اْسمَعوا لي الآنَ أَيُّها البَنون فطوبى لِلَّذينَ يَحفظونَ طرقي (ام 8 /32)
بطرس و الثقة في الذات
من يمسكم يمس حدقة عيني
وإن نسيت الأم رضيعها فأنا لا أنساكم
" الرب يسوع "
(مت 26: 33 )
أيها المسيحي اذكر سقوط بطرس واحذر من الثقة الذاتية، وربِّ في نفسك روح الصلاة، واحترس من الكسل والنوم الروحي. كُن صاحياً ساهراً مشغولاً بالمسيح، إن هذا هو مركز الأمان الوحيد، ولا تكتف بمجرد الامتناع عن الخطايا الظاهرة، ولا بنقاوة السيرة الخارجية فقط بل لتكن غيرتك متقدة وعواطفك مضطرمة نحو المسيح، لأن مَنْ يتبع المسيح من بعيد قد ينكره بعد قليل. لنتأمل في ذلك ولننتفع من حادثة بطرس الذي فيما بعد قدم لنا هذه النصيحة "اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً مَنْ يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الإيمان" (1بط 5: 8 ، 9)
هذه الكلمات ثمينة جداً لأن الروح القدس يستخدم في كتابتها شخصاً قد عانى آلاماً كثيرة بسبب عدم السهر.
ويا لها من نعمة غنية قد استطاعت أن تقول لبطرس قبل سقوطه أنا قد "طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (
لو 22: 32 ) ولنلاحظ أنه لا يقول "طلبت من أجلك لكي لا تسقط" ولكن "لكي لا يفنى إيمانك" متى سقطت. ما أثمن وأعظم تلك النعمة التي كانت السند الوحيد لبطرس، بل التي أصبح بطرس مديناً لها من البداية إلى النهاية. فكخاطئ ضال كان بطرس مديناً "لدم المسيح الثمين" وكقديس ساقط كان مديناً "لشفاعة المسيح العظيمة" التي كانت أساساً لرَّد نفسه، وبطرس بعد ذلك استخدمه الرب لكي يثبّت أخوته".