم الوالي جميعهم بالسلاسل وجرَّهم امام عربته الى مدينة بوزولس حيثطُرحوا للوحوش فآنستهم وربضت على قدمي جنواريوس، فنسب الوالي هذه الاعجوبة الى فعل السحر، كما كانت عادة المضطهِدين.

ثم أمر بقطع رؤوسهم. فضرب الله الوالي بالعمى فعاد الى رشده واخذ يترجى القديس ليشفيه فرق له وشفاه. فانذهل الحاضرون وآمن منهم كثيرون اما الوالي فما كان الا ناكر الجميل. وخوفاً على وظيفته، لم يطلق القديس، بل أمر بقطع رأسه ورؤوس مَن معه وجميع الذين آمنوا وذلك سنة 305.

 

 

اما جسد القديس جنواريوس فأُخذ الى دير جبل العذراء في مدينة بانافنتي. ثم نقل الىكاتدرائية نابولي حيث هو الآن محفوظ بكل اكرام. وان دمه المحفوظ في قنينة الى اليوم يتحرك كلما ادنوه من هامة القديس وذلك على مرأىالناس الزائرين لضريحه. وقد فحص الاطباء والعلماء هذا الدم، فأعلنوا ان هناك معجزة حقيقية ثابتة لا تقبل الشك والريب. صلاته معنا. آمين.

 

             

اليوم العشرون

تذكار الشهيد اسطاتيوس وزوجته وولديه

كان هذا القديس من اشراف روما، مشهوراً بغناه ومزاياه الحميدة ومقدرته في فن الحرب. وقد شهد يوسيفوس المؤرخ اليهودي انه كان قائداً للعساكر الرومانية، التي حاصرت اورشليم في عهد ترايانوس قيصر، وقد ادى خدمات جليلة للمملكة الرومانية في الحروب ضد اعدائها. وكان عطوفاً جداً على المساكين والفقراء.

فخرج ذات يوم الى الصيد، فاذا بغزال امامه وقد ظهر بين قرنيه صليب المسيح. فآمن بيلاجيدوس بالرب يسوع، مع امرأت وولديه واعتمدوا ودعي بالمعمودية اسطاتيوس. وما لبث ان ابتلاه الله، كما ابتلى ايوب البار فافتقر وانزوى في احدى القرى، عائشاً بالمذلة والفقر، شاكراً الله.

فنظر الله صبر عبده اسطاتيوس المنقطع النظير واعاد اليه مجده الغابر فأقامه الملك ترايانوس قائداً لجيشه ففاز بانتصارات عديدة.

وخلف ترايانوس الملك ادريانوس. واراد ان يقيم عيداً حافلاً تُقدم فيه الضحايا للاوثان. فابى اسطاتيوس حضور هذا الاحتفال، وقال للملك:" انا مسيحي". فأخذ الملك يلاطفه ويدعوه للتضحية للاوثان هو وعيلته، فرفض وبقي مع زوجته وولديه ثابتين في ايمانهم لا يهابون التهديد ولا الوعيد. فأمر الملك بسجنهم. وأتى اشراف المدينة يرجونهم ان يعترفوا بالآلهة فينجوا من الموت. فلم يعبأوا بهم. فغضب ادريانوس وأمر بطرحهم للوحوش، فكانت هذه الضواري آنس لهم واكثر شفقة عليهم من الوحوش البشرية. عندئذ استشاط ادريانوس غيظاً وأمر فأتوا بثور من نحاس واضرموا حوله النار ووضعوهم في داخله. فماتوا وهم يترنمون بتمجيد الله، وكان استشهادهم سنة 118 للميلاد.

اما اجسادهم فبقيت سالمة فجاء المسيحيون وحملوهم ودفنوهم في روما حيث بنيت على اسمائهم كنيسة ما زالت موجودة الى الآن. وهذه معاني اسمائهم باليونانية اسطلتيوس اي الناجح الثابت، وزوجته تاويستي أي المتكلة على الله، واغابيوس اي حبيب الله. وتاوبستوس اي المتكل على الله. صلاتهم معنا .آمين.

 

 

                    

اليوم الحاديوالعشرون

تذكار القديس قذراتس

نشأ قذراتس في مدينة آثينا في اواخر القرن الاول. وقد تثقف على اشهر علمائها وكان تلميذاً للرسل الاطهار كما يقول القديس ايرونيموس. وقد اشتهر بكتاباته الدفاعية عن الديانة المسيحية.

فبعد ان بشر هذا القديس بالانجيل في اماكن عديدة، اقيم اسقفاً على آثينا حيث كانت وطأة الاضطهاد شديدة جداَ على المسيحيين، فهب كالاسد المجروح، يدافع عنهم بكل ما اوتيه من روح الايمان الحي ومرهف القلم واللسان. واخذ يعترض على احكام الولاة الجائرة ويحامي عن شرف الدين المسيحي وسمو تعاليمه وقداسة اسراره، وحسن سلوك المسيحيين واخلاصهم للمملكة، وذلك بادلة وبراهين ساطعة.

فدبّج عريضة مسهبة بذلك وقدّمها بذاته الى الملك ادريانوس الذي جاء زائراً آثينا، فكان لهذه العريضة وللخطبة التي القاها قذراتس امام الملك تأثير عظيم فأمر بان يعامل المسيحيون بموجب الشرائع وان لا يحكم عليهم بالموت الا لجرم ثابت ثقيل.

واستمر هذا الاسقف القديس يسوس رعيته بغيرة رسولية لا تعرف تعباً ولا مللاً الى ان رقد بالرب سنة 138 صلاته معنا. آمين.

 

 

 

وفي هذا اليوم ايضاً: تذكار تاودورس الشهيد

ولد هذا القديس في مدينة برجا، في اقليم بمفيليا في اوائل القرن الثاني للمسيح. ولما شب عُيِّن جندياً في جيش الملك انطونينوس قيصر يمارس الفاضئل السامية والتقوى الصحيحة والشفقة على المساكين.

ولما كان في مدينة صور، وُشِي به الى الوالي بأنه مسيحي. أُمِرَ بأن يضحي للاصنام، فرفض وترك وظيفة الجندية قائلاً:" انني حينما اقتبلت سر العماد تجندت لملك السماوات يسوع المسيح فلا اريد بعد الآن، ان اخدم ملكاً ارضياً". فأمر الوالي بضربه وجلده بقساوة بربرية، فكان القديس صابراً ثابتاً في ايمانه. ثم وضعوه في اتون نار متقدة، فصانه الله من الحريق وخرج من الاتون سالماً، فعند هذه الآية الباهرة، آمن اثنان من الجند هما سقراط وديونسيوس، واعترفا جهاراً بايمانهما بالمسيح.

وكانت فيليا والدة القديس تاودورس حاضرة، فأمر الوالي بقطع رأسها ورأسي الجنديين اللذين آمنا. ففاز ثلاثتهم بالشهادة. اما تاودورس، فحُكم عليه بالموت مصلوباً على خشبة، حيث بقي ثلاثة ايام صابراً مصلياً وشاكراً الله، الى ان اسلم الروح وتكلل بالشهادة في اواسط القرن الثاني للمسيح. صلاته معنا. آمين.

 

 

             

اليوم الثاني والعشرون

تذكار القديس موريسيوس ورفاقه

كان القديس موريسيوس قائد فرقة رومانية مؤلفة من 6660 جندياً. كُلفّ بالمحافظة على المقاطعات الرومانية في جهات فلسطين في ايام ديوكلتيانوس ومكسيميانوس. وهناك اهتدى موريسيوس الى الايمان بالمسيح على يد اسقف اورشليم واهتدت فرقته معه واعتمدوا حميعاً.

فلما عرف الوالي أمرهم بتقديم الذبيحة لآلهته. فرفضوا. فأمر بقتل بعضهم تخويفاً للبقية. فقام موريسيوس وكتب يقول للملك:" اننا نقبل الموت بكل سرور محبة بالمسيح الذي مات لاجلنا وخلّصنا. نحن نخدمك ايها الملك، ولكننا نعبد الله ونؤمن بالسيح وانجيله المقدس. ونقبل الموت بكل شوق". فاغتاظ الملك وأمر بقتلهم جميعاً. فقدموا اعناقهم للذبح مثل معلمهم الذي سيق الى الذبح كنعجة ولم يفتح فاه. وكان ذلك سنة 303. صلاتهم معنا. آمين.

 

 

وفيه أيضاً: تذكار القديس فوقا الشهيد

نعلم انه عاش في ايام الرسل. رُسِم اسقفاً على مدينة سينوبي، في البُنُطوس، واشتهر في الشرق والغرب.

وفيما كان يدبر ابرشيته ويحنو على رعاياه ويبشر بالمسيح بغيرة لا تعرف الملل، قبض عليه والي البلاد وكلفه ان يضحي للاوثان فأبى واعترف بايمانه بالمسيح فأنزل به الوالي اعذبة قاسية، منها انه انزله في اتون نار مضطرم فكان صابراً يشكر الله ويترنم بتسبحة الاطفال الثلاثة في اتون بابل. فحدثت زلزلة قوية طرحت الوالي وجنوده صرعى لا يعون على شيء. فرق لهم القديس وتضرع الى الله من اجلهم فعادوا الى رشدهم مندهشين من هذا الحادث العجيب ومن شفقة القديس عليهم. عندئذ ترك الوالي الشهيد وشأنه، فرجع الى ابرشيته يواصل جهاده واعماله البطولية.

ثم قبض الوالي ثانية على القديس فوقا. ولما ابى ان يضحي للاوثان امر به فعذبوه بقساوة بربرية، وطرحوه في حمام مشتعل ناراً فاستمر ثلاث ساعات معتصماً بالصبر وبالصلاة الحارة الى ان فاضت روحه الطاهرة عام 115. فكان ضريحه ينبوع نعم ومعجزات. للقديس يوحنا فم الذهب خطاب بديع في مدحه يوم نقل ذخائره من النُنطوس الى القسطنطينية. وعلى اسم القديس فوقا كنائس عدة في لبنان منذ القرن السادس. صلاته معنا. آمين!

 

 

                    

اليوم الثالث والعشرون

تذكار بشارة زكريا بيوحنا

روى القديس لوقا في الفصل الاول من انجيله كيف بشر الملاك زكريا الكاهن بيوحنا. جرت البشارة في الهيكل بينما كان زكريا يحرق البخور. قال له الملاك:" يا زكريا، طب نفسا، ان دعاءك قد سُمع وستلد امرأتك ابناً فسمِّه يوحنا". فقال زكريا للملاك:" بِمَ اعرف هذا وانا شيخ وامرأتي طاعنة في السن؟" فأجابه الملاك:" انا جبرائيل القائم في حضرة الله، أُرسِلتُ لاخاطبك وازف اليك هذه البشرى، ستكون أبكَم لا تستطيع الكلام الى ان يتم ذلك لانك لم تؤمن بكلامي، وكلامي سيتحقق في اوانه".

وبعد تلك الايام حملت امرأته اليصابات، وكانت تقول:" هذا ما اتاني الرب من فضله يوم عطف عليَّ فأزال عني العار من بين الناس".

 

وفيه أيضاً: تذكار النبي يونان

هو من الانبياء الاثني عشر الصغار، أمره الرب بالذهاب الى مدينة نينوى قرب الدجلة لينذرها بالتوبة. فخاف يونان وهرب في سفينة. فهاج البحر واوشكت السفينة على الغرق. فاعتبر يونان ان ذلك عقاب لمعصيته أمر الرب. وطلب ان يُرمى في البحر، فرموه وهدأت الزوبعة ونجت السفينة وركابها وصان الله يونان من الغرق في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال، رمزاً لموت السيد المسيح وقيامته، كما أشار عز وجل، بقوله:" مثلما كان يونان في بطن الحوت... كذلك يكون ابن البشر في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال" (متى40:12).

وسار يونان الى نينوى وبشر اهلها فآمنوا وصاموا ولبسوا المسح من كبيرهم الى صغيرهم. فرضي الله عنهم وقَبِلَ توبتهم.

وطلب يونان من الله ان ينقله اليه فاستجاب طلبته وتوفاه نحو سنة 711 قبل المسيح. ويونان لفظة عبرانية معناها الحمامة. صلاته معنا. آمين.

 

 

 

اليوم الرابع والعشرون

تذكار القديسة تقلا اولى الشهيدات

ولدت نحو سنة العشرين، في مدينة ايقونية من والدين وثنيين وغنيين. كانت جميلة وذكية ومثقفة كثيراً. خُطِبت لشاب وثني لا يقل عنها شرفاً وجاهاً. ولما مر بولس الرسول في مدينة ايقونية نحو السنة 45، سمعته تقلا فاعجبت بتعاليمه واستنار عقلها بنعمة الله.وبعد ان تفهمت التعاليم الانجيلية واعتمدت ونذرت بتوليتها لله، وعكفت على اصلاة والتأمل. فسألتها والدتها عن هذا التبدل في حياتها، فأجابتها: انه ثمن اصطباغها بماء العماد المقدس وايمانها بالمسيح الذي نذرت له بتوليتها. فثارت الام وغضب خطيبها واهلها واخذوا يقنعونها بالكفر، فلم تسمع لهم. فشكتها امها الى حاكم المدينة. فأخذ يتملقها الحاكم فلم تعبأ بتهديداته. فأمر باضرام النار. فرمت تقلا ذاتها في النار مسرورة الا ان الله حفظها، فنزل المطر واطفأ النار وسلمت تقلا فتركت بيت ابيها ولحقت بالقديس بولس ورافقته في أسفاره حتى انطاكية حيث بقيت تبشر بانجيل المسيح. فعلم بها والي انطاكية فأمر بطرحها للوحوش عريانة. فستر الله عريها ولم تؤذها الوحوش ابدا. فأعادها الوالي الى السجن. وفي اليوم التالي ربطوها الى زوج من الثيران المخيفة فكادت تقلا تموت ألماً. فخلصها الله بأن أفلَتَها الثَّوران.

فحار الحاكم بامرها، وألقاها في هوة عميقة مملوءة حيّات سامة، فلم تؤذها.

دهش الجميع وذهل الملك فطلبها وسألها كيف تنجو من هذه المخاطر؟ فأجابته:" انا عبدة يسوع المسيح ابن الله الحي، هو وحده الطريق والحق والحياة وخلاص من يرجونه". فأطلقها الوالي امام الجميع حرة سالمة.

فخرجت واعلمت القديس بولس بكل ما جرى لها فمجد الله معها. ثم اخذت تبشر في مدينتها وفي القلمون ومعلولا وصيدنايا في سورية.

ثم ماتت بعمر تسعين سنة ودفنت في سلوقية، واضحى قبرها نبه نعمٍ وبركات. صلاتها معنا. آمين.

 

 

      

اليوم الخامس والعشرون

تذكار القديس بفنوتيوس المعترف

ولد بفنوتيوس في مصر في النصف الثاني من القرن الثالث. ومنذ حداثته عشق الفضيلة وانكبّ على قراءة سير القديسين والمتوحدين ورغب في اقتفاء آثارهم. ولما بلغ اشده ترك بيت ابيه وذهب الى القديس انطونيوس الكبير فتتلمذ له. وقد اشتهر بطاعته وتجرده ومحبته للصمت وللصلاة العقلية وقد امتاز خاصة بحكمته وفطنته ومحبته للقريب.

ولما طلب الاساقفة من القديس انطونيوس راهباً فاضلاً ليكون اسقفاً على احدى مدن مصر، قدم لهم بفنوتينوس. فأقاموه اسقفاً رغم مُمانعته. فكان في ابرشيته المعلم والمرشد والاب العطوف والمحسن الكبير الى الفقراء. فازداد المؤمنون في ابرشيته وأزهرت فيها الفضائل المسيحية.

ولما قام الاضطهاد حُكم على الاسقف بالاشغال الشاقة مع كثير من المسيحيين سنين طويلة.

وبعد ان تسلم قسطنطين عرش المملكة الرومانية اعاد الاسقف والمسيحيين الى اوطانهم.

ولما انعقد المجمع المسكوني الاول في نيقية حضره الاسقف نفنوتيوس ودافع عن الوهية المسيح واشترك في وضع قوانين التهذيب الكنسي.

وبعد المجمع عاد الى رعيته يسوسها بحكمة الى ان رقد بالرب سنة 336. صلاته معنا. آمين.

 

 

 

وفي هذا اليوم أيضاً: تذكار القديسة فروسينا

كانت وحيدة لاسرة شريفة وتقية وغنية. تركت بيت اهلها وانفردت في محبسة تصلي وتصوم وتتقشف مدة 18 سنة. وكان والدها يتردد الى تلك المحبسة ولم يعرفها، لنحول جسمها وتبدل هيئتها. أما هي فعرفته، لكنها لم تخبره الا في مرضها الاخير. فقبلها باكياً. واستغفرت منه ابنته وشجعته على الصبر، وماتت سنة 470. وقد اتفق ابوها مع امها على الزهد في الدنيا، فباع املاكه ووزع ثمنها علىالكنائس والفقراء. ودخلت امرأته احد اديار النساء. وهو سكن قلية ابنته في الدير حيث انهى حياته بالقداسة على مثالها. صلاتها معنا. آمين.

 

 

      

اليوم السادس والعشرون

تذكار القديس يوحنا الانجيلي

ولد يوحنا في مدينةٍ على شاطئ بحيرة طبرية، يقال انها بيت صيدا مدينة بطرس واندراوس. وكان ابوه زبدى صياداً عنده سفينة وشباك وأُجراء. وكانت امه سالومة من النساء اللواتي تبعن يسوع وساعدنه باموالهن. وكان اخوه يعقوب صديقاً حميماً ليسوع، وقد عمل يوحنا واخوه يعقوب مع ابيهما زبدى في صيد السمك. وكانا شريكي سمعان بطرس. وتتلمذ يوحنا ليوحنا المعمدان قبل ان يتتلمذ ليسوع. ودعاه يسوع مع اخيه يعقوب على شاطئ بحيرة طبرية فتركا اباهما والسفينة والشباك وتبعا يسوع.

وجعله يسوع من الرسل الاثني عشر. ثم اخصه وبطرس ويعقوب بمشاهدة ما لم يره سائر الرسل: قيامة ابنة يائير رئيس المجمع. التجلي على الجبل. حزنه في بستان الزيتون. وظهر من الانجيل المقدس ان بين يوحنا وبطرس صلاتٍ وثيقةً ومهمّة.

ليلة آلام يسوع هيأ العشاء الاخير يوحنا وبطرس.

         رافق بطرس الى عند رئيس الكهنة

مع بطرس اسرع الى القبر ليتحقق كلام النسوة من ان القبر فارغ.

في اعمال الرسل بعد اسم بطرس يأتي حالاً اسم يوحنا.

يوحنا يرافق بطرس عند شفاء المخلع.

يفق مع بطرس امام الحكام.

ارسلهما الرسل الى السامرية لتفقد البشارة بالانجيل.

كان يوحنا، حوالي السنة الخمسين قائماً في اورشليم.

ويقول بعضهم انه تركها الى افسس في تركيا سنة 60.

ونفاه الامبراطور الروماني دوميسيان الى جزيرة بطمس حيث كتب" رؤياه".

ثم عاد الى افسس ايام الامبراطور نرفا سنة 99 حيث كتب انجيله ورسائله.

ومات يوحنا في اوائل حكم الامبراطور ترايانس حوالي السنة المئة وله من العمر أكثر من تسعين سنة. صلاته معنا. آمين!

 

 

 

                          

اليوم السابع والعشرون

تذكار القديس البابا لينوس الاول

ولد في مدينة فولترا في توسكانا في القرن الاول، من اسرة شريفة. ذهب الى روما ليتعلم، فسمع وعظ القديس بولس وآمن بالمسيح واعتمد وتتلمذ للقديس بولس الذي ذكره في رسالته الى تلميذه تيموتاوس. وقد بشر مدينة بيزانسون في فرنسا واقيم اسقفاً عليها. ونظراً لحكمته وفطنته وثقافته اتخذه بطرس الرسول معاوناً له في الوعظ والتعليم. فقام بوظيفته احسن قيام، حتى انه بعد وفاة هامة الرسل، اقيم خليفة له: نظراً لسمو قداسته. فمنحه الله موهبة طرد الشياطين واقامة الموتى. وهو الذي كتب اقوال بطرس الرسول واعماله. ولا سيما تلك التي كان قد وجهها ضد سيمون الساحر.

ويُعزى الى هذا البابا تحريم دخول الكنيسة على النساء مكشوفات الرأس، وكان هذا القديس قد اخرج الشيطان من ابنة الوالي ساتورينوس. فبدلاً من ان يؤمن هذا الوثني ويعرف جميل القديس أمر بقطع رأس البابا وبه تمت شهادته في روما سنة 78 للمسيح ودفن باكرام في الفاتيكان، قرب ضريح القديس بطرس، بعد ان ساس الكنيسة، احدى عشرة سنة. صلاته معنا. آمين.

 

 

 

وفيه أيضاً: تذكار القديس كلاوبا (قيلوفا) الرسول

هو احد التلاميذ الاثنين والسبعين. وأحد الاثنين اللذين كانا ذاهبين الى قرية عمّاوص، يتدثان عن قيامة المسيح، فظهر لهما الرب وتحدث معهما في الطريق، ولم يعرفاه الا بعد ان كسر الخبز معهما وناولهما، كما جاء في بشارة القديس لوقا (24: 31). وقد قبل يسوع ضيفاً في بيته. وصنع له وليمة. وبعد حلول الروح القدس، اخذ، كباقي الرسل يبشر بالمسيح. فقبض عليه اليهود وأماتوه قتلاً في بيته الذي فيه اضاف السيد المسيح. وقد دفن فيه أيضاً: وكان استشهاده في العقد الثاني من القرن الاول للمسيح. صلاته معنا.آمين!

 

 

                    

اليوم الثامن والعشرون

تذكار القديس خاريطون

ولد خاريطون ومعنى اسمه"المنعم" في مدينة ايقونية في اواسط القرن الثالث. وقد رباه ابواه المسيحيان تربية صالحة. ولما أثار الملك اوريليانوس الاضطهاد، قُبض على خريطون مع جماعة المسيحيين، فجلد وكوي جسده بالنار وألقي في السجن. وبعد موت الملك اوريليانوس عُفي عن المسيحيين.

فذهب خاريطون الى اورشليم لزيارة الاماكن المقدسة وهناك اخذ يمارس انواع الفضائل والصلوات والتقشفات. وتنسك في مغارة هناك، فأنعم الله عليه بفعل العجائب، واشتهرت قداسته في تلك الانحاء واتى الناس يطلبون بركته. وكثير منهم اقتفى اثره وترهب عنده. فبنى عدة اديرة.ورقد بالرب في النصف الثاني من القرن الرابع. صلاته معنا. آمين.

وفيه أيضاً: تذكار القديس دلماطوس

ولد في القسطنطينية. واصبح جندياً وقائداً بارزاً. كان مسيحياً مثابراً رَبّى عائلته تربية مسيحية.

وحدث ان زار القديس اسحق القسطنطينية وتصادق مع دلماطوس. فتأثر كثيراً بقداسة القديس اسحق. واتفق مع زوجته ودخل الرهبانية مع ابنه فوستس وتتلمذا للقديس اسحق. واخذ يتقشف كثيراً حتى قيل انه صام الصوم الكبير دون ان يأكل شيئاً. وبعد موت القديس اسحق اقيم رئيساً مكانه.

وبقي ثمانٍ واربعين سنة منحصراً في ديره لا يخرج منه. ولما دعاه الملك توادورس لحضور حفلة، اعتذر القديس قائلاً:" اني اصلي مع المحتفلين وان كنت في صومعتي". وكان الملك يعتبره جداً ويقدر فضيلته ويزوره في الدير.

وقد حارب افكار نسطور الهرطوقي، ولاول مرة خرج من صومعته وجاء باحتفال وتراتيل مع رهبانه والشعب الى قصر الملك وافهمهم تعليم آباء المجمع فأثبتها الملك وطرد نسطور من القسطنطينية. وعلم آباء المجمع بغيرته فشكروه ولقبوه ﺑ (المحامي عن المجمع الافسسي). وتوفي بعمر التسعين سنة 440. صلاته معنا. آمين!

 

 

                    

اليوم التاسع والعشرون

تذكار القديس روحانا – وهو كرياكوس الناسك

لفظة روحانا سريانية معناها الروحاني لُقِّب بها القديس كرياكوس "عبد الرب" لاتحاده بالله وكثرة تأملاته وشغفه بالاعمال الروحية.

ولد كرياكوس سنة 448 في مدينة كورنتس التي بشرها القديس بولس. كان والداه فاضلين تقيين لا غبار عليهما، وكان اسقف المدينة خاله فعني بتربيته وتثقيفه على اكمل وجه. ولما بلغ اشده رسمه شماساً، ولكثرة مطالعته الكتب الروحية وتأمله حياة السيد المسيح، مالت نفسه الى حياة الوحدة والتأمل. واثناء زيارته الاراضي المقدسة ذهب الى دير القديس جراسيموس حيث ترهب، فكان راهباً نشيطاً، مطيعاً يهتم بالتأملات الروحية كثيراً، لا يأكل الا مرة واحدة في اليوم. فأحبه القديس جراسيموس جداً، حتى كان يصطحبه كل سنة للاختلاء في البرية ايام الصوم الاربعيني.

ولما توفي القديس جراسيموس سنة 475 ذهب روحانا الى المناسك يتأمل ويصوم ويصلي، ثم اتى الى دير سوكا وقام بخدمة المرضى واستقبال الزائيرين والمسافرين. ثم ارتسم كاهناً لاجل خدمة الكنائس واخوتهِ الرهبان فكان ذلك الكاهن المثالي يتفانى في خدمة النفوس بما اوتيه من علم وغيرة رسولية. واستمر مواظباً على ذلك مدة تسع وثلاثين سنة. كان موضع ثقة جميع النساك ومحبتهم واحترامهم.

ثم اراد التوغل في البرية فذهب مع تلميذه يوحنا واخذ يتنقل من قفر الى قفر مبالغاً في عيشته النسكية فمنحه الله صنع العجائب وذاع صيت قداسته فتقاطرت الناس اليه وكان يشفي المرضى ويطرد الشياطين باشارة الصليب.

ولما كانت هرطقة اوريجانوس قد تسربت الى بعض الاديار، جاء يقاومهم ويرشد رهبانه ويبين لهم اضاليل تلك الهرطقة ويعزيهم في جهادهم ويشجعهم على التمسك بالايمان الحق. وقضى ايامه الاخيرة في كهف القديس خريطون الكبير مثابراً على خطته المثلى بالقداسة الى ان رقد بالرب سنة 554 وله من العمر مئة وسبع سنين. صلاته معنا. آمين!

اليوم الثلاثون

تذكار خطبة مريم العذراء للقديس يوسف

 

جاء في انجيل القديس متى الفصل الاول:

: لما كانت مريم مخطوبة ليوسف، وُجدت قبل ان يتساكنا حاملاً من الروح القدس. وكان يوسف زوجها باراً، فلم يرد ان يشهر امرها، فعزم على تركها سراً".

كانت الخطبة عند اليهود تعتبر عقداً حقيقياً له ما للزواج من حقوق وواجبات. بحيث لا يمكن فصله الا بالطلاق.

لقد خُطِبت مريم ليوسف. مَن تعهَّد خطبتها؟ الذين أُوكل اليهم امرُها بعد وفاة والديها. فاختاروا يوسف لعلمهم بانه كان "باراً" وذا منزلة شريفة في مجتمعه وصاحب مهنة تؤمن عيشة العائلة. هذا الداوُدي لم يكن اقل برارة من الكاهن زكريا او النبي سمعان.

وهكذا قبلت مريم بارادتها زواجها من يوسف.

ولما بدت على مريم علامات الحَمَل اضطرب يوسف واراد ان يطلقها سراً. "وما فكر في ذلك حتى تراءى له ملاك الرب في الحلم وقال له: يا يوسف ابن داود، لا تخف ان تجيء بامرأتك مريم الى بيتك". فأذعن يوسف لكلام الملاك واخذ مريم الى بيته.

سر هذا الحَمل العجيب لم يعرفه يوسف ولم تكشفه له مريم. ارادة الله ان يولد المسيح من عائلة حقيقية ومعروفة. وبقي يوسف حارساً لهذا السر بقوة ايمانه وتسليمه لارادة الله. وعاش مع مريم العذراء بتولاً بمحبة وتواضع وايمان.

                     رزقنا الله شفاعتهما. آمين!

   



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +