Skip to Content

45- البابا لاون الأول (قديس) 440 - 461

 

القديس لاون الأول (الكبير)

440 - 461

برزت جدارته ومقدرته فكان مستشاراً لسلستينوس وسيكستوس الثالث إذ كان بعد شماساً في الكنيسة الرومانية. كان واحداً من أكبر باباوات القرن الخامس، واجه هذا البابا صعوبات عقائدية خطيرة، وزادتها صعوبة ممارسات تيودسيوس الثاني الزمنية - الدينية في الشرق. فانتصرت بذلك التيارات الهرطوقية المناوئة لروما في مجمع سنة 449، الذي أطلق عليه بحق اسم "مجمع أفسس اللصوصي".

أثارت تعاليم النسطورية ردة فعل متطرفة، مما جعل أوطيخا (أوطاخيوس) أن يثور فقام بتعليم تغلبت أفكاره، تحت اسم المونوفيزية (وحدة الطبيعة في المسيح فلم يعد المسيح الإله الإنسان)، على تعاليم نسطوريوس، فتبلبلت الأفكار؛ لكنّ اعتلاء بولشاريا وزوجها مركيانوس، اللذين لا غبار على إيمانهما القويم، عرش الإمبراطورية سنة 450 أنقذ الموقف.

رحّب آباء المجمع المسكوني الملتئم في خلقيدونية سنة 451 بتحديدات البابا لاون العقائدية، فانتصر الإيمان القويم؛ هذا من جهة، ومن جهة ثانية أقر المجمع لأسقف القسطنطينية حق التمتع برتبة بطريرك مسكوني وبصفة شرعية. من هنا نشأ خلاف دائم بين الكرسي الباباوي، الذي كان يعارض اتخاذ مثل هذا القرار، وبين الكنيسة الإمبراطورية في الشرق، إلا أن لاون ظلّ على اتصال وثيق بالقسطنطينية حيث عيّن ممثلاً دائماً للكنيسة الرومانية لدى القيصر، يدعى ممثل البابا (ساعي القيصر).

عرفت إيطاليا، في عهد القديس لاون، اجتياحين: الأول: قام به اتيلا سنة 452، والثاني: قام به جنسيريك سنة 455. فاوض القديس لاون، بناءً على رغبة فالنتينيان الثالث وبدعم من مجلس شيوخ روما، اتيلا بغية دفع أموال لاسترجاع روما. لكنه لم يستطع منع الفنداليين من نهب المدينة بيد أنه تمكّن في اللحظات الأخيرة من أن يضمن سلامة أرواح المواطنين.

ترك لاون رسائل وخطباً ومقالات عقائدية بأسلوب منهجي بليغ (كلاسيكي) ما زالت تثير الاعجاب. أعلنه بنديكتوس الرابع عشر معلم الكنيسة (ملفان البيعة) سنة 1754.

دفن في كاتدرائية القديس بطرس تحت المذبح الذي خصص له. هو القائل هذه العبارة التي أضحت ذات مغزى بعيد الغور بالنسبة للباباوي: "إن عظمة القديس بطرس لا تضيع حتى ولو ورثها من لا يستحقها". هناك لوحة جدارية تمثل لاون الأول يعود تاريخها إلى القرن الثامن محفوظة في كنيسة السيدة القديمة.

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +