Skip to Content

كلمة حياة ايار 2010: "الذي يحبّني يحِبُّهُ أبي، وأنا أيضًا أحبُّهُ فأُظهرُ لَهُ نَفسي"

 

كلمة حياة

Click to view full size image 

                                                     أيار 2010

 

"الذي يحبّني يحِبُّهُ أبي، وأنا أيضًا أحبُّهُ فأُظهرُ لَهُ نَفسي"

(يو14: 21)

 

تُشكِّلُ المحبّة محور خطبة يسوع الأخيرة. فيها يتكلّم عن محبّة الآب للابن، ومحبّتنا نحن ليسوع، المبنيّة على حفظ وصاياه.

مَن كان يستمع إلى يسوع آنذاك كان يجد بسهولة، في تعاليمه، صدىً لسفر "الحكمة" في العهد القديم، حيث نقرأ: "أن نحبّه هو أن نحفظ وصاياه" (سفر الحكمة 6، 18) أو"الحكمة تكشف عن ذاتها بسهولة للذين يحبّونها" (أنظر سفر الحكمة 6، 12). وبخاصّة إظهار الربّ نفسه لِمَن يحبّه يجد ما يوازيه في (سفر الحكمة 1، 2)، حيث يُقال: "إنّ الربّ يتجلّى للذين يؤمنون به".

"كلمة الحياة" المقترحة علينا هذا الشهر تعني أنّ مَن يحبّ الابن يحبّه الآب، ويبادله الابن تلك المحبّة ويُظهر له ذاته.

 

"الذي يحبّي يحبُّهُ أبي، وأنا أيضًا أحبّه فأظهرُ لَهُ نفسي"

تجلّي يسوع لنا هذا يتطلّب أن نحبّه. لا نستطيع أن نتصوّر مؤمنًا مسيحيًّا لا يتحلّى بتلك الديناميكيّة، بتلك الشحنة من المحبّة في قلبه. فساعةُ اليد، إن لم تُعبّأ، تتوقّف عن العمل، ولا تعود تشير إلى الوقت، وتفقد مبرِّر كونها ساعة. وهكذا، فإنّ مسيحياً غير متأهّب دائماً لعيش المحبّة، لا يستحقّ أن يُسمّى مسيحيًّا.

ذلك أنّ وصيّة واحدة تختصرُ وصايا يسوع كلّها، ألا وهي محبّة الله ومحبّة القريب. وفي القريب نرى يسوع ونحبّه.

ليست المحبّة مجرّد عواطف، بل هي تتجسّد في الحياة اليوميّة. تتجسّد في حياة حسّيّة خدمةً للآخرين، بالأخصّ لمن هم بالقرب منّا. وتبدأ بتفاصيل صغيرة وبخدمات متواضعة.

يؤكّد "شارل دو فوكو" قائلاً: "عندما نحبّ إنسانًا، نتحّد به حقًا بواسطة المحبّة، ولا نعود نعيش لذاتنا،  بل نتخلّى عنها، فنعيش خارج ذاتنا".

وبفضل المحبّة هذه يشقّ نور يسوع دربه فينا، وذلك بحسب وعده لنا: "الذي يحبّني... أظهر له نفسي".

إنّ المحبّة ينبوع نور. عندما نحبّ، نتوصّل إلى فهمٍ أفضل لله الذي هو محبّة. وهذا يدفعنا لنحبّ أكثر ونتعمّق في علاقتنا بكلّ قريب. هذا النور، معرفة الله هذه، التي ننالها إن نحن أحببناه، هي الخَتم والبرهان الأكيد على صدق محبّتنا له.

ونستطيع أن نختبر ذلك بطرق مختلفة، لأنّ النور في كلّ منا يتّخذ لوناً ونَسَقاً مختلفاً. لكن يبقى له خصائص مشتركة عند الجميع، فهو ينوّرنا ويرشدنا إلى إرادة الله، ويمنحنا السلام والصفاء وفهمًا متجدّدًا لكلمة الله. إنّه نور دافئ يشجّعنا على التقدّم على دروب الحياة بسرعة دائماً أكبر وبثبات.

وعندما تشوِّشُ ظلال الصعاب رؤيتنا فتجعل مسيرتنا غير أكيدة، أو تشلُّ الظلمات قوانا وتوقفنا، تأتي كلمة الإنجيل هذه لتذكّرنا بأنّ النور يشتعل من جديد بفضل المحبّة، وأنّه يكفينا فعل محبّة حسيّاً ولو صغيراً (كصلاة أو ابتسامة أو كلمة) ليعود ويعطينا ذلك الوميض الصغير من النور الذي يساعدنا على متابعة المسير.

عندما نركب درّاجة أثناء الليل، إن توّقفنا عن الجري لحظةً، نغرق في الظلمة. أمّا إذا عاودنا التدويس، فسيمدّنا الدينامو الكهربائيّ بالتيار الضروريّ لنرى الطريق بوضوح.

هكذا في الحياة: يكفي أن نعيد للمحبّة مسيرتها، تلك المحبّة الحقيقيّة التي تعطي من دون أن تنتظر شيئاً في المقابل، حتّى تعود شعلة الإيمان والرجاء وتضيء فينا من جديد.

كيارا لوبيك ( أيّار 1999). 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +