Skip to Content

كلمة حياة كانون الثاني 2012: "إذاً إن قمتم مع المسيح، فاطلبوا ما هو فوق، حيث المسيح جالس إلى يمين الله."

 

كلمة حياة

 Click to view full size image

كانون الثاني 2012

ككل سنة تحتفل الكنيسة في العديد من البلدان، من 18 ك2 الى 25 منه، بأسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس. في حين يحتفل به البعض الآخر منها في زمن العنصرة. وشعار هذه السنة مأخوذ من رسالة بولس إلى أهل كورنثس:

"لن نرقد جميعنا بل جميعنا سنتحول بقيامة بقيامة يسوع المسيح"  (1 كور 15: 51 – 58 )

نقترح ككلمة حياة لهذا الشهر، هذا النصّ لكيارا، كتبته تعليقاً على قولوسّي (3، 1)، الذي يبدو لنا متناغماً مع النص المختار  

"إذاً إن قمتم مع المسيح، فاطلبوا ما هو فوق، حيث المسيح جالس إلى يمين الله."(قولوسي 3: 1)

يؤكّد لنا بولس الرسول من خلال هذه الآية التي يتوجّه بها إلى أهل قولوسّي، أنّ هناك عالماً يسوده الحبّ الحقيقيّ، وملء الشركة، والعدالة والسلام والقداسة والفرح، عالماً لا مجال فيه لدخول الخطيئة والفساد، عالماً تتمّ فيه مشيئة الآب بصورة كاملة. إنّه عالم يسوع، ولقد شرّع لنا أبوابه على مصراعيها بقيامته، بعد أن اجتاز محنة الآلام الرهيبة.

"إذاً إن قمتم مع المسيح، فاطلبوا ما هو فوق، حيث المسيح جالس إلى يمين الله."

يقول القديس بولس: أنتم لستم مدعوّين لعالم المسيح هذا وحسب، بل أنتم تنتمون إليه. بالإيمان نعرف أنّنا، بسرّ العماد، قد طُعِّمنا بيسوع، أي نحن نشارك في حياته وهباته وميراثه وانتصاره على الخطيئة وقوات الشرّ. لقد قمنا حقًّا معه.

ولكن، على خلاف حال القدّيسين الذين بلغوا الهدف، يبقى انتماؤنا إلى هذا العالم ناقصاً ولم يبلغ بعد ملء تجلّيه وهو بخاصّة، غير ثابت وغير نهائيّ. نحن معرّضون باستمرار على هذه الأرض، للعديد من الأخطار والصعوبات والتجارب، التي بإمكانها أن تُزعزعنا، أو تعيق مسيرتنا أو حتّى أن تنحرف بها نحو اتّجاهات خاطئة.

"إذاً إن قمتم مع المسيح، فاطلبوا ما هو فوق، حيث المسيح جالس إلى يمين الله."

من هنا نفهم دعوة الرسول لنا: "اطلبوا ما هو فوق". اسعوا أن تتركوا هذا العالم، لا بالجسد بل بالروح، تخلّوا عن شرائعه وشهواته واتركوا أنفسكم تنقاد، في كلّ الظروف، إلى أفكار يسوع وعواطفه. "ما هو فوق" يعني شريعة السماء، شريعة ملكوت السموات التي حملها يسوع على هذه الأرض ويريدنا أن نحقّقها منذ الآن.

"إذًا إن قمتم مع المسيح، فاطلبوا ما هو فوق، حيث المسيح جالس إلى يمين الله."

كيف نعيش "كلمة الحياة" هذه؟

إنّها تشجعنا على ألاّ نكتفي بحياة فاترة، تعتمد أنصاف الحلول والمساومات، بل أن نعيش حياة تتطابق، بنعمة الله، مع شريعة المسيح.

إنّها تحثّنا على عيش القيم التي حملها يسوع على الأرض، والالتزام بها والشهادة لها في محيطنا. وهذه القيم هي روح الوفاق والسلام، روح الخدمة لكلّ إنسان، روح التفاهم والغفران، روح الصدق والاستقامة والعدل والدقّة في العمل والأمانة والطهارة واحترام الحياة ...

إنّه، كما نرى، لبرنامج واسع كالحياة. ولكن، حتّى لا نبقى في ما هو مبهم، فلنحقّق خلال هذا الشهر، وصيّة يسوع التي تختصر الوصايا كلّها؛ فلنرَ في كلّ أخت وأخ يسوع آخر ولنضع أنفسنا في خدمته. أليس هذا ما سنحاسب عليه في نهاية حياتنا؟

كيارا لوبيك

(نُشرت كلمة الحياة هذه في نيسان 1988)



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +