Skip to Content

كلمة حياة حزيران 2014: "ها أنا معكم كلّ الأيام إلى نهاية العالم"

 

 كلمة حياة

Click to view full size image

حزيران 2104

"ها أنا معكم كلّ الأيام إلى نهاية العالم" (متى20:28)

 

 يستهلّ القدّيس متّى الإنجيل بالتذكير بأنّ يسوع الذي بدأ يروي قصّته هو عمّانوئيل، أي "الله معنا". ويُنهيه بوعد يسوع هذا بأنّه سوف يبقى دائمًا معنا إلى ما بعد صعوده إلى السماء، لا بل حتّى نهاية العالم سيكون "الله معنا".

 يتوجّه يسوع إلى تلاميذه بهذا الكلام بعد أن عهد إليهم برسالة حمل بشارته إلى الأمم كلّها. كان يعلم حقّ العلم أنّه يرسلهم كالخراف بين الذئاب وأنّهم سوف يواجهون الصعوبات ويتعرّضون للاضطهاد.

لذلك، لم يُرِدْ أن يتركهم وحدهم في هذه المهمة، وإنّما وعدَهم وهو يغادرهم، بأنّه سوف يبقى معهم إلى الأبد. حتّى وإن لن يرَوه بأعينهم ويسمعوا صوته ولن يستطيعوا أن يلمسوه، سيكون حاضراً في وسطهم كما في السابق لا بل أكثر من قبل.

فإذا كان حضوره على الأرض قد اقتصر على مكان معيّن في فلسطين، في كفرناحوم، أو على البحيرة، أو على الجبل، أو في أورشليم، فمن الآن وصاعدًا سوف يكون حاضرًا حيثما تواجد تلاميذه.

كان يسوع يفكّر فينا نحن جميعنا ويَعْلَم بأنّنا سوف نتخبّط في صعوبات الحياة اليوميّة. وكونه محبّة متجسّدة، ربّما قد فكّر: أريد أن أكون حاضرًا دائمًا مع البشر، أشاركهم همومهم وأهديهم وأسير معهم وأدخل بيوتهم وأجدّد فرحهم بحضوري.

لذا أرادَ البقاء معنا كي نشعر بحضوره ونختبر قوّته ومحبّته.

والقدّيس لوقا ينقل لنا حال التلاميذ بعدما شاهدوا صعود يسوع إلى السماء قائلاً: "رجعوا إلى أورشليم وهم في فرح عظيم".

ما سبب هذا الفرح؟ إنّه ثمرة اختبارهم لكلماته هذه بالذات.

ونحن أيضًا سوف نختبر ملء الفرح إذا آمنّا فعلاً بوعد يسوع هذا:

"ها أنا معكم كلّ الأيّام إلى نهاية العالم."

هذا الكلام هو آخر ما خاطب به يسوع تلاميذه وخاتمة حياته على الأرض، وفي الوقت نفسه بداية حياة الكنيسة، حيث يستمرّ حضوره بطرق مختلفة. إنّه حاضر في الإفخارستيا وفي كلمته وفي الأساقفة والكهنة خدّامه، إنّه حاضر في الفقراء والمهمّشين وفي كلّ قريب.

وهناك حضور خاصّ ليسوع نحبّ التركيز عليه، تكلّم عنه في إنجيل متّى إذ قال: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، كنت هناك بينهم". من خلال هذا الحضور أحبّ يسوع أن يكون دائمًا في كلّ مكان.

ونحن قد نختبر حضوره هذا، لا في الكنائس وحسب بل في وسط العالم أيضًا،  في الأماكن التي يعيش فيها الناس، في كلّ مكان، شرط أن نحيا ما يطلبه منّا، وبخاصّة أن نجسّد وصيته الجديدة أي المحبّة المتبادلة.

المطلوب منّا إذًا هو المحبّة المتبادلة التي تخدم وتتفهّم وتشارك الإخوة آلامهم وهمومهم وأفراحهم.

هذه المحبّة تُميّز المسيحيّين كونها تسامح وتستر كلّ شيء.                       

فلنعِش إذًا هكذا، كي يستطيع الجميع أن يلتقوا يسوع منذ الآن على هذه الأرض.

                                                كيارا لوبيك (أيّار 2002)

1- راجع متّى 1، 23

2- راجع متّى 10، 16-22

3- راجع لوقا 24، 52 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +