Skip to Content

المعجزات في الكتاب المقدس - هدَّأ يسوع العاصفة


 

 

هدَّأ يسوع العاصفة

اضغط لعرض الصورة بالحجم الكامل

نصّ الإنجيل

ورَكِبَ يسوع السفينَةَ فتَبِعَهُ تلاميذُهُ إليها. وإذا البحرُ قد اضطَرَبَ اضطراباً شديداً حتى غَمَرَتِ الأمواجُ السفينة. وأمّا هو فكان نائماً .

فدَنَوْا منه وأيقظوهُ، وقالوا لـه : " ربَّنا نجِّنا، لقد هَلَكْنَا ". فقال لهم: " ما لكُم خائفين، يا قليلي الإيمان ؟ " ثمّ قامَ فزَجَرَ الرياحَ والبحر، فعادَ هُدوءٌ تام. فتعجَّبوا وقالوا: " مَنْ هذا حتى تُطيعَهُ  الرياحُ والبحر؟ " (متى 8/23-27)

  خوف التلاميذ لمّا تعرّضوا لخطر الغرق

تعرّض التلاميذ لخطر الغرق فخافوا وأيقظوا يسوع وطلبوا إليه بلهفة أن ينقذهم من الخطر، فوبّخهم يسوع. ولكن لماذا وبّخهم ألإنّهم خافوا هيجان البحر  كلاّ ! فالخوف شعورٌ عفوي أمام ثورة الطبيعة الهائجة.

لقد وبّخهم لأنهم خافوا وهو معهم، وما كان يحقّ لهم أن يخافوا، ويسوع يرافقهم ويعيش معهم.

يسوع ابن الله القدير

في الحقيقة خاف التلاميذ هيجان البحر لأن إيمانهم بيسوع كان لا يزال هزيلاً، ولم يكونوا يعرفونه آنذاك حقّ المعرفة. وهذا ما حملهم على أن يتساءلوا عندما هدّأ العاصفة: " مَنْ هذا حتى تُطيعَه الرياحُ والبحر ؟ "

من هذا ؟ إنّه ابنُ الله القدير الذي خرج من الله وأتى إلى العالم. قال يسوع:  " لقد خرجتُ من الله وأتيتُ إلى العالم ". (يوحنَّا 8/42)  فهو خالقُ الكون: " بِهِ كانَ كلُّ شيء، وبِدونِهِ ما كانَ شيءٌ مِمَّا كان " (يوحنَّا 1/3)   وهو مبدعُ البحار والرياح وقوى الطبيعة وسيّدُها، يسيطر عليها كما يريد ومتى يريد، فتخضع له صاغرة، وتعترف بسلطانه عليها، وترفع إليه التسبيح.

وهذا ما حمل صاحب المزمور على أن يقول لها: " سبّ?حي الربَّ أيتُها الشمسُ والقمر، ويا جميعَ الكواكِبِ والنور، وجميعَ اللُّجَجِ والنارِ والبرَدِ، والثلجِ والجليد، والرياحِ العاصفةِ والجبالِ والشجر ". (من مزمور 148)

اضغط لعرض الصورة بالحجم الكامل

نحن أيضاً نتعرّض للأخطار

كما تعرّض التلاميذ للخطر،  فكذلك نحن أيضاً نتعرّض للخطر، بل لأخطار كثيرة، وهي أخطار جسديّة وروحيّة. فما هو موقفنا عندما نتعرّض لهذه الأخطار ؟

    1- إنّ الأخطار الجسديّة كثيرة، وهي تحيط بنا من كلّ جانب، وتدهمنا في الوقت الذي لا ننتظر فيه وقوعَها. وهذا ما يوجِبُ علينا :

    - أن نطلبَ حماية الله بالصلاة الحارَّة،ونسألَه أن يبسط علينا عطفه وسلامه.
    - وأن نتصرّف في الظروف الصعبة التي نحياها بصبرٍ وحكمةٍ وإيمان.
    - وأن نعيش في حال النعمة خشيةَ أن يفاجئنا الموت ونحن في حال الخطيئة
    - وأن نعبّر عن شكرنا لله متى زال الخطر، بالتسبيح لحبّه الذي أنقذنا منه

    2- أمّا الأخطار الروحيّة التي نتعرّض لها فهي الظروف والأسباب الخارجيّة والداخليّة التي تدفعنا إلى ارتكاب الخطيئة وفقدان نعمة الله. فهي على سبيل المثال :

    - إقامة العلاقات اللاأخلاقيّة والمستمرّة بأشخاص فاسدين.
    - قراءة الكتب ومطالعة المجلاّت الإباحيّة التي تتوخّى انحلال الأخلاق في نفوس الناس، ولا سيّما في نفوس الشبيبة.
    - مشاهدة صور الفجور والفسق التي تعرضها أشرطة بعض محطّات التلفزيون والأنترنيت، وهدفُها هدمُ الدين والأخلاق.
    - مزاولة بعض أنواع الرقص التي تثير الغرائز الجنسيّة لدى الراقصين.

    3- كيف يجب على المسيحي أن يتصرَّف في مثل هذه الظروف الخطرة ؟

    يجب عليه أن يطبّق في سلوكه القواعد الخلقيّة الثلاث التاليّة :

    القاعدة الأولى : لا يجوز لـه أن يعرّض نفسه لهذه الأخطار. فلا يحقّ لـه - على سبيل المثال  أن يجلس أمام شاشة التلفزيون ويتطلّع إلى مشاهد الفجور التي تعرضها، وذلك لان لهذه المشاهد جاذبيّة قويّة وتأثيراً عميقاً في النفس، فلا يستطيع في مثل هذه الحال أن يتغلّب على ما يشعر به من انفعالات عاطفيّة وخياليّة وجسديّة، ولا يقوى على أن يتفادى الخطيئة. فمن عرّض نفسه لهذه الأخطار القبيحة وقع فيها وارتكب الخطيئة، وأهان الله، ودنّس نفسه، ونزَع عنها النعمة المقدّسة.

    القاعدة الثانيّة: ويحدث للمسيحي أن يُفاجأ ويرى نفسه معرّضاً لأحد أخطار ارتكاب الخطيئة. فيجب عليه آنذاك أن يهرب من الخطر بسرعة وشجاعة. ويكون ذلك بأن يمتنع مثلاً - عن متابعة الحديث القبيح، أو أن يُبعد عن مخيّلته الخيالات الدنسة التي تراوده، أو أن يُغلق الكتاب الفاسد الذي يقرأه. فإذا لم يهرب من الخطر الذي يتعرّض لـه سيطرت عليه الشهوة الداخليّة وارتكب الخطيئة.

    القاعدة الثالثة: ويحدث لـه أيضاً أن يضعف بعض الشيء أمام قوّة التجربة. فالقاعدة الخلقيَّة الثالثة تدعوه إلى أن يعود إلى رشده بسرعة، ويرفض التجربة بعزيمةٍ ثابتة، ويتواضع أمام الله، ويطلب إليه تعالى أن يغفِر لـه تهاونه وتراخيه، ويشكر له مساندته الفعّالة التي جعلته يصحو ليتلافى ارتكاب الخطيئة.

التطبيق العملي

    1- لا تقوم البطولة، وأنت أمام خطر الخطيئة، بأن تُجابهَ الخطر، بل أن تهربَ منه. فأنت ضعيف أمام خداع الشيطان، وإغراء العالم الشرير، وثورة الميول الفاسدة في الإنسان. فلا تفتخرْ بقوّة إرادتك. فأنت لست أقوى من بطرس الذي جابه الخطر ولم يهرب منه، فأنكر معلّمه الربّ يسوع .

    2- وإن حدَثَ لك أن تضعُفَ أمام التجربة وتسقط في الخطيئة، فتذكّر ما فعله بطرس بعد أن أنكر الربّ يسوع. " خرجَ مِن الدارِ وبكى بكاءً مرّاً ". فهذا ما يفعلُهُ المسيحي الذي يحبّ يسوع حبّاً صادقاً والذي دفعَهُ ضَعفُه البشري إلى نكران يسوع بارتكاب الخطيئة.

إنه يعود إلى نفسه ويرى قباحة ما عمله فيخرج من جوّ الخطيئة، ويعبّر عن ندامته ببكاء القلب المتأسّف على الإهانة التي وجّهها إلى الرب يسوع.



 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +