Skip to Content

مولد يوحنا المعمدان 2008-2009 - غلاطية - المطران بشارة الراعي

 

 مولد يوحنا المعمدان

Click to view full size image

غلاطية 4/21-5/1

لوقا 1/57-66

تحقيق الوعد بتجلي رحمة الله

مولد يوحنا المعمدان يحقق الوعد. فمولده، تجلٍ لرحمة الله التي تغمر البشرية جمعاء، وقد ظهرت في هبة الولد لزوجين عاقرين افتقدهما الله برحمته، وفي عودة النطق الى زكريا كعلامة بأن وعود رحمة الله تتحقق في اوانها. ومولد يوحنا السابق هو اعلان للرحمة الالهية التي ستحمل اسماً في التاريخ هو " يسوع المسيح". ان الشعب المسيحي مدعو ليحمل لعالمه حضارة الرحمة.

 

***

اولاً يوبيل بولس الرسول وشرح نصيّ الرسالة والانجيل


1.  بولس الرسول وتقليد الكنيسة الحي: سرّ القيامة[1]

عرف بولس الرسول من تقليد الكنيسة الحي سرّ القيامة، قبل ان تُدوّن الاناجيل. فكما تسلّمه من الرسل، سلّمه كتابةً للكنيسة الناشئة. فكتب في الرسالة الى اهل كورنتس: "اني قد سلّمت اليكم اولاً ما انا تسلّمته، وهو ان المسيح مات من اجل خطايانا، وانه قُبر، وانه أقيم في اليوم الثالث، كما جاء في الكتب، وانه ظهر لكيفا-بطرس ثم للاثني عشر" (1كور15/3-5).

ويشرح في موضوع آخر ان "المسيح مات من اجل خطايانا"، فيقول: "ان الذي ما عرف الخطيئة، جعله الله خطيئة من اجلنا، لنصير نحن بّر الله" ( 2كور5/21). علّق مرتان لوثير، عندما كان بعد راهباً اغسطينيا،ً على هذا النص: " هذه هي عظمة سرّ النعمة الالهية تجاه الخطأة: فبتبادل عجيب، خطايانا ليست بعد خطايانا بل خطايا المسيح، وبرّ المسيح ليس بعد برّه بل برّنا" (تعليق على المزامير من 1513 الى 1515).

ان قيامة المسيح فاعلة حتى الساعة في وجود المؤمنين، بمعنى ان يسوع قام وما زال يحيا في سرّ القربان وفي الكنيسة. وقال: " هكذا نحن ? انا والرسل وتلاميذ الرب الذين ظهر لهم- نبشّر، وهكذا انتم آمنتم" (1كور15/11). انه المسيح الذي "ولد بحسب الجسد من نسل داود وجُعل بحسب روح القداسة ابن الله بقوة اي بالقيامة من بين الاموات. به نلنا النعمة والرسالة لكي نهدي الى طاعة الايمان جميع الامم لمجد اسمه وانتم ايضاً من بينهم" ( روم1/5-6).

 2. شرح الرسالة الى اهل غلاطية 4/21-5/1): احرار بالمسيح

  قُولُوا لي، أَنْتُمُ الَّذِينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، أَمَا تَسْمَعُونَ الشَّرِيعَة؟ فإِنَّهُ مَكْتُوب: كَانَ لإِبْراهيمَ  ابْنَان، واحِدٌ مِنَ الـجَارِيَة، ووَاحِدٌ مِنَ الـحُرَّة. أَمَّا الَّذي مِنَ الـجَارِيَةِ فقَدْ وُلِدَ بِحَسَبِ الـجَسَد، وَأَمَّا الَّذي مِنَ الـحُرّةِ فَبِقُوَّةِ الوَعْد. وفي ذـلِكَ رَمْزٌ: فَسَارَةُ وهَاجَرُ تُمَثِّلانِ عَهْدَين، عَهْدًا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ يَلِدُ لِلعُبُوديَّة، وهُوَ هَاجَر؛ لأَنَّ هَاجَرَ هيَ جَبَلُ سِينَاءَ الَّذي في بِلادِ العَرَب، وتُوافِقُ  أُورَشَليمَ الـحَالِيَّة، لأَنَّهَا في العُبُودِيَّةِ هيَ وأَوْلادُهَا. أَمَّا أُورَشَليمُ العُلْيَا فَهِيَ حُرَّة، وهِيَ أُمُّنَا؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: "إِفْرَحِي، أَيَّتُهَا العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَّرْنِيمِ وَ اصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ الـمَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَولادِ الـمُتَزَوِّجَة". أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فإِنَّكُم أَوْلادُ الوَعْدِ مِثْلُ إِسْحـق. ولـكِن، كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الـمَولُودُ بِحَسَبِ الـجَسَدِ يَضْطَهِدُ الـمَوْلُودَ بِحَسَبِ الرُّوح، فَكَذ,لِكَ  الآنَ أَيْضًا. ولـكِن مَاذَا يَقُولُ الكِتَاب؟ " أُطْرُدِ الـجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّ  ابْنَ الـجَارِيَةِ لا يَرِثُ معَ  ابْنِ الـحُرَّة". إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة، لَسْنَا أَوْلادَ جَارِيَة، بَلْ أَوْلادُ الـحُرَّة. إِنَّ الـمَسِيحَ قَدْ حَرَّرَنَا لِنَبْقَى أَحرارًا. فَاثْبُتُوا إِذًا ولا تَعُودُوا تَخضَعُونَ لِنِيرِ العُبُودِيَّة.

 يؤكد بولس الرسول ان المسيحيين كجماعة ليسوا ابناء الأمة بل ابناء الحرّة، اي ابناء ابراهيم بالايمان وبالتالي ابناء التدبير الالهي، وقد اكتملت حريتهم بالمسيح: "ان المسيح قد حرّرنا لنبقى احراراً. فاثبتوا اذاً ولا تعودوا تخضعون لنير العبودية" ( غلاطية 5/1).

 بهذا التأكيد يعود بولس الى الجذور، الى ابراهيم الذي كان له ابنان:اسماعيل من هاجر الأمة-الجارية " بحسب الجسد" اي من دون اي تدبير الهي، واسحق من زوجته ساره "بحسب الوعد"، وفقاً لتصميم الهي. من نسل اسحق كان الشعب الذي باركه الله من بين كل شعوب الارض.

 هاجر الأمة رمز لعهد الشريعة من جبل سينا في بلاد العرب، اورشليم الارض، وساره الحرة رمز للعهد الجديد، عهد الايمان النابع من اورشليم العليا الحرّة وهي امنا (غلاطية4/24-26).

 شريعة موسى محصورة في الزمن، مؤقتة ولا تعطي الخلاص. اما الايمان الذي من ابراهيم فيجمع شعباً كونياً، من كل شعوب الارض واممها. الوعد يقود هذا الشعب ويوحّده، ثم يتحقق في الحرية التي من المسيح. شعب الله الحق هو المتواجد من الوعد، والانتماء اليه يتمّ بالايمان. اما حالته فهي حالة حرية ابناء الله الذين حررّهم المسيح بكلمة الانجيل وذبيحة الفداء من الخطايا والقيامة لحياة جديدة بالروح القدس.

        3. مولد يوحنا المعمدان تحقيق لوعد الله الخلاصي (لوقا1/57-66).

       " اما اليصابات ، فلما حان وقت ولادتها وضعت ابناً " ( لو 1/57).

  كان وعد الله لزكريا يوم بشره الملاك: "ستلد لك امرأتك اليصابات ابناً، فسمّه يوحنا ? انه يعدّ للرب شعباً كاملاً  (لو1/13-17). عن يوحنا تنبأ ملاخي ( حوالي سنة 470 قبل المسيح ): " هاءنذا مرسل رسولي فيعدّ الطريق امامي" (ملا3/1). هذه النبوءة طبقها السيد المسيح على يوحنا (متى11/10). لكن هذا الوعد يندرج بعيداً في وعد الله لابراهيم الذي بدأ يبدأ معه تصميم الخلاص ويتواصل.

  شوّه الانسان صورة الله فيه بالخطيئة والموت، لكنه ظلً "على صورة الله"، على صورة الابن، غير انه حُرم من مجد الله ومثاله (روم3/23) . فكان الوعد لابراهيم ان من نسله يولد المسيح، ابن الله، الذي سيحمل " الصورة "ويرمم" شبهها " يالآب، ويعيد للانسان مجده أي الروح الذي يعطي الحياة،" قال الرب لابراهيم: انا اجعلك امّة كبيرة، واباركك واعظّم اسمك، وتكون بركة. ويتبارك بك جميع عشائر الارض" (تكوين 12/1-3). ثم كرّر له الوعد عندما اطاع امره بتقديم ابنه الوحيد اسحق محرقة للرب: "بنفسي حلفت، بما انك فعلت هذا الامر ولم تمسك عني ابنك وحيدك، لاباركَنّك واكثّرن نسلك كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطىء البحر، ويتبارك بنسلك جميع امم الارض، لانك سمعت قولي" ( تكوين22/16-18).

شرح بولس الرسول ان نسل ابراهيم هو المسيح (غلا3/16). البركة هي فيض الروح القدس المتفجر من موت المسيح وقيامته الذي " يجمع كل ابناء الله المشتتين الى واحد " (يو13/51-52)، هذا الواحد هو الكنيسة، جسد المسيح السرّي (انظر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 705-706).

نشيد زكريا، الممتلىء من الروح القدس، الذي تلاه عند مولد يوحنا لما انحلت عقدة لسانه وعاد اليه النطق، هو ادراك لسّر الوعد لابراهيم الذي يتحقق (لو1/67-79). هذا النشيد هو خلاصة كل العهد القديم . فيه ثلاثة اقسام:

 أ- بركة الشكر للرب الذي يفتقد شعبه ويرسل له مخلصاً وفادياً من بيت داود كما نطق الانبياء ،وهو المسيح (68-71).

 ب- اتمام الوعد لابراهيم بالنجاة من الاعداء، والعبادة لله بدون خوف، بالتقوى والبّر والعيش في ظل عنايته طول الايام (72-75).

 ج- رسالة يوحنا ابنه التي تتجلى من خلالها رحمة الله ومضمونها (76-79).

لكن قمة الوعد تتحقق في يسوع المسيح الذي فاضت منه " النعمة والحقيقة" (يو1/71). اما نحن فنتجاوب بالحب والامانة مع النعمة والحقيقة. هذا ما يشكّل العهد الجديد الابدي بالمسيح: ان الله ابٌ لنا ونحن شعبه، ولذا علمنا الرب يسوع ان نصلي: ابانا الذي في السموات .

 يرتكز الوعد على حقيقتين قاعدتين : الامانة لله وايمان الانسان. بولس الرسول يشرح ذلك بلفظة آمين أي "نعم" او "حقاً ": "جميع مواعد الله لنا في المسيح نعم، أي حقيقة تحقيقها ، اذن الله امين في وعده. لذلك به ايضاً نقول نحن لله: آمين اكراماً لمجده، أي حقاً نؤمن بما تقول ( 2كور 1/20). وهكذا اصبحت لفظة آمين الارامية، المستعملة في الليتورجيا، تعني في آن امانة الله المتجلية في يسوع المسيح الذي يسميه يوحنا الرسول في الرؤيا "الآمين أي الشاهد الامين الصادق، بدء خليقة الله" (رؤيا 3/14)، وايمان الانسان بوعد الله وكلامه ، وثبات الانسان في الرجاء والحب.

       افعال الايمان والرجاء والمحبة تؤكد كل هذه الحقائق وعليها ترتكّز حياتنا اليوميه ونشاطنا وحالتنا .

       4. العائلة تنقل الفضائل والقيم الانسانية

 استعداداً للقاء العلمي السادس للعائلات مع قداسة البابا في مكسيكو (16-18 كانون الثاني 2009)، نقدّم للعائلات الموضوع الرابع من المواضيع العشرة التي هيأها المجلس الحبري للعائلة لهذه الغاية، وهو " العائلة تنقل الفضائل والقيم الانسانية".

 يندرج هذا الموضوع في اطار ما حدث في بيت زكريا عند مولد يوحنا، وهو نشوء شبكة من العلاقات العمودية مع الله في نشيد زكريا، والافقية مع الجيران والاقارب الذين فرحوا مع اليصابات، وحديث الناس في كل جبل اليهودية (لوقا1/57-68).

العائلة القائمة على الزوج وهو شركة الحياة والحب، تقول الوثيقة، هي المكان الاول للعلاقات بين الاشخاص، واساس حياة هؤلاء، والنموذج لكل منظمة اجتماعية. ان مهد الحياة والحب هذا هو المكان المناسب حيث يولد الانسان ويكبر، يقبل اولى مفاهيم الحقيقة والخير، ويتعلم ما يعني ان الانسان يحب ويُحب، وبالتالي ماذا يعني ان يكون الشخص انساناً. في العائلة يتعلم الشخص بُعده الاجتماعي، فما هو "انا" و"انت" يصبح بالاختبار اليومي "نحن".

       العائلة هي الارض الأصلح لتعليم القيم الثقافية والاخلاقية والاجتماعية والروحية والدينية، ونقلها. هذه القيم هي جوهرية من اجل تفتّح اعضاء المجتمع، ومن اجل عيشهم الكريم.

       العائلة هي المدرسة الاولى للفضائل الاجتماعية التي تحتاج اليها الامم. فهي تساعد الاشخاص على تنمية القيم الاساسية التي لا غنى عنها من اجل تكوين مواطنين احرار، مخلصين، ومسؤولين. هذه القيم هي: الحقيقة، العدالة، التضامن، مساعدة الضعفاء، محبة الآخرين، التسامح، الحوار المخلص.

 

***

ثانيا، البطاركة الموارنة ولبنان

  في اواخر القرن الثامن عشر، نذكر بطريركين دامت ولايتهما معاً ثلاث سنوات، هما مخايل فاضل وفيليبس الجميل ( من 1793 الى 1796).

        البطريرك مخايل فاضل (1793-1795)

       انتُخب في 10 ايلول 1793، وكان مطراناً نائباً بطريركياً ثم مطراناً على بيروت منذ سنة 1763، كتب الى البابا بيوس السادس في اول تشرين الاول 1793 طالباً التثبيت ودرع الشركة. لكن المعتمد البطريركي وصل الى رومية بعد وفاة البطريرك التي حصلت فجأة في 17 ايار 1795 في دير مار يوحنا المعمدان حراش حيث دُفن جثمانه. لكن البابا احصاه في مصاف البطاركة في الخطاب الذي القاه في 27 حزيران 1796 في مجمع الكرادلة. " بما ان الزمان لم يسمح لنا بان نمنحه درع التثبيت وهو حي، فاننا نمنحه اياه وهو ميت. ونريد ان يُحصى في سلسلة بطاركة الموارنة، ولو حرمته المنية قبول زينة درع الرئاسة"[2].

       سُمّي البطريرك مخايل فاضل " كوكب الشرق" لوفرة علومه ومعارفه وعمق غيرته. دامت حبريته سنة وثلاثة اشهر خدم خلالها طائفته بغيرة واخلاص.

عندما كان مطراناً على بيروت ناله اعتداء من والي صيدا احمد باشا الجزّار الذي تولاها سنة 1776. هذا استولى فيما بعد على مدينة بيروت التي كانت تحت حكم الامير يوسف شهاب. كان يومها المطران مخايل فاضل يقيم في دير مار يوحنا حراش. فأمر الجزار والي بيروت بان يُخضع الكنيسة لولايته، خلافاً للقوانين والاعراف الكنسية التي تؤكد استقلالية الكنيسة وحريتها في تدبير شؤونها، وفقاً لاحكام المجمع اللبناني ومجمع البطريرك يوسف اسطفان في دير مار يوسف الحصن سنة 1768. طلب الوالي من المطران مخايل فاضل ان يقيم داخل نطاق ابرشيته وتحت ولايته، فرفض الطلب. اما الجزار فاصدر مرسوماً يمنعه من العودة الى ابرشيته، ويأمر البطريرك يوسف اسطفان باقامة مطران جديد مكانه، طالباً منه بحزم " الخضوع لأوامره الشريفة"، ومهدداً بتحويل كنيسة مار جرجس بيروت الى مسجد، ان لم ينفذ البطريرك اوامره، عرض البطريرك القضية على المطارنة والكهنة ومشايخ آل الخازن، فقرّ الرأي على تلبية امر الوالي. وفي 11 تشرين الاول 1779 رسم القس يوسف نجيم اسقفاً على ابرشية بيروت. بعد الرسامة، اصدر احمد الجزار مرسوماً يأمر به كهنة ابرشية بيروت وابناءها بالخضوع للاسقف الجديد. غير ان المطران مخايل فاضل اعترض ورفع تظلّماً الى الكرسي الرسولي الذي أبطل التدبير واعاد المطران الاصيل الى ابرشيته[3].


****

ثالثا، الخطة الراعوية لتطبق المجمع االبطريركي الماروني

 تنقل الخطة الراعوية من النص المجمعي 12: الليتورجيا" ما يختص بالتنشئة الليتورجية للطلاب الاكليريكيين والرهبان والكهنة والمؤمنين.

 1. يدعو المجمع المدارس الاكليريكية والمؤسسات الرهبانية ليوفّروا فيها لهؤلاء التنشئة الليتورجية مع العلوم اللاهوتية والراعوية، لان الثقافة الليتورجية تحفظ وحدتهم وامانتهم لهويتهم المارونية. ومع هذه التنشئة يطلب المجمع ان يتم الاشتراك الفعلي في الاحتفالات بالاسرار المقدسة، وبسائر الرتب الطقسية المشبعة بالروحانية المسيحية الشرقية الاصيلة.

2. ويطلب المجمع من الاساقفة ان يؤمّنوا تنشئة ليتورجية وراعوية ولاهوتية وروحية مستمرة للكهنة، لكي يتمكنوا من اشراك المؤمنين في رعاياهم، مشاركة فعالة وواعية في الاحتفالات الطقسية، لانها ينبوع الروح المسيحية الحقّة والعقيدة اللاهوتية الاكيدة.

 3. ويقضي الواجب تأمين تنشئة ليتورجية للمؤمنين وتوعيتهم على مفاهيمها الضرورية، لكي يوفقوا بين الاحتفال بالتدبير الالهي وعيش واقعات حياتهم الحلوة والمرة، ولكي يتمكّنوا من رفع قلوبهم الى الله، وهم يحتفلون حسّياً بسرّه الخلاصي (الفقرات 33-37),

4. فلا بدّ من توزيع الادوار اللازمة بين المحتفل والشماس والمنشّط، لجعل الاحتفال الليتورجي احتفالاً جماعياً للجماعة الرعائية بكل فئاتها (الفقرة 38).

 ويؤكد المجمع على اهمية دور الجوقة من حيث اتقان الالحان الكنسية التي هي انعكاس لتسبيح الملائكة في ليتورجيا الحمل في السماء، ومن حيث مساعدة الشعب على تأدية هذه الالحان والمشاركة فيها. فلا يحق للجوقة ان تخرج عن الاصول الموسيقية الليتورجية التراتبية، ولا ان تتعدى على حق المؤمنين بالمشاركة. الليتورجيا هي للشعب، ولا يحق للجوقة ان تأخذ مكانه. يطلب من الجوقة والمرتلين الافراديين ان يمارسوا دورهم بتقوى خالصة وترتيب وخشوع يليق ببيت الله وسرّه الخلاصي، وهكذا يساعدون الشعب على المشاركة الواعية والتقوية والفعّالة في التراتيل والصلوات والزياحات (الفقرتان 39-40).

 

***

      صلاة

 ايها الرب يسوع، ان مولد يوحنا استباق لميلاد الرحمة الالهية بميلادك. جدّد فينا الايمان برحمة الله اللامتناهية، واجعلنا شهوداً لها في عالم جائع الى قلوب ترحم. حرّرنا ايها المسيح من الحقد والبغض والثأر، وعلّمنا الرحمة لكي ننشر ثقافتها. فرحمتك تحرر من كل خطيئة وشرّ وانانية. بارك عائلاتنا لتحمل مسؤوليتها الاساسية في نقل القيم الانسانية والاجتماعية الى الاجيال الجديدة، وتربيتهم عليها. وليبقَ رعاة الكنيسة المثال والقدوة في تحمّل المحن والاضطهادات، مشعّين برحمة الله الكفيلة وحدها باجتذاب القلوب وتحريك الضمائر واعادتها الى الله. ولتكن لنا ولشعبنا الاحتفالات الليتورجية الينبوع الذي نغرف منه ثمار الرحمة الالهية، ونوزّعها في حياة العائلة والكنيسة والمجتمع. للثالوث القدوس الغني بالرحمة، الاب والابن والروح القدس كل اكرام ومجد وشكر، الآن والى الابد، آمين.

 

[1] . خطاب البابا بندكتوس السادس عشر في مقابلة الاربعاء العامة، في 24 أيلول 2008.
 

[2] . انظر الاباتي بطرس فهد: بطاركة الموارنة واساقفتهم القرن 18، صفحة 415.

[3] . راجع الاب فرنسوا عقل: اضواء على العلاقات السياسية والقانونية بين البطريركية المارونية والدولة اللبنانية، صفحة 56.

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +