Skip to Content

الصراع الروحي - مونيك موران - كنيسة القديسة تريزيا


 

الصراع الروحي

  بقلم: مونيك موران (ترجمة: ريما بازرجي توتل)



القوى
المضادة

من منا لم يشعر أبداً بما عبر عنه
القديس بولس بشكل واضح جداً حين قال: "
لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل". رومية7: 19



درامان كوليبالي يقوله على طريقته (انظر ص 20):

"حين أسمع كلام الله، أذهب حزيناً في أغلب الأحيان، لأنني أريد أن أتغير ولا
أستطيع ذلك".

نعم، نحن نرغب في السير على طريق
الله، محبته قد أغوتنا وهي تدعونا. ولكن كثير من الأمور الأخرى تجذبنا أيضاً:
المال، الشهرة، المفاخر، الملذات، السلطة، الخ.

لننظر إلى الرجل الغني في الإنجيل
(مرقس10: 17-22): يسرع إلى يسوع منجذباً بشخصه لأنه يسعى إلى الحياة الأبدية، لكنه
يعود حزيناً لأنه كان غنياً.

هناك أمرين يجتذبانه، وكان الغنى ذاك اليوم هو القوة الأكبر التي اجتذبته، ولكن
ذلك لم يجعله سعيداً على ما يبدو، حيث عاد حزيناً. من المرجح أن الصراع تابع مجراه
في قلبه، وربما (الإنجيل لا يقول شيئاً بهذا الخصوص) قرر في يوم ما أن يترك كل شيء
ويتبع يسوع، وبالتالي يجد بذلك الفرح الحقيقي.



لقد خلقنا من أجل الحياة، وفي داخلنا نحن نتذوق الحياة والحب. ولكن إذا أردنا أن
نكون مخلصين مع ذواتنا يجب أن نعترف أنه هناك أيضاً في داخلنا تذوق للموت وللتخريب
ولعمل الشر، ألا نشعر أحياناً، على سبيل المثال،

برغبة بالنطق بكلمة ما نحن نعرف أنها ستجرح الآخر وأنها ستؤدي إلى الشر وقد تنال
من سمعة أحدهم أو قد تزرع الانقسام بين صديقين. أو نحن نعلم تماماً أن الكحول أو
المخدرات ستخربنا ولكننا نرغب "بتحطيم أنفسنا".

علينا ألا نستغرب وألا نحمل أنفسنا مسؤولية هذه القوى المتضادة. إنها طبيعية. ولكن
ماذا نفعل حيالها؟

حريتنا

يقول القديس اغناطيوس لويولا: "هناك في داخلي ثلاث أشكال من الأفكار: الشكل الأول
هو أفكاري الخاصة التي تلد فقط من حريتي وإرادتي، والشكلين الثاني والثالث يأتيان
من الخارج، واحدة تأتي من الروح الطيبة والأخرى من الروح الشريرة."

نعم، هناك في داخلنا تأثيران من
الروح الطيبة والروح الشريرة يحركاننا. ولكن في المركز هناك حريتنا.

علينا أن نختار: إلى أي من التأثيران نريد أن نستمع؟

 لنستمع إلى إيفاغريوس Evagre أحد
آباء الكنيسة (القرن الرابع):

 

"كن بمثابة البواب لقلبك ولا
تدع أي فكرة تدخله بدون أن تستجوبها. استجوبها واحدة تلو الأخرى وقل لكل منها: هل
أنت من طرفنا أم من طرف العدو؟

 وإذا كانت من بيتك ستغمرك سلاماً، وإذا كانت من طرف عدوك ستثير فيك غضباً أو
ستقلقك برغبة جامحة. يجب إذاً أن تتقصى حالة نفسك في كل لحظة."

لنرى ماذا حدث مع قايين. ها هو ذي
يقدم تقدمة لله وها هو الآن مثار للغاية. سيقول له الله:

"لم غضبت ولم أطرقت رأسك؟ فإنك إن أحسنت أفلا ترفع الرأس؟ وإن لم تحسن أفلا
تكون الخطيئة رابضة عند الباب؟ إليك تنقاد أشواقها، فعليك أن تسودها" (
تكوين4: 6-7).

إنها تثبيت بأن العدو ليس هو الأقوى
وأن الله يعطينا القوة للسيطرة عليه.

صراع
المسيح

لنقرأ الإنجيل المقدس، وبشكل أخص إنجيل
القديس يوحنا. منذ البداية، قيل لنا أن المسيح أتى إلى العالم ليعيش هذا
الصراع بين النور والظلمة:

"فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضيء في الظلمة
والظلمة لم تدركه
".
(يوحنا1: 4-5). إن كل حياة يسوع تتمحور حول هذا الصراع: تسعى الظلمات إلى إطفاء
النور ولكنها لا تتمكن من ذلك.

لنرى ماذا سيختبر المسيح في الصحراء
(متى4: 1-11):

سمع يسوع لتوه صوت الله الذي قال له
وقت المعمودية: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (متى1: 17) وها
هو الآن يسمع صوت العدو الذي يسعى إلى تشكيكه: "إذا كنت ابن
الله......." (لوقا4: 3)، وعلى الصليب سمع يسوع أيضاً الجنود يحاولون
تجريبه بنفس الطريقة:

"إذا كنت ابن الله، خلص نفسك وانزل عن
الصليب" (متى27: 40).



ها هو يسوع في الصحراء، إنه جائع. يأتي الشيطان ويستغنم فرصة ضعفه وجياعه لتجريبه
ودعوته لعمل أشياء عظيمة وأخيراً دعوته للاستغناء عن أبيه. ومعنا أيضاً يتصرف
الشيطان بالطريقة ذاتها. يستغنم فرصة خوفنا وحاجتنا المادية وحبنا للكحول وتطلعنا
إلى السلطة والمفاخر، ويحاول أن يجعلنا ننحرف.

من الأهمية ملاحظة كيف يرد يسوع: لا يتجادل بل يواجه التجربة بكل صراحة بالإستناد
إلى كلمة الله. ويتابع القديس مرقس: "
وصارت الملائكة تخدمه" (مرقس1: 13)، وهو يعني بذلك أن نعمة الله تأتي
لتسنده في صراعه.



صديق
الصراع

حين نشعر بداخلنا قيام هذا الصراع
بين قوى الحياة وقوى الشر، نحن نميل إلى الاعتقاد أن الأمور لا تجري على ما يرام !
على العكس من ذلك، إن ذلك يدل على حياة روحية جيدة.

إذا اخترنا أن نتبع يسوع وأن نتبع خطاه، يبدو طبيعياً آنذاك أن نشارك في صراعه.
العكس هو الغريب! يدعونا المسيح للاشتراك معه لننصر نور المحبة في عالم الظلمات.

وتلك الظلمات موجودة أيضاً في داخلنا، في ذلك الميل إلى الشر الذي يسكننا. سنمر من
الطريق ذاته الذي مر به يسوع: "
ليس عبد أعظم من سيده" (يوحنا15: 20).

إذاً يجب ألا يهبط هذا الصراع من
عزيمتنا، ولكن على العكس، هو يذكرنا أننا بالفعل مع المسيح وأن المسيح هو سيد هذا
الصراع وأنه منذ الآن هو الغالب:

"
ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يوحنا16: 33).



إذاً لسنا وحدنا في هذا الصراع: المسيح هو معنا، وكذلك هم معنا أيضاً جميع الذين
حاربوا في الماضي والذين يحاربون اليوم ليأتي ملكوت المحبة. ن

ستطيع أن نتذكر كل الذين استشهدوا للمسيح، كشهداء أوغندا
Ouganda
وكثيرون آخرون.

 

***********************************

**

**

********

********

**

**

**

**

**

 

 

لمجده تعالى

+  
?    +



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +