Skip to Content

في من يخطئون متواتراً و يتوبون مراراً قليلة + صلاة /للقديس مار افرام السرياني

في من يخطئون متواتراً و يتوبون مراراً قليلة + صلاة
للقديس مار افرام السرياني
 
 
Click to view full size image


 

في من يخطئون متواتراً ويتوبون مراراً قليلة

 

حتى متى أيها الخليل تحتمل العدو وتكمل كل حين ما يسره ويؤثره،

 

 حتى متى أيها الصديق تخدم الجسديات الحاملة الموت وتتعبد لها،

 

 تمسك بمشورتي فتحييك وتطهر نفسك مع جسدك، تقدم إلي المخلص كافة الذين يجثون لدية بتوبة حارة، قد استيقظت فلا تغرق بالسكر وتخطئ كل يوم وتبني وتنقض مضاهياً للصبيان الذين يبنون بيوتاً وينقضونها، حد عن العقرب الذي عرفت قرصته، أهرب بحرص من الحية التي اختبرت سمها

 

لأن من يصدم الحجر نفسه دفعتين أعمى وأحمق لا يبصر ما يجب أن يهرب منه، إذا كان لك مثل هذا الحرص فتزداد في التوبة، وإذا حويت مثل هذا العزم فأسترحم الخالق وأستعطفه متواضعاً ومكتئباً مطرقاً ومبتهلاً متوجعاً

 

علي ما لحقك متوقعاً الأواخر هكذا خلص زكا العشار، هكذا ظهر متى عبداً
للمسيح، كذلك المرأة الزانية الفاسقة الفاجرة المتنعمة المستكلبة التي كانت عثرة من يعاينها لما مسحت رجلي المخلص بشعرها أنتشلت من جباب المآثم العميقة هكذا واضع أنت حاجبيك فتظهر مرحوماً

 

 وتخلص ذاتك لأن اللـه يقوم الذين يحتقرون ذاتهم والمتواضعين ويقتلع ويرذل الذين يعلون ذاتهم، أبصر مدينة أهل سدوم وعمورة الجنس الجافي القاسي الجنس

 

 الجسور والدنس المختبط في الهواجس كل وقت السقيم بهيام الفجور والمجامعات المنافية للشريعة، فأمطر عليهم الكبريت والنار وأباد الجنس كله، أبصر أيضاً نينوى البهية والجميلة المزهرة بالخطايا النابعة الرذائل فتوعد أن يقبلها وأمر بسرعة بدمارها وسقوطها، فلما عاين المتنعمين لابسين مسوحاً

 

وفي الرماد والجوع والصوم والنوح والبكاء والدموع متقشفين مصفرين مرعوبين مرتعدين متغيرين متساوين  الأحرار والعبيد، التجار والفقراء، الرؤساء والمرؤسين، المقتدرين والمطيعين، الذكور والإناث، الشيوخ والأطفال منذ اللبن،

 

 وكلهم أعفاء ترأف رحم خلص شفق تعطف، وحل بصلاحه النقمة التي تواعدهم بها، وأحتمل أن يكون نادماً أفضل من أن يظهر قاسياً هكذا يعذب الخطاة الذين لا ينعطفون إلى التندم، ولا يسمح أن يهلك السريع إذعانهم بل يشفق عليهم،

 

 فلهذا أسرعوا تضرعوا أخلصوا تحفظوا، فالرب مستعد بالإحسان وبالشفاء سريع إلي الإغاثة، نشيط إلي الأقتداء،

 

فياض علي المستمعين، فاتح للقارعين، واهب للطالبين،

 

مفضل علي المحتاجين، لا يحسد الذين يطلبون، ولا يدفع الواقعين بل يعطيهم يده، يفتح إذا طلبوا حلاً، يتوعد الذين لا يخضعوا لسيادته، إن كنت غلطت فُقْ، أو سقطت أرجع أبتهل تضرع أسجد أسأل أطلب خد ايقن انك تعطي، أسأل أن تخلص توسل إلي القادر أن يعطي إذا وقعت أنهض، إذا تقومت تقدم، إذا برئت أثبت، إذا عوفيت بالجملة وخلصت فحد عن المرض الذي طرحته،

 

لا تضرم اللهيب الذي طفأته، لا تعبر بالحمأة التي بالجهد غسلت منها لئلا تماثل الخنازير التي تفرح بالحمأة،

 

لا تغاير الكلاب التي تلحس فيها فمن يضع يده علي سيف الفدان مرة ويلتفت إلي الوراء لا يجد الملك، ومن أغتسل دفعة لا يحاضر إلي الوسخ.

 

إن المسيح واحد، الأمانة واحدة،

 

 الصليب واحد، الموت واحد، النعمة واحدة، الألم واحد، القيامة واحدة، لا يجب أن يذبح من قد ذبح ولا يدفع ذاته فداء عنك، قد فديت فلا تصر عبداً مختاراً للعبودية، مرتين غسلت أستحميت فلا تتوسخ فإن ليست حمام أخرى منصوبة مستعدة للغسل.

 

 

 

 

 

صلاة:

 

أشفيني يارب فأبرأ أيها الطبيب الحكيم والمتحنن أتوسل إلي صلاحك أشفِ جراحات نفسي وأضئ عيني ذهني لأتأمل تتابيرك الصائرة إليَّ كل حين فإذ قد تفه قلبي وذهني فلتطيبهما وتملحهما نعمتك بملح الحياة، فماذا أقول لك يا ذا العلم السابق الفاحص القلوب والكلى أنت وحدك قد عرفت أني مثل أرض لا ماء لها قد عطشت إليك نفسي وصبا إليك قلبي لأن من يحبك تشبعه نعمتك كل حين، فكما أستمعتني كل حين لا تعرض الآن عن وسيلتي، فإن ذهني كالمسبي طالباً إياك وحدك، فمنذ الآن أرسل نعمتك سريعاً لتوافي لإغاثتي وتشبع جوعي وتروي عطشي، إليك أشتاق أيها السيد الذي لا يشبع منه لأن من يستطيع أن يشبع منك إذا أحبك بحق وظمأ إلي نورك يا معطي النور أعطيني وسائلي وامنحني طلبتي وأقر في قلبي نقطة واحدة من نعمتك وليتوقد فيه لهيب محبتك كالنار في الغابة وليأكل الشوك والقرطب أي الأفكار الخبيثة أعطيني بسماحة وبلا عدد كما يليق بالإله المعطي الإنسان،

 

وامنحني بما أنك ملك الملوك أكثر منحتك كما يليق بك أيها الإله الصالح، وإن كنت قد غدرت وخالفت وأخالف بما أنني ترابي لكن يا من ملأت الجرار من بركتك أملأ عقلي من نعمتك، يا من أشبعت خمسة آلاف أشبع فقري من خلاصك، أيها المتعطف علي الناس أعطي عبدك

 

الطالب إليك طلبته لأن ها الهواء يتباهم والطيور تبذل نغماتها من قبل مجد حكمتك الجزيلة، والأرض كلها لابسة حلة الأزهار المتلونة التي نسجت بغير أيدي بشرية تبتهج معيدة عيدين العيد الواحد من أجل أبنها البكر آدم لأنه عاش، والآخر من أجل سيدها، والبحر ها هو ينمو ويزداد من نعمتك ويغني من يسيرون فيه، نعمتك منحتني دالة أن أتكلم أمامك والشوق الذي شملني يضطرني أن أتقدم إليك،

 

إن كان الثعبان الذي قتل الإنسان منذ القديم يتقدم في هذا الزمان فيفتح فمه، فكم أولي بعبدك التائق إليك أن يفتح فمه لتشريف ومديح نعمتك، أيها القائل والمادح فلسي تلك الأرملة أقبل طلبة عبدك، وأنمي ابتهالي، وامنحني سؤالي لأصير هيكلاً لنعمتك وتسكن فيَّ لتعلمني كيف أرضيها لكي ما تقرع معزفتي بلحن تخشع وتملأني سروراً أو تجبح ذهني كبحاً كأنه بلجام لئلا يضل فيخطئ إليك وأخرج من ذلك النور. أستمع يارب أستجب يارب طلبتي وامنحني أنا الضائع أن أدعى في ملكك، فقد كنت نجساً فطهرت،

 

وغبياً فتحكمت، وجاهلاً فصرت نجيباً، وأحصيت في رعية منتخبيك. إن جماعة القديسين المبتهجين في الفردوس الذين أرضوك يشفعون فيَّ ويتضرعون إليك فأسمع طلبتهم وخلصني بوسائلهم لكي ما أقرب لك مجداً. أنت يارب قلت بنبيك ” أفتح فمك فأملأه ” فها قد فتح فم عبدك مع قلبه فأوعبه من نعمتك لكي ما أثني عليك بالتبريك كل حين،

 

أيها المسيح الإله مخلصنا، أيها المتعطف الصالح أمطر في قلبي مطر نعمتك، وكما أن الأرض المزروعة لا تستطيع أن تربي من ذاتها الغلات بغير أفتقاد خيريتك، هكذا قلبي لا يستطيع أن ينطق بالمرضيات إلا بنعمتك، أو يثمر ثمر العدل إلا بها، ها أوان الحصاد يربي الغلات والشجر يتكلل بالأزهار الملونة، فليضئ ذهني ندى نعمتك وليوشه بأزهار الخضوع والتواضع والمحبة والصبر، وماذا أقول الآن ها صلاتي ضعيفة ومآثمي قوية وعظيمة وخطاياي تضغطني وأمراضي تتمرض عليَّ.

 

فيا من فتحت عيني الأعمى أفتح عيني ذهني لكي ما أتأمل في كل حين جمالك، يا من فتحت فم الحمار أفتح فمي إلي مديحك وتشريف نعمتك، يامن وضعت لجماً للبحر بكلمة أمرك أضع علي قلبي لجماً بنعمتك لكي لا يجنح يميناً أو يساراً من جمالك، يا من أعطيت ماءً في القفر للشعب الذي لا يذعن المجاوب أعطي نفسي تخشعاً وعيني دموعاً فأبكي بها ليلاً ونهاراً علي أيام حياتي بتواضع عزم ومحبة وقلب نقي، فلتدنِ طلبتي إلي حضرتك يارب وأعطيني من زرع قداستك لكي ما اقدم لك أغماراً مملوءة خشوعاً، وأشكر صارخاً المجد لك أيها المعطي، أسمع يارب صلاة عبدك بشفاعة كافة قديسيك.

 

يا من لم يزل مباركاً إلي الدهور. آمـين.



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +