Skip to Content

152- البابا لاون التاسع (قديس) 1049 - 1054

 

القديس لاون التاسع

برونو كونت ايغشهايم داغسبورغ

1049 - 1054

إن الأسقف برونو دي تول هو أحد الوجوه الأكثر نقاوةً وصفاء في تاريخ البابوية والتاريخ العالمي. هو ابن عم الإمبراطور هنري الثالث؛ وقد انتخب في مجمع وورمس سنة 1048. دخل إلى روما حافي القدمين يرافقه الرهب البندكتي هيلدبراند، الذي كان أميناً لسر البابا غريغوريوس السادس المنفي، والذي سيصبح بعدئذ غريغوريوس السابع. لم يوافق لاون على انتخابه إلا بعد أن اعترفت به روما كبابا. وهكذا قدّم مثال البابا الذي يحترم ويقدس القانون في عصر سادت فيه الفوضى التامة. جمع حوله مستشارين بارزين منهم: هيلدبراند، وفريقاً كاملاً من اللورينيين. حارب لاون بقوة، أثناء عدة مجامع، التجاوزات التي كانت تحدث داخل الاكليروس، وبالدرجة الأولى حارب السيمونية وزواج الكهنة. للمناسبة: ما من بابا سافر وجال في أنحاء أوروبا بقدر ما سافر وجال هو. كان يشرف بنفسه، وفي كل مكان، على تنفيذ أوامره وإصلاحاته، ويسعى، في الوقت نفسه، للاحتكاك بأفراد الشعب الذين كان يلقي عليه العظات، وهم كانوا يحبونه ويكرمونه. لم يحالف لاون الحظ في مجال السياسة. طلبت بنيفان حمايته والإمبراطور جعله حاكماً على هذه المدينة الهامة والتي كان النورمنديون يتحرشون بها، وقد أسره النورمنديون في معركة تشيفيتا ديلماري التي حدثت سنة 1053. انتقد بطرس داميانوس تصرف البابا، وقد بقي البابا سجيناً في بنيفان طيلة شتاء كامل بدلاً من أن يمكث فيه كسيد اقطاعة. إن انتصار النورمنديين كان يعتبر كبداية لتأسيس دولتهم؛ وقد اعترفوا بالبابا كسيد اقطاعي عليها، الأمر الذي سيكون ذا مغزى سياسي كبير على مدى الأجيال القادمة. ولقد كرست في نهاية عهد لاون التاسع، القطيعة النهائية والصريحة مع إمبراطور الشرق، ولقد وقعت هذه القطيعة بالتحديد في 16 تموز سنة 1054، بعد وفاة لاون بقليل.

كان لاون أول من استعان بالمراسيم المزورة وبهبة قسطنطين التي كانت الملكية من ضمنها وذلك ليحدد شرعاً شرعية ملكية القديس بطرس لهذه الهبة، ولكن ذلك لم يسفر عن أيّة نتيجة عملية. كان من بين الحجاج، الذين زاروا روما في عهد لاون التاسع، الملك مكبث، ملك اسكوتلانده، لقد تكرّم لاون، بعد موته بقليل، كقديس، وقد جسّد في حياته وبعد وفاته عظمة الباباوية وقوّتها الفاعلة وشموليتها في صورتها الأكثر نقاءً.

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +