Skip to Content

سر مسحة المرضى - جنود مريم

     

سر مسحة المرضى

       ماهيّة السرّ وتسميته:

       هو أحد أسرار الشريعة الجديدة السبعة، شرَّعه السيِّد المسيح لمنح المريض الحاصل في خطر الموت خلاص النفس وشفاء الجسد أيضًا، بدهنه بالزيت المبارك وبواسطة صلاة الكهنة وتشفُّع الكنيسة.

       ليست «مسحة المرضى» سرّ الّذين يكونون في خطر الموت الشديد فقط، وعليه فإنَّ الزمن الموافق لاقتبالها يكون ولا شكّ قد حان، عندما يبدأ المؤمن يدخل في خطر الموت، بسبب المرض أو الشيخوخة. (دستور في الليتو. عدد 73).

منذ الجيل الثامن عمَّ استعمال هذه المسحة في آخر رمق من الحياة لذلك أطلق عليها، وقتئذٍ، اسم «المسحة الأخيرة»، لأنَّها آخر مسحة على لائحة المسحات: عماد، تثبيت، كهنوت، ولا تعني مسحة آخر الحياة.


       أمّا تسميتها «مسحة المرضى»، فتتجاوب أكثر مع تاريخ استعمالها ومع فاعليّتها الجسديّة والروحيّة. فمسحة المرضى ليست طقس تكريس، بل هي عمل يشفي روحيًّا وجسديًّا تحمل الشفاء والغفران معًا.

 

       في العهد الجديد:

أرسل يسوع الرسل للبشارة: «اشفوا المرضى، أقيموا الموتى، طهِّروا البرص، اطردوا الشياطين» (متّى 10/7-8).

 

       البرهان الكتابيّ على أصالة هذا السرّ:

       إنجيل مرقس:

       إنَّ القدِّيس مرقس الإنجيليّ تفرَّد بذكر المسح بالزيت في أيّام يسوع حيث قال: «كانوا يطردون شياطين كثيرة ويدهنون مرضى كثيرين بالزيت فيشفون.» (مر6/13).

       يخبر مرقس: 6 /12-13: المسح بالزيت كان معروفًا كوسيلة شفاء لدى اليهود والوثنيّين، أخذ يسوع هذه الطريقة وأعطاها قوّة روحيّة. فشفاء المرضى، بالإضافة إلى كونه عملاً جسديًّا، هو في الوقت ذاته ظاهرة مسيحانيّة، ترتكز على قوّة المسيح ضدّ الشرّ في سبيل الحياة.

       رسالة القدّيس يعقوب:

       يعطي القدّيس يعقوب في الفصل الخامس 14-15، عدّة نصائح بالنسبة للظروف وصعوبات بعض أفراد الجماعة المسيحيّة، من هذه النصائح المرتبطة بتاريخ الخلاص:

       « هل فيكم مريض فليدع كهنة الكنيسة، وليصلّوا عليه ويمسحوه بالزيت باسم الربّ، فإنَّ صلاة الإيمان تخلَّص المريض، والربّ ينهضه، وإن كان قد ارتكب خطايا تُغفَر له، إنَّها فاعليّة إيمان وصلاة الكنيسة والكهنة والحاضرين مع المريض ».

       يقصد القدِّيس يعقوب هنا مريضًا طريح الفراش، لذلك يدعى الكهنة الّذين أعطوا قوّة خاصّة على الشفاء بفضل صلوات الإيمان الّتي ترافق المسحة بالزيت باسم الربّ أيّ بأمره وقوّته، وبهذا يخلص المريض ويُعطى نعمة حياة جديدة جسديّة وروحيّة.

       يمكن استثمار المرض كاشتراك طوعيّ بآلام السيِّد المسيح وموته وتضامن مع آلام المعذّبين في الأرض وكفّارة عن الخطايا.

السيِّد المسيح « أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا» (متّى17:8)، وسلّم تلاميذه، انتدبهم، ليشفوا المرضى باسمه. هو طبيب الأرواح والأجساد، مخلّص الأشخاص. بشفائه المرضى أخذ على عاتقه شرّ البشريّة الجسديّ والروحيّ، لذلك عاشت الكنيسة مسحة المرضى ومارستها منذ أوائل المسيحيّة.

       فالمسحة هي سرّ المرضى، والقربان سرّ المنازعين. والمسحة والمصالحة والمناولة تؤلِّف الأسرار الأخيرة.

       خادم السرّ:

       إنَّ خادم سرّ المسحة هو الكاهن الّذي يَسِمُهُ الأسقف بسمة الكهنوت وليس إلاّ.

ويتَّضح هذا من قول يعقوب الرسول 5/14 « هل من مريض فيكم فليدع كهنة الكنيسة ليصلّوا عليه ويمسحوه بالزيت».

       والمجمع اللبنانيّ يحدِّد بقوله:« إنَّ خدمة هذا السرّ، من حيث الصحّة، تناط بالكهنة والأساقفة دون غيرهم». «فإنَّ الصلاة مع الإيمان تخلِّص المريض والربّ ينهضه».

 

       صورة سرّ المسحة:

       «أيّها الآب القدّوس، الطبيب السماويّ للنفوس والأجساد، يا من أرسلت ابنك يسوع المسيح يشفي كلّ مرضٍ ويولي النجاة من الموت، اشف، بهذه المسحة المقدّسة، عبدك هذا من كلّ مرض في النفس والجسد، بنعمة مسيحك الّذي يليق بك المجد معه ومع الروح القدس ، الآن وكلّ آنٍ وإلى الأبد».

       من يمكنه قبول السرّ ؟

       المؤهّل لقبول هذا السرّ إنَّما هو الخاطىء المصاب بمرض خطر وأن يكون خطر الموت متأَتّيًا عن مرض باطنيّ كالجرح والشيخوخة والولادة المتعسِّرة، التسمّم، وذلك لصحّة إعطاء السرّ.

       وعليه فلا يُعطى إلى النافرين إلى ساحة القتال والمسافرين ولا المتعرِّضين إلى غير ذلك من الأخطار، ولا المجرمين المحكومين بالموت، ولا الأطفال، وذلك لانتفاء اقتراف الأطفال خطيئة فعليّة، ويحَرَّم إعطاء

هذا السرّ مَن كانوا معتوهين منذ الولادة وكلّ عمرهم، لانتفاء اقترافهم خطيئة مميتة، وغير التائبين والمحرومين وغير المعمَّدين، وعند الريب، يمسح المريض بصورة شرطيّة.

       فوائد هذا السرّ وثماره:

       يمنح سرّ المسحة:

1-    النعمة المبرّرة والنِعم الحاليّة المختصّة به والتعزية والسلام والإغاثة الّتي تخوِّل المريض فرجًا وتقويةً على مواجهة تجارب إبليس ومقاومتها وعلى عبور الجسر إلى الحياة بثقة ورجاء.

2-    غفران الخطايا الّتي لم تكن بعد غُفرت وإن كانت مميتة وإن كان قد ارتكب خطيئة ما تغفر له».

3-    التنقية من فضلات الخطايا وآثارها وعواقبها في النفس، تعطي صحّة النفس نظرًا لتوبة المنازع وإيمانه.

4-    عودة المريض إلى الصحّة إن كان ذلك ملائمًا لخلاص النفس، والمساعدة في خلق جوّ التسليم للعناية الإلهيّة والمرافقة الروحيّة والأخويّة والصلاة.

 

       خــــلاصــــة:

       وهكذا يبدو سرّ المسحة سرّ الأمل بالحياة والرجاء بالقيامة والسعادة الأبديّة والاتِّحاد بآلام المسيح، ويبدو خادم السرّ رسول المريض يمثِّل موقف الآب الحنون وطبيب آخر لحظة.

       فهل يجوز بعد الخوف من اقتبال هذا السرّ ورفض حضور الكاهن ساعة الضرورة، والحرمان من هذا المدد الإلهيّ ؟؟؟

 

جمعيّة "جنود مريم"



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +