Skip to Content

دور المدرسة فى الوقاية من الإدمان


دور المدرسة فى الوقاية من الإدمان

 

إعداد

 

د.محمود جمال ابو العزائم

مستشار الطب النفسى


تضع الحكومة مشكلة إدمان المخدرات ضمن أكبر وأهم المشكلات التى تواجه المدارس إلا أن هناك العديد ممن يتجاهلون حجم خطورة المشكلة التى تعصف بأطفالهم ومدارسهم ومجتمعاتهم.

    • أظهرت الأبحاث أن نسب تعاطي وإدمان المخدرات بين الأطفال تزيد 10 مرات على ما يظنه الآباء فى تقديراتهم بالإضافة إلى أن العديد من التلاميذ على علم بأن آبائهم ليسوا على دراية بمدى خطورة تعاطيهم المخدرات ومن ثم يقودهم هذا إلى التمادي فى التعاطي غير مهتمين بما ينالونه من عقاب.

    • يتغافل مديري المدارس وكذا المدرسين عن هؤلاء الطلاب الذين يتعاطون المخدرات وكما يصرح أحد المدرسين قائلاً: أننا نفضل الاعتقاد بأن أولادنا بعيدون كل البعد عن تعاطي المخدرات بينما الحقائق تقول أنه ممكن أن يكون أفضل تلميذ والذى ينحدر من عائلة عريقة فى المجتمع يعاني من مشكلة التعاطي وإدمان المخدرات.

وما تم التوصل إليه من حقائق فهو كالتالي:-

    • أن تعاطي المخدرات ليس مقتصرا على فئة أو مجموعة بعينها من فئات المجتمع أو مرتبطا بمستوى اقتصادي معين بل أنها مشكلة تؤثر وبشكل فعال فى مجتمعاتنا ككل.

    • أن تعاطي وإدمان المخدرات ليس مقتصرا فقط على المدارس الثانوية فحسب بل فى المدارس الإعدادية والابتدائية على السواء.

    • وبالرغم من اقتصار الاتجار فى تلك السموم على البالغين إلا أن الوسيط الذى يقوم بجلب المخدرات داخل المدارس هو أحد التلاميذ من طلبة المدرسة.

ولكى يتعرف الآباء وأعضاء هيئة التدريس يجب ان يكون لديهم الخبرة الكافية للتعرف على أبعاد المشكلة وطرق مواجهتها

أولا:العلامات الدالة على تعاطي وإدمان المخدرات:-

من الممكن اعتبار التغير الذى يطرأ على أنماط السلوك والمظهر والأداء مؤشراً على تعاطي المخدرات. فما سوف يذكر آنفاً فى بنود الفقرة الأولى يعد دليلاً مباشراً على تعاطي وإدمان المخدرات، بينما تعرض بنود الفقرات الأخرى علامات ربما قد تشير إلى التعاطي. ولهذا السبب فيجب على الكبار ملاحظة تلك التغيرات التى قد تطرأ على سلوك الصغار.

    • علامات تعاطي وحيازة المخدرات


    • امتلاك وحيازة أشياء مرتبطة بالتعاطي كـ الغليون (البايب)، الورق اللف، زجاجات الأدوية المضادة للاحتقان،  الثقاب، الولاعة.


    • حيازة أو دليل حيازة المخدرات: نباتات غريبة الشكل، أعقاب السجائر، الحبوب،  إخفاء بعض أوراق النباتات فى جيوب الملابس


    • رائحة المخدرات:  شم رائحة كرائحة البخور أو بعض الروائح الأخرى.

    • الاندماج فى وسط المخدرات :

    • الاهتمام بالمجلات المختصة بالمخدرات والشعارات التى تكتب على الملابس.

    • الأحاديث والنكات المنصبة على موضوع المخدرات.

    • العداء فى الحديث عن المخدرات.

    • أشكال التدهور البدني الناجم عن تعاطي المخدرات:

    • يشمل ذلك وجود هفوات الذاكرة " النسيان" ، ضعف الذاكرة للأحداث القريبة، صعوبة فى عملية التذكر.

    • ضعف ووهن فى الجسم، التهتهة فى الكلام و" عدم ترابط الحديث"

    • تعب وفتور وخمول وعدم الاهتمام بالصحة.

    • احمرار العين مع اتساع حدقة العين.

    • التغيرات الطارئة على الأداء داخل الفصل المدرسي:

    • ملاحظة تدهور ملحوظ فى مستوى كفاءة الطالب ليس فقط فى هبوط مستواه العملي بل عدم إكمال الواجبات ونقص فى التقييم العام .

    • كثرة التغيب من المدرسة أو التأخر عن الحضور.

    • التغيرات السلوكية :

    • عدم الأمانة وتشمل" الكذب، السرقة، الخداع، إحداث مشاكل مع الشرطة.

    • تغير الأصحاب، المراوغة فى الحديث عن الأصدقاء الجدد.

    • حيازة مبالغ طائلة من المال.

    • غضب شديد وغير مبرر وارتفاع درجة العداء ، والقلق وكذا الكتمان.

    • انخفاض معدل النشاط والهمة، القدرة، ضبط النفس، تقدير الذات.

    • الإقلال من الاهتمام بالأنشطة والهوايات.

ثانياً: التعرف على تعاطي وإدمان المخدرات

كن على دراية بعلامات تعاطي وإدمان المخدرات.وفى حالة ملاحظة أعراض ظهور وتعاطي المخدرات تعامل معها بشكل عاجل.

أن على الآباء والأمهات معرفة وملاحظة العلامات المبكرة لتعاطي وإدمان أولادهم المخدرات ولكي يتسنى لهم مواجهة تلك المشكلة يجب عليهم:

    • معرفة حجم مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات فى مجتمعاتهم وداخل مدارس أولادهم.

    • قدرتهم على معرفة العلامات الدالة على إدمان المخدرات.

    • مقابلة والاجتماع بآباء وأمهات أصدقاء وزملاء أبنائهم بالمدرسة وإجراء الحوارات عن حجم مشكلة الإدمان داخل المدرسة.

    • إقامة وسائل يسهل معها تبادل المعلومات حول المخدرات وخطرها وذلك لتحديد أى فئة من الأطفال يتعاطون المخدرات ومن الذى يقوم بإعطائهم إياها. ويجب على الآباء الذين يشكون فى أن أولادهم يتعاطون المخدرات أن يتعاملوا مع المشكلة بدون اللجوء إلى التعصب والحنق والشعور بالذنب 000وبعض الآباء يتغافلون عن التأكد من صحة ظنهم وادعائهم فى تعاطي الأولاد المخدرات بل ويؤجلوا مسألة مواجهة أولادهم بذلك . أن عملية اكتشاف ومحاولة معاجلة مشكلة التعاطي فى مراحلها الأولى يوفر الصعوبة التى تحدث فى عملية التغلب عليها.

ويجب على الآباء حيال شكوكهم فى كون أولادهم يتعاطون المخدرات أن يسلكوا المنهج التالي:-

    • وضع خطة عمل والتشاور مع المسئولين داخل المدرسة وآباء الطلاب الآخرين

    • بحث الشكوك فى جو هادئ واتباع أسلوب موضوعي منطقي وعدم مواجهة الابن أثناء وقوعه تحت تأثير المخدر.

    • فرض إجراءات نظامية تساعد على إبعاد الابن عن تلك الظروف التى يسهل فيها تعاطي المخدرات.

    • البحث عن وسائل للمساعدة والعلاج من المسئولين عن علاج تعاطي وإدمان المخدرات.

ثالثا: مدارس بدون مخدرات

    • ما الذى يجب القيام به حيال تلك المشكلة؟

وضع خطة يكون هدفها هو جعل المدارس خالية من ظاهرة تعاطي المخدرات ويشمل ذلك الالتزام من قبل كل فرد كلاً فيما يخصه.

أولا :دور الآباء:-

    • يشمل دور الآباء تعليم معايير الصح والخطأ مع عملية توضيح تلك المعايير عن طريق استخدام أمثال شخصية (أهمية دور القدوة وأن يكون الآباء خير قدوةلأبنائهم).

    • مساعدة الأبناء فى المقاومة والتصدي للضغوط التى يمليها عليهم أصدقاؤهم "أصدقاء السوء" لتعاطي المخدرات ويتم ذلك من خلال ملاحظة أنشطتهم ومعرفة من أصدقاؤهم والحديث معهم عن اهتماماتهم وطرق حل مشاكلهم.

    • معرفة كل شئ عن المخدرات وعلامات الإدمان.

      ثانيا :دور المدارس:

    • تحديد درجة ومدى تعاطي المخدرات، والى أى مدى هو  مع إيجاد وسائل المراقبة واستخدامها بشكل منتظم.

    • وضع قوانين واضحة ومحددة تتعلق بمسألة تعاطي المخدرات على أن تتضمن تلك القوانين على تدابير قوية لحل الأزمة.

    • وضع سياسات حازمة ضد التعاطي وتتسم تلك السياسات بالعدالة والانتظام مع تنفيذ وتطبيق إجراءات أمنية للقضاء على تعاطي المخدرات داخل أسوار المدرسة.

    • تنفيذ منهج شامل متكامل للوقاية من إدمان المخدرات من بداية مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية الدراسة الثانوية هدفها التعريف بأن الإدمان وتعاطي المخدرات يعتبر شيئا خطأ وضارا للغاية مع القيام بدعم ومساندة برامج الوقاية ضد المخدرات.

    • الوصول للمجتمع للمساعدة فى تحقيق السياسة المضادة للتعاطي داخل المدارس مع وضع برنامج عمل لذلك مع أهمية تطوير وتنمية العمل الجماعي والتى من خلاله تقوم كلًّ من المدرسة، والجمعيات الأهلية التطوعية ومجالس الآباء، ورجال القانون، والمنظمات العلاجية بالعمل معاً لتقديم المصادر اللازمة للقضاء على تلك الظاهرة.

    • دور التلاميذ داخل المدرسة :

    • على التلاميذ معرفة الآثار الناجمة عن تعاطي المخدرات ، أسباب كون المخدرات مواد ضارة وإيجاد السبل لمقاومتها.

    • استغلال الخطر الناجم عن أزمة التعاطي كمثل للاستفادة منه فى مساعدة الطلبة الآخرين فى اجتناب إدمان هذه الأنواع من المخدرات ، مع تشجيع التلاميذ الآخرين لمقاومة الوقوع فى براثن الإدمان ، إقناع المتعاطين للمخدرات بضرورة الجد فى طلب المعونة، والإبلاغ عن المدمنين الذين يبيعون المخدرات للطلبة وذلك للمسئولين عن المدرسة أو لأولياء الأمور.

    • دور المجتمعات:

    • مساعدة المدارس فى محاربتها للمخدرات عن طريق إمدادها بالخبرات والتمويل من قبل المجموعات والمؤسسات فى المجتمع.

    • مشاركة جميع أجهزة القانون المحلية فى كافة أشكال المقاومة ومنع التعاطي ويجب أن يتعاون البوليس والمحاكم مع المدارس بصورة جدية وقوية.

برامج موحدة للتعليم عن المخدرات فى المقررات الدراسية

أن تقديم التعليم عن المخدرات كجزء من المقرر الدراسي العادي، أمر أكثر فعالية، بدلا من فصلها والتركيز عليها بصورة لا مبرر لها، وهكذا فإن التعليم عن المخدرات يجب أن يكون مستمراً.

ويتم ذلك عن طريق:-

    • إدماج التعليم عن المخدرات فى المقرر الدراسي العادي . فعلى سبيل المثال:

    • يعلم علم الأحياء آثار المخدرات على فسيولوجيا الإنسان.

    • وتبحث دروس التربية الوطنية القوانين الخاصة بالرقابة على المخدرات.

    • تغطي مقررات الكيمياء الخصائص الكيميائية للمواد ذات التأثير النفسي.

    • تتضمن الدراسات الاجتماعية دراسة تفشي استعمال المخدرات وعلاقتها المحتملة بالجريمة والفقر والتنمية



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +