Skip to Content

الأفكار الصالحة والأفكار الشريرة - الأب بايسيوس

 

الأفكار الصالحة والأفكار الشريرة

قوة الفكر الصالح

 

إن الأهواء متحدرة بعمق فينا، لكن الفكر النقي الصالح يساعدنا لئلا نستعبد لها. فعندما يحضر الإنسان أفكار صالحة ويثبت على الحالة الصالحة، فأن الأهواء تقف عن العمل، عندئذ تكون كأنها غير موجودة.أي أن الأفكار التقية لا تقتلع الأهواء من الجذور، لكنها تحاربها وتستطيع أن تغلبها.

 

إن فكراً صالحاً واحداً له قوة عظيمة تعادل قوة سهرانية تستغرق كثيرة. وكما أن بعض الأسلحة اليوم تستطيع  أن توقف بأشعة الليزر الصاروخ في قاعدته وتمنعه من أن يقذف، هكذا فإن الأفكار الصالحة تلحق الأفكار السيئة وتمنع تقدمها في (مطارات) الشيطان، التي انطلقت منها. لذلك حاولوا قدر ما تستطيعون، أن تزرعوا انتم أفكار صالحة فتدركوا التجربة قبل أن تزرع أفكار سيئة، لكي يصبح قلبكم حديقة زهور ويرافق صلاتكم رائحة قلبكم الإلهية الزكية.

 

أن أبقى أحد ما حتى ولو فكراً يسارياً صغيراً، أي فكراً شريراً ضد شخص ما. فمهما عمل من نسك(جهاد روحي) صيام، سهرانية،الخ.. فإنها ستذهب سدى. على أي شيء سيساعده النسك، إن لم يجاهد بشكل مناسب لئلا يقبل الأفكار الشريرة؟ لماذا لا يفرغ أولاً حتل الزيت(ترسبات الزيت) من البرميل، والتي تصلح فقط للصابون، وبعد ذلك أن يضع الزيت الجديد، لكنه يضع الزيت الجديد مع الترسبات فيلوثه.

 

إن فكراً صالحاً له قوة أكبر من كل النسك. على سبيل المثال، أحد الشباب يحارب بأفكار دنسة من الشيطان، ويعمل سهرانيات، صيامات، وانقطاع ثلاثة أيام عن الطعام، كي يتخلص من هذه الأفكار. لكنه لو أنه وضع فكراً طاهراً بداخله لكان له قوة أكبر من كل السهرانيات والصيامات التي يعملها، كما هذا الفكر سيساعده إيجابياً.

أيها الشيخ عندما تقول(فكر طاهر) هل تذكر فقط مواضيع محددة أم عامة؟

كليهما. لان الإنسان عندما يرى كل شيء بأفكار صالحة، فانه يتنقى ويمتلئ نعم من الله. لكنه بالأفكار الشريرة يدين الآخرين ويظلمهم. كما انه يمنع حضور النعمة الإلهية فيحضر بعد ذلك الشيطان فيشتته.

أيها الشيخ ألانه يدين الآخرين فانه يعطي حق للشيطان بأن يشتته؟

نعم. القاعدة كلها هي الأفكار الصالحة. هذا الذي يصعد الإنسان ويجعله يتغير إلى الأفضل. يجب أن يصل الإنسان لدرجة يرى فيها كل شيء نقي. فهذا الذي قال عنه المسيح" لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكماً عادلاً"(يو24:7). بعدما يصل الإنسان إلى حالة يرى فيها كل شيء بعينيه الروحيتين، وليس بعينية البشريتين. فيبرر كل شيء بمفهوم جديد.

لذا يجب أن ننتبه بان لا تقبل رسائل الشيطان الشريرة، لكي لا ندنّس(هيكل الروح القدس) فتبتعد النعمة الإلهية، ونتيجة ذلك نصبح كلنا ظلام. وعندما يرى الروح القدس قلبنا طاهراً، فانه يأتي ويسكن فينا، لأنه يحب الطهارة. ولهذا حضر بشكل حمامة.

الأب بايسيوس

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +