Skip to Content

مولد يوحنا المعمدان 2007-2008 - المطران بشارة الراعي

 الاحد 9 كانون الاول 2007

مولد يوحنا المعمدان

Click to view full size image

الرحمة حاجة المجتمع

 من انجيل القديس لوقا 1/ 57-66

  قال لوقا البشير: تمّ زمان اليصابات لتلد، فولدت ابناً. وسمع جيرانها وأقاربها أن الرب قد عظّم رحمته لها، ففرحوا معها. وفي اليوم الثامن جاؤوا ليختنوا الصبي، وسمّوه باسم أبيه زكريا. فأجابت أمه وقالت: " لا! بل يُسمى يوحنا!". فقالوا لها: " لا أحد في قرابتك يدعى بهذا الاسم". وأشاروا الى ابيه ماذا يريد أن يسميه. فطلب لوحاً وكتب:  "إسمه يوحنا!". فتعجبوا جميعهم. وانفتح فم زكريا، وانطلق لسانه، وجعل يتكلم ويبارك الله، فاستولى الخوف على جميع جيرانهم، وتحدث الناس بكل هذه الامور في كل جبل اليهودية. وكان من سمع بذلك يحفظه في قلبه قائلاً: " ما عسى هذا الطفل أن يكون؟". وكانت يد الرب حقاً معه.

**

 مولد يوحنا المعمدان هو انبلاج  الفجر امام شمس يسوع المسيح الذي جسّد رحمة الله ومحبته في العالم، لانه يحتاج الى رحمة لكي يعيش فرح العدالة والمحبة. مع مولد يوحنا ورسالته ينقشع دور الانسان في بناء المجتمع البشري بحيث يصبح اكثر انسانية بوجه عقلية رافضة للرحمة، ومختبئة وراء عدالة انتقائية ظالمة غايتها المحافظة على الانانيات والمصالح الفردية والفئوية.

 اولاً، شرح نص الانجيل

 1.  تجلي رحمة الله

 اختار الله لمولود زكريا واليصابات اسم " يوحنا"، واعلنه على لسان الملاك في البشارة، لانه يعني " الله رحوم" ( ياهو- حنان). الاسم عند الساميين تعريف بشخص يدعى به، بل عنصر مكوّن لشخصيته، هوية ودوراً: يوحنا يعني الشاهد لرحمة الله.

في الواقع، بميلاده تجلت رحمة الله لأمه وابيه وللشعب كله: شهد عارفو اليصابات ان  "الله اكثر رحمته لها ففرحوا معها" (لو1/58)، اذ منحها ولداً هي المسنة والعاقر. عبّرت اليصابات عن تجلي رحمة الله: " هذا ما صنع الرب اليّ يوم افتقدني برحمته، لينزع عني العار بين الناس" ( لو1/25). وعندما كتب زكريا على لوح اسم " يوحنا"، " انحلّت عقدة لسانه وتكلّم وبارك الله" ( لو1/64)، وامتلأ من الروح القدس وتنبأ: " تبارك الرب الهنا، لانه افتقد شعبه بنعمته، وافتداه واقام لنا مخلصاً قديراً في بيت داود عبده، كما وعد بلسان انبيائه في القديم: انه يخلصنا من اعدائنا وجميع مبغضينا. فأظهر رحمته لأبنائنا وذكر عهده المقدس" ( لو1/67-72). وسيتم تجلي رحمة الله للبشر اجمعين بتجسد الرحمة الالهية، بشخص ابن الله الذي سيولد من مريم البتول، بعد ثلاثة اشهر، فيصبح للرحمة الالهية اسم في التاريخ هو يسوع المسيح: الاله الذي يخلص بالانسان المكرس بمسحة الروح لتجسيد الرحمة الالهية بالفداء.

رسالة يوحنا ان يعدّ طريق العقول والارادات والقلوب لقبول رحمة الله، كما كشف الملاك لزكريا: " يسير امام الرب بروح ايليا وقوته، ليعطف بقلوب الآباء على الابناء ويهدي العصاة الى حكمة الابرار، فيعّد للرب شعباً متأهباً" ( لو1/17). هو الذي تنبأ عنه اشعيا، قبل 500 سنة: " يقول الهكم: عزوا عزوا شعبي... صوت منادٍ في البرية اعدّوا طريق الرب واجعلوا سبُل الهنا في الصحراء قويمة"

( اشعيا40/1،3). هذا الصوت المنادي هو يوحنا المعمدان في برية اليهودية: " توبوا، قد اقترب ملكوت السماوات" ( متى 3/1-2).

زمن المجىء الذي يسير بنا نحو ميلاد الرب يسوع، انما يهيئنا لقبول الرحمة الالهية المتجلية في شخص ابن الله المتجسد، في كلامه وآياته. وقد كشف لنا محبة الله الابوية، التي بلغت ذروتها بموته على الصليب، تكفيراً عن خطايانا وفداءً عنا، وبقيامته من الموت، لتبريرنا والنهوض بنا الى حياة جديدة. انه " الرجاء الصالح لبني البشر" الذي سينشده الملائكة يوم ميلاده ( لو1/14). من اجل هذا الرجاء اصبحت التحية الميلادية: " ولد المسيح، هللويا!".

تُحدّد حاجات عصرنا بحاجتين اساسيتين متلازمتين: معرفة حقيقة الانسان، ومعرفة حقيقة الله، كما كشفهما يسوع المسيح. فهو بانسانيته كشف الانسان للانسان بما له من قدسية وكرامة، وبالوهيته كشف سرّ الله " الغني بالرحمة" ( افسس 2/4). وخصص خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني رسالتيه العامتين الاوليين، ليكشف في الاولى حقيقة الانسان، وعنوانها "فادي الانسان" ( 4 اذار 1979)، وفي الثانية حقيقة الله، وعنوانها: " الرحمة الالهية" ( 30 تشرين الثاني 1980). ربط بهما بين مذهبين: واحد يجعل الانسان محور الكون؛ وواحد يجعل الله محوره. فوفّق بينهما واكّد ان الانسان يكون محور التاريخ بمقدار ما يرتبط بالله سيد هذا التاريخ، بالوسيط يسوع المسيح الكلمة الذي " به كان كل شيء، وبدونه ما كان شيء مما كان" ( يو1/3). الى هذا الترابط تسعى الكنيسة في رسالتها عبر تاريخ البشر (الرحمة الالهية،1).

عندما كشف الله اسمه لموسى، كشف هويته وفعله، قال: " انا هو الذي هو"  (خروج3/14). منه اشتق العبرانيون لفظة " يهوه" من فعل " هَيَه" الذي يعني ان الوجود هوية ودينامية فاعلة: فالله هو الكائن الموجود منذ الازل من دون بداية، والحاضر باستمرار         ( esse)، والحاضر الفعال بمعنى الوجود المتجّه نحو الغير ( ad esse). بهذه الصفة يعطي الوجود، فهو الخالق والعناية الدائمة بكل مخلوق، وهو الفادي والمخلص الدائم لكل انسان. بهذين المعنيين، يشمل اسم يهوه في آن رفضاً وهبة: رفض الانحصار داخل فئات البشر الموجودين، وهبة الحضور الفعال: " إهْيهْ عمَّك ـ انا معك" ( خروج3/12)، كما قال لموسى وهو يخرج شعبه من عبودية مصر.

ثم يوضح الله لموسى اسمه " انا هو الذي هو"، في الهوية والفعل، انه " اله رحيم ورؤوف، طويل الاناة كثير الرحمة، والوفاء، يحفظ الرحمة للألوف، ويحتمل الاثم والمعصية والخطيئة، لكنه لا يترك شيئاً دون عقاب ( خروج 34/9). استجاب الرب، فكان " عمانوئيل"، الله معنا ( متى 1/32)، الذي يكشف قدرته الفائقة في مغفرة الخطايا: فلأنه قدير هو رحوم.

  2.  الرحمة حاجة مجتمعنا

الرحمة صفة الهية وحياة شعب. هكذا نجدها في اسفار الانبياء والمزامير. هي صفة الله التي تنشدها المزامير لرب المحبة والحنان والرحمة والامانة

( مز 103 و145)؛ وهي حياة شعب عاش في الدالة الحميمية على ربهم في الحوار معه. الرحمة كمال فائق الطبيعة لدى الله، وفضيلة حقيقية لدى الانسان. وكون الانسان مخلوقاً على صورة الله، من واجبه الطبيعي ان يكون رحوماً، لتظهر فيه صورة الله، وينال منه الرحمة: " طوبى للرحماء، فانهم يرحمون"  (متى5/7).

الرحمة صفة الله وتعني في كتب العهد القديم من جهة طيبة الله العميقة، ونعمته ومحبته وعهده مع شعبه وامانته لذاته، وتظهر في المحبة الاغلب من خيانة الانسان والشعب، وفي النعمة الاقوى من الخطيئة

( لفظة حِسِدْ)، وتعني من جهة ثانية محبة الله الفريدة، مثل محبة الام لطفلها، المليئة بالحنان وطول الاناة والشفقة والمسارعة الى الغفران، وهي محبة مجانية وليست ثمرة اي استحقاق (لفظة رحاميم) رسالة البابا يوحنا بولس الثاني: في الرحمة الالهية، الحاشية 52). بهذين المعنيين، الرحمة فضيلة تجّمل الانسان وتؤسس العلاقات بين الناس.

الرحمة تلطّف العدالة، هذه الفضيلة الاجتماعية التي تحكم بين الناس وتوزع الخيور المادية في ما بينهم بطريقة متوازية. ذلك ان الرحمة، وهي المحبة السمحاء، تعيد الانسان الى نفسه، الى مشاعر الطيبة والحنان وطول الاناة، في ممارسة العدالة بهدف المساواة بين الناس والتلاقي على خيرهم. المساواة تكشف وجه العدالة على مستوى الخيور المادية الخارجية، اما الرحمة فتحمل الناس على التلاقي على خير اساس هو الانسان، مع ما له من كرامة خاصة به.

الرحمة عنصر لا غنى عنه لانشاء العلاقات المشتركة بين الناس، بروح الاحترام العميق،بحيث انها تصلح العدالة لئلا تصبح مبدأ " العين بالعين والسّن بالسن" ( متى5/38). وحدهما المحبة الرحيمة والعدالة تجعلان المجتمع " اكثر انسانية" (الكنيسة في عالم اليوم، 40)، بفضل المصالحة بين الله والانسان، والمسامحة في العلاقات المتبادلة بين الناس. فبدون المصالحة والمسامحة "يصبح العالم مجتمع عدالة باردة جافة يسعى كل بموجبها الى المحافظة على حقوقه في وجه سائر الناس، وتعمل الانانيات الكامنة في اعماق الانسان على تحويل الحياة الانسانية المشتركة الى نظام مستبد حيث الاقوياء يرهقون الضعفاء، والى ساحة صراع دائم بين الناس"

( الرحمة الالهية، 14).

اجل، الرحمة حاجة لكل مجتمع بشري بنوع عام، وحاجة مجتمعنا اللبناني بنوع خاص، بسبب ما فيه من انقسامات مفتعلة واتهامات وعداوات.

 ان " عقلية عصرنا الحاضر ترفض رحمة الله، كعلاقة معه، وفضيلة اجتماعية بين الناس، بل تسعى هذه العقلية الى القضاء على فكرة الرحمة واستئصالها من قلب الانسان" (المرجع نفسه، 2)، كما نشهد على الساحة العالمية والاقليمية، وعلى الساحة اللبنانية عبر وسائل الاعلام، وعبر المواقف السياسية وممارسات العنف والارهاب. وباتت لفظة الرحمة بما لها من مفهوم تبدو وكـنها تزعج الانسان. كم من برامج عنيفة تنقلها الشاشة الصغيرة، وكأنها مدرسة تعمل على ازالة مشاعر الرحمة من قلوب الناس وبخاصة الاجيال الطالعة.

   لكن الكنيسة مدعوة دائماً لان تعترف بالرحمة الملطفة للعدالة، وتنشرها في التعليم والممارسة، وتقود الناس الى ينابيعها في سرّي المصالحة والافخارستيا. ان سرّ المصالحة يصحح علاقتنا مع الله والناس ويكشف كم ان المحبة اقوى من الخطيئة، والغفران من الثأر. اما سرّ الافخارستيا فيقرّبنا دائماً من محبة الله التي هي اقوى من الموت، والتي بواسطتها يريد الله ان يتحد بنا، وان يكون حاضراً فينا، ويسكن في قلب كل انسان.

 ***

ثانياً، الاسرة والقضايا الاخلاقية والحياة

  تجلّت في مولد يوحنا كرامة الكائن البشري، وظهر دور كل مولود لامرأة في التاريخ وفي سرّ الخلاص. ما يعني ان لكل شخص بشري فرادته وامتيازه عن غيره منذ اللحظة الاولى لتكوينه. ولا يحق لأحد ان يضع حداً لحياته او ان يتلاعب بمصيره.

       من "معجم التعابير الملتبسة والمتنازع فيها حول الاسرة والقضايا الاخلاقية والحياة". نتناول من موضوع " حالة الجنين القانونية"، الذي عالجه البروفسور Rodolfo Barra، المساواة بين الكائنات البشرية في اي مرحلة من الحياة، في حشا الام وخارجه. تكشف البولوجيا والفلسفة وعلم القانون والاخلاق والدين ان كل الناس متساوون في الانسانية.

  بيولوجياً، جميع الناس متساوون، لان جماعة بيولوجية اساسية تساوي فيما بينهم، كشفها العلم، ووجدها بيّنة للمساواة والخصوصية، وهي الحامض النووي _ AND  بالفرنسية او DNA بالانكليزية. فكل من يحمل نوعاً محدداً من AND يكون بشرياً، وينتمي الى البشرية. وبما انه كائن، ولا هو شيء، فنسمّيه " كائناً بشرياً". الجنين في حشا الام ينعم بالحامض النووي منذ لحظة تكوينه، أكان في مرحلة ما قبل 14 يوماً، ام بعدها، أكان " كتلة خلايا" ام جنيناً مكتملاً.

  قانونياً، اذا كان الجنين، من اللحظة الاولى لتكوينه، كائناً بشرياً، هو ايضاً شخص يمتلك شخصية قانونية. واذا كان شخصاً، ينبغي ان نقرّ له بالحقوق الاساسية، اسوة بغيره من الاشخاص. ومن بين هذه الحقوق الحق المطلق في الحياة وفي الاكتمال الجسدي.

 اخلاقياً، بما ان الجنين منذ بداية تكوينه كائن بشري، فهو ذو كرامة يتساوى فيها مع الجميع، وهو صاحب استحقاق اسوة بغيره. الكرامة والاستحقاق مطلقان.

       فلسفياً، يظهر ان بين الرجال والنساء على اختلافهم واختلاف اجيالهم وظروفهم، يوجد رباط جوهري يحددهم هو الصفة الانسانية. ما يجعل غيري " انا الآخر". اذن هذا الآخر يستحق ما انا استحق، " فلا افعل له ما لا اريد ان يفعله لي الآخرون"، وفقاً للقاعدة الادبية الاساسية.

 دينياً، الرجال والنساء مخلوقون على صورة الله، والله هو هدفهم الاخير. كلهم يسمون على المادة، ولهم كرامتهعم بحكم اصلهم ومصيرهم الابدي. كلنا ابناء لاب واحد، وكلنا اخوة، واخي هو " الآخر". ما يقرّب الناس بعضهم الى بعض انما هي الانسانية. من اجل الجميع صار الله قريباً لكل واحد، انساناً ليخلص كل انسان.

 الاجهاض والتلاعب في الاجنّة وتجميدها واتلافها جريمة قتل من جميع النواحي المذكورة اعلاه.

***

 ثالثاً، الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني

 تواصل الخطة الراعوية تقبل النص المجمعي السادس: " البطريرك والاساقفة"، وتحديداً استكمال التعمق في شخص البطريرك (الفقرات 7-14).

 1.  البطريرك خادم القدسيات

من امتيازات السيد البطريرك ان يكرّس الميرون يوم خميس الاسرار الذي يستعمل في اسرار المعمودية والتثبيت والدرجة المقدسة ومسحة المرضى وتكريس الكنائس والمذابح واجران المعمودية والاواني المقدسة. ما يجعل البطريرك خادم القدسيات، فهو مقدّس شعبه والمؤتمن الاول على طقوس كنيسته وقائد شعب الله في حجّه نحو ارض ميعاده الحقيقية (فقرة 7).

2. البطريرك اب ورأس

تربطه بابناء كنيسته علاقة مزدوجة: العلاقة الروحية النابعة من الميرون، والعلاقة الزمنية التي جعلت منه مرجعاً لهم عبر تاريخهم الطويل، وخادم وحدتهم والمدافع عنهم والساهر على شؤونهم وقضاياهم والحريص على نهضة كنيسته وتقدمها في كل مجال.

البطريرك هو الاب الذي له السلطان على بيته، وهو المعلم والرئيس والمدبر، وله سلطان رسولي من لقب بطريرك انطاكية واضافة اسم " بطرس" على اسمه.

 3. البطريرك متقدم على شعبه ومتكلم باسمه

هذه المهمة قالها عنه البطريرك اسطفان الدويهي: " يتقدم شعبه ويتكلم عليه" وشعاره في هذه المهمة " الامانة لمارون وللكنيسة الرومانية". اما الهدف فالحفاظ على وحدة الشعب وخيره الروحي والزمني.

 4. البطريرك ابو الرهبان

قبل اعادة تنظيم الحياة الرهبانية، في اعقاب المجمع اللبناني المنعقد سنة 1736، كان الرهبان مرتبطين مباشرة بالسيد البطريرك، الذي اعتبروه بمنزلة الاب والرئيس والمرجع الاخير. فهو الذي كان يختار رهباناً لرئاسة الاديار. وكان يختار مع مجمعه اساقفة من الذين من بينهم امتازوا بتقواهم ومحبتهم للكنيسة.

ان ارتباط الرهبان والراهبات بشخص البطريرك يبقى الدليل على ان الحياة الرهبانية تشكلّ عصب الحياة الكنسية.

 5. البطريرك رئيس الرؤساء

 يقال له " رئيس الرؤساء" بالنسبة الى الاساقفة الذين يشكلون معه مجمع اساقفة الكنيسة البطريركية المارونية. اما اساس اللقب فيعود الى انه منذ تأسيس البطريركية المارونية، تكوكب الاساقفة حول البطريرك، وكان يرسلهم لتفقّد الشعب في الرعايا، ثم يعودون الى الكرسي البطريركي او الى اديارهم، قبل ان قسّم المجمع اللبناني (1736) الابرشيات، وأوجب على الاساقفة الاقامة فيها.

 صلاة

اللّهم الغني بالرحمة، نشكرك على مراحمك التي تستر بها خطايانا وخطايا البشر، وتكثر الينا نعمك الروحية والماديّة. حرّك في قلوبنا وقلوب البشر مشاعر الرحمة لنكون رحومين، ومؤهلين لاستحقاق رحمتك. اعطنا والمسؤولين ان نلّطف العدالة بالرحمة، لكي يسود الانصاف في المجتمع. اجل، نحن ندرك، يا رب، ان أمسّ حاجة لمجتمعنا انما هي الرحمة. يا سيد الحياة، انر ضمائر الوالدين والاطباء ليدركوا ان لكل كائن بشري، أجنيناً كان ام مولوداً، كرامة وحقوقاً ودوراً في التاريخ وفي تدبير الخلاص، وان سيد الحياة هو الله. للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس كل مجد واكرام الآن والى الابد. آمين.


*****

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +