Skip to Content

الترتيب القمري من احد الكهنة حتى احد وجود الرب في الهيكل - السنكسار الماروني

 

السنكسار القمري

أحد الكهنة

قبل صوم الخمسين

في هذا اليوم نصنع تذكاراً لآبائنا الكهنة المستقيمي الايمان الراقدين بالرب، الذين شرفهم الله بدرجة الكهنوت التي تعلو مقام الملوك سمواً، بل الكاهن اعظم من الملاك، لان الكاهن نائب الله ووكيله والملاك خادم الله.

وقد اعطى الله الكاهن سلطانين عظيمين، مختصَّين به وحده وهما سلطان الدرجة الكهنوتية وبها يقدس جسد المسيح ودمه. وسلطان الولاية، وبها يحل ويربط ويدّبر كنيسة الله.

وعلى الكاهن ان يكون مستقيم الايمان، اي ان يكون متمسكاً بالايمان الكاثوليكي، وغيوراً على تعليم أبنائه الروحيين هذا الايمان المقدس وخلاص نفوسهم.

وان تكون سيرته لا لوم فيها، لكي يستطيع ان يعلم ويرشد. لئلا يهلك نفسه ونفس سواه.

وقد عينت الكنيسة المقدسة هذا اليوم لكي نسعف بالصلوات والقداديس آباءنا الكهنة المتوفين، لانهم محتاجون، لثقل وزناتهم ومسؤولياتهم. فاسعافهم متوجب علينا ليترأف الله عليهم ويعطيهم السعادة الابدية جزاء تعبهم وجهادهم.

رحمهم الله ورزقنا شفاعتهم. آمين!

 

 

 

 



            قبل صوم الخمسين                                  أحد الابرار والصديقين



           

أحد الابرار والصديقين

قبل صوم الخمسين

قال الكتاب المقدس في الفصل السابع العدد التاسع من سفر الرؤيا:" رأيتُ فاذا بجمعٍ كثير لا يستطيع احد أن يحصيه من كل أمة وقبيلة وشعب ولسان، واقفين امام العرش وأمام الحمل، لابسين حللا بيضاء وبأيديهم سعف نخل".

يراد بالجمع الابرار والصديقون من نساك وابكار وعذارى وآباء وانبياء وشهداء... فهؤلاء اذ نقلهم الله من هذه الحياة، مجّدهم برؤية وجهه القدوس. وقد اتفق جميع علماء الكنيسة على ان القديسين في السماء يتنعمون بجميع حواسهم. وكلهم قد اقتنوا شجرة الحياة اي يسوع المسيح. بعد ان أتموا حياتهم بالجهاد، حاملين اغصان الانتصار على الشهوات وبقية الاعداء، ولهذا يخبر عنهم صاحب الرؤيا بأنهم "هم الذين اتوا من الضيق الشديد" ( رؤيا 7: 14).

صلاتهم تكون معنا. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



            قبل صوم الخمسين                            أحد الموتى المؤمنين



                 

أحد الموتى المؤمنين

قبل صوم الخمسين

لقد قررت الكنيسة المقدسة، بصفتها معلمة الشعوب طريقَ الحق، وجودَ مكان يسمى المطهر، تذهب اليه نفوس المؤمنين الذين توفاهم الله وعليهم بعض خطايا عريضة او كفارات عن خطابا مميتة قد اعترفوا بها. فمثل هؤلاء، لدى انتقالهم من هذه الحياة، يذهب بنفوسهم عدل الله المرفوق بالرحمة، الى المطهر فيفوا عن خطاياهم بنار تشبه جهنم شدة، الا انها زمنية، ونار جهنم ابدية.

قال القديس ديونيسيوس الاثيني وفمُ الذهب ان الرسل القديسين رسموا تقدمة الصلوات في القداس الالهي لاجل الموتى الراقدين بالمسيح. ونحن اخذنا هذا التقليد عنهم، ولذلك وضع لنا آباؤنا الكرام هذا اليوم وهذا الاسبوع لنسعف امواتنا بتقدمة القداديس والحسنات والصلوات عنهم ليخلصهم الله من عذابهم الاليم، وينقلهم الى ملكوته السماوي.

فلنرحهم ايها الاخوة، كي يرحمنا القائل:" طوبى للرحماء فانهم يُرحمون"، في ذلك اليوم الذي يحتاج فيه كل منا الى الرحمة التي نرجو ان تكون لنا اجمعين. آمين.

 

 

 

 

 

 

 

 



            عرس قانا الجليل                                 الأحد الأول من الصوم



           

الأحد الأول من الصوم

تذكار ما صنعه السيد المسيح في عرس قانا الجليل

دعي يسوع وامه وتلاميذه الى عرس في قانا الجليل. وكاد يفرغ الخمر فلفتت العذراء نظر يسوع الى هذا، فحول يسوع الماء الى خمر جيدة. وكانت هذه اولى آياته أظهرت مجده فآمن به تلاميذه.

يعتبر بعض المفسرين ان هذه الآية تعبير عن وساطة مريم وشفاعتها القديرة لدى ابنها. وغيرهم يستعملونها كموضوع للوعظ في الزواج المسيحي ومنهم من يرى فيها رمزاً لتحويل الخمر الى دم يسوع.

اما الفكرة الجوهرية عند القديس يوحنا الانجيلي فهي تقسم الى ثلاثة اقسام:

أولاً- حوار يسوع مع امه: ذكر يوحنا مريم العذراء في بدء انجيله، كما ذكرها في نهايته على أقدام الصليب، ليعطيها الدور المهم في تاريخ الخلاص.

قلقت مريم لنفاد الخمر فأعلمت يسوع. أما يسوع فكان يفكر بعكس تفكيرها لانه أراد أن يعطي امثولة من الحدث. وحيث لم تجد مريم حلاً للمشكلة فيسوع قد وجد على طريقته الالهية.

ثانياً- كمية الخمر وجودته: دهش وكيل المائدة بجودة الخمر وكميته في ستة اجران تسع حوالي مئتي ليتر. ولم يدر من أين أتى؟

انه أتى من كلمة يسوع. الخمرة بحد ذاتها لا معنى لها، انها علامة تدل على الوهية المسيح.

ثالثاً- النتيجة: ان يوحنا لم يذكر شكر العروسين ليسوع ولا تأثيرات المدعوين، وينتهي العرس حالاً. انما الانجيلي لم ينس أن يشدّد على المهم في هذا الحدث الذي هو اظهار مجد يسوع. وعندئذ بدأ التلاميذ يؤمنون بيسوع

الذي له المجد الى الابد.



      الأحد الثاني من الصوم                                         شفاء الأبرص



                 

الأحد الثاني من الصوم

تذكار شفاء الابرص

البرص مرضٌ عضال صعبٌ الشفاءُ منه. كان على الابرص ان يعيش بعيداً عن الناس ( كما جاء في سفر الاحبار 13: 45... فليقم منفرداً وفي خارج المحلة يكون مقامه).

اما هذا الابرص فانه أتى الى المدينة بين الناس ووقف امام يسوع مؤمناً بأن قوته هي فوق الشريعة. وسجد امامه طالباً منه أن يشفيه لانه يؤمن ان قوة الله تعمل في شخص المسيح:" انك قادر على ان تشفيني". طلب الابرص رحمة يسوع:" اذا شئت". كأن يسوع هو امل حياته. ارادة يسوع هي وجود للابرص. فمد يسوع يده ولمس الابرص ولم يهتم لاقوال الشريعة لانه كان يصنع رحمة. لمس يسوع الابرص فزال عنه البرص لوقته، ودخل الابرص في الجماعة. ارادة يسوع شفت الابرص من بلواه وادخلته جماعة الله وعبادته.

كانت الشريعة تأمر ان الكاهن يحتكم بأمر شفاء الابرص، لذلك قال له يسوع: اذهب الى الكاهن فأره نفسك. وان على الابرص ان يقدم محرقة شهادة لطهره (سفر الاحبار فصل 14 بكامله). قال يسوع للابرص: قرّب عن شفائك ما أمر به موسى شهادة لديهم. اراد يسوع اتمام الشريعة وان تصل الشهادة الى الكهنة بأن الخلاص قد بدأ كما تنبأ أشعيا أن في زمن الخلاص تصير الاشفية من جميع الامراض. ورغم تحذير يسوع للابرص لئلا يخبر أحداً بما جرى. فقد انتشر ذكر يسوع الى البعيد وتوافد اليه جموع كثيرة لتسمع كلماته وتشفى من امراضها. اليه نضرع ليطهرنا من خطايانا ويفتح قلبنا على انواره البهية له المجد مع ابيه وروحه القدوس الى الابد. آمين.

 



            شفاء المنزوفة                              الأحد الثالث من الصوم



           

الأحد الثالث من الصوم

تذكار شفاء المنزوفة

امرأة منزوفة منذ اثنتي عشرة سنة يقول القديس متى. ويزيد القديس لوقا بأنها انفقت كل مالها ولم تستفيد شيئاً واصبحت كمنبوذة من المجتمع. وبقي لها أمل وحيد: يسوع.

لم تستطع الوقوف امامه بل دنت من خلف يسوع ولمست طرف ردائه بعكس بقية المرضى الذين كانوا يطلبون ان يضع يسوع يده عليهم او ان يقول كلمة فيشفيهم. هذه المرأة قالت في نفسها: حسبي ان المس رداءه فأبرأ.

ومن ساعتها برئت.

ولكن ليس لمس الرداء هو الذي شفاها، بل ايمانُها. فقال يسوع: ايمانك أبرأك. بايمانها حصلت على السلام وعلى الشفاء.

ايها المسيح ارحمنا كما رحمت المنزوفة فشفيتها. واعطينا ان نتذوق حلاوة النعمة وطيب السلام الداخلي، وهبنا النعمة لنعيش بوصاياك في المجتمع فيعرف العالم انك المخلص لك المجد ولابيك المبارك ولروحك القدوس الى الأبد. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 



            الابن الضال                                   الأحد الرابع من الصوم



           

الأحد الرابع من الصوم

تذكار الابن الضال

قال يسوع: كان لرجل ابنان. اراد أصغرهما ان يستقل عن ارادة ابيه ويعيش حراً من كل قيد او نظام بحسب رغبته فطلب حصته من المال. فكان له ما أراد. سافر وأنفق كل ماله في حياة تبذير وبدون نظام. فجاع واستُخدم. ولكن تعاسته زادت ولم يبق له أي أمل في الحياة. كان وحيداً في غربة بعيدة عن والده.

فرجع الى نفسه. وتذكر بيت ابيه وما فيه من خير وراحة. لم يتذكر بيت والده محبة بأبيه بل خوفاً وهرباً من الجوع والموت في بلاد غريبة.

وقرر الرجوع الى ابيه واثقاً برحمته وغفرانه. الرجوع الداخلي يفرض ترك الحياة الماضية والعودة الى الآب، الى الله. وما ان رآه والده حتى اشفق عليه وأسرع اليه وقبّله طويلاً قبل أن يلفظ الابن كلمة استرحام. وما كاد يطلب الابنُ الغفران حتى قاطعه الوالد وبدون ان يلفظ كلمة غفران وبدون محاسبة وبدون شرط أمر الخدام ان يُلبسوا ابنه افخر حلةٍ كضيف الشرف، والخاتم في اصبعه ليعطيه حقوق البنوة. والنعلين في رجليه برهاناً على انه انسان حر. وذبحوا له العجل المسمن وبدأت حفلة الفرح. وهكذا ظهر سرور قلب الوالد وملأ البيت.

ولما وصل الابن الاكبر وعرف بالخبر. لام أباه على فعله فأفهمه ابوه ان التوبة تستحق المكافأة كما تستحق الأمانةُ المكافأة. وقال له اذا كان الفرح كبيراً بأن نعيش معاً فكم هو اكبر وأشمل الفرحُ عندما نلتقي بعد انفصال طويل.

في هذا المثل امثولتان: الابن الصغير تاب وعاد الى ابيه، والابن الكبير تفهم المحبة الاخوية. التوبة والمحبة الاخوية هما بدء زمن الخلاص. التوبة لله والمحبة للاخوة هما قوتان اساسيتان في النظام الادبي والمسيحي.

فلنُقبل، ايها الاخوة، الى التوبة ولنحب بعضنا بعضاً ولنتضع امام الله الذي اظهر لنا في مثل الابن الضال رحمته ومحبته للخطأة. له المجد والشكر مع ابنه الوحيد وروحه القدوس الى الابد. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



            شفاء المقعد                       الأحد الخامس من الصوم        



           

الأحد الخامس من الصوم

تذكار شفاء المقعد

يذكر هذه الاعجوبة الانجيلي القديس لوقا بطريقة واقعية مؤثرة. كان يسوع يعلّم داخل بيتٍ أمام الفريسيين ومعلمي الشريعة الذين أتوا خصّيصاً ليسمعوه من جميع قرى الجليل واليهودية ومن اورشليم.

وفجأة أُنزل من سقف البيت بين الجماهير وامام يسوع انسانٌ مقعد مستلقى على سرير. انه معلُ ايمان أجاب عليه يسوع حالاً بقوله:" يا رجل غُفرت لك خطاياك". جواب هو بذات الوقت مكافأة على الايمان واظهار سلطة تبيّن قوةً محفوظةً لله.

فتذمر الفريسيون والكتبة، ليس بينهم، بل في نفوسهم:" مَن يقدر ان يغفر الخطايا الا الله وحده؟". تفكيرهم صحيح: إمّا يسوع يكفر وإمّا عنده قوة الهية. فعلم يسوع أفكارهم وسأل:" أيُّهما أيسر، أن يقال: غُفرت لك خطاياك، أم أن يقال: قمّ فامش". وبدون ان ينتظر يسوع الجواب قال للمقعد بسلطة:" قم فاحمل سريرك واذهب الى بيتك". فقام من وقته وحمل سريره ومضى فمجد الله. فاستولى الدهش عليهم جميعاً. وكما يلاحظ القديس ايرونيموس انه يوجد فرق بين القول والفعل. هل فعلياً غفر يسوع الخطايا؟ هو وحده يعرف ذلك. ولكن هل فعلياً شفى المقعد؟ جميع الحاضرين رأوا ذلك. اذا كان تم ما فعله يسوع عند شفائه المقعد الا يمكن ان نستنتج انه قد تم ايضاً ما قاله في غفران الخطايا؟ والكتبة والفريسيون لم يصلوا الى هذه النتيجة، أما بقية الحاضرين فمجدوا الله وقالوا:" اليوم رأينا عجائب". قونا اللهم في الايمان بك لنمجدك بأقوالنا واعمالنا الان والى الابد. آمين!

 

 



            شفاء الاعمى                           الأحد السادس من الصوم   



           

الأحد السادس من الصوم

تذكار شفاء الاعمى

ان ظروف شفاء هذا الاعمى نراها متباينة عند الانجليين الازائيين الثلاثة. القديس لوقا مع القديس مرقس لا يذكران إلاّ اعمى واحداً، بينما القديس متى يذكر اعميين. والقديس لوقا يضع هذه الاعجوبة عند اقتراب يسوع من اريحا ليدخلها. بينما مرقس ومتى يضعانها عند خروج يسوع من اريحا. امام هذه الفوارق قال بعض العلماء والمفسرين وخاصة القديس اغوسطينوس: انه جرى فعل اعجوبتين مختلفتين واحدة عند دخول يسوع اريحا وثانية عند خروجه منها. يميل المفسرون الى رواية القديس لوقا لانه الوحيد الذي اهتم بسفر المسيح الى اريحا في طريقه الى اورشليم وهو الذي ذكر قصة زكا العشار في اريحا.

قال القديس لوقا: كان الاعمى يستعطي. احس مرور الجماهير. فسأل عن سبب الضجيج فقيل له: يسوع الناصري يمر من هنا. فصاح الأعمى:" رحماك يا يسوع ابن داود". انه صوت ايمان بالمسيح الذي اتى "ليعطي البصر للعميان" (أشعيا35: 5). فوقف يسوع وسأله: ما حاجتك الي؟ فقال الأعمى: سيدي، أن ابصر. رأى الاعمى بعين الايمان ان يسوع له القدرة الالهية فدعاه سيداً. وحالاً كافأه المسيح بقوله: أُبصر، ايمانك ابرأك.

فأبصر من وقته وتبع يسوع وهو يمجد الله.

ايها المسيح النور الحقيقي نوّر عقلنا وضميرنا فنراك في كل اعمال حياتنا وثبتنا في الايمان بك وانشر نور انجيلك على المسكونة كلها، لك المجد الى الابد. آمين!

 

 

 



            إقامة لعازر من بين الاموات                              سبت لعازر



           

سبت لعازر

إقامة لعازر من بين الأموات

ان القديس يوحنا الانجيلي يتفرد بذكر اعجوبة إحياء المسيح لعازر ويعتبرها اعظم الآيات لانها اعادت الحياة لميتٍ " قد انتن". ويصف الحادث كشاهد عيان بدقة وحياة.

كان لعازر، ومعنى اسمه الله عوني، من بيت عنيا بقرب اورشليم اخاً لمريم ومرتا. كان يسوع صديق العائلة. ولما مرض لعازر ذهبت اختاه واعلمتا يسوع ليأتي ويشفيه. فأجاب يسوع ان هذا المرض ليس للموت النهائي، بل ليتمجد به ابن الله. وتأخر يسوع عن الوصول الى بيت عنيا يومين فمات لعازر.

ولما وصل يسوع الى مدخل القرية استقبلته مرتا وقالت له:" رب، لو كنت ههنا لما مات اخي" ولحقت بها مريم ورددت ذات الكلام. بهذا ابانتا عن ايمانهما بالمسيح وقدرته. انما لم تنتظرا قيامة اخيهما لعازر من الموت. وسأل يسوع اين وضعتموه؟ ودمعت عيناه. لا حزناً على لعازر بل متأثراً لعدم فهم ما سيحدث. ودنا من القبر وأمرهم برفع الحجر. وشكر يسوع الاب السماوي عن البشر جميعاً ونادى لعازر:" هلم عازر واخرج" وللحال خرج الميت مشدود اليدين والرجلين. فقال يسوع:" حلّوه ودعوه يذهب".

فآمن به كثير من اليهود. وبعضهم ذهب فأخبر الاحبار والفريسيين بما جرى. فعقدوا مجمعاً وعوض ان يستنتجوا من هذه الآية ان يسوع هو المسيح، تآمروا كيف يقتلونه.

ايها المسيح يا من بكلمةٍ أقمت لعازر فأظهرت انك القيامة والحياة لك المجد الى الابد. آمين!



            دخول المسيح إلى اورشليم                          أحد الشعانين



                 

أحد الشعانين

دخول المسيح الى اورشليم

نذكر يوم دخول يسوع المنتصر الى اورشليم. اخبرنا عن هذا الانجليون ( مرقس11: 1 -11، ولوقا 19: 28- 38، ويوحنا 12: 12-16).

كان يسوع في طريقه الى اورشليم حيث سيموت فأرسل تلميذين منهما بطرس ليأتياه باتان من مكان معين ولم يستعملها احد. كان المحاربون يركبون الخيل اما الاتان فكان مركوب الفقراء والمسالمين. لهدا طلب يسوع الاتان من جهة، ومن جهة ثانية ليتم كلام النبيين أشعيا ( 62: 11). وزكريا (9:9) القائلين:" قولي لابنة صهيون: هوذا ملكك قادماً اليك وديعاً راكباً على أتان". فأتيا بالاتان ووضعا عليه ردائيهما وركب يسوع. وكانت الجموع تتقدمه وتتبعه قائلة: هوشعنا لابن داود. وكان استقباله ملوكياً لذلك بسط بعضهم ارديتهم على الطريق امامه كما كانت العادة في ذلك العصر، كما توضع السجادة في عصرنا. واخذت الجماهير تبارك من باركه الله. ودخل يسوع اورشليم بانتصار واحتفال عظيمين.

هذه كانت اول مرة يقبل فيها يسوع هتافات الشعب. ذلك لانه عرف ان ساعته قد دنت وان الصليب ينتظره. فكان عليه ان يُظهر مجده ويتم ما قيل فيه من الانبياء.

انتظر اليهود مسيحاً زمنياً يحررهم من عبودية الاجانب فأفهمهم يسوع ان ملكوته ليس من هذا العالم. لذلك تآمروا عليه كيف يمسكونه ويقتلونه. ونحن نباركه ونطلب ان تباركه شعوب الارض جميعاً وتهتف بصوت واحد: مبارك الآتي باسم الرب مخلص العالم له المجد مع ابيه وروحه القدوس الى الابد. آمين!

 

 



            نزاع يسوع في الجسمانيّة                               إثنين الآلام



           

اثنين الآلام

نزاع يسوع في الجسمانيّة

نتأمل في نزاع يسوع في بستان الزيتون حيث كان يتردد مع تلاميذه للأختلاء والصلاة. هذه المرة امرهم بانتظاره واخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا الذين شاهدوا قيامة ابنة يائير ومجدَ تجلّيه. واظهر لهم كآبته وحزنه امام الموت، امام "الساعة" التي كان ينتظرها، الآلام التي كان عليه ان يتحملها، والخطايا التي سيموت عنها. حزنه كان عظيماً  فأظهره للتلاميذ قال: نفسي حزينة حتى الموت. وخرجت من فمه البشري كلمات الاستغاثة: يا أبتاه، نجني من هذه الساعة! الخوف امام الموت يكون قياس عظمة الحياة. وحياة المسيح كانت عظيمة وكبيرة. ومحبته للبشر كانت أعظم وأكبر. سيقبل الآلام حباً بأبيه واتماماً لمشيئته القدوسة. وبعد ان صلى عاد الى التلاميذ الثلاثة وقد أثقل اعينهم التعب والحزن والسهر، وقال لبطرس:" اتنام ولا تستطيع السهر ساعة واحدة؟ صلوا لئلا تقعوا في التجربة". لضمان نصرة الروح اثناء التجارب تلزم مساعدة الله التي تُنال بالصلاة. وثبَّتَ يسوع تعليمه بالمثل ومضى ثانية يصلي. ورجع ايضاً فوجد التلاميذ نياماً لان النعاس اثقل اعينهم. ولما ايقظهم لم يدروا بماذا يجيبونه. وصلى ثالثة وعاد اليهم يقول بقي بعض الوقت من الليل يمكنكم ان تناموا اذا ارتم، ولكن الساعة أتت ان ابن الانسان سيُسلمَ الى ايدي الخاطئين. صراع يسوع المتألم وانتصاره يعلماننا سر الشجاعة وكيفية الخضوع لارادة الله وقوة الصلاة التي تجدد الشجاعة لنقبل كل ما يعمله الله ويريده.

اعطينا، ايها المسيح، ان نشترك في آلامك ونعمل بوصاياك فنتقدس، لك المجد الى الابد. آمين!

 

 



            اعتقال يسوع                                  ثلاثاء الآلام     



           

ثلاثاء الآلام

اعتقال يسوع

ما ان انهى يسوع صلاته في البستان حتى وصل يهوذا احد تلاميذه الاثني عشر. هذه الكلمة تحمل فظاعة الخيانة. كان يهوذا الخائن سائراً على رأس عصابة مسلحة بالسيوف والعصي. وكان ليلٌ وقد اتفق يهوذا مع العصابة ليمسكوا مَن سيسلّم عليه ويُقّبله. القبلة علامة المحبة والحنان والاحترام، دنّسَها يهوذا وجعل منها علامةً للخيانة. ومخافة ان يفلت منهم يسوع حذرهم يهوذا ليمسكوه ويسوقوه محفوظاً. وما ان دخل البستان والعصابة تتبعه حتى دنا من يسوع وقبّله. وكانت معركة بين الاله والانسان، بين النور والظلمة بين الفداء والخيانة. وأمسكوا يسوع. انما المسألة لم تمضِ بدون حوادث فاستل بطرس سيفه وقطع اذنَ عبدِ عظيم الاحبار. إلاّ ان يسوع اعاد الاذن وشفاها. وقال لهم احتجاجاً على طريقة توقيفه: كنت كل يوم بينكم فلم تأخذوني. ولكن يسوع كان عالماً بتصميم الله الازلي وان كل شيء سيحدث لتتم الكتب. ولما رأى التلاميذ ان يسوع قُبِضَ عليه. تركوه كلهم وهربوا. وهكذا اعتُقل يسوع وذهبوا به الى المحاكمة امام قيافا عظيم الاحبار. وكان المجلس يطلب شهادة على يسوع ليقتله. فتقدم بعض شهود زور لم تتفق على يسوع شهاداتهم. ويسوع واقف صامت لا يجيب. فسأله عظيم الاحبار: أأنت المسيح؟ فقال يسوع: انا هو. فشق عظيم الاحبار ثيابه، واجمع الاحبار والشيوخ والكتبة على الحكم بان يسوع يستوجب الموت. واخذ بعضهم يبصق عليه وانهال الحرس عليه بالضرب، ذاك الذي تحجب الملائكة وجهها من بهائه وتخدمه ربوات من النور احتمل كل الاهانات والعذابات والهزء والضرب محبةً بالانسان الخاطئ. له مجدنا وشكرنا على كل ما احتمله لاجل خلاصنا الان والى الابد. آمين.

 



            إنكار بطرس ليسوع ثلاث مرات                          أربعا الآلام



           

أربعاء الآلام

إنكار بطرس ليسوع ثلاث مرات

بينما كان يسوع امام المحاكمة وقف بطرس قرب نار يستدفئ وهو ينتظر النهاية فرأته جارية وعرفته على ضوء النور انه كان مع يسوع. فارتبك بطرس وخاف واجاب انه لا يفهم ولا يدري ما تقول. وهرب الى خارج الدار فسمع صياح الديك. تنبه اول للتلميذ لكن لم يؤثر في داخله. ومن جديد قالت الجارية للحاضرين: هذا منهم. فدافع عن ذاته بأنه لا يعرف الرجل. فصاح الديك عندئذ للمرة الثانية. فتذكر بطرس قول يسوع: قبل ان يصيح الديك مرتين. تنكرني ثلاث مرات. في تلك اللحظة خرج يسوع من المحاكمة وفي طريقه نظر بطرس. فأخذ بطرس يبكي. وكانت دموعه، دموع توبة وجواب على نظر يسوع، وهكذا خلص بطرس. لان النعمة تأتي الى الانسان من أول نداء القلب. من أول دمعة تطلب السماح والغفران.

واوثقوا يسوع وساقوه وأسلموه الى بيلاطس ليوافق على حكمهم بصلب يسوع وكان بيلاطس في اورشليم بمناسبة العيد. وكان يعلم ان الاحبار من شدة حسدهم من يسوع أسلموه. وحاول مراراً تخليص يسوع وكان يطلب علة توجب موته ويسألهم أية جريمة اقترف. الا ان الجماهير كانت تصيح: اصلبه. وأراد ارضاءَهم فأمر بجلد يسوع. عظيمة خطاياي التي سببت لجسدك الاقدس هذا الجلد المؤلم وانت اعطيتنا جسدك مأكلاً حقّاً ودمك شراباً حقّاً. اعطينا ان نقبل جسدك ودمك الاقدسين فنتطّهر ونتقدّس بك يا مخلصنا لك المجد الى الابد. آمين.

 

 

 

 



            غسل أرجل التلاميذ – ورسم سرّ الإفخارستيّا                    خميس الآلام



     

خميس الآلام

غسل أرجل التلاميذ – ورسم سرّ الإفخارستيّا

نذكر اليوم ما صنعه السيد المسيح قبل آلامه في العشاء الاخير مع تلاميذه. عرف يسوع ان "الساعة" قد قربت ليتألم ويتمجد فأحب ان ينبه افكار تلاميذه لئلا يُفاجأوا. فاجتمع واياهم في عشاءٍ وكان الاخير.

اولاً: ما ان ابتدأ العشاء حتى قام يسوع واخذ يغسل اقدام تلاميذه. الاله الخالق يأخذ وظيفة عبد. ولما وصل الى بطرس مانع يسوعَ من ان يغسل اقدامه. فأجابه يسوع ان لم أغسلك فلا حظ لك معي. جواب مخيف يعني ان لا نصيب لك معي في الملكوت. على بطرس ان يفهم معنى حياة يسوع ورسالته الذي يجب ان يموت، هكذا على المسيحي ان يعيش ويموت.

ثانياً: واعطاهم يسوع تعليماً مفيداً بعد غسل اقدامهم قال: عليكم انتم ايضاً ان يغسل بعضكم اقدام بعض. أعطاهم امثولة في المحبة والتواضع بمثله وعمله. كل السلوك المسيحي معلّق بالمحبة والتواضع. المحبة هي جوهرياً، طريقة اتباع المسيح، واتباعه حتى الموت.

ثالثاً: بعد ان غسل يسوع اقدام تلاميذه وباركهم واعطاهم سلامه، اعلن لهم ان بينهم من سيسلمه وهذا لتتم الكتب (يو 17: 12) بحسب ارادة الآب. وقد اعلن يسوع مرتين عن خيانة يهوذا الاسخريوطي احد الرسل الاثني عشر ليقوي ايمان البقية وليظهر التناقض بين سمو دعوة الرسول وخيانته العظمى وان على الرسل ان لا تتغير علاقتهم به. هو الذي انتقاهم ودعاهم واعطاهم الرسالة ليكونوا بقاءه الحي واستمراره بين البشر، كما هو ذاته كان حضور الآب بين الناس. وخرج يهوذا من بين الرسل وكان ليل. وبدأ الصراع بين النور والظلام. المسيح – النور يبان كأنه ينطفئ. ويهوذا كأنه والليل واحد، انه تجسد لإبليس. وكان ليل وبدأت الساعة. وفي ساعة الظلام هذه بدأ النور، وأنهى يسوع وداعه الاخير بصرخة انتصار: الان تمجد ابن الانسان (يو 13: 13) ونحن نمجده الآن والى الابد. آمين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



            الفداء – موت يسوع على الصليب                 يوم الجمعة العظيمة



           

يوم الجمعة العظيمة

الفداء – موت يسوع على الصليب

نذكر اليوم صلب يسوع الخلاصي. في اورشليم، على جبل الجلجلة ثلاثة مصلوبين ينازعون. حولهم بعض جنود تعوّدوا سفك الدماء، يتحدثون. وبعض اناس يعيّرون المصلوب في الوسط وبقربه وقفت أمه الحزينة ومعها بعض النساء. تلفَّظ مصلوبُ الوسط ببعض كلمات وصرخ صرخة مؤلمة، امال رأسه ومات. فاعترى الكون ظلامٌ رهيب وانشق حائط الهيكل. وانتهت المأساة.

مأساة صلب يسوع وموته ليست حدثاً تاريخياً وانتهى. انها تاريخ خلاص ونعمة وفداء. انها تاريخ عمل الله في النفوس. أبعد من الحدث التاريخي هناك سر الخلاص في حياة وموت يسوع لانه لاجل هذه الغاية اتى. يتجدد التاريخ وكل ثانية منه تُميتُ الماضي. انما سر الخلاص يمنع الماضي من ان يمضي. ومنطق الخلاص يفرض ان يكون السر حاضراً لكل انسان وان يستفيد منه كل أنسان في كل زمان ومكان. هذا ما عمله يسوع وثبّته الى الابد في الاسرار التي وضعها وسلّمها كنيسته.

صليب يسوع يسيطر ويملك على الكون لانه الامل الاوحد لخلاص الانسان والكون. يقول مار بولس:" الكلام على الصليب حماقة عند الذين يسلكون سبيل الهلاك، واما عند الذين يسلكون سبيل الخلاص، اي عندنا، فالصليب هو قدرة الله" (1قور 1: 18). نقول مع القديس يوحنا فم الذهب: يسوع معلق على الصليب، انه عيد لنا! لقد كان الصليبُ رمز الرذل، اما الان فهو عنوان الشرف، كان رمز العبودية فأصبح رمزَ الخلاص. الصليب ينبوع نعم وبركات هو يرشدنا وينيرنا ويقّربنا من الله. اعطينا اللهم، في يوم صلبك وموتك ان نحمل صليبنا ونتحمل آلام الحياة لنتمجد معك الى الابد. آمين.

 



            دفن يسوع                                           سبت النُّور



     

سبت النور

دفن يسوع

مشهد دفن يسوع كما رواه القديس يوحنا في انجيله يوجه فكرنا نحو القبر الذي منه سيقوم يسوع.

بعد ان مات يسوع على الصليب حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر،

جاء يوسف الرامي، الذي كان تلميذاً ليسوع، ولكنّ تلميذاً بالخفية خوفاً من اليهود لانه كان عضواً في مجلس اليهود، جاء وسأل بيلاطس ان يأخذ جسد يسوع. وكان يرافقه نيقوديموس، الذي يستحق ايضاً لقب تلميذ خفي ليسوع ومعه كثير من الطيب ليطيِّب جسد يسوع. فوضعاه في قبر جديد قرب الجلجلة حيث صُلِب يسوع بعد أن طيباه وكفّناه، كما جرت العادة عند اليهود في دفن موتاهم.

يقول القديس متى ان هذا القبر كان خاصاً ليوسف الرامي ذاته. على كل حال كان القبر جديداً، لم يدفن فيه احدٌ سابقاً. وهكذا أكرم يسوع حتى في دفنه وأعطي كل احترام يليق بسيادته التي حتى في الموت نالت الانتصار.

كما يقول القديس لوقا لقد رافق يوسف ونيقوديموس بعضُ النسوة ورأين القبر.

وبعد دفن يسوع اسرع الجميع وتركوا المكان مراعاة للتهيئة عند اليهود، لانه كان قريباً وذهبوا الى بيوتهم وارتاحوا طوال نهار السبت الى المساء حيث ذهبت النساء لاحضار كثير من الطيب ايضاً.

وMsoNormalquot;sans-serifلما كان اليوم التالي ذهبن الى القبر فوجدن الحجر قد دُحرج وان يسوع ليس هناك. وكان قد قام واقامنا معه الى مجد الآب له المجد الى الابد. آمين!.

 



      قيامة يسوع من بين الاموات                                    أحد القيامة المجيدة



           

أحد القيامة المجيدة

قيامة يسوع من بين الأموات

 

ان قيامة المسيح من الاموات توافق شخصية المسيح ورسالته وهي أنتصار له ولنا نحن أيضاً:

اولاً – انتصر المسيح بقيامته على الموت كما يقول مار بولس:" قد ابتلع الظفرُ والموت. فأين يا موت ظفرك؟ واين يا جحيم شوكتك؟ لان الموت هو آخر عدو يبيده المسيح" ( 1قور 15: 54 -56).

ثانياً – انتصر المسيح على الخطيئة التي هي سبب الموت " لان شوكة الموت هي الخطيئة" ( 1قور 15: 56). المسيح بقيامته خلصنا من الخطيئة وصالحنا مع الله " الفضل لربنا يسوع الذي به نلنا المصالحة" (روم 5: 11).

ثالثاً – انتصر المسيح على الشيطان " هذا الكائن الخفي الفاسد" (رؤيا 12: 9) الذي لا يرتاح حتى يدخل الى صميم مصيرنا. قال يوحنا في رؤياه (12: 12) "ان ابليس قد هبط وهو يتميز من الغيظ وقد علم ان ايامه معدودات".

رابعاً – انتصار المسيح انتصار كوني، يعني انه بقيامته وانتصاره" صالح كل موجود في الارض وفي السماوات" ( قول1: 20). انتصاره هو انتصارنا كما يقول القديس يوحنا فم الذهب:" بما ان المؤمنين يؤلفون جسد المسيح، وبما ان المسيح هو رأس هذا الجسد فلا يعقل ان يقوم ويتمجد من غير ان يشترك الجسد كله بقيامته ومجده".

قيامة المسيح هي عيد الانسانية المدعوة لتشترك، بشكل حياة جديدة، اكثر قداسة، اكثر كمالاً، مدعوة للأشتراك في حياة أساسها حياة المسيح ذاتها. معنى القيامة الانتصار على كل شيء ليس هو الله، حتى ينتصر الله بنا وفينا، فننتصر معه هنا، ونتمجد معه هناك الى الابد. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اثنين الحواريين

لوقا 24: 13 – 35

في هذا اليوم، نصنع تذكار التلميذين المنطلقين الى عمّاوص، وهي قرية تبعد سبعة أميال عن أورشليم.

هذان التلميذان كانا من اتباع يسوع. قد استولى عليهما اليأس لموت يسوع، فمضيا حزينين عائدين الى قريتهما.

ادركهما يسوع في الطريق.

كانا قد اعتقدا ان يسوع هو المسيح وانه سيخلص اسرائيل، فخاب املهما. صحيح ان نساءً ذهبن الى القبر وقلن ان ملائكةً ظهروا لهن وقالوا انه قام. ولكن هُنّ نساء...

لم يعلن يسوع نفسه لهما فوراً: شاء ان يفتح قلبهما لمضمون الكتب التي كانا يعرفانها:

" يا قليلي الفهم وبطيئي القلب عن الايمان بما قال الانبياء!"

واخذ يفسر لهما ما يعنيه من الكتب.

فأنار كلامُه عقلهما واضرم قلبهما.

واذ اظهر يسوع انه منطلق الى أبعد من قريتهما، ألحّا عليه ليمكث معهما، ففعل.

على المائدة، جدّد يسوع سر العشاء السري: اخذ خبزاً وبارك وكسر واعطاهما. تناولا جسد يسوع القائم من بين الاموات. وللحال عرفاه. ولكنه توارى عنهما...

عادا الى اورشليم واخبرا الرسل بما حدث لهما.

هذا الظهور يعلمنا اثنين:

اولاً: ان يسوع، بسر الافخارستيا، هو رفيقنا في الطريق يشجعنا بحضوره ويهدينا سواء السبيل.

ثانياً: انه ينير عقولنا بكلمته في الكتب المقدسة ويعرّفنا انه الطريق والحق والحياة.

من هنا حاجتنا الماسة الى الافخارستيا، سر حضور يسوع والى الكتاب، لغة يسوع وحديثه معنا.

وعند بلوغنا آخر مطاف الحياة، يبرز يسوع من وراء الاعراض السرية ويظهر لنا علانية فنراه رؤية العين الى الابد. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثلاثاء الحواريين

يوحنا 21: 1- 14

في هذا اليوم نصنع تذكار ظهور الرب لتلاميذه بعد قيامته على بحر طبرية. قال يوحنا الانجيلي: ان توما ونتنائيل وابني زبدى واثنين آخرين ذهبوا مع بطرس ليصطادوا. فلم يصيبوا تلك الليلة شيئاً. ولما طلع الصباح، وقف يسوع على الشاطئ، فلم يعرف التلاميذ انه يسوع. فقال لهم يسوع يا فتيان، أمعكم شيء يؤكل؟ فقالوا لا. فقال لهم:" القوا الشبكة الى يمنين السفينة تجدوا". فألقوها. فاذا هم لا يقدرون على جذبها لكثرة السمك. فقال يوحنا لبطرس:" هذا هو الرب". فلبس بطرس ثوبه لانه كان عرياناً وطرح نفسه في البحر آتياً الى يسوع لشدة محبته له. واما التلاميذ الآخرون فأقبلوا بالسفينة يجذبون الشبكة. فلما نولوا الى البر رأوا جمراً عليه سمك، وخبزاً. فقال لهم يسوع: هاتوا من ذلك السمك الذي اصبتموه. فصعد بطرس وجر الشبكة الى الارض وهي مملوءة سمكاً كبيراً مئة وثلاثاً وخمسين، ومع هذه الكثرة لم تتمزق الشبكة. فقال لهم يسوع: هلموا تغدوا. ولم يجسر أحد من التلاميذ ان يسأله من أنت، لانهم علموا انه  الرب.

أراد يسوع بهذا الظهور أن يعرفه التلاميذ ويتحققوا من قيامته. رأوه فآمنوا وتملكتهم حقيقة القيامة تملكاً جعلهم يجاهرون بها على مسامع الدنيا غير هيابين. آمين.

 

 

 

 

 

 

 

أربعاء الحواريين

يوحنا 21: 15 – 23

اليوم نصنع تذكار اقامة بطرس الرسول رئيساً على كنيسة المسيح. قال يوحنا في انجيله:" وبعد ان تغدوا، قال يسوع لسمعان بطرس: يا سمعان بن يونا، اتحبني أكثر من هؤلاء؟ فأجابه: نعم، يا رب، انت تعلم اني احبك. فقال له يسوع: ارع حملاني. واعاد الكلام ثلاث مرات: ارع خرافي.

هنا جعل يسوعُ بطرس وخلفاءه نائبه على الارض الى منتهى الدهر. فكما جعله صخرة الكنيسة واعطاه سلطان المفاتيح وسلطان الحل من الخطايا، كرسه اليوم راعياً للقطيع الكبير، صغاره والكبار. ثبات الصخرة الدائم المرتكز على الايمان تدعمه شمولية الرعاية المتصفة بالمحبة والمؤسسة على حقيقة التعلق بشخص يسوع بالذات.

شمولية الرعاية هذه للمؤمنين جميعاً تتعدى شخصية بطرس وتمتد الى خلفائه الذين هم ورثة بطرس كما ان بطرس هو وريث يسوع.

اذن لبطرس حق رعاية القطيع مهما امتد في المكان والزمان. وبما ان بطرس انسان مائت، فمن الطبيعي ان تستمر الرعاية بواسطة خلفاء بطرس الى منتهى الدهر... آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

خميس الحواريين

مرقس 16: 14 – 18

إنّا في هذا اليوم نصنع تذكار ارسال السيد المسيح تلاميذه الى العالم ليعلّموا الناس انجيل الخلاص.

قال مرقس الانجيلي:" وتراءى آخراً للأحد عشر انفسهم، وهم على الطعام، فوبخهم لقلة ايمانهم وقساوة قلوبهم، لانهم لم يصدقوا الذين رأوه بعدما قام. ثم قال لهم:" اذهبوا في الارض كلها، وأعلنوا الانجيل الى الخلق اجمعين. فمَن آمن واعتمد يخلصُ ومَن لم يؤمن يُدان".

وجاء في انجيل متى 28: 18 – 20:" اني أُوليتُ كل سلطان في السماء والارض. فاذهبوا وتلمذوا الامم جميعاً وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم ان يحفظوا كل ما اوصيتكم به. وهاءنذا معكم طوال الايام الى انقضاء الدهر".

اجعلنا اللهم رسلاً لانجيلك في العالم كله. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جمعة الحواريين

لوقا 24: 36 – 41

هذا اليوم نصنع تذكار ظهور الرب يسوع لتلاميذه وكشفه لهم عن جراحاته. يخبر لوقا البشير: ان التلاميذ بعد ان سمعوا اخبار القيامة من اناس صادقين، لم يكونوا آمنوا بعدُ بالقيامة.

وانهم لمجتمعون، إذا يتوسّطهم فيقول:" السلام لكم". فدهشوا وخافوا وتوهموا انهم يرون روحاً. فقال لهم:" ما بالكم مضطربين، ولم ثارت الاوهام في نفوسكم؟ انظروا الى يديّ ورجليّ. انا هو بنفسي. ألمسوني وتحققوا فان الروح ليس له لحم وعظم كما ترون لي. قال هذا واراهم يديه ورجليه".

لقد اتخذ الرب شك الرسل وسيلة لاعطاء العالم البرهان القاطع لحقيقة قيامته. فالمشاهد العيانية ولمس اليد هما اقطع برهان للتصديق وللشهادة. قال القديس برنردوس: ان الرب يسوع سمح بارتياب الرسل بقيامته حتى لا تبقى حجة لعدم تصديق القيامة. فله المجد الى الابد. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سبت الحواريين

لوقا 24: 42 - 43

اليوم نصنع تذكار اكل الرب يسوع امام تلاميذه بعد قيامته.

ان الرب يسوع بعد ان ظهر لتلاميذه واراهم جراحاته اراد ان يوطد ايمانهم بقيامته. ولهذا سألهم اعندكم شيء يؤكل فاعطوه قطعة سمك مشوي ومن شهد عسل. فأكل اكلاً حقيقياً بجسده الحقيقي الذي صُلب ومات وقُبر. ثم قال لهم:" هذا هو كلامي الذي كلمتكم به اذ كنت معكم قبل آلامي وهو انه يجب ان يتم كل شيء كُتب من اجلي؟ ثم فتح اذهانهم ليفهموا الكتب القائلة انه ينبغي للمسيح ان يتألم ويموت ويقوم من بين الاموات ويبشر باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا في العالم كله".

وقد رأينا بعد موت الرب يسوع وقيامته اناساً حتى من أعدائه قد شهدوا بصدق مجيئه وبصحة الاعتقاد به.

لقد أكل يسوع لا عن حاجة للأكل، لان جسده الممجد اصبح فوق متطلبات الطبيعة. انما أُكلهُ برهان، بشيء حياتي، على حقيقة قيامته. انه لبرهان مادي موجه لاناس صيادين رعاة. برهان وفّر لهم سلام القلب ونورَ العقل. فلك المجد، يا ربنا، الى الابد. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد الجديد

يوحنا 20: 26 – 29

هذا اليوم نصنع تذكار ظهور الرب لتوما بعد قيامته المجيp class= style=/o:p style=دة بثمانية ايام. قال يوحنا الحبيب:" وبعد ثمانية ايام اجتمع التلاميذ أيضاً داخل العلية وتوما معهم. فأتى يسوع والابواب مغلقة فوقف في الوسط وقال:" السلام لكم". ثم قال لتوما:" هات اصبعك الى هنا فانظر يديّ وهات يدك فضعها في جنبي ولا تكن منكراً بل مؤمناً. فأجاب توما وقال له:" ربي والهي!" قال له يسوع:" رأيتني، يا توما آمنت، طوبى للذين لم يروا ويؤمنون".

توما يقدمه يوحنا مثالاً للذين قاوموا نور الايمان. فلا رؤية القبر الفارغ، ولا برهان الكتب، ولا التأمل بكلام يسوع، لا شيء من ذلك أثر بهذا الرسول. ولم يذعن لشهادة اخوته ولا لشهادة بطرس نفسه. اريد ان أرى رؤية العين. حتى رؤية العين لا تكفي، اريد ان ألمس لكي أؤمن:" اذا لم أبصر اثر المسمارين في يديه، واضع اصبعي في مكان المسمارين، ويدي في جنبه، لا أؤمن".

لقد نزل الرب عند مطلب رسوله، فرأى ولمس وتحقق، وصرخ صرخته الرائعة الداوية في اذان العصور:" ربي والهي". صرخة الايمان الحي يبدد غيوم الشك ويحمل الطوبى للذين لم يروا وآمنوا. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

خميس الصعود

لوقا 24: 50 – 53

هذا اليوم نصنع تذكار صعود ربنا والهنا يسوع المسيح الى السماء. انه بعد قيامة الرب يسوع بأربعين يوماً، خرج لأسمه السجود من العلية بتلاميذه الى بيت عنيا. ورفع يديه فباركهم. وبينما هو يباركهم، انفصل عنهم ورفع الى السماء. فسجدوا له. ثم رجعوا الى اورشليم وهم في فرح عظيم. وكأن الملائكة اخذوا يرنمون: وقال داود مخاطباً المسيح بقوله:" صعدت الى العلى وسبيت سيباً". قال الذهبي الفم في تفسيره هذه الآية: ان المسيح سبى سبيين: السبي الاول – هو الخطية والموت والشيطان، فهؤلاء كانوا سبوا البشر. فالمسيح سباهم اي اسرهم، وهدم سلطتهم بقوة جبروته. والسبى الثاني – هو الآباء والانبياء وغيرهم من القديسين الذين كانوا معتقلين في اليمبوس. فهؤلاء سباهم المسيح اي عتقهم حين نزوله الى هناك، وأصعدهم معه باحتفال مهيب، وانتصار عظيم.

جاء في اعمال الرسل 1: 9 -11:" ثم حجبته غمامة عن ابصارهم. وبينما عيونهم شاخصة الى علّ وهو يذهب عنهم، اذا رجلان قد مثلا لهم في ثياب بيض وقالا:"  ايها الجليليون ما لكم قائمين تنظرون الى السماء؟ ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم سيعود كما رأيتموه ذاهباً الى السماء".

وقد ترك الرب يسوع آثار قدميه في الصخرة التي كان واقفاً عليها حين صعوده. فيلزمنا ان نفهم من صعود الرب يسوع خمسة اشياء:

الاول: انه بجلوسه عن يمين الآب هو مسلط على السماوات والارض.

الثاني: انه بسفك دمه نزل الى الجحيم وانقذ الانفس المسجونة وصعد بها الى السماء.

الثالث: انه بصعوده كمّل نبوّات الانبياء.

الرابع: ان صعوده هو عيد الفرح الروحي والرجاء.

الخامس: انه بصعوده مهّد الطريق الى السماء وفتح بابها لمختاريه ومنها ينعم علينا ببركاته. الذي له المجد الى ابد الدهور. آمين!

أحد العنصرة

أعمال الرسل 2: 1 -4

نحتفل هذا اليوم بعيد العنصرة اي حلول الروح القدس على التلاميذ. ولما أتى اليوم الخمسون لقيامة يسوع من بين الاموات اذ كان جميع التلاميذ وسيدتنا مريم العذراء وبقية النساء مجتمعين في العلية وهم منتظرون الروح القدس كما وعدهم الرب، فانطلق من السماء بغتة دويّ كريحٍ عاصفة، فملأ جوانب البيت وظهرت لهم ألسنة كأنهما من نار قد انفسمت فوقف على كل منهم لسان فامتلأوا جميعاً من الروح القدس، واخذوا يتكلمون بلغات مختلفة.

هذا العيد، احد الاعياد الثلاثة من الدورة الليتورجية، يقع في اليوم الخمسين – البنتيكوستي باليونانية – لقيامة الرب، هو عيد تأسيس الكنيسة. اذ اعتمد، بعد خطاب مار بطرس، ثلاثة آلاف رجل. منذ ذلك اليوم، حمل الرسل عصا الترحال وانطلقوا يحملون كلمة الحياة الى العالم كله. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اليوم الثاني من عيد العنصرة

أعمال الرسل 2: 5 – 42

 هذا اليوم نصنع تذكار بشارة الرسل لليهود بعد ان قبلوا الروح القدس. كان اليهود  الاورشليميّون يعرفون ان الرسل سذّج. ولما سمعوهم يتكلمون لغات مختلفة قالوا ان هؤلاء سكارى. وكلامهم لا معنى له. واذن سمع بطرس هذا الكلام دافع عن الايمان وعن الرسل اخوته. وقال لليهود: لسنا بسكارى كما ظننتم لانها الساعة الثالثة من النهار. وكان محرماً على اليهود الأكل قبل الساعة الثالثة.

واضاف بطرس:" ايها اليهود، اصغوا الى ما اقول: ليس هؤلاء بسكارى كما حسبتم. ما ذلك الا ما اوحي الى النبي: قال الله: سيكون في الايام الاخيرة فيض من روحي افيضه على الناس اجمعين. ان يسوع المسيح ذاك الرجل الذي اسلم بقضاء الله وعلمه السابق فأخذتموه وصلبتموه وقتلتموه، قد اقامه الله وانقذه من اهوال الجحيم..."

فآمن اذ ذاك نحو ثلاثة آلاف من اليهود واعتمدوا. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أحد الثالوث الأقدس

ان الله ذو ثلاثة اقانيم الهية: آب وابن وروح قدس، وهذه الثلاثة هي ذات واحدة بسيطة. وهذا السر هو فوق فهم العقول. اجل ان العقل يدرك وجود الله انما لا يدرك تثليثيته الا بالايمان.

اما البرهان على حقيقة هذا السر فمن الكتاب المقدس. قال الله في سفر التكوين:" لنصنع الانسان على صورتنا ومثالنا"، اي ان الله تكلم مع ابنه وروحه. وقال آشعيا:" ان الملائكة يقدسون الله ثلاثياً قائلين قدوس قدوس قدوس الرب الاله". فتثليث التقديس دلالة على تثليث الاقانيم. والرب الاله دلالة على وحدته تعالى.

وقال سيدنا يسوع المسيح لتلاميذه:" اذهبوا وتلمذوا العالم اجمع، وعمدوا الناس بسم الآب والابن والروح القدس". ولنا برهان آخر في حقيقة هذا من التقليد. لان الكنيسة المقدسة لم تزل منذ نشأتها تعتقد به وتعلمه لان الله علمها اياه.

اما انبثاق هذه الاقانيم من بعضها فقد علّمتناه الكنيسة المقدسة حيث يقول: ان الاقنوم الاول لا ينبثق من اقنوم آخر. وهو منذ الازل يعرف ذاته معرفة جوهرية. وهذا الادراك هو الاقنوم الثاني المولود من الآب ويسمى الابن. وهو اله لان الوالد اله. فالآب منذ الازل ولد ابنه ولا يزال حتى الابد والداً له دون انقطاع. وليس في الوالد والمولود قبليّة ولا بعديّة، وهذان الاقنومان يحب كل منهما الآخر. وهذه المحبة التي هي جوهر لا عرض هي الروح القدس الاقنوم الثالث المنبثق من الآب والابن. وهو مساو لهما في كل شيء. وليست هذه الاقانيم الثلاثة ثلاثة آلهة بل اله واحد. وكل من هذه الاقانيم له خاصة. فخاصة الآب القدرة. وخاصة الابن الحكمة. وخاصة الروح القدس المحبة. فلك المجد يا ايها الثالوث الكلي قدسه. الى الابد. آمين!

 

 

 

عيد القربان الأقدس

نحتفل اليوم بعيد القربان الاقدس اي جسد ودم سيدنا يسوع المسيح الأطهرين. ان الله القادر على كل شيء فعل فعلين عظيمين يفوقان عقول الملائكة والبشر، لا يمكن ان يفعل اعظم منهما:

الفعل الاول – سر التجسد الالهي. وهو ان اقنوم الابن اتحد بطبيعتنا البشرية اتحاداً جوهرياً برباط لا ينفك ابداً. حتى صار الله باقنوم واحد الهاً وانساناً بطبيعتين ومشيئتين كاملتين.

الفعل الثاني – سر القربان الاقدس. اي جسد المسيح ودمه اللذين سلمهما لكنيسته قوتاً روحياً. اي ان السيد المسيح ليلة آلامه اخذ خبزاً وقدسه وقال " هذا هو جسدي " فصار جسده حقاً. ثم اخذ كأساً من الخمر وقدسها وقال: " هذه هي كأس دمي " فصار الخمرُ دمه حقاً. ثم اعطى الكهنة بواسطة رسله سلطاناً ان يصنعوا سر جسده ودمه بالكلمات التي قالها. فيلزم ان نؤمن بأن الكاهن متى لفظ كلام التقديس الذي هو الصورة على الخبز الذي هو المادة وجد حالاً جسدُ يسوع المخلص. اي ذاك الذي ولد من سيدتنا مريم العذراء وتألم وصلب ومات وقبر وقام وهو الجالس الآن عن يمين الآب في السماء والعتيد ان يأتي ليدين الاحياء والاموات. وهكذا متى قال الكاهن كلام التقديس على الكأس. وهذا عينه يصير في جميع قداديس كهنة الدنيا بأسرها ولو قدسوا بوقت واحد، فان جوهري الخبز والخمر يستحلان بقوة كلام التقديس الى جسد المسيح ودمه. ولهذا دعاه المجمع التريدنتيني

" استحالة جوهرية". وهذا امر يفوق العقل البشري. فلا يعود يبقى ثم شيءٌ من جوهري الخبز والخمر، بل اعراضُهما بالطعم واللون والرائحة فقط.

فمن هنا يلزمنا ان نعتقد في هذا السر الالهي بوجود المسيح كاملاً الهاً وانساناً تحت اعراض الخبز والخمر. حتى وجوده كاملاً بلاهوته وناسوته في كل جزء من اجزاء الخبز والخمر ولو صغيراً جداً. وكما أن الخبز فيه جسد المسيح ودمه لانه حي هكذا الخمر فان فيه دم المسيح وجسده لانه حي. ومتى كسرت جسد المسيح او قسمت دمه او اكلته فالكسر والقسمة والاكل تقع على اعراض الخبز والخمر لا على المسيح.

فتناول ايها المسيحي جسد الرب واشرب دمه، لانه قال:" جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق... ومن يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الابدية". ولما كان شرف هذا السر عظيماً جداً خصص له البابا اوربانوس الرابع عيداً في هذا اليوم. وذلك سنة الف ومئتين واربع وستين. ونقله في خميس الاسرار. لان الكنيسة لا تستطيع ان تقدم له الاكرام ذلك اليوم لانشغالها بتذكار آلام المسيح، الذي له المجد الى الابد. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عيد قلب يسوع الأقدس

نكرم في هذا اليوم قلب يسوع الاقدس. وقد رمز عن هذه العبادة في العهد القديم بالصخرة التي ضربها موسى بعصاه فتدفقت منها المياه. فالصخرة هي رمزٌ لقلب المخلّص الذي طعنه الجنود فجرى منه دم وماء، الماء للمعمودية والدم شراب للروح. واول من كرم هذا القلب الالهي كانت امه مريم والمجدلية والمريمات بوقوفهن عند الصليب حين رأين تلك الحربة تطعن قلب الفادي الالهي. الى ان ظهر المسيح لراهبة فاضلة تدعى مرغريتا ماريا ألاكوك من راهبات الزيارة. قال لها يسوع: هذا هو القلب الذي احب العالم حتى بذل نفسه من اجلهم. ومع هذا كله لم يجد في اكثرهم الا فتوراً وتراخياً في عبادته. وامرها بان يخصَّص له يوم الجمعة الواقع بعد الايام الثمانية من عيد القربان المقدس ليكون عيداً مخصّصاً لكريم قلبه. يتناول فيه المؤمنون القربان ليعّوضوا عمّا ألمّ به من الهوان والاحتقار. واعطاها مواعيد قلبه للمتعبدين له. قال: انه يهبهم النعم اللازمة لدعوتهم. ويلقي السلام في عيالهم. ويعزيهم في ضيقاتهم. ويكن ملجأهم الامين في حياتهم وعند مماتهم.

وقد اثبت هذه العبادة البابا اينوشنسوس الثاني عشر سنة 1675. وقد ابتدأت هذه العبادة في طائفتنا المارونية في حلب في كنيسة مار الياس سنة 1691.

نسأل هذا القلب الالهي ان يفيض في قلبنا محبته لنعبده على الدوام. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد الثالث من تموز

عيد القديس شربل

ولد هذا القديس في 8 ايار 1828، في بقاعكفرا من لبنان الشمالي. ابوه انطوان مخلوف وامه بريجيتا عرفا بتقواهما الصحيحة.

ترك يوسف بيت ابيه بعمر الثالث والعشرين وقصد الترهب في الرهبانية المارونية اللبنانية. دخل الابتداء في دير سيدة ميفوق، ثم انتقل الى دير مار مارون عنايا حيث اتم عامه الثاني من الابتداء. عينه الرؤساء تلميذا فأُرسل الى دير كفيفان حيث قضى ست سنوات في درس الفلسفة واللاهوت وتربى هناك على ايدي رهبان قديسين، خاصة الاب نعمة الله الحرديني، المعروف " بقديس كفيفان". رسمه كاهناً، في بكركي، المطران يوسف المريض في 23 تموز 1859.

اقام الاب شربل في دير مار مارون عنايا، بعد سيامته، مدة 16 عاماً، متمرساً باسمى الفضائل الرهبانية. ولا سيما التواضع والطاعة.

وقد اجرى الله على يده في الدير آيات باهرة، منها " آية السراج" الذي ملأه له الخادم ماءً بدل الزيت، فأضاه له ساعات صلاته الليلية.

طلب من رؤسائه، بإلهام الله، الاستحباس في محبسة دير عنايا، فأذنوا له بذلك عام 1875، حيث قضى فيها 23 سنة.

لقد اطلق العنان، في المحبسة، لكل رغائب قلبه السخي العطاء. فضاعف اعماله التقشفية وزاد شغفاً بالتأمل والصلاة والاستغراق بالله، حتى اصبح "انساناً سكران بالله" ( راجع كتاب الاب بولس ضاهر).

ومن تقشفاته انه كان يركع على طبق من قصب ذي حروف شائكة. يلبس المسح على جسده ينام قليلاً ويصلي كثيراً ويعمل في الحقل عمل اليد بموجب قانون الحبساء.

وما لبث ان انتشر عرف قداسته، فأخذ الناس يقصدونه لينالوا بركته ويلمسوا منه شفاء امراضهم وخصب مواسمهم.

وقد اجرى الله على يده آيات عديدة في حياته.

وعام 1898، في الاسبوع السابق عيد الميلاد، شرع الحبيس يتلو القداس كعادته. فما ان تلا كلام التقديس وبلغ الى رفعة الكأس والقربان، تالياً صلاة " يا ابا الحق"، حتى اصابه عارض الفالج، فاستمر رافعاً الكأس والقربان واصابعه متشنجة عليه. تمكن رفيقه الاب مكاريوس من نزع الكأس والقربان من يديه وحمله الى غرفته. قاسى اوجاعاً مرة، مدة ثمانية ايام، دون ان ينقطع عن إتمام قداسه، الى ان اسلم روحه بكل هدوء مساء عيد الميلاد عام 1898.

دُفن الاب شربل في مقبر الدير العمومية. وقد شاهد أهل الجوار ليلة دفنه نوراً يتلألأ فوق ضريحه، وتكرر ظهور النور طوال 45 ليلة.

ولكثرة الخوارق، أذن البطريرك الياس الحويك بفتح قبره، فوُجد جسمه سالماً من الفساد، وجرى من خاصرته دم ممزوج بماء، واخذ جثمانه ينضح عرقاً دموياً.

اعيد جثمانه الى قبر جديد عام 1926.

وسنة 1950، في 22نيسان، كشفت على الجثمان لجنتان طبية وكنسية. بان جثمانه سليماً صحيحاً، كما كان قبلاً، مغموراً بدمه الراشح منه.

وانتشر خبر هذه الظاهرة، فتهافت الناس ألوفاً الى الدير. فتكاثرت حول الضريح حوادث الشفاء من امراض متنوعة مستعصية. فضج لبنان والعالم بأخبار هذه الحوادث الخارقة، وتماوج الزوار في اروقة الدير كبحر زاخر، مصلين، تائبين، خاشعين.

وعام 1965، في ختام المجمع الفاتيكاني الثاني، رفعه قداسة البابا بولس السادس الى شرف الاكرام على المذابح وأحصاه في مصاف الطوباويين. وقد تشيدت على اسمه كنيسة في عنايا، قرب ضريحه، تُعد اليوم أجمل كنائس الشرق.

وقد أعلن قداسة البابا بولس السادس نفسه الطوباوي شربل قديساً في التاسع من شهر تشرين الاول 1977.

صلاة القديس شربل تكون معنا. آمين!

 

الأحد الاول من تشرين الاول

أحد الوردية الكبير

ان عبادة الوردية تأسست على يد القديس عبد الاحد الذي ظهرت له سيدتنا مريم العذراء وقالت:" خذ هذه السبحة، فانها تكون لك سلاحاً ضد الاعداء المنظورين وغير منظورين، وتكون عربون محبتي للمسيحيين، لانها تتضمن اسراري واسرار ابني الوحيد، فتنير العقول وتلين القلوب، وترشد الضالين الى طريق الملكوت". فتناولها عبد الاحد من يد سيدتنا مريم العذراء سنة 1213 ونال بها مرغوبه وسلمها لرهبانه، وهم اذاعوها في العالم كله. وكان منها الخير العظيم للمتعبدين لها. وسميت "بالوردية" دلالة على طهارة العذراء، وعلى براءتها من الخطيئة الاصلية. فكما ان الورد من الشوك وهو بريء منه كذلك مريم العذراء، وان كانت من ذرية آدم، فهي بريئة من خطيئتها الاصلية والفعلية.

وقد رسم البابا بيوس الخامس، عام 1571، ان يكون عيد خاص لسيدة الوردية في الاحد الاول من تشرين الاول.

شفاعة والدة الهنا تحفظنا وتكون معنا. آمين!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد الأخير من تشرين الأول

عيد المسيح الملك

ان هذا العيد حديثُ الوضع أمر بالاحتفال به، يوم الاحد الاخير من تشرين الاول، السعيد الذكر البابا بيوس الحاي عشر، بتاريخ 11 كانون الاول سنة 1925. اراد البابا بهذا العيد أن يُعلن مُلك المسيح المطلق علىالجنس البشري، لكي يضيء، وهو نور العالم، جميع الشعوب بنور الايمان الحي ويضرم القلوب بنار المحبة لله وللقريب.

والكنيسة المقدسة مستندةً الى التوراة والانجيل، تجاهر منذ القدم بالمسيح الملك في صلواتها وطقوسها. فان كنيستنا المارونية، في فرضها الكهنوتي الاسبوعي، تفيض وتشيد بالمسيح الملك، كل صباح ومساء. ففي اللحن الرابع من صباح الاحد، تنشد:" هوذا ملك ملوك الارض وقضاتها والمتسلطون عليها، يتسابقون ليسجدوا للمسيح ملك الملوك وسيد الديانين، لانه هو يعقد تيجانهم وهو يزل سلطانهم وتاجُه ثابت الى الدهور". وفي اللحن الرابع من صباح يوم الخميس:" ان الملوك الارضيين #xa;direction:rtl;unicode-bidi:embed dir=يرفعون تيجانهم عن رؤوسهم ويأتون فيسجدون للمسيح، لانه هو ملك الحق". وفي انشودة هذا الصباح ايضاً ( سواغيت الخميس):" التسبيح لمراحمك، ايها المسيح ملكنا، يا ابن الله المسجود له، أنت هو ملكنا وأنت الهنا ورجاؤنا الاعظم".

وبهذا يقوم مُلك المسيح، وحقّه ان يملك على قلب الانسان، لانه مبدع الانسان من العدم وقد فداه بدمه الكريم.

 

 

 

 

 

 

الأحد الأول قبل الميلاد

في تجديد البيعة (1)

تذكارات الكنيسة المنتصرة في السماء

قال سفر الرؤيا (1: 2):" وانا يوحنا رأيت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة".

ان هذه المدينة المقدسة هي الكنيسة المنتصرة في السماء حيث القديسون متمتعون بسعادة ابدية بعد أن انتصروا على أعداء الكنيسة المجاهدة في الارض. ولهذا دعاها صاحب الرؤيا اورشليم الجديدة لان القديسين يتجددون فيها بالقداسة والمجد.

انها ابداً منيرةٌ بجلال الله، لا ليل فيها بل نهارها دائم، ولا حزن فيها ولا تعب، بل سرورها ابدي، لا يدخلها الا الابرار من كل ملة وسبط.

وسكان هذه الكنيسة يشاهدون وجه الله ويملكون الى ابد الدهور.

فلنتجدد نحن المؤمنين، هنا، بالسيرة المقدسة لنملك، هناك، مع القديسين بسعادة جديدة الى أبد الدهور. آمين.

 

 

 



(1)        تنبيه: اذا وقع اول تشرين الثاني يوم الاربعاء وما بعده الى الاحد كان التجديد ثم التقديس واذا وقع نهار الاثنين او الثلاثاء كان التقديس فقط.

 

 

 

 

الأحد الثاني قبل الميلاد

تقديس البيعة

تذكار تقديس البيعة الجامعة المجاهدة

ان الكنيسة تطلق

 اولاً: على المكان المختص بعبادة الله.

 ثانياً: على حقيقة الايمان المسيحي.

ثالثاً: على جماعة المؤمنين الذين هم بمنزلة جسد المسيح السري والمسيح هو رأس الجسد كقول الرسول ( كولسي 1: 18). وبهذا المعنى الاخير يؤلف المؤمنون ثلاث كنائس وكلهم كنيسة واحدة:

1-            الكنيسة المنتصرة في السماء.

2-            الكنيسة المتألمة في المطهر.

3-            الكنيسة المجاهدة على الارض.

وتعرف الكنيسة بعلامات اربع، وقد وردت في قانون الايمان النيقاوي:

العلامة الاولى – ان تكون كنيسة واحدة: أي أن يكون لها ايمان واحد وتعليم واحد ورأس واحد غير منظور في السماء، يسوع المسيح، ورأس واحد منظور على الارض، القديس بطرس وخلفاؤه من بعده.

العلامة الثانية – انها تكون مقدسة: اي مكرسة لله بالايمان والمعمودية. وانها جسد مقدس لانها متصلة بالرأس الذي هو يسوع المسيح ينبوع القداسة.

العلامة الثالثة- انها تكون جامعة: اي ايمانها الواحد منبث في العالم قاطبة يجمع اليه كل الملل والقبائل.

العلامة الرابعة – انها تكون رسولية: اي انها تبعث، بواسطة رأسها الحبر الاعظم، رسلاً الى كل اقطار العالم، ينذرون ببشارة الايمان المستقيم وتعليم الخلاص.

فسبيلنا ان نكون متحدين مع هذه الكنيسة بالايمان الكاثوليكي، لنتقدس وتقديسها وقديسيها الى ابد الدهور.آمين.

الأحد الثالث قبل الميلاد

بشارة زكريا

قال المعلم بارونيوس: انه في الشهر السادس السابق تجسد كلمة الله، ظهر جبرائيل رئيس الملائكة لزكريا الكاهن حين كان يخدم في الهيكل ويصعد البخور للرب، واخبره بمولد يوحنا. وحين شك بالبشارة، ربط الملاك لسانه. وبعد ان انقضت خدمته، ذهب الى بيته. ومن بعد تلك الايام حبلت اليصابات امرأته واختبأت خمسة اشهر قائلة: هكذا صنع بي الرب ليصرف عني العار بين الناس (لوقا 1: 24 و 25). رزقنا الله شفاعتهما. آمين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد الرابع قبل الميلاد

بشارة سيدتنا مريم العذراء

في الخامس والعشرين من شهر آذار تشرفت مريم العذراء بنت داود التي كانت مخطوبة للقديس يوسف بن داود البتول، بخبر سماوي وببشارة الهية على يد جبرائيل رئيس القوات السماوية وكانت وقتئذ في الخامسة عشرة من عمرها. فبشرها الملاك بأنها تحبل بابن الله مخلص العالم من دون رجل وتلد مولداً عجيباً. فحين قبلت العذراء سر البشارة تجسد كلمة الله في حشاها الطاهر.

والكنيسة المقدسة تعيِّد هذا العيد في الخامس والعشرين من شهر آذار. رزقنا الله بركته.آمين.



الأحد الخامس قبل الميلاد

زيارة العذراء نسيبتها اليصابات

قال لوقا البشير في الفصل الاول من بشارته:" في تلك الايام قامت مريم وذهبت مسرعة الى الجبل الى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات... ومكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم عادت الى بيتها في الناصرة".

والتذكار الحقيقي لهذا العيد في اليوم الثاني من شهر تموز. رزقنا الله بركته. آمين.

 

 

 

 

 

 

 

الأحد السادس قبل الميلاد

ميلاد يوحنا المعمدان

قال لوقا البشير في الفصل الاول من بشارته:" أما اليصابات فلما تم زمان وضعها، ولدت ابناً، فسمع جيرانها واقاربها ان الرب قد عظم رحمته لها ففرحوا معها" ودعي اسمه يوحنا.

والكنيسة تعيد هذا العيد في 24 حزيران. رزقنا الله بركته. آمين!



الأحد السابع قبل الميلاد

بيان القديس يوسف

لقد خُطبت مريم العذراء للقديس يوسف البتول ابن داود فاتخذها زوجة له حقاً، الا أنه بالهام الهي، حافظ على بكارتها التي نذرتها للرب في الهيكل. ولما اتتها البشارة الالهية، أخفت ذلك عن يوسف زوجها اتضاعاً. ثم زارت اليصابات، كما يخبر لوقا الانجيلي. وبعد رجوعها الى بيتها رآها يوسف حبلى، فاضطرب وتحير، لانه كان على يقين من ان مريم طاهرة قديسة. غير ان قلبه الكبير وتقواه الصحيحة وجدا له عذراً. فقرر أن لا يشهرها. واذ كان يعسر عليه البقاء معها، " همّ بتخليتها سراً". فشعرت مريم بالشكوك الاليمة تحوم حول قلب خطيبها وتدميه، فتألمت وسكتت وسلمت امرها لله. فما عتم ان اعاد الرب السلام الى قلب ذلك الصدّيق المغموم. فما فكر في ذلك حتى تراءى له ملاك الرب في الحلم قائلاً:" يا يوسف بن داود، لا تخف أن تجيء بامرأتك مريم الى بيتك. ان الذي تحمله هو من الروح القدس" (متى 1 :20). فلما انتبه، سر سروراً عظيماً وعظم لديه شأن مريم وتمسك بحراستها وكرامتها. والبتول شكرت الله على نعمه وفرحت لفرح رجلها. رزقنا الله شفاعتهما. آمين.

 

 

الأحد الذي قبل الميلاد

الاستعداد لميلاد الرب يسوع

لنستعدَّ اليوم الى استقبال مَن كانت تنتظره وتترجاه الأمم والقبائل جميعاً أي المسيح كلمة الله الآتي الينا للافتداء ولغفران الخطايا، اذ قد حضر ملء الزمن كما قال الرسول.

ولنخرجنَّ الى ملاقاته بالفرح، ولنستقبله بأغصان الفضائل الالهية. ونستمحه أن يولد في عقولنا بالايمان وفي نفوسنا بالرجاء، وفي قلوبنا بالمحبة، لنكون له مهداً مزيناً بالفضائل الكاملة، لا سيما العفة والطهارة والاتضاع، نظير امه مريم التي صارت له هيكلاً حياً وسماء ثانية، وعرشاً ناسوتياً.

فيلزمنا ان نطهّر نفوسنا بالاعتراف النقي، لكي نكون مذوداً طاهراً لائقاً، يولد فيه الطفل الالهي الذي له المجد الى ابد الدهور. آمين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد الذي بعد الميلاد

وجود الرب يسوع في الهيكل

ان يوسف ومريم، أبوي يسوع مضيا الى اورشليم في عيد الفصح. وكان يسوع معهما وله من العمر اثنتا عشرة سنة. فلما تمت ايام العيد، اخذ يوسف ومريم طريق العودة الى الناصرة. أما يسوع فتخلف عنهما في اورشليم، دون ان يعلما. وكانا يظنان انه سائرٌ مع اقاربهما المسافرين. ولما سارا مسيرة يوم، طلباه فلم يجداه. فرجعا الى اورشليم يسألان عنه بحزن شديد، عند الاقارب والمعارف. وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل بين المعلمين، يستمع اليهم ويسألهم. وكان يباحثهم عن مجيء المسيح. وكان الجميع مندهشين من سعة علمه ومزيد حكمته واحتشامه. فتقدمت اليه امه وقالت بلهجة الحنان والمحبة:" يا ابني، لم صنعت بنا ذلك؟ فأنا وأبوك نبحث عنك متلهفين" (لو 2: 46 – 49). فقال لهما:" ولم بحثتما عني، ألم تعلما أنه يجب علي أن اكون عند أبي؟" ثم نزل معهما وأتى الناصرة وكان طائعاً لهما.

فله المجد والاكرام الى الابد. آمين!

 

 

 

   

 

 

quot;;mso-ascii-theme-font:minor-bidi;mso-hansi-theme-font:minor-bidi; style=



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +