Skip to Content

الاحد الثاني بعد الدنح 2007 - سرّ المسيح يكشف سرّ الانسان - المطران بشارة الراعي

الاحد 14 كاون الثاني 2007

الاحد الثاني بعد الدنح

سرّ المسيح يكشف سرّ الانسان

Click to view full size image

 

من انجيل القديس (يوحنا 1/35-42)

         في الغد أيضاً كان يوحنا هو واثنان من تلاميذه. ورأى يسوع ماراً فحدّق إليه وقال: " ها هو حملُ الله. وسمع التلميذان كلامه، فتبعا يسوع. والتفت يسوع، فرآهما يتبعانه، فقال لهما: " ماذا تطلبان؟" قالا له: " رابّي، أي يا معلم، اين تقيم؟". قال لهما: " تعاليا وانظرا". فذهبا ونظرا أين يقيم. وأقاما عنده ذلك اليوم، وكانت الساعة نحو الرابعة بعد الظهر. وكان اندراوس أخو سمعان بطرس أحد التلميذين اللذين سمعا كلام يوحنا وتبعا يسوع. ولقي أولاً أخاه سمعان، فقال له: " وجدنا مشيحا، أي المسيح. وجاء به الى يسوع، فحدق يسوع إليه وقال: " أنت هو سمعان بن يونا، أنت ستدعى كيفا، أي بطرس الصخرة".

***

       جرى هذا الحدث غداة اعتماد يسوع في نهر الاردن على يد يوحنا المعمدان. فسُمي اعتماده بالغطاس، للدلالة الى نزوله في الماء وسكبه عليه. وفي المناسبة اعتلن سرّ يسوع انه " ابن الله"، وظهر الله في حقيقته انه  ثالوث قدوس: الآب بالصوت، والابن بشخص يسوع، والروح القدس بشكل حمامة، فسمي الحدث بالدنح، وهي لفظة سريانية تعني " الظهور".

       وجاءت شهادة يوحنا المعمدان عن يسوع، في انجيل اليوم، لتكمل اعتلان سرّه ، انه " حمل الله"، واضافت شهادة تلميذه اندراوس انه " المسيح". فكان ان انكشف في ضوء سرّ المسيح سرُّ الانسان.

***

 

اولاً، مضمون النص الانجيلي

 

1.  حمل الله

 

سار يسوع في موكب الخطأة الطالبين " معمودية يوحنا للتوبة " ( مر1/4)، هو الذي لم يعرف خطيئة. وقد سأل يوماً: " من منكم يستطيع ان يبكتني على خطيئة؟" ( يو8/46). وسيقول عنه بولس الرسول: " هو مجرّب في كل شيء مثلنا، ما عدا الخطيئة" ( عبرانيين4/15). ونقول في القداس الماروني: " واحد ظهر على الارض بلا خطيئة هو ربنا يسوع المسيح، غفران جنسنا العظيم". هذا لا ينفي ان سيدتنا مريم العذراء الكلية القداسة هي ايضاً ظهرت من دون خطيئة، لكن الذي عصمها من خطيئة آدم الاصلية هو الله باستحقاقات من سيكون ابنها يسوع المسيح، ابن الله المتجسد، وعصمتها النعمة الالهية من كل خطيئة شخصية بتجاوبها الكامل معها، فكانت الام القدوسة للابن القدوس، فادي الانسان ومخلص العالم.

لكن يوحنا المعمدان، الممتلىء من الروح القدس، رأى فيه " حمل الله" الذي يدشّن رسالة الفداء، هو الذي قال انه اتى " ليبذل نفسه فدىً عن الكثيرين" ( مر10/45). بهذه الكلمة استبق معمودية الدم بموته على الصليب، تكفيراً عن خطايانا وغفرناً عنها، وستكتمل معموديته بقيامته التي تفجرت منها الحياة الالهية في المؤمنين. المعمودية بحدّ ذاتها عبور فصحي بالموت والقيامة: الموت عن حالة الخطيئة، والقيامة الى حالة النعمة.

       شهادة يوحنا المعمدان عن يسوع " حمل الله" هي شهادة نبوية: ففيما سماّه أشعيا النبي " عبد يهوه" او " خادم الله المتألم"، وشبّهه بحمل صامت يساق الى الذبح، ولا يفتح فاه، وهو يحمل خطايا الكثيرين ويشفع في معاصيهم"             ( اشعيا53/7 و12)، اعتبره يوحنا المعمدان هذا الحمل الفصحي اياه، المرموز اليه بحمل الفصح اليهودي ( خروج 12/2). سيقول عنه فيما بعد بولس الرسول: " لقد ذُبح حمل فصحنا وهو المسيح" ( 1كور5/7)، و" لم يُكسر له عظم"     ( يو19/36)، كما ترسم الشريعة بالنسبة الى حمل الفصح اليهودي ( خروج12/46).

       حمل الله يعني الفادي الالهي الذي ارسله الله، فأتمّ بموته وقيامته الفداء، و" اشترانا بثمن دمه الغالي، لكي لا نصير عبيداً لاحد" ( 1كور6/20؛7/23)، مكتسباً الخلاص لجميع الناس، وباعثاً فينا قوة الرجاء الذي لا يُقهر، والذي يعضدنا في تعزيز العدالة والسلام، ويمكّننا من الانتصار على الشر بالخير ( روم12/21)، وعلى بناء عالم افضل. هذا الحمل الفادي الالهي يسميّه بولس الرسول " سرّ التقوى" (1تيم 3/16) الذي " يرفع"، يزيل، " سرّ الاثم الحاضر والفاعل في العالم" (2تسا2/6-7)، ويعطي الانسان ما يكفيه من الطاقات لمقاومة سرّ الاثم، الذي يسميه الرب يسوع " ابواب الجحيم" ( متى16/18) وقداسة البابا بندكتوس السادس عشر " قوى الظلمة" (المقابلة العامة في 22/11/2006). ذلك بفضل اتحاد المسيح بكل انسان، وهو اتحاد تمّ بتجسّد ابن الله والفداء بموته، والتبرير بقيامته، وبحلول الروح القدس الذي يملاء العالم (الكنيسة في عالم اليوم، 22؛ حكمة 1/7).

       في زمن يتفشى فيه " سرّ الاثم" ويكثر الشر والقتل والحقد، وتتسع رقعة العداوات والانقسامات، ويؤثر الناس والمسؤولون لغة العنف والحرب والترهيب، من الضرورة ان نوجّه العقل والارادة والقلب الى المسيح الرب الذي هو وحده فادينا، فادي الانسان، وان نتلّمس وجهه لان فيه وحده الخلاص، لكونه " ابن الله الذي تأنس من اجلنا ومن اجل خلاصنا" ( قانون الايمان). انه حاضر في الكنيسة التي هي جسده، ويعمل بواسطتها وهو رأس هذا الجسد؟ " الكنيسة هي في المسيح كالسّر، اي هي علامة الاتحاد الحميم بالله واداته، وهي كذلك علامة وحدة الجنس البشري كله واداتها (الدستور العقائدي: في الكنيسة،5). هذه الشركة العامودية مع الله والافقية مع جميع الناس، هي ثمرة الفداء بدم " الحمل الالهي"، وهي رسالة الكنيسة في عالمنا.

 

2.  المسيح

 

" وجدنا المسيح! ???" (يو1/41). هذه شهادة اندراوس احد تلميذي يوحنا المعمدان اللذين تبعا يسوع، اعطاها لاخيه سمعان ? بطرس بعد ان قضى النهار معه بصحبة تلميذ آخر. انه وجه جديد من شخصية يسوع يضاف الى كونه " حمل الله"، فهو " المسيح" الذي، حسب اللفظة الارامية، " مسحه لله بالروح القدس" (اعمال10/38)، وكرّسه لرسالة الفداء، نبياً وكاهناً وملكاً بامتياز لكونه " ابن الله"، بشهادة يوحنا المعمدان امام التلميذين (اعمال1/34). لقد جرت " مسحة التكريس" ساعة قبوله المعمودية على يد المعمدان، اذ انفتحت السماوات، وحلّ عليه الروح القدس بشبه حمامة، واعلنه الآب بالصوت: " انت ابني الحبيب، بك سررت" ( لو3/22).

شهادة اندراوس مكتَسبة من " اقامته مع يسوع طيلة النهار"، بفضل الروح القدس الذي ناله هو ايضاً بنتيجة هذه "الاقامة". فمن يلتقي يسوع بايمان ينال هبة الروح القدس. في الواقع، اندراوس رجل ايمان ورجاء. بتتلمذه ليوحنا كان يبحث بشوق عن المسيح ويشارك شعبه في رجاء انتظاره. فما ان سمع من المعمدان ان يسوع هو " حمل الله"، حتى سار وراءه وتبعه، فكان المدعو الاول. ولما اكتشف المسيح، صار رسوله فأخذ اخاه سمعان وجاء به الى يسوع. " اندراوس" اسم يوناني اللفظة، تكرّمه الكنيسة البيزنطية بلقب بروتوكليتوس- Proto'klitos الذي يعني " المدعو الاول".

ثمة رابط عضوي بين لقبي يسوع الجوهريين: حمل الله والمسيح. فيسوع هو مرسل الآب، " مسحه" مالئاً بشريته من الروح القدس، وارسله ليبذل نفسه فدىً عن الكثرين (متى20/28). لفظة مسيح تنطوي في آن على الارسال والفداء. وهكذا تكتمل شهادتا يوحنا المعمدان واندراوس: " يسوع هو ابن الله المرسل بمسحة الروح القدس لفداء العالم".

 

3.  سرّ الانسان: حب وطاعة

 

يسوع المسيح، هذا " النور الذي ينير كل انسان آتٍ الى العالم" ( يو1/9)، عندما يدعو انساناً " ليأتي وينظر"، كما دعا التلميذين (يو1/39)، يكشف ذاته لهذا المدعو، ويكشف له سرّ الانسان. لقد كشف يسوع نفسه لاندراوس، فعرفه انه   " المسيح"، وكشف لسمعان بن يونا، شقيق اندراوس الذي اقتاده الى يسوع، دعوته في الحياة، فحوّل اسمه من سمعان الى بطرس اي الصخرة. وبعد ايام، " فيما كان يسوع سائراً على شاطىء البحر رأى سمعان واندراوس يلقيان الشباك في الماء، فقال لهما: اتبعاني، اجعلكما صيادي البشر! وللحال تركا شباكهما وتبعاه" ( مر1/16-18).

       حب وطاعة، هذه هي قصة الانسان مع الله. احب اندراوس يسوع، على شهادة المعمدان، وتبعه مع التلميذ الآخر، ومكث عنده طوال النهار، وفهمه على حقيقته انه " المسيح". وعندما دعاه ليتبعه نهائياً اطاع النداء وترك كل شيء وتبعه. كذلك سمعان اخوه أحب يسوع وجاء يبحث عنه، على شهادة اندراوس، فبادره يسوع بانه يعرفه ويعرف اسمه وبدّله الى  " بطرس-الصخرة". ولما مرّ به يسوع على شاطىء البحيرة وقال له: " اتبعني"، أطاع وترك الشباك وتبعه.

       يقول الطوباوي شارل دي فوكولد ان حياتنا " سير على دروب الله غير المتوقعه". فعندما يأتي الله في حياتنا، من خلال اية حالة او ظرف، و" يأمر"، ينبغي ان نطيع. ولكن الذي يطيع هو من تعوّد على محبة الله. لبّى سمعان واندراوس دعوة يسوع في لحظة وتركا كل شيء وتبعاه (لو5/11), لآن حياتهما السابقة كانت مبنية على حبّ في القلب لله، وتعوّدا، دونما شك، ان يقولا " نعم" في كل لحظة. المحبة اساس الطاعة الاصيلة والسخية التي تنفي كل شعور بالعبودية. ألم يقل الرب يسوع: " من يحبني يحفظ وصاياي!" (يو14/15). واعطانا المثل بنفسه: " اتيت لأصنع مشيئة الآب الذي ارسلني"      ( يو6/38). قبل ساعات من تسليم ذاته للصلب فدى عن البشرية جمعاء، قال: " ينبغي ان يعرف العالم انني احبّ الآب، وانني اعمل بما اوصاني به " ( يو14/31). هذا هو الرباط بين المحبة والطاعة.

       ان لله تدبيراً لكل واحد منا في تاريخ الخلاص. ما يعني ان له دوره الخاص في تتميم ارادة الله عبر التاريخ. ولهذا علّمنا الرب يسوع في صلاة الابانا ان نقول: " لتكن مشيئتك". لا يوحي لنا الله ارادته بظهور ملاك او بصوت واضح وصريح، بل نكتشفها نحن بالصلاة وسماع كلامه في الكتب المقدسة، واستلهام الروح القدس، وقراءة علامات الازمنة، وتسليط انوار الكلمة، يسوع المسيح، على هذا الحدث او ذاك في حياتنا اليومية. الله يقود خطانا بواسطة رسول هو كل حدث يومي او ظرف. يقول الطوباوي الاخ شارل: لندع ذواتنا بين يدي الله بامانة وحب وطاعة كبيرة، ليقودنا الى حيث يشاء. والاخت الصغيرة مدلين كانت تردد: " اخذني الله بيده، فتبعته بطاعة عمياء". هذه حال الرسولين اندراوس وسمعان- بطرس في انجيل اليوم.

       مع الله نعيش يوماً بيوم، ولحظة بلحظة، متممين ارادته، كيفما تجلّت، فنكون في سلام داخلي عميق. نخطط للمستقبل بارادتنا التي تتكيّف وفقاً لارادة الله، الذي غالباً ما يأتي بمبادرات تخالف مشاريعنا، وتقتضي تبديل اتجاهها.

***

ثانياً، وجوه من كبار الدنيا نالوا ثمار الفداء

 

       ثمار الفداء جارية في التاريخ مذ رُفع يسوع عن الارض، وراح يجتذب كل انسان ( راجع يوحنا 12/32). انها جارية بواسطة المعمودية، هذا الخلق الجديد بالمسيح، الذي شمل ملوكاً وشعوباً، ما جعل المسيحية تنتشر وتشكل حضارة الشعوب. رأينا في الاسبوع الماضي انتشار المسيحية في روسيا بواسطة معمودية فلاديمير امير كييف  ومعمودية شعبها. ونستعرض اليوم معمودية كلوفيس Clovis ( 495-511) اول ملوك فرنسا الفرنج ( 481)، جرماني الاصل ووثني.

       سعى الاساقفة الفرنج الى ان يتزوج كلوفيس من كلوتيلد الكاثوليكية، وهي من اسرة ملوكية، فكان ان اجتذبته الى الايمان المسيحي الكاثوليكي في بلد كانت فيه بدعة آريوس تشكل الغالبية. في حربه ضد الالمان التجأ الى اله كلوتيلد، وقطع وعداً بأن يعتمد اذا نصره على اعدائه، فكان الانتصار العجيب. وفيما راح يتردد بين اعتناق الاريوسية او الدين الكاثوليكي، دبّرت كلوتيلد لقاء بين كلوفيس ومطران Reims الاسقف ريمي لمناقشة العلاقة بين اللاهوت والسياسة. واذ ظل كلوفيس متردداً، اشارت اليه جنفياف النبية حامية باريس ان يقوم بزيارة الى ضريح القديس مرتينوس في Tours. فوجد مدينة تحوّلت الى مركز روحي كبير حيث يجتمع جماهير المؤمنين في يوم عيده، 11 تشرين الثاني. وصل اليها كلوفيس في تلك المناسبة من سنة 499. ورأى هناك حول ضريح القديس ومزاره كل انواع البؤس في مملكته باعداد كبيرة من العرج والعميان والمصابين بشتى الاعاقات، وشاهد العديد من الشفاءات. فكان له وحي الهي جديد، اجتذبه بالله الكلي القدرة. فادرك ان قوة الله ليست بالجيوش المنتصرة بل برحمته. طلب المعمودية وقبلها في عيد الميلاد سنة 499 في Reims، مع 3000 مقاتل من حرسه الخاّص. وقال الكلمة الشهيرة: " ليس من السهل ان يتفلّت احد من يد الله". فسلّم ذاته للرب وتركه يحوّله من عمق اعماقه.

       بفضل المعمودية تبدلت طريقة حكم الملك كلوفيس، وحقق الانتصارات في حروبه، واعتنى عناية كبيرة بتجنيب المدنيين وتحرير اسرى الحرب. فنال من امبراطور الشرق الروماني، انستاز Anastase، لقب حامي الارث الروماني الروحي والزمني. وبطلب من كلوفيس انعقد قبيل وفاته مجمع Orléans سنة 500 الذي صلح العادات ووحد الشعوب الفرنسية الرومانية، وعزّز الدين المسيحي، وصحح الممارسات الجرمانية القائمة على القوة والعنف.

       شكّل كلوفيس للاجيال التي تليه نموذجاً ومرجعية وملكاً كبيراً، وترك لها ارثاً مسيحياً عظيماً. بمعموديته بدّل المستقبل اذ معه انتهت سلسلة الملوك الفرنج الوثنيين. وهكذا تمكن ارتداد رجل من تغيير وجه شعب، وترك في التاريخ اثر رجاء ونور عظيم.

       ما احوج وطننا وهذه المنطقة من العالم الى ارتداد ملوك ورؤساء لكي تسلم الشعوب وينبثق فجر السلام!

 

***

ثالثاً، الخطة الراعوية

 

تتناول الخطة الراعوية النص الثاني من نصوص المجمع البطريركي الماروني، وهو بعنوان: هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها. نفكرّ معاً في العنصر الثالث من هويتها وهو أنها كنيسة خلقيدونية ( الفقرات 14-17).

1. هي خلقيدونية، نسبة الى مجمع خلقيدونيا، المجمع المسكوني الرابع المنعقد سنة 451 الذي أثبت ان المسيح هو في طبيعتين كاملتين الهية وانسانية، متحدتين بشخص ربنا يسوع المسيح. وبهذا تأكيد على انسانية السيد المسيح وعلى حقيقة التجسّد والخلاص. هذا الايمان اعترف به رهبان دير مار مارون، مهد الكنيسة المارونية.

الميزة الاولى التي ينبغي وعيها والشهادة لها في حياتنا هي الامانة لسرّ التدبير الخلاصي، الذي وضعه الله بالمسيح للبشرية جمعاء (فقرة 14).

 

2. وكون كنيستنا خلقيدونية، فقد بدأت ظهورها لاول مرة في اتحادها مع كرسي بطرس في روما، لان العقيدة التي اعلنها المجمع قد حددها البابا لاوون الكبير في الرسالة الموجهة سنة 449 الى فلافيانوس بطريرك القسطنطينية بشأن الطبيعتين في المسيح، خلافاً للقائلين بأن فيه طبيعة واحدة بعد التجسّد، حيث تتلاشى الانسانية في الالوهية، وهذا يؤدي الى افراغ حدث التجسد من معناه الخلاصي.

الميزة الثانية في حياتنا وشهادتنا هي الامانة لمفاعيل سرّ التجسد عبر اتحادنا بالله في المسيح بواسطة سرّ الافخارستيا: " وحدّت يا رب لاهوتك بناسوتنا، وناسوتنا بلاهوتك، حياتك بموتنا وموتنا بحياتك. اخذت ما لنا واعطيتنا ما لك، لتحيينا وتخلّصنا، لك المجد الى الابد"( نافور القداس الماروني) ( فقرة 15).

 

3. الهوية الخلقيدونية هي الاساس لدعوة الكنيسة المارونية ورسالتها اعني لأن تعيش روحانية التجسّد في بيئتها اللبنانية والمشرقية. فيسعى ابناؤها مع شركائهم في المصير، من مسيحين ومسلمين، الى العمل معاً من اجل ترقي الانسان والمجتمع، ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. وبذلك يستعيد الانسان بهاء صورة الله فيه، المتجلية بشخص المسيح، ويحافظ على كرامته ويعززها (فقرة 17).

***

 

صلاة

 

ايها الرب يسوع اعطنا ان ندرك كل يوم انك تدعونا الى مدرستك، حيث نتعلّم من شخصك واقوالك وافعالك ان نشهد للقيم الروحية والخلقية في بيئتنا، قيم الطيبة والجودة والاستقرار. علّمنا ان نكون حاضرين بقرب العائلات التي تعاني من التعب والمرض والفقر والخلافات، لنزرع فيها الوئام والطمأنينة والسلام. علّمنا كيف نجعل عائلاتنا مدرسة ايمان وتجرد ونشاط، فتكون في خدمة العائلة الوطنية الاكبر، لك المجد مع الآب والروح القدس، الى الابد، آمين.

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +