Skip to Content

كلمة حياة نيسان 2008: "ويكون عمل البِرّ سلاماً، وثمر الحقّ راحة وطمأنينة إلى الأبد"

كلمة الحياة 

 

                                                       نيسان 2008

"ويكون عمل البِرّ سلاماً، وثمر الحقّ راحة وطمأنينة إلى الأبد"

                           (أشعيا 32، 17)

"إلى أن يُفاض علينا الروح من العلاء؛ فتصير البرّيّة جنّة وتُحسب الجنّة غاباً..". تلك هي بداية النصّ الذي أُخِذت منه كلمة حياة هذا الشهر. في النصف الثاني من القرن الثامن قبل المسيح، بشرّ النبي أشعيا البشريّة، بمستقبل رجاء، بخليقة جديدة، "جنّة" جديدة يسكنها البِرّ والحقّ، وتكون قادرة على بناء السلام والطمأنينة.

هذه الحقبة الجديدة من السلام سوف تكون ثمرة الروح الإلهي، وقوّة حياة قادرة على تجديد الخليقة، وتكون في الوقت عينه، ثمرة احترام العهد بين الله وشعبه وبين أفراد الشعب أنفسهم، إذ أنّ الشركة مع الله والشركة في جماعة المؤمنين أمران لا ينفصلان

"ويكون عمل البرّ سلاماً، وثمر الحقّ راحة وطمأنينة إلى الأبد"

إنّ كلمات أشعيا تذكّرنا بضرورة الالتزام الجدّيّ والمسئول بقواعد العيش معاً في المجتمعات المدنيّة، وهي تتناقض كليّاً مع مبدأ الأنانيّة الفرديّة والاستبداد الأعمى، وتُشجّع على العيش المشترك وعلى العمل من أجل الخير العام.

هل العيش وفق البِرّ وممارسة الحقّ، ممكن؟ نعم، شرط أن نعترّف أنّ كلّ آخر هو أخ لنا وأن نرى في الإنسانيّة عائلة واحدة، تنعشها روح الأخوّة الشاملة.

 وكيف نعتبر الإنسانيّة عائلة واحدة من دون الاعتراف بآب واحد للجميع؟ هو الذي زرع التوق إلى الأخوّة العالميّة في قلب كلّ إنسان. وإرادة الآب الأولى هي أن يتعامل أبناؤه كإخوة وأخوات في ما بينهم، وأن يُحبّوا بعضهم بعضاً.

 لهذا السبب جاء "الابن"، أبن الآب وأخ كلّ إنسان، وترك لنا شريعة المحبّة المتبادلة كقاعدة للحياة الاجتماعيّة. فاحترامنا لقواعد العيش المشترك وإتمامنا لواجباتنا الفرديّة هما أفضل تعبير عن المحبّة.

 المحبّة هي القاعدة الأساس لكلّ تصرّف، وهي التي تُحيي البِرّ الحقيقي وتحمل السلام.

"ويكون عمل البرّ سلاماً، وثمر الحقّ راحة وطمأنينة إلى الأبد"

 كيف نعيش كلمة الحياة خلال هذا الشهر؟

 نعيشها حين نلتزم أكثر الأخلاقيّات والنزاهة والصدق في واجباتنا المهنيّة.

نعيشها إذ نعترف أنّ الآخرين هم أفراد عائلتنا نفسها وهم يتوقّعون منّا انتباهاً واحتراماً وتضامناً.

 إذا وضعتَ في علاقاتك مع القريب المحبّة المتبادلة المستمرّة في المرتبة الأولى، وعشتها كتعبير عن محبّتك لله، سوف يرضى الله عن برّك.

"ويكون عمل البرّ سلاماً، وثمر الحقّ راحة وطمأنينة إلى الأبد"

 قرّرت عائلة في جنوب إيطاليا، أن تسكن في أحد الأحياء الجديدة، حيث ما زالت الطرقات ترابيّة غير مزفّتة، لا إنارة عامّة فيها ولا شبكة مياه ولا مجارير، ناهيك عن غياب الخدمات الاجتماعيّة والمواصلات العامّة المشتركة.. وذلك تضامناً منه مع الأشخاص الذين يعيشون في الضيق.

يخبرنا قائلاً: "حاولنا أن نخلق مع كلّ عائلة ومع كلّ مقيم في الحيّ علاقة تعارف وحوار، ساعين لإعادة الرباط المقطوع بين المواطنين والإدارة الحكوميّة المحليّة وتمتينه. ويوماً بعد يوم دخل المقيمون في الحيّ، وعددهم يقارب الثلاثة آلاف شخص، بحوار فعّال مع المؤسّسات الحكوميّة، من خلال لجنة شُكِّّلت خصّيصاً لتلك الغاية. وتمكنّا من الحصول على تمويل رسميّ بمبلغ كبير من أجل تنمية الحيّ وإنعاشه. ولقد أصبح اليوم حيّاً نموذجيّاًً، يقوم بالإضافة إلى نشاطاته، بتنشئة ممثّلي اللجان المحلّيّة التابعة لأحياء المدينة كلّها".

                                                                                                                                                      كيارا لوبيك  



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +