Skip to Content

كلمة حياة تموز 2006: "الربّ قريبٌ من جميع الذين يدعونه، من جميع الذين بالحقّ يدعونه"

 

كلمة حياة

 

 Click to view full size image

تمّوز 2006

  "الربّ قريبٌ من جميع الذين يدعونه، من جميع الذين بالحقّ يدعونه".

 (مزمور 18،144)

 إن محبّة الله شاملة. فهي تغمر الكون وتسهر على اصغر مخلوقاته. والمزمور الذي أُخِذت منه "كلمة الحياة" هذه بكامله ليس سوى نشيد للإله، هو "العظيم في محبّته" المنحني نحو كلّ كائن حيّ والمتنبّه إلى كلّ حاجاته.

في هذا المزمور، نحن نرى كلّ مخلوق يتوسّل الخالق ويُصلّي ويلتمس منه طعامه، والضروري لعيشه، ونرى الله يبسُط يده بسخاء ويهتمّ بكلّ إنسان ويُساند الضعيف الذي قد يسقط (أنظر مزمور 14،144) ويُعيد كلّ ضال إلى الطريق المستقيم.

  "الربّ قريبٌ من جميع الذين يدعونه، من جميع الذين بالحقّ يدعونه".

 ليس الربّ بإله غائب، بعيد، غير مبال بمصير الإنسانيّة، أو بمصير كلّ واحد منّا. وغالباً ما نختبر تلك الحقيقة وعكسها، فنشعر أحياناً أنّ الله بعيد وأنّنا وحيدون، غير آمنين، ضائعون أمام ظروف تبدو وكأنّها تتخطّى قدراتنا.

عندها قد نثور أو تولد لدينا مشاعر النفور والبغض تجاه القريب. وتثقل على كاهلنا أوضاع عائليّة أو مهنيّة تتراكم منذ سنوات، كإنعدام الثقة، والغيرة والحسد والتسلّط، أو نجد أنفسنا غارقين في عالم يبدو يابساً متصلّباً بسبب الهوس والتسابق والتنافس في مجال العمل، وقد غابت عنه القيم الإنسايّة والعدالة والرجاء.

"أين أنت يا ربّ؟" قد يصرخ قلبنا. "هل تحبّني حقاً؟" هل تُحبّنا حقاً؟ ولماذا إذاً كلّ تلك التعاسة؟

وها إنّ "كلمة الحياة" تصل لتؤكّد لنا أنّنا لسنا وحدنا أبداً في مغامرتنا البشريّة.

  "الربّ قريبٌ من جميع الذين يدعونه، من جميع الذين بالحقّ يدعونه".

 إنّها دعوة لأُحي في قلبي الإيمان بأنّ الله موجود وهو يُحبّني. أمام كلّ عمل وحدث، أستطيع أن أؤكدّ أنّ الله يحبّني، لا بل واجب عليّ ذلك. هل ألتقي بأحدهم؟ عليّ أن أؤمن أنّ الله يودّ من خلاله أن يقول لي أمراً ما. هل أكرّس ذاتي لعمل معيّن؟ فلأستمرّ في الإيمان بمحبّته. هل أُصادف ألماً ما؟ فلأؤمن بأنّ الله يحبّني. هل أشعر بفرح؟ الله يحبّني.

إنّه هنا معي، إنّه دائماً معي، يعرف كلّ شيء عنّي ويشاركني كلّ فكرة، كلّ فرح، كلّ رغبة، ويحمل معي كلّ همّ وكلّ تجربة في حياتي.

  "الربّ قريبٌ من جميع الذين يدعونه، من جميع الذين بالحقّ يدعونه".

 كيف أعيش هذا اليقين؟ ها هنا بعض الإقتراحات. الله نفسه يدلّنا على السبيل، وهو بأن ندعوه!

حين هبّت العاصفة في البحيرة كان الربّ موجوداً في قارب بطرس ، لكنّ التلاميذ شعروا بأنّهم لوحدهم ومن دون حماية، لأنّ يسوع كان نائماً. فدعوه:"نجّنا، لقد هلكنا" (متّى 25،8) وهو هدّأ الرياح والمياه.

ويسوع بذاته على الصليب لم يعد يشعر بقرب الآب منه. فدعاه بصلاة موجعة صارخاً: "إلهي إلهي لماذا تركتني". (متّى 46،27). وآمن بمحبّة الآب فأسلم ذاته له، والآب بدوره أقامه من الموت.

كيف نستطيع أيضاً أن ننعش الإيمان فينا ونثق بحضور الله معنا دائماً؟

إذ نحاول أن نجعله حاضراً دائماً في وسطنا. لقد وعد بأن يكون حاضراً كلّما اجتمع إثنان أو أكثر بإسمه (أنظر متى 20،18). فلنلتقِ إذاً بالمحبّة المتبادلة التي يدعو إليها الإنجيل مع من يعيشون "كلمة الحياة" ولنشارك بعضنا البعض بإختباراتنا، فنتذوّق ثمار حضوره هذا ونختبر الفرح والسلام والنور والشجاعة.

إنّه سيبقى معنا وسنختبر قربه منّا، هو الذي يعمل في حياتنا اليوميّة ويبقى حاضراً فيها.

 

                                                              كيارا لوبيك

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +