Skip to Content

دعيني أحبُّكِ - للطوباوية الصابات للثالوث الكرملية

 

دعيني أحبُّكِ

 للطوباوية الصابات للثالوث الكرملية
 

Click to view full size image

 

المقدمة

 "دعيني أحبّك"، نص غنيٌّ جداً، كتبته إليصابات في الأيام الأخيرة من شهر تشرين الأول/أكتوبر، 1906. وقد عُثر على النص سنة 1934، على طاولة الرئيسة المتوفيِّة، الأم جيرمين.

 كانت رسالة إليصابات بعدَ وفاتها "أن تساعد الآخرين، وتعيش في شركة مع الحبّ"، وأن توصل عرفانها العميق إلى رئيستها التي كانت بالنسبة إليها أداة من الله.

لقد رأت إليصابات في مهمة الرئيسة "وساطة"، فهي الكاهن الذي وهب حياته كلَّها لله. وهي الرئيسة التي ساعدتها على تحمُّل آلامها وموتها القريب بتماثلٍ مع المصلوب حُباً، ولأجل الكنيسة.

 بعد الرسالة التي مارستها الأم جيرمين إزاء إليصابات كمُعلِّمة ابتداء، أرادت إليصابات بدورها أن تكون أُمَّاً صغيرة لها. كانت إليصابات أول طالبة عند الأم جيرمين، وأول مبتدئة وناذرة ومشرفة على الموت.

كانت هاتان المرأتان قد خُلقتا قريبتين، وكان هذا التقارب قد تأسَّس على الله. هكذا جاء نص "دعيني أحبُّكِ"، واثقاً جداً، كسمفونية حبّ طويلة وكنوطة أولى للقدُّوس الأبدي.

 "دعيني أحبُّكِ" دعوة الى العيش في شركة مع الحبّ، بإيمانٍ في الحبّ، في حب الله الشديد.

 ي. م + ي. ت

 1- يا أمي العزيزة، يا كاهني القديس.

حين تقرأين هذه الأسطر، تكون صغيرتك، "تسبحةُ المجد" (اسمها الجديد)، قد كفَّت عن النشيد في الأرض وصارت تسكن بيت "الحبّ الشديد". إذاً، تستطيعين تصديقها والإصغاء إليها "كناطقة باسم" الله.

أمي العزيزة، كنت أودّ لو أقول لكِ كلَّ ما كنتِ عليه بالنسبة إليَّ. لكن الوقت خطير جداً الآن، ومهيبٌ جداً? ولا أريد التأخر لأقول لكِ أشياءَ أعتقد أنها تصغُرُ، بسعيي لأن أعبِّر لكِ عنها بكلمات. فما تقوم طفلتك به الآن هو أن تكشف لك عمّا تشعر بع، أو بقولٍ أصح:

عمّا جعلها إلهُُها تفهمه خلال ساعات الاختلاء العميق وفي أثناء الإتصال الذي يوحّدهما.

 2- "أنت محبوبة بنوعٍ غريب". محبوبةٌ بحب الأفضليّة ذاك الذي كان المُعلِّم يكنّه للبعض على الأرض، وقد حملهم معه بعيداً. وهو لا يقول لكِ كما قال لبطرس:

"أتحبّني أكثر مما يحبّني هؤلاء؟" (يوحنا 21/15). أيتها الأم، إصغي إلى ما يقوله لكِ: "دعيني أحبُّكِ" أكثر مما يحبّ هؤلاء، يعني بلا خوفٍ من أيّ عقبة تقف حائلاً دون ذلك، لأنني حرٌّ في أن أفيضَ حبّي في مَنْ يعجبني.

"دعيني أحبُّكِ أكثر مما يحبُّ هؤلاء": هذه هي دعوتك، وبكونك أمينةً لها تجعليني سعيداً، لأنك تمجِّدين قدرة حُبّي. هذا الحبّ يعرف كيف يُصلِحُ ما تكوني قد أفسدتهِ: "دعيني أحبُّكِ أكثر مما يحبّ هؤلاء".

 3- أيتها الأم المحبوبة كثيراً، لو تعرفين بأي يقينٍ أفهم مخطَّطَ الله بخصوص نفسك: إنه يظهر لي كما في نور عظيم، وأفهم أيضاً أنّي في العلاء سأتمِّم بدوري عملاً كهنوتيا بخصوص نفسك.

إنه الحبّ الذي يُشركُني في عمله فيكِ: آه، أيتها الأم، ما أعظم وأروع هذا العمل من جانب الله! ما أبسطه بالنسبة إليكِ، وهذا بالضبط ما يجعله نيّرا جداً! أيتها الأم، دعيني أحبُّكِ أكثر من الآخرين، وهذا ما يفسِّر كلّ شيء ويمنع النفس من الإندهاش.

 4- إذا سمحتِ بذلك، فإن قربانتك الصغيرة ستمضي سماءها في عمق نفسك: فتحفظكِ في شركةٍ (1 يوحنا 1/3) مع "الحبّ"، مؤمنةً بالحبّ؛ وسيكون ذلك علامةَ إقامتها فيكِ. آه، في أي ألفة حميمة سنحيا.

أمي، يا عزيزتي، فلتنقضي حياتُك في السموات أيضاً، هناك حيث سأُنشدُ باسمك أنشودةَ القدوس الأبدي؛ لن أقوم بشيءٍ من دونك أمام عرش الله؛ وتعرفين جيّداً أنني أحمل ختمكِ، وأن شيئاً ما منك قد ظهرَ مع ابنتك أمام وجه الله.

كما أطلب منك أيضاً، ألا تفعلي شيئاً من دوني، وقد سمحتِ لي بذلك. سآتي لأحيا فيكِ، وهذه المرّة سأكون أمك الصغيرةَ: سأعلِّمُك، كي تفيدَكِ رؤياي وتشاركي فيها وتعيشي، أنتِ أيضاً، من حياة الطوباويين!

5- أيتها الأم الجليلة، أيتها الأم المكرَّسة من أجلي منذ الأبدية (أفسس1/4،11)، أهبك برحيلي هذه الدعوة التي كانت دعوتي في حضن الكنيسة المناضلة، والتي سأتابعها باستمرار، من الآن فصاعداً، في الكنيسة الظافرة: "التسبيح بمجد الثالوث الأقدس" (أفسس 1/12). أيتها الأم، "دعيني أحبُّكِ أكثر مما يحبّ هؤلاء":

فبهذه الطريقة يريد مُعلِّمك أن تكوني "تسبحة مجد"! إنه يُسَرُّ بأن يبني فيكِ بحبّه ومن أجل مجده، وهو وحده يريد أن يعمل مع أنك لم تفعلي شيئاً كي تجذبي هذه النعمة، اللهم إلا ما يفعله المخلوق: أي ارتكاب الخطايا والدنايا? إنه يحبّكِ هكذا، ويحبّك "أكثر من هؤلاء"، هو سيفعل كلَّ شيء فيكِ وسيذهب في ذلك حتى النهاية:

لأنه حين يحبُّ نفساً ما إلى هذه الدرجة وبهذا الشكل، ويحبّها بِحُبٍّ ثابت وخلاَّق، بحبٍ حُرّ يُحول كما يرضيه، آه! فهذه النفس تذهب بعيداً!

 6- أيتها الأم، إن الأمانة التي يطلبها المُعلِّم منك، هو أن تثبتي في شركة مع "الحبّ"، أن تتدفقي وتتأصّلي (أفسس 3/17) في هذا الحبّ الذي يريد أن يختمك بختم قدرته وعظمته. لن تكوني تافهة على الإطلاق، إذا ما كنت متيقظة في الحبّ! لكن في الأوقات التي لا تشعرين فيها إلاَّ بالانسحاق والعياء، فأنت سترضينه أيضاً إذا ما كنتِ أمينةً في "الاعتقاد" بأنه لا يزال يعملُ فيكِ، وأنه يحبّك مع ذلك، بل وأكثر من ذلك: لأنّ حبَّه حُرّ، وهكذا يريد أن يتمجّد فيكِ، وتدعي ذاتك تُحبّ "أكثر مما يحبّ هؤلاء". هذا ما يعني بهذا القول، على ما أعتقد عيشي في عمقِ نفسك! لقد أفهمني مُعلِّمي بوضوح أنه يريد أن يخلقَ أشياء رائعة، هناك: أنكِ دعيتِ الى أن تُسبِّحي بساطةَ الكائن الإلهي وتُمجِّدي قوةَ حُبَّه. صدقي "الناطقة باسمه"، واقرأي هذه الأسطر كأنها آتية منه.

 7- "آه. أحبّكِ، أحبّكِ أكثر من أيّ شخصٍ آخر، مهما كان، في هذا الوادي.

 إنما "أنا" الآتي، وأحملُ لكِ الفرحَ المجهول سأدخل إلى أعماقكِ.

 يا عروسي! لقد استقرّيتُ فيكِ، وارتحتُ فيكِ؛ والآن املُكي ذاتَك وارتاحي فيّ!

 أحبّيني! فترضيني كلّ حياتك، شرط أن تحبّيني!

 سأصنع فيكِ أموراً عظيمة، سأصير معروفاً فيكِ، ممجداً فيكِ، وضّاءً فيك"

   



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +