Skip to Content

العادة الشبابية -- لنيافة الأنبا مكاريوس




العادة الشبابية

Click to view full size image

 

سمى هكذا لأنها ترتبط بفترة المراهقة والشباب

لذلك فهي خطية المرحلة .. ولا داعي للقلق الزائد تجاهها فإنها سريعا ما تختفي حالما ينضج الإنسان

وتصبح له صداقات متسعة واعية، ويبدأ في استثمار وقته بشكل جيد. إلاّ في حالات خاصة حين تتحوّل إلى إدمان وتأخذ شكلاً

مَرَضِياً، بل ويمكن أن تستمر إلى ما بعد الزواج !!..

إن الخطايا الخاصة بالشهوة الرديئة تسمّى خطايا العزلة

فطاقة الحب الموجودة في الإنسان إمّا تتجه بشكل صحي نحو الآخرين (وتسمّى في هذه الحالة طاقة انطلاقية بناءة)،

وإمّا تتسرّب إلى الداخل فتمثّل عبئاً على الشخص (وتسمّى في هذه الحالة طاقة انطوائية هدامة).

أسبابها: تأتي هذه الخطية كتنفيس عن كبت داخلي جاء نتيجة إثارة، فالحواس تصطاد خلال النهار ما بين المشاهد والسماعات، غير أنه هناك فرق بين من يسمع ومن يتسمع (السعى إلى السماع) مثل الفرق بين الذى ينظر بشكل عابر ومن يسترق النظر (يسرق النظر) وهكذا الفرق بين النظرة البسيطة العابرة والنظرة الثاقبة الفاحصة..

المشهد الذى تراه بشكل عابر، سريعاً ما يتلاشى بعكس المنظر الذى تشخص فيه فإنه يتثبت فى ذهنك ويصعب التخلص منه

مثل هذا الرصيد من المشاهد والسماعات يستغله الشيطان لا سيّما فى أوقات الفراغ والملل ويسحب منه،

يشترك الخيال مع الغريزة فينتج عنها السقطة.. إذاً يمكن انتهاج منهجاً ثلاثياً فى هذا الإطار:

1- ألا تسعى للخطية: أى لا تجلب الحرب على نفسك، فأنت تعرف ما هو ضار وما هو مؤذٍ.. والقنوات التى تتدفق أو تتسرب منها الخطية... ويمكنك إذاً سدها.

2- ألا تستسلم لها: فمتى هاجمتك هذه الخطيّة قاومها قدر استطاعتك، على أن هناك درجات فى المقاومة.. فالبعض يجاهد حتى العرق، والبعض الآخر حتى الدموع، وقليلون يجاهدون حتى الدم (مثل الشهداء)..

لذلك يعاتب القديس بولس المؤمنين قائلاً

" لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية " (عب 4:12).

عند هذا الحد لن يلام أحد إذا سقط ما دام يرفض الخطية ولم يسعَ لها ولم يستسلم أيضاً.

3- ألا تيأس متى سقطت : فالشيطان لا يهمه سوى أن تيأس.. لا تهمه خطية بذاتها يسعى ليسقطك فيها ولكنه يركز جيداً على تلك التى تفقدك رجاءك...

فلا تيأس " لا تشمتي بي يا عدوتي إذا سقطت أقوم إذا جلست في الظلمة فالرب نور لي (ميخا 7 : 8).

حقيقى أن هذه الخطية لا تسبب الجنون أو تفقد الذكاء والذاكرة وتؤثر على النظر ولا تمنع الإنجاب

 كما يهول البعض منها، ولكنها تضعف الجسم بشكل عام، وتضعنا تحت الدينونة لأن الله لم يخلق فينا الجنس لهذا الاستخدام الردىء، ولكن له دوره فى الوقت المناسب كتعبيرعن الحب ولانجاب البنين وتكوين الاسرة

وإذا شعر شخص ما أن يقظة الجنس فى وقت سابق للزواج هو نوع من المعاناة - التى هو فى غنى عنها- قلنا أن ممارسة الرياضة ومساعدة الآخرين والخدمة والأنشطة كل هذا فيه توجيه للطاقة

بعكس شخص آخر يعاني من الانطواء على نفسه والأنانية والتى تدفعه إلى ممارسة لذة رديئة تقوده لمزيد من الفراغ والجوع فى دائرة لا تنتهى..

ولاشك أن حصن أى شاب أو فتاه هو الطهارة.. فإذا سلم نفسه للأهواء الرديئة فَقَدَ سرّ قوته وأصبح بلا مقاومة ودنّس هيكله.. وأحزن الروح الذى يسكن فيه وأطفأه..

 "لاتطفأوا الروح" (1تس 19:5).






عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +