Skip to Content

الأمثال في الكتاب المقدس - مثل التينة المورقة


مثل التينة المورقة

Click to view full size image

نصُّ الإنجيل

    وبَيْنَما  يسوع  راجِعٌ  إلى  المدينةِ  عِنْدَ  الفَجرِ  أَحسَّ  بالجوع . فرأَى تينَةً  عِنْدَ  الطريقِ  فذهبَ  إِليها , فلم  يجدْ  عليها  غَيْرَ  الورق . فقالَ  لها : " لا  يَخرُجَنَّ  مِنكِ  ثَمَرٌ  للأَبد ."  فيَبِسَتِ  التينَةُ  مِنْ  وَقتِها . فلمَّا  رأَى  التلاميذُ  ذلِكَ  تعجَّبوا  وقالوا : " كيفَ  يَبِسَتِ  التينَةُ  مِنْ  وقتِها ؟ " 

فأَجابَهُم  يسوع : " الحقَّ  أَقولُ  لكُم : إنْ  كانَ  لكُم  إيمانٌ  ولم  تشكُّوا , لا  تفعلونَ  ما  فعلتُ  بالتينةِ  فحسبُ , بلْ كُنتُم  إذا  قُلتُم  لهذا  الجبل : قُمْ  فاهبِطْ  في  البحرِ , يكونُ  ذلِكَ . فكلُّ  شيءٍ  تطلُبونَهُ وأَنتُم تُصَلُّون بإيمانٍ تنالونَهُ ."

( متى 21/18-22 ).

الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

    إنَّ الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أنَّه يجب أن تكون حياة المسيحي متَّصفة دوماً بالأعمال المثمرة التي تُرضي الله. فمن اكتفى بالمظاهر المسيحيَّة الخارجيَّة الفارغة من دون أن يقوم بأعمالٍ نافعة تنبع من الإيمان والصلاة والمحبَّة, حلَّت به لعنة يسوع, فجفَّت حياته الروحيَّة وهو لا يزال على الأرض, وانقلب هذا الجفاف الروحي وبالاً عليه في الحياة الأخرى. وإليكم إيضاح هذه الفكرة.

رضي يسوع بأن يجوع

  ترك يسوع في الصباح الباكر قرية بيت عَنْيا القائمة في أعلى جبل الزيتون, وتوجَّه إلى الهيكل. وفي الطريق شعر بالجوع. فرأى شجرة تينٍ عند منحدر الجبل عليها ورقٌ غزير. فدنا منها لعلَّه يجد فيها ثمراً, فلم يجدْ.

    لقد رضي يسوع بأن يجوع في ذلك الصباح لينضمَّ إلى ملايين الجياع في العالم الذين يعيشون محرومين, وليس لهم في غالب الأوقات طعام كافٍ يردُّ عنهم ألم الجوع الشديد.

لعن يسوع التينة المورقة

 لمَّا رأى يسوع التينة لا تحمل ثمراً لعنَها وقال لها: " لا  يخرُجنَّ  منكِ  ثمرٌ   للأَبد ."  نحن نتساءل لماذا لعنها يسوع مع أنَّه قد جاء إليها يطلب الثمر في شهر آذار, وهو ليس أوان حمل الثمر؟ ألم تكُن التينة بهذه اللَّعنة مظلومة

لقد لعنها يسوع ليقول لنا أموراً ثلاثة:

1- لعنها ليقول: هكذا تحِلُّ برؤساء شعب إسرائيل لعنة الله. كان هؤلاء الرؤساء يعيشون من الناحية الدينيَّة في جوٍّ مشحون بالرياء والمظاهر الخارجيَّة, وأبرزها الاحتفالات المتلاحقة في الهيكل, والذبائح اليوميَّة صباحاً ومساءً, والأعياد الكثيرة, والطقوس الفخمة, والأناشيد الدينيَّة, والنفخ بالأبواق الفضيَّة, وإضرام النيران على عامودَيْ مدخل الهيكل. لذلك قال الله فيهم:

" إِنَّهم يُكرِمونَني بشفاهِهم . وأَمَّا قلوبُهم فبعيدةٌ عنِّي ." (مرقس 7/7)

    إنَّهم كالتينة المورِقَة المزيَّنَة بالأوراق الخضراء التي لا تحمل ثمراً, لم يُقدِّموا لله ثمار الأعمال الصالحة بالتوبة وممارسة المحبَّة والصلاة النابعة من القلب المتعبِّد لله تعالى. إنَّهم اكتفوا بالمظاهر الخارجيَّة فاستحقُّوا لعنة الله كالتينة التي اكتفت بالأوراق فقط.

 2- ولعنها ليقول للمسيحيين: لا تتشبَّهوا بالتينة. فإنَّها تُثمر في وقتٍ, وتنقطع عن حمل الثمر في وقتٍ آخر.

    ينبغي لكم أن تُثمروا باستمرار, ومن دون انقطاع. ففي كلِّ لحظة من لحظات حياتكم, يجب أن تكونوا مثمرين بالأعمال الصالحة التي تُمجِّد الله وتقدِّس نفوسكم. فإذا توقَّفتم عن القيام بأعمال البِرِّ والصلاح في بعض أوقات حياتكم حلَّت بكم اللَّعنة التي حلَّت بالتينة المورقة.

 3- ولعنها يسوع ليقول لنا: إنَّ الإيمان الحي بالله يصنع المعجزات. فمن كان له هذا الإيمان لا يلعن التينة فحسب ويجعلها تيبس على الفور, بل يقول للجبل الشامخ:

انتقل من مكانك, واذهب إلى الشاطئ, واهبِط في البحر, فينتقل من مكانه إلى الشاطئ ويهبِط في البحر. هذه هي قوَّة الإيمان الحيّ بالله تعالى, ذلك أنَّ قلوبنا قد ارتفعت فيها جِبالٌ من الخطايا وعلينا أن نهدمها.

هل المسيحي تينَةٌ مُورقة أم تينَةٌ مُثمرة؟

    يجب على المسيحي أن يحاسب نفسه محاسبةً دقيقة, ويطَّلع على سلوكه وتصرُّفاته اطِّلاعاً وافياً ليعرف ما إذا كان تينةً مورقة أم تينةً مثمرة.

1- فإذا كان تينةً مورقة, عديمة الثمر, فينبغي له أن يرفع دُعاءَه إلى الله ليُرسل إليه كاهناً قدِّيساً أو صَديقاً تقيَّاً مُخْلِصاً يؤازره على أن يُصلح شأنه, فيعمل له ما عَمِله الكرَّام للتينة العقيمة التي مضى عليها ثلاث سنوات متوالية من دون أن تأتي بثمر.

فحفر حولها, وألقى على تُرابها سماداً وسقاها سِقاية منتظمة.(لوقا 13/6-8)   فإن لم يأتِ بالأعمال الصالحة, مع كلِّ ما يُعطى من مؤازرة روحيَّة أخويَّة, كان مصيره اللَّعنة كمصير التينة التي لعنها يسوع فيبست من وقتها.

 2- إنَّ يسوع الجائع يأتي إلى المسيحي ويطلب منه أن يُشبع قلبه الأقدس من أعمال البِرِّ والحبِّ الصافي. فعليه أن يُلبِّي طلب يسوع ويقدِّم له مائدة الأعمال الصالحة, فيبتعد عن مساوئ اللَّعنة الأبديَّة ويتمتَّع بالبركة السماويَّة سبب سعادته.

التطبيق العملي

1- قرأتَ مثل التينة المورقة غير المثمرة وعرفتَ مصيرها البائس. فاسألْ نفسك بكُلِّ صدق: هل أنت تينة مورقة أم تينة مثمرة؟ هل تكتفي بالمظاهر المسيحيَّة الخارجيَّة أم تقوم بالأعمال الصالحة؟ هل تمارس التقشُّف, وخدمة الآخرين, ومحاربة الخطيئة, وتتميم واجباتك الدينيَّة, وحفظ فضائل الإيمان والرجاء والمحبَّة؟

 2- إنَّ القيام بالجهاد الروحي المتواصل لتكون حياتك مثمرة أمرٌ شاقٌّ. فاطلب إلى الله أن يمدَّك بالمعونة الإلهيَّة لتحيا حياة روحيَّة مزيَّنة بالثمار الدائمة التي تُرضي الله , وتجعلك من المجاهدين الذين تعتمد عليهم الكنيسة لنشر مبادئ الإيمان والأخلاق بين أبناء البيئة التي تعيش فيها.




عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +