Skip to Content

مقالة - حرب الأفكار

 

 

 

 

 

  حرب الأفكار

 

 

 

الأفكار هي صور وخيالات تتعلق بالأمور المادية والتي تأتي عن طريق الحواس، يستغلها الشيطان في محاربة ذهن الإنسان من أجل إبعاده عن طريق الحق وإذلاله وتحطيمه واستعباده.

 

الأفكار هي كلمات الشيطان، وهذه الأفكار كما يقول القديس ذياذوخس فوتيكيس تبدو وكأنها صادرة من القلب، لان الذهن يغذي القلب بحيث ما فيه ينقله للقلب سواء أكان شراً أم خيراً، وعندما نكون طائشين وعديمي الخبرة نظن بأن مصدر الأفكار هو القلب، أي مصدر الأفكار هو الشيطان.

 

أما أسباب الأفكار كما يقول القديس اسحق السوري:

 

أولاً: مشيئة الجسد الطبيعية

 

ثانياً: خيال الأحاسيس المادية

 

ثالثاً: انجذاب النفس

 

رابعاً: هجمات الشياطين التي تحاربنا بكل الأهواء. وما دمنا على هذه الحياة فنحن عرضة للأفكار، والأفكار ترافقنا حتى الموت والحرب الروحية تبقى ما دام الإنسان حياً.

 

لا تستغرب بأن الأفكار نفسها تجلب معها إما الموت وإما الحياة الموت الأبدي أو الحياة الأبدية. فالذي يقبلها تسبب له الموت الأبدي والذي يمقتها ويحاربها تمنح الحياة وتزيد من اجره في السماء.

 

لكل هوى فكر، فالأفكار بعدد الأهواء. القديس كسيانوس يقسم الأفكار إلى ثمانية: الشراهة، الزنى، حب المال، الغضب، الحزن، الضجر، المجد الفارغ، الكبرياء. ليست الأفكار خطايا، وليست الصور والخيالات التي يثيرها الشيطان على الذهن خطايا، فكما أننا لا نستطيع أن نمنع الطير من أن يحلق فوق رؤوسنا، لكننا نستطيع أن نمنعه من أن يعشش فوق رؤوسنا، كذلك فنحن لا نستطيع أن نمنع الأفكار من محاربة الذهن، لكننا نستطيع أن نمنعها من أن تعشش في ذهننا وقلبنا.

 

يوجد بين الأفكار الشريرة والتي تحارب الإنسان ثلاثة أفكار قاسية جداً هي: عدم الإيمان، التجديف والزنى. ولكي تقطع هذه الحرب يجب عليك أولاً أن تعترف متى تخطئ ومتى لا تخطئ. فعندما لا يقبل الذهن أو الأفكار، وبالأخص عندما تمقتها أو تزدري بها فإنك لا تخطئ لكنك تخطئ للموت عندما يحفظ الذهن بمحض اختياره بالأفكار ويسرّ بها القلب ويستمتع. فالذي يحارب بأفكار شريرة ولا يقبلها، لكنه يضطرب ضاناً أنه أخطئ فهو صغير النفس(جبان)، وكونه لا يميز بين الإثارة والقبول فالشيطان يسخر به.

 

يحدث بعض الاحيان أن تأتي أفكار عدم الإيمان أو التجديف على والدة الإله والقديسين. وأحياناً أخرى أمام الأسرار الإلهية(القربان المقدس) والأيقونات المقدسة، وتسقط عليك أفكار تجديفية مثل سحب سوداء. فأزدري هذه الأفكار واهملها. لا تقلق ولا تحزن، لانك بهذا-أي إن قلقت أو حزنت- تفرح الشياطين، لانه إن لم يتمكن من أن يسئ إليك يكفيه أن يراك حزين ومرتبك، حينئذ سيزيد هذه الأفكار عليك كي يهلك ضميرك كلياً. ولكن عندما يراك تزدري هذه الأفكار التجديفية سيبتعد عنك خازياً.

 

انتبه وستتأكد بأن هذه الثلاثة أنواع من الأفكار عادة تتولد من الإدانة، فلا تدن أخاك عندها ستتمكن من ضربة شجاعة للأفكار الشريرة، وكون حرب الأفكار ترهق عادة المتكبرين والحسودين، لهذا فإن أفضل طريقة للإنعتاق من هذه الحروب هي أن تنمي بداخلك التواضع والبراءة.

 

إن الأباء القديسين يعلموننا ويبينون لنا الوسائل والطرق التي نستطيع أن نستخدمها لكي ننتصر على الأفكار ونخزي الشيطان الذي يبذرها فينا.

 

أولاً: أن تظهر هذه الأفكار للأب الروحي بواسطة الاعتراف

 

ثانياً: أن تصلي إلى الرب بحرارة واضعاً أمامه مرضك ومعترفاً له بضعفك

 

ثالثاً: أن تنمي بداخلك انسحاق الذهن، لوم الذات والفكر التواضعي.

 

رابعاً: أن تحب الصوم، الذي يميت قبل كل شيء الحروب الجسدية

 

خامساً: أن تحب الأتعاب والمشقات الجسدية التي تجعل الجسد يتّضع وتغرق بعرقك شرور الشياطين

 

سادساً: أن تحي دائماً في ذهنك تذكار الموت ودينونة الله الرهيبة

 

سابعاً: أن تقابل الأفكار الدنسة بأفكار أخرى نقية ومرضية لله

 

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +