Skip to Content

الافخارسيتا في حياة الرسل - الأخت ميشيلا جرو


الافخارسيتا في حياة الرسل

 

 

Click to view full size image

الإفخارستيا هي النقطة المركزية التي بنيت عليها عبادتنا المسيحية على مر الأجيال منذ عهد الرسل وإلى اليوم , لذلك من المهم إعادة التذكير وإبراز البعد الإيماني والروحي في احتفالنا بسر الإفخارستيا الذي هو سر حضور الله مع شعبه "الله معنا".

ما الدليل على حضور الله مع شعبة ...دائما معنا ؟
 "ها انذا معكم و إلى انقضاء الدهر " متى 20:28
كلام المسيح إشارة واضحة لحضور الرب الدائم معنا , حضوره الذي نشهده في الافخارستيا , بتحول الخبز و الخمر إلى جسد الرب و دمه ...فالافخارستيا تحتوى على المسيح الذي هو فصحنا و خبزنا الحي .
 و الذي يعطينا الحياة بروحة القدوس , و الكنيسة توجه بصرها نحو المسيح الحاضر على المذبح و الذي تكتشف فيه ملء حبه العظيم .
مثال : عندما نحب احد ما ...و يريد هذا الشخص أن يتركنا لسبب ما فإننا نحب أن نحتفظ بذكرى منه لنتذكره دوما و نتذكر حضوره معنا , و عندما يغادرنا تصبح الذكرى ( الشيء ) الذي تركه أحلى ذكرى فنحافظ عليها و نهتم بها لأنها تعبر عن وجوده و تذكرنا بمحبتنا و حبه لنا , و كذلك المسيح لكن بصورة أسمى ترك لنا أغلى ما يملك و قدمه حبا لنا ...قدم دمه و جسده الطاهرين ..
ليكون دوما معنا و لنتذكره على الدوام. ولذلك نفهم سبب العناية بسر الافخارستيا من قبل الكنيسة لأنها أثمن ما يمكن أن تمتلكه .

 عندما قال يسوع "أنا خبز الحياة... من أكل جسدي وشرب دمي ثبت فيَّ وثبتُ فيه... " يوحنا6: 48 و56 , أثار حفيظة سامعيه وانتقادهم له, فتركه كثيرٌ من تلاميذه الذين رافقوه في مسيرته التبشيرية. وربما كان احد تلاميذه الإثني عشر في تلك اللحظة على وشك اتخاذ موقفٍ شبيهٍ بالآخرين عندما سألهم المسيح:
"أفلا تريدون أنْ تذهبوا أنتم أيضاً؟" , لولا جواب بطرس المندفع بإيمان "يا رب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك" يوحنا6: 67 ـ 68 ..على الأغلب لم يفهم التلاميذ قصد يسوع من كلامه.
 
واليوم ألا يكرر المسيح سؤاله علينا كما قبل ألفي سنة. ربما نقف حائرين من جوابنا بالرغم من أننا ندرك معنى كلام المسيح , هل ننصرف كأغلب التلاميذ مرددين "هذا كلام عسير من يطيق سماعه", أم نتخذ موقفاً إيمانياً صريحاً كبطرس ونقول بقوله.

"خذوا كلوا هذا هو جسدي....... " متى 26:26 / لوقا 19:22
هل أدرك التلاميذ معنى الكلمات التي قالها المسيح ؟
على الأغلب لا ...كلمات المسيح لم تصبح واضحة للرسل إلا بعد يوم الأحد و إعادة استذكار ما حدث في الأيام السابقة ( من خميس الأسرار حتى الأحد الفصحى )

في ليلة العشاء السري رسم المسيح سر الإفخارستيا والكهنوت, متمماً بشكلٍ مسبق ما كان سيتحقق على الصليب بعد حين. فأعطى تلاميذه الخبز والخمر محولاً إياهما إلى جسده ودمه سرياً وبشكلٍ يفوق عقلنا البشري.
 لم يفهم التلاميذ ما حصل إلا بعد حلول الروح القدس عليهم واستذكارهم للأحداث الماضية وعلاقتهم بالمسيح. هذه العلاقة الحميمة التي كشفت لهم عن عمق محبة الله الآب للبشرية. وهو ما عبّر عنه يوحنا الرسول بقوله: "ذاك الذي كان منذ البدء, ذاك الذي سمعناه, ذاك الذي رأيناه بعينينا, ذاك الذي تأملناه ولمسته يدانا من كلمة الحياة... ذاك الذي رأيناه وسمعناه نبشركم به أيضاً" يوحنا 1 :1- 4

 لقد فهم التلاميذ معنى كلام المسيح فيما بعد و حملوا الرسالة بأمانة و تابعوا بها ..... وفهموا معنى حضور المسيح سرياً في الإفخارستيا , فكانوا يجتمعون لكسر الخبز والصلاة " وكانوا مواظبين على تعليم الرسل و الشركة و كسر الخبز و الصلوات " أعمال 2 : 42. " يكسرون الخبز في البيوت " أعمال 46:2 " واجتمعنا يوم الأحد لكسر الخبز " أعمال 7:20 " ثم صعد فكسر الخبز فأكل " أعمال 11:20 والكنيسة إلى اليوم تتابع عمل التلاميذ في إقامة الذبيحة الإلهية وسر الإفخارستيا بواسطة الكاهن.

الافخارستيا سر يفوق إدراكنا البشري و فهمنا البسيط و لا يمكن أن نتقبله إلا بالإيمان , و ذلك بنعمة المسيح و محبته لنا و بمساعدة الروح القدس ...نصبح كالتلاميذ قادرين على استيعاب السر و فهمه و خدمته ...
في الافخارستيا يتحول كل جوهر الخبز الى جسد المسيح
كل جوهر الخمر الى دم المسيح


أمام سر الحب يختبر العقل كل محدوديته.
نحن اليوم مدعوون للتأمل في حضور المسيح معنا خاصة في سر جسده و دمه الحي الذي نتغذى به و نستير به ... فتنفتح أعيننا على حضوره معنا كما حصل لتلميذي عماوس "فانفتحت أعينهما و عرفاه " لوقا 24:31

كيف نحن اليوم ملتزمون اتجاه هذه المحبة التي قدمت و مازالت تقدم لنا ؟
الافخارستيا تمدنا بالقوة و تولد لنا رجاء حي ليقوم كل منا بمهامه على الأرض حتى القيامة ...

فكيف نفهم هذه المهام .
المسيح لم يتركنا بلا جواب فكان جوابه حاضرا لدينا في إنجيل يوحنا 13 : 1- 20 و بنفس نص العشاء الأخير الذي سبق و ذكرناه , لكن يوحنا ينفرد عن باقي الانجليين بسرد واقعة غسل المسيح لأرجل تلاميذه .

فيسوع يعتبر نفسه و هو تحت أقدام التلاميذ يغسلها في أفضل وضع للحب ..فإذا كان عطاء المسيح ببذل ذاته على الصليب هو قمة الحب ..فالخدمة أيضا هي أفضل تعبير للحب , إذا بذل الذات و الخدمة هما وجهان لحقيقة واحدة .

و نفهم ان المسيح جاء أيضا معلما للخدمة و الشركة ففي نص يوحنا يغسل المسيح أرجل تلاميذه ثم يتابعوا كسر الخبز دون ذكر الكلام " هذا هو جسدي ..." ليقول لنا المسيح انه لا يليق للجماعة المسيحية أن تشارك في عشاء الرب فيما هي غارقة في انقسامات و لا مبالاة و .....

فدورنا كمسيحيين ملتزمون اتجاه العالم أن نبدل الحياة لتصبح الافخارستيا ثمرة تغير وجه العالم وفقا للإنجيل .

 
الخلاصة : الافخارستيا هي تقدمة المسيح لذاته من عظم محبته لنا , هي سر يفوق إدراكنا البشري البسيط لكننا كالتلاميذ قد نكون غير فاهمين في البداية لكن بنعمة المسيح و الروح القدس و خلال هذه الأيام سوف نحاول أن نفهم دور الافخارستيا في حياتنا كعطاء و نعمة و لقاء و اتحاد بالله و لتدع أنفسنا و أذهاننا في يد الله ولتنفتح أعيننا لنرى المسيح و نعاينه في الافخارستيا .
 

الأسئلة :
1. هل اشعر بوجود الله الدائم في حياتي ؟ أين ؟

2. هل شعرت مرة بالفرح أو القوة أو أي شعور آخر بعد المناولة ؟

3. أين أكون في حياتي كالرسل لا افهم معنى عطاء الله؟

4.ماذا يعني لي القربان المقدس ؟ و لماذا أتناول ؟



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +