Skip to Content

كلمة حياة تموز 2013 "فإنّ الشريعة كلّها تكتمل في كلمة واحدة، وهي أن تُحبّ قريبك كنفسك"

 

 كلمة حياة

547506_441330882619958_834220769_n.jpg

  تموز 2013

"فإنّ الشريعة كلّها تكتمل في كلمة واحدة، وهي أن تُحبّ قريبك كنفسك" (غلاطية 5- 14)

إنّها آيةٌ من بولس الرسول؛ آيةٌ موجزة ومُدهشة، جوهريّة ونَيّرة، يوضحُ من خلالَها الأساسَ الذي يجبُ أن يبنيَ عليه المسيحيُّ سلوكَه والمبدأَ الذي يجبُ أن يلهمَه دائماً، ألا وهو محبّةُ القريب.
ويرى الرسولُ في تحقيقِ هذه الوصيّة كمالَ الشريعةِ التام. فالشريعةُ تُنهي عن الزنى والقتل والسرقة واشتهاءِ مقتنى الغير... لكنّنا نعرفُ أنّ الذي يحبُّ لا يقومُ بأيٍّ من هذه الأعمال. فهو لا يقتلُ ولا يسرقُ ولا...

"فإنّ الشريعة كلّها تكتمل في كلمة واحدة، وهي أن تُحبّ قريبك كنفسك"

ولكن، مَن يحبُّ لا يكتفي بتجنّبِ الشرّ وحسب، بل هو ينفتحُ على الآخرين، يسعى إلى الخير ويعملُه ويَهَبُ نفسَه؛ نعم، قد يبلغُ به الأمرُ حدَّ بذلِ الذات من أجلِ مَن يحبّ. لذلك قال بولسُ إنّنا إذ نحبُّ قريبَنا لا نطبِّقُ الشريعةَ فحسب، بل نبلغُ "كمالَ الشريعة".

"فإنّ الشريعة كلّها تكتمل في كلمة واحدة، وهي أن تُحبّ قريبك كنفسك"

وإذا كانتِ الشريعةُ كلُّها تكمنُ في محبّةِ القريب، فيجب أن نرى الوصايا الأخرى كوسائل تنيرُنا وتهدينا كي نكتشفَ قصدَ الله وإرادتَه علينا في ظروف الحياة المعقّدة.
يريدُنا اللهُ مطيعين وأنقياء، يريدُنا متقشّفين ولطفاء، رؤوفين وفقراء... كي نتمَّ بطريقةٍ أفضلَ شريعةَ المحبّة.

"فإنّ الشريعة كلّها تكتمل في كلمة واحدة، وهي أن تُحبّ قريبك كنفسك"

قد نتساءلُ لماذا لم يذكرِ الرسولُ محبّةَ الله. في الواقع محبّةَ الله لا تتنافى مع محبّةِ القريب. فمحبّةُ القريبِ تعبيرٌ عن محبّةِ الله، ومحبّةُ الله تعني العملَ بمشيئتِهِ، ومشيئتُه هي أن نحبَّ قريبَنا.

"فإنّ الشريعة كلّها تكتمل في كلمة واحدة، وهي أن تُحبّ قريبك كنفسك"

كيف نطبّقُ هذه الكلمة؟ إنّ الجوابَ لواضح. نعيشُها عندما نحبُّ قريبَنا محبّةً حقيقيّة.
وهذا يعني أن نعطيَ، ونعطيَ القريب بتجردّ.  فمن يستغلُّ قريبَه لمآربِه الخاصّة، وإن كانت مقاصدُه ساميّةً كالسعي لتقديس نفسه مثلاً، فهو ليس في المحبّة. علينا أن نحبَّ الآخرَ لا أن نحبَّ أنفسَنا.
ومن المؤكّدِ أنّ من يحبُّ هكذا، سيتقدّسُ حقاً. وبذلك يصيرُ "كامل كالآب" لأنّه قام بما عليه القيامَ به على أفضلِ وجه. مَن يعيشُ هذه المحبّة يفهمُ حقَّ الفهم ما يريدُه الله، ويقومُ به ويبلغُ كمالَ الشريعة.
ألَنْ نُدانَ في نهايةِ حياتِنا على المحبّةِ هذه وحَسب؟


كيارا لوبيك (تشرين الأوّل 1983)

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +