Skip to Content

تأملات شهر قلب يسوع الأقدس - مقدمة

 
تأملات شهر قلب يسوع الأقدس

مقدمة

 

إن عبادة شهر قلب يسوع الأقدس أبتدأت سنة 1833 م في باريس، على يد فتاة تدعى آنجلا(1260-1309)  . كانت هذه الفتاة في أول أمرها متوسطة الأخلاق والسلوك في مدرستها ، لكن على أثر اعتكفا دام أربعة أيام ، تغير سلوكها كل التغيير ، فدخلت أخوية بنات مريم وطلبت الى هذه العذراء القديسة ان تمنحها عبادة شديدة لقلب يسوع أبنها الإلهي ، فإستجابت العذراء طلبتها والهمتها ان تسعى لتخصيص شهر حزيران لتكريم قلب يسوع على منوال شهر أيار المخصص بها ، وكان ذلك سنة 1833 م . فقصدت آنجلا للوقت الى معلماتها الراهبات وباحت إليهن رغبتها أن يخصص شهر حزيران لعبادة قلب يسوع الأقدس.

فإستحسنت رئيسة الراهبات رغبة تلميذتها آنجلا وأشارت عليها أن تطلب الى راعي الأبرشية تأييد طلبها ، فأستحسنهُ للوقت رئيس أساقفة باريس، وكان يومئذ المطران كيلن، وقال: ((اننا نوافق على تحقيق هذا الطلب لأجل رجوع الخطأة وخلاص فرنسا))، ورتبَ هو بنفسهِ صلوات الشهر وجعله ثلاثة وثلاثين يوماً ذكراً للثلاث والثلاثين سنة التي قضاها ربنا يسوع على الأرض.
وفي الثالث والعشرين من شهرآب سنة 1865 م أصدرَ مجمع الطقوس في روما مرسوماً بأمر الأب الأقدس البابا بيوس التاسع يلزم الكنيسة كلها بأن تحتفل بعيد قلب يسوع الأقدس وتقيم صلاته الفرضية في اليوم الذي أراده قلب يسوع بنفسه، ومنذ ذلك الحين شرعَ المؤمنون يتمسكون بعبادة هذا القلب الألهي ويقضون شهر حزيران برمتهِ في تمجيده وتكريمه على نحو شهر أيار. وكثرت كتب التأملات لكل يوم من هذا الشهر المبارك ، فأختار منها الإباء المرسلون كتاباً يفوق الجميع برفيع معانيه وسديد أقواله ، ونقلوه إلى العربية ، وطبع في الموصل (عراق) وبيروت (لبنان) طبعات عديدة منها ما قام بها الآباء الدومنيكيون ، ومنها ما قام بها الآباء اليسوعيون ، وهو الذي يقرأ الآن في الكنائس الشرقية منذ أخذت تحتفل بشهر قلب يسوع الأقدس اي منذُ سنة 1894 م.

غير أن تأملات هذا الكتاب وجدها كثيرون سامية المعنى وعسرة الأدراك على الشعب الذي يحتاج إلى تأملات بسيطة سهلة المعنى والأدراك وتوافق احتياجاته واحواله الحاضرة، فأجتهدنا لذلك ان نبدل كثيراً من تأملات الكتاب المؤمأ إليه بتأملات اخرى بسيطة العبارة وسهلة الفهم والإدراك، لكي يستطيع ان يفهمها الجميع بأخبار مفيدة مقتطفة من أخبار القديسين ترشد إلى محبة يسوع بالمثل الحي.

ولا يخفى على المحتفلين بشهر قلب يسوع الأقدس ان قداسة الحبرين الأعطمين البابا لاون الثالث عشر والبابا بيوس العاشر قد منح الأول في 30 / آب / 1902 والثاني في 8 / آب / 1906 ،وفي 26 / كانون الثاني / 1908 م غفرانات عديدة منها كاملة ومنها غير كاملة لجميع الذين يحتفلون بشهر قلب يسوع الأقدس أو يحضرون رتبته في الكنائس التي تحتفل بهِ، منها غفران كامل يناله المؤمن في الأحد الأخير من شهر حزيران كل مرة يزور كنيسة احتفلت بشهر قلب يسوع الأقدس فعلى العابد اذن ان يقصد في بدء هذا الشهر المبارك الحصول على جميع الغفرانات المخصصة بهِ ليغني نفسهُ بالكنوز المُعِدة لها.

 

فعل تخصيص لقلب يسوع الأقدس

 يقتضي تلاوته في كل يوم من الشهر المخصص بعبادته الجليلة

 

 

    يا يسوع فاديّ الحبيب، إني اهدي لكَ قلبي فضعهُ في قلبك الأقدس، إذ في هذا القلب الطاهر اشتهيت السكنى وبه قصدتُ أن احبك. بهذا القلب الأقدس رمتُ ان يجهلني العالم لتعرفني انت وحدك فقط. من هذا القلب الأقدس أستمد حرارة حب أغني به قلبي. في هذا القلب الأقدس أجد القوة والأنوار والشجاعة والتعزية التامّة. فأن ضعفتُ قوّاني ، وان ذبلتُ أحياني، وان حزنتُ عزّاني، وان قلقتْ سكنّ روعي.

يا قلب يسوع الأقدس ليكن قلبي هيكلاً لحبك وليذع لساني جودك ولتثبت عيناي دائماً في جروحك .وليتأمل عقلي كمالك، ولتتذكر ذاكرتي عظم مراحمك ، وليعبر كل ما بي حبي الجزيل لقلبك وليكن قلبي مستعداً لاحتمال كل شيء والتضحية بكل شيء حباً لك.

يا قلب مريم الطاهر، يا أشهى القلوب وأحنّها وأقدرها بعد قلب مخلصي الحبيب. قدمي يا بتولاً طاهرة إلى قلب ابنك الحبيب تخصيصنا به وحبنا له ومقاصدنا كلها، فأنه يشفق على بؤسنا ويتحنن على شقائنا ، فينجينا من بلايانا حتى اذا ما كنتِ شفيعتنا ومحامية عنا في وادي الشقاء أصبحتِ ملكتنا في دار البقاء، آمين.

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +