Skip to Content

كلمة حياة حزيران 2007: "ومتى جاء روح الحقّ فهو يقود خطاكم في الحقّ كلّه"

 

كلمة حياة

 

 Click to view full size image

  حزيران 2007

  "ومتى جاء روح الحقّ فهو يقود خطاكم في الحقّ كلّه"

   (يوحنّا 16، 13)

 إنّ الإنجيل يجذبنا بكلماته المُحِقة. وفيه يتكلم يسوع الذي قال: "أنا هو الحقّ" (يوحنّا 14، 6). إنّه يشرح لنا سرّ الله اللامتناهي ويُطلعنا على مُخطّط محبّته على البشريّة جمعاء. إنّه يُعَرّفنا على الحقّ كلّه.

لكن إن كان لحقيقة الله عمق السرّ اللامتناهي، كيف يمكننا فهمه وعيشه بكلّيّته؟ يسوع بذاته يعرف إننا غير قادرين على حمل ثقل الحقيقة. لهذا السبب خلال عشائه الأخير مع تلاميذه، وقبل أن يعود إلى الآب، وعدنا بأن يُرسل إلينا الروح القدس، ليقوم هو بشرح كلماته ويجعلنا نعيشها.

  "ومتى جاء روح الحقّ فهو يقود خطاكم في الحقّ كلّه"

 إنّ جماعة المؤمنين تعرف الحقّ لأنها تحيى في المسيح. وفي الوقت عينه أنها في مسيرة نحو كمال الحقّ، بإرشاد من الروح القدس.

يمكن أن نقرأ تاريخ الكنيسة، كتاريخ للفهم المتدرّج والأعمق لسرّ يسوع وكلامه. فالروح القدس يقود الكنيسة في هذا الدرب بطرق متعدّدة، من خلال التأمّل ودراسة المؤمنين للكتب المقدّسة، ومن خلال قبولهم المواهب، ومن خلال التعليم الأمين للكنيسة.

والروح يتكلّم أيضًا في قلب كلّ مؤمن، حيث يسكن ونسمع "صوته". وهو يقترح حيناً على المؤمن بأن يغفر وحيناً بأن يخدم أو يعطي، وحيناً آخر بأن يحبّ. إنّه يُعلمنا ما هو شرّ وما هو خير، ويذكرنا بكلمة الحياة التي يزرعها الإنجيل فينا من شهر إلى آخر، ويساعدنا على عيشها.

  "ومتى جاء روح الحقّ فهو يقود خطاكم في الحقّ كلّه"

 كيف بإمكاننا أن نعيش كلمة الحياة هذه؟ بإصغائنا لذلك "الصوت" الذي يتكلم  في داخلنا، وبطاعتنا للروح القدس الذي يرشدنا ويحثنا ويدفعنا.

تشرح لنا كيارا لوبيك قائلة: "على المسيحي أن يسير بدفع من الروح القدس، كي يستطيع هذا الروح أن يعمل في قلبه بقوّته الخلاقة فيحمله إلى القداسة ويؤلهه ويقيمه من بين الأموات."

ولكي نسمع بشكل أفضل هذا "الصوت"، وكأننا نسمعه من خلال مكبّر للصوت، تدعونا كيارا إلى أن نعيش بوحدة في ما بيننا، فنتعلم أن نصغي إلى صوت الروح القدس ليس في داخلنا وحسب، بل أيضاً صوته هو الحاضر بيننا نحن المتّحدين باسم يسوع القائم من الموت.

فحين يكون يسوع حاضراً في ما بيننا يجعل الروح القدس إصغاءنا لصوته أكثر كمالاً. فصوت الروح القدس، في الواقع، بفضل حضور يسوع بيننا، هو كمكبّر لصوته في داخلنا.

ولقد كنّا دوماً مقتنعين بأنّ الطريقة الفضلى لأن نحبّ الروح القدس وأن نكرّمه ونجعله حاضراً في قلبنا هي بالضبط أن نصغي إلى صوته الذي بإمكانه أن ينوّرنا في كلّ لحظات حياتنا (...). وحين نصغي إلى ذلك "الصوت" نلاحظ بدهشة كبيرة كيف ننمو في الكمال فتختفي السيّئات شيئاً فشيئاً وتبرز الفضائل.

  "ومتى جاء روح الحقّ فهو يقود خطاكم في الحقّ كلّه"

 كلمة الحياة هذه، تدعونا لأن نتضرّع إلى الروح القدس قائلين:

"أيّها الروح القدس، إننا لا نطلب منك أمراً آخر سوى الله ومن أجل الله. أعطنا أن نعيش ما تبقّى لنا من الحياة دائماً وفي كلّ لحظةّ من أجلك أنت فقط، أنت وحدك نرغب أن نخدم ونحبّ.

الله، الله، أنت روح، وتستطيع بشريّتنا أن تصير لك كأساً فارغةً لتمتلئ منك..

أنت الله الذي يجب أن يظهر من خلال كياننا وقلبنا ووجهنا وكلامنا وأعمالنا وصمتنا وحياتنا وموتنا. وبعد أن نغيب عن هذه الأرض علينا أن نترك فقط أثراً مشعّاً لحضوره، لحضور الله بيننا. وفي وسط أنقاض هذا العالم، على هذا الحضور المشعّ أن يترك المجال للكائن الوحيد، للكلّ في الكلّ، لله  محبّة".

 
غبريّلا فالاكارا - الأب فابيو شاردي

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +