Skip to Content

مقالة الأسرار بنيتها ورموزها ومفاعيلها - جمعية التعليم المسيحي بحلب

الأسرار

بنيتها ورموزها ومفاعيلها

 

Click to view full size image

الأب منير سقّال

 

" جسدي قريب منه ، التصقت به فضمني إليه ، ما كنت لأعرف أن أحب الرب ، لو لم يسبقني هو ويحبني . هل يفهم المحبة غير المحب ؟ أضم الحبيب إلي ، فتهيم به نفسي .

حيث راحته ، فأنا هناك ، لن أكون بعد اليوم غريباً ، لأن الجفاء ليس من شيم العلي الرحيم . أنا مشدود إليه ، لأن المحب وجد حبيبه . "

   

( النشيد الثالث من موشحات سليمان )

القران الروحي

 

مقدمـة

موضوع الأسرار ، هو تركيز على ينابيع العمل الليتورجي الأساسي . ونأمل أن نستزيد من القراءة والاطلاع على موضوع كهذا بالغ الأهمية في حياتنا وحياة الكنيسة . " كي تنمو المحبة في النفس وتثمر ، مثل حبة جيدة ، يجب على كل مؤمن أن ينفتح تلقائياً على كلام الله ، وبعون نعمته يعمل حسب مشيئته ، ويشترك بتواتر بالأسرار ، لا سيما الافخارستيا . " ( فاتيكاني 2 ، ك 42 ) إن الأسرار كلها موضوعات إيمان ، وقد حددتها عقيدة الكنيسة .

وممارستها هي التي تخلق المسيحيين وتخلق الكنيسة ، فالمسيحية من دون عماد أو افخارستيا أو كهنوت أو زواج … ليست سوى منظمة فلسفية أو جمعية خيرية . ولا شك أن الأسرار متضمنة كلها في تجسد يسوع المسيح وحياته وموته وقيامته ، كما في ينبوعها ، وهي تتدفق مع الدم والماء من جنبه المطعون على الصليب .

دوافع عدة تجعل شرح الأسرار حاجة ماسة ، منها : كثيرون من مدّعي المسيحية يهملون اليوم طريق الأسرار أو يرفضونها ، حتى الأمس القريب كانوا يكتفون ببعض الإجراءات : عماد ، قربانة أولى ، زواج ، قداس الأحد … فالأسرار أخذت تختفي من حياتهم وغالباً ما يدعون أنهم لا يزالون على علاقة حياتية بالمسيح ، ذاك أنهم لا يفهمون شيئاً من الأسرار ولا من المسيح . غير أن هذه ليست سلبية محضة : فالعمادات والزيجات تعّد بطريقة أفضل في جماعات الإيمان والاعترافات أصبحت أحداثاً كنسية وقداس الأحد يستعيد حرارة وصدق المسيحية الناشئة .

وأيضاً ، يعرف الممارسون الكثير عن الأسرار ، أشياء قد لا تكون هي الجوهرية ، علينا أن نعيد النظر في ممارستنا ، التي لا تجذب الشباب لكي يبقوا معنا ولا تستهوي غير الممارسين لكي يأتوا إلينا . يجب أن ننسى ما نعرف عنها وأن نتباعد لكي نكتشف بعناء جديد وننطلق من جديد . الأسرار أسرار إيمان و لا تعود تفهم إذا صدئ الإيمان . يقولون أنا مؤمن لكنني لست ممارساً . بماذا تؤمن ؟ وأي إيمان هو إيمانك ؟ غيرهم يمارسون ، ولكن هل هم مؤمنون ؟ وأي إيمان هو إيمانهم ؟ حقيقة الأسرار هي رهن نور إيمان من يتقرب منها . أتودون أن نجدد نظرتنا الإيمانية ؟

ما هو السر ؟

ربما أول ما يجب أن ننسى قد تكون تلك العلاقة الواضحة لكلمة " سر " التي نلصقها غالباً على طقوس الحياة الدينية الكاثوليكية السبعة . وكلمة " سر " لم تأخذ معناها الواضح إلا من القرن الثاني عشر . وهذا المعنى آخذ اليوم في الضياع إلى أن نجد المعنى الأوسع الذي أعطته إياه الكنيسة مدة طويلة من الزمن . كما أن كلمة سر غير موجودة في الكتاب المقدس ، إنه اشتقاق من كلمة لاتينية " سكرمنتوم " وليس له مقابل في اليونانية ، و " سكرمنتوم " كلمة قانونية تعني القسم المقدس ( قسم اليمين في المحاكم اليوم ) ، ثم أصبح " سرمان "، وإذ لم يكن هناك أفضل استعملوا كلمة سكرمنتوم لترجمة كلمة " ميستاريون " الموجودة في كتب العهد الجديد الأصلية ، وطوال ما ينيف على الألف سنة ، استعملت الكنيسة هذه الكلمة بمعانٍ عديدة ، فهي تعني حقائق الإيمان والعبادة المسيحية المتنوعة : سر التجسد والفداء ، كلام الكتاب المقدس والأحداث والأعمال والحركات المقدسة والطقوس المسيحية … فقط في القرن الثاني عشر احتفظوا بهذه الكلمة للدلالة على هذه السبع " علامات المقدسة الكبرى التي أسسها السيد المسيح لكي تعني النعمة وتمنحها . "

كم سر يوجد ؟

طيلة ألف ومئتي سنة في الكنيسة ، لم يكن معنى كلمة " سر " قد اتضح بعد . لذلك لم يكونوا يعرفون كم يوجد سر . وبعد ذلك كانوا يعيشون واقع الأسرار بعد أن حدّدوها وعدّدوها . قبل ذلك الوقت كان كل شيء ، بنوع أو بآخر سراً أي علامة من الله : العالم ، الكنيسة ، الكتاب المقدس ، القريب وخاصة الفقير . فلم يكن حصر هذه الكلمة بعلامات مميزة لحضور الله . إن الأسرار هي : علامات العهد الذي يعيشه الله معنا في يسوع المسيح . وقبل كل شيء : المسيح سر الآب والكنيسة سر المسيح : هذان هما السران الأولان للّقاء بالله الذي نعيشه عملياً في العماد والافخارستيا والمصالحة …

المجمع الفاتيكاني الثاني والأسرار

لقد وعى المجمع روتين الممارسين وعدم تكيف بعض الطقوس ، فلذلك أمر بتجديد كتاب رتب الأسرار كلها ، وقال : " إن غاية الأسرار هي تقديس البشر وبنيان جسد المسيح وأخيراً تأدية العبادة لله . ولكن بصفتها علامات ، لها أيضاً دور تعليمي . هي لا تفترض الإيمان وحسب ، ولكنها تغذيه أيضاً بالكلمات والأشياء وتقويه وتعبر عنه ولذلك سميت أسرار إيمان " ( ل 59 ) أجل إنها تعطي النعمة ولكن الاحتفال بها يهيئ المؤمنين أفضل تهيئة لقبول النعمة قبولاً مستمراً ولتأدية العبادة لله ، بصورة صحيحة ، ولممارسة المحبة . وبالتالي لمن الأهمية بمكان أن يفهم المؤمنون بسهولة علامات الأسرار وأن يقبلوا عليها بتواتر شديد ، إذ أنها رسمت لتغذي الحياة البشرية .

الفكرة تكمن في جعل كل سر أكثر بلاغة وأكثر " دلالة " ليس فقط بالنسبة إلى المؤمنين . فإذا كانت الأسرار علامات خلاص كامل في يسوع المسيح ، فهي ملك البشرية جمعاء : فيجب أن تعني شيئاً لغير المعمدين ، على الأسرار أن تقول شيئاً لإنسان كل مكان . إرادة الروح القدس والكنيسة واضحة : إحياء إيمان الممارسين ، تفجير الأسرار في صميم حياة الإنسان .

أصل الأسرار

كل الأسرار تعود بجذورها إلى الإنجيل المقدس . كل سر ، إنما هو ذكرى وحضور : ذكرى أعمال يسوع الخلاصية وتعاليمه السماوية ، وحضور شخصه الإلهي – الإنساني ، كل سر هو " تأوين " لعمل وتدبير الله الخلاصي ، للحصول على حياة الشركة مع الله . كل سر هو واقع تجسد كلمة الله يسوع المسيح لخلاص الإنسان وتأليهه . كل سر هو إنجيل يسوع يبشر بخلاصه يروي لنا حياته من ميلاده إلى موته وقيامته . إلى المسيح إذاً تعود الأسرار : فالمسيح وقد قبل العماد أمر الرسل أن يعمدوا ، وهو الذي أرسل الروح عليهم ليثبتّهم في الإيمان ووعد به المؤمنين به ، هو الذي حول الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه وقال لرسله : اصنعوا هذا لذكري ، راسماً إياهم كهنة العهد الجديد وأعطاهم سلطاناً بعد قيامته لغفران الخطايا وأرسلهم إلى المدن والقرى ليدهنوا بالزيت ويشفوا المرضى وهو الذي قدس الزواج بحضوره الشخصي عرس قانا الجليل .

من الرمز إلى الحقيقة

" إنه من الأهمية بمكان أن يفهم المؤمنون سهولة علامات الأسرار وأن يقبلوا عليها بتواتر شديد ، إذ أنها رسمت لتغذي الحياة الإنسانية " ( ل59 ) .

العلامة والرمز هما من حواضر حياتنا الإنسانية ، نجدها تحت شكل المادة والكلمة ، والحركة والإنسان ، نتبادلها بعضنا مع بعض ومع الله ، نعيشها في علامات الأزمنة وعلامات الكنيسة وعلامات تاريخ الخلاص وعلامات الليتورجيا وهي تتنوع بتنوع الأمكنة والحضارات وتتطور في مسيرة الزمن ، بعضها من وضع إلهي كالأسرار وبعضها كنسي كما في الليتورجيا وشبه الأسرار وبعضها من وضع بشري كما في تعدد المجتمعات . فالرمز إذا هو العلامات الحسية في طقوس الأسرار ، كالماء والزيت والخبز والخمر … أما الحقيقة فهي تقديس الإنسان أو النعمة أو الصورة أعمق وأشمل هي الاشتراك في حياة الله والاتحاد به بقوة الروح القدس في المسيح ابن الله المتجسد الذي مات وقام وهو جالس عن يمين الآب ، وهو الحقيقة بيّنها الكلام الذي يرافق العلامات . فمن المسيح وحده تستمد رموز الأسرار شرعيتها ومعانيها : فالمسيح هو صورة الله الذي لا يُرى إذ قال : " من رآني فقد رأى الآب " ( يو 14/9) ، هو الذي عنده الخبر اليقين عن الآب لأنه هو وحده رآه " الله لم يره أحد قط الإله الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو نفسه أخبر " ( يو 1/18 ) ويتمم أعماله ويعمل مشيئته . إن يسوع بتجسده وذروته الصليب ، حقق في ذاته معنى الرمز والحقيقة ، وفيه تجد الرموز حقيقتها لأنه جمع في ذاته الإله والإنسان ، إنه الله الذي صار إنساناً ليتجلى فيه لطف الله ومحبته وخلاصه ، إنه الصورة أو الرمز الجوهري للآب ، إنه بكر كل خليقة فيه تجد الخليقة معناها وغايتها . وما تشير إليه وما تعكسه من مجد الخالق .

فالمسيح جمع إذاً في ذاته عالم الحسيات وعالم الروحيات ، عالم الناس وعالم الله ، فلا يمكن لأي خليقة أخرى أن تحل محله ولا يمكن لأي رمز من الرموز أن يحوي الحقيقة الروحية ويعبر عنها ، مهما سما هذا الرمز .

فاعلية الرمز

إن المسيح حاضر دوماً مع كنيسته ، ولا سيما في الأعمال الطقسية ، إنه حاضر في ذبيحة القداس ، وفي شخص خادم السر ، والذي يقدم نفسه الآن بواسطة الكهنة ، هو الذي قدم ذاته على الصليب … إنه حاضر بقوته في الأسرار بمعنى إنه عندما يعمد أحد هو المسيح نفسه الذي يعمد ، هو حاضر في كلمته … لهذا تعتبر الطقسيات بحق ممارسة لمهمة المسيح الكهنوتية ، ممارسة تعني بعلامات حسية تقديس الإنسان ، ونحققه بطريقة خاصة في كل منها … " ( ل 7 ) .

لقد قلنا أن الأسرار وضعها المسيح لتقديس المؤمنين به ، وهو أثناء حياته على الأرض استعمل لغة الناس ليكلمهم ويصنع لهم الآيات . كذلك لا يزال المسيح ، بعلامات الأسرار الحسية وبقوة الروح القدس يواصل تقديس المؤمنين به الذين يشركهم بموته وقيامته أي في حياته الجديدة الممجدة . إن العلامات لا تحوي النعمة كشيء جامد ، قوّتها الخلاقة تأتيها من المسيح ، ولا يمكن فصلها عن حياة المسيح على الأرض وحياة الثالوث ، فمهمة المسيح أيضاً جعلهم أبناء الله وذلك بحملهم في تيار البنوة الذي عاشه المسيح بحياته وكرسه بموته وقيامته و أدخلنا فيه بالروح القدس . إن نعمة الروح القدس ، نعمة الأسرار لتبلغ غايتها فينا ، يجب أن نتعاون مع الله لاستثمارها والاستزادة من فوائدها .

المسيح السر الأساسي

الأسرار إذاً ، هي أعمال إلهية لا إنسانية ، هي العلامة على أن الله يخلص " ظهور الله ذاته منظورا ً " ، هو يسوع ، وأكبر عمل يعمله الله هو تأنسه ، هاكم ثمرة هذا السر " عندما بلغ ملء الزمان ، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة ، لنصير نحن أبناء الله " ( غل 4/4 ) . فالمسيح هو السر الأول ، السر الحقيقي ، لأنه الأداة والعلامة الفعالة لتأليه الإنسانية . في التجسد ، في يسوع الناصري ، رُفعت الطبيعة البشرية إلى الكرامة الإلهية ، طبيعتنا نحن جميعاً . هذا هو سر عبوره نحو الآب وعبور جميع الناس معه وبفضله : إنه سر الفصح . ولن تكون سائر الأسرار سوى سر الفصح يتحقق في حياة البشر . إن حب الإنسان يسوع هو التجسد البشري لحب الله الفادي ، وأعماله تحمل قوة خلاص إلهية ، ولكن بما أن الشكل الإلهي يبدو لنا في صورة بشرية منظورة ، فأفعال يسوع الخلاصية أفعال سرية . فالسر يعني فعلاً هبة إلهية خلاصية في شكل خارجي ملموس ، شكل يمكن التحقق منه هو تجسيد لهذه الهبة . هذه الأعمال لم يطمسها الزمن . فالمسيح ، سر اللقاء بالله ، هو معنا حتى انتهاء العالم لكي يعود فيعمل هذه الأعمال لنا نحن ، من خلال أسرار الكنيسة .

الكنيسة سر المسيح

يريد الله أن يخلص جميع البشر ، هذا هو سر الخلاص ، السر الفصحي ، فصح تعني عبور ، عبور الله نحونا ، عبر المسيح نحو الآب ، بموته وقيامته وفيهما يجذبنا كيلا نؤلف معه سوى جسداً واحداً ؛ الكنيسة . شعب الله هذا يولد بقوة الروح القدس من الإيمان والأسرار ، والكنيسة هي سر الخلاص . لقاء شخصي مع المسيح الحي ومع الجماعة الكنسيّة . والكنيسة هي في المسيح كالسر أي العلامة والإدارة للوحدة الوثيقة في الله ولوحدة الجنس البشري بأسره ( دستور عقائدي في الكنيسة 1 ) . وهي ترسلنا إلى المسيح كما العروس إلى عريسها ، ليست هي المسيح بل علامته ، سر المسيح : تعلنه وتجعل الناس يجدونه فيها . المسيح المتجسد هو وجه الآب ، فيجب أن تكون الكنيسة للبشر وجه المسيح الصاعد إلى السماء وعلامة فعالة تجعله حاضراً حسياً في العالم أي أن تكون " سر المسيح " . هكذا بالعلامة السرية التي تنوب عن ظهورات القائم من الموت كل الذين لم يعيشوا شخصياً مع يسوع ، بإمكانهم أن يلتقوه بدورهم وأن يعرفوه مؤكدين : إنه هو حقاً .

الكنيسة وأسرارها

إن المسيح القائم من الموت ضرب لنا موعداً في كنيسته . فهي كما نعلم ، سر المسيح كما أن المسيح هو سر الآب . لا إيمان حقيقياً بالمسيح يسوع لمن يرفض أن يدخل في كنيسة المسيح . فلا نزعمنّ أننا نلتقيه في الناس إذا رفضنا أن نتعرف إليه في مجموعة خاصته التي أسسها عند قوله : هاأنا معكم طول الأيام حتى انتهاء العالم . ( متى 28/20 ) . من خلال علامة هذه الأسرار الحسية ، يرى الإيمان المسيحي الرب حاضراً شخصياً وجسدياً . في كل سر نحن نتصل بالمسيح المحيي بطريقة حقيقية وجسدية وإن مختلفة في كل سر . الإيمان بالمسيح يفترض إذاً ممارسة الأسرار ، كما أن الإيمان بالخبز يفترض الأكل . الإيمان المسيحي بحاجة إلى طقوس الأسرار إذ فيها يعطينا المسيح القائم من الموت موعداً . الأسرار هي للمؤمنين … ليست الأسرار للأطهار ، لم يأت المسيح للأطهار بل للمؤمنين فأول كنيسة مع المسيح هي كنيسة خطأة ، هم كل شيء ولكن لا أطهار ، لكنهم مؤمنون ، وكنيسة المؤمنين لم تكن يوماً كنيسة الأطهار ، وكنيسة الأطهار لم تكن إلا نادراً كنيسة المؤمنين ، فالأسرار هي احتفال الإيمان هي أسرار إيمان . والإيمان بالمسيح ليس فقط الإيمان بالله ، وإلا لكان اليهود والمسلمون والوثنيون مسيحيين … الإيمان المسيحي هو في جوهره الإيمان " بالمسيح " مخلصاً : إيمان صريح بيسوع الإله الذي مات وقام لاجل خلاص البشر . فالكنيسة ترغب بحرارة أن توصل المؤمنين إلى المسيح ، والأسرار هي احتفالات بحضور المسيح وعمله .

الكلمة هي الأولى

الشيء الوحيد المشترك في مجمل الأسرار هي العبادة التي تعبر عن المعنى : الأسرار تتطلب الكلمة لكي تقول ما يحقق الله في السر . وكلام الأسرار هذا هو كلمة الله ، كلمة الله الحاضر الذي يدعو ويلتزم بنا ويغيرنا ، كلمة وكلمة الله لا تخدع أبداً . كل كلمة إلهية هي عمل إلهي . لا نفتش عن فاعلية السر خارجاً عن هنا . هذه هي القوة التي أظهرها المسيح في علامات الإنجيل : قم وامش … طاليتا قومي … اذهب فابنك حي . هذا هو جسدي ، هذا هو دمي … هذه هي الكلمة في كل الأسرار . وكلمة الله هذه هي بهذه القوة لكونها شخصاً ، ابن الله ، الكلمة . فالكلمة هي ذاتها شخصياً معنى العلامات ، والمسيح هو دائماً هنا شخصياً وهو القدوس ، فلا نفتش عن كاهن قديس … وليس المهم التنقل من قداس إلى قداس ومن حَلة إلى حَلة كما لو أن الأسرار قد ضعفت فاعليتها ، المهم أن ندع السر يعمل فينا ، وهذا يتطلب إيماناً وإنصاتاً ووقتاً … والوقت هنا وقت الاحتفال ، لكن يجب أن يوجهنا إلى زمن لا ينتهي . يوم الاحتفال ، يعيش الزوجان ملء زواجهما ، ومع ذلك يلزمهما سنون طويلة ليحققا ملء السر ، ليكتشفا كيفية حضور القائم من الموت في كل حياتهما . الأسرار فينا " ينابيع تتدفق للحياة الأبدية " ( يو 4/14 ).

بما أني أحب الابن ،
صرت ابناً بدوري ،
من اتحد بالحي الذي لا يموت ،
لا يجوز الموت عليه .
من وضع مسرته في الحياة .
صار هو أيضاً من الأحياء



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +