Skip to Content

الاحد الثالث بعد الدنح 2007 - حياة المسيح فينا - المطران بشارة الراعي

الاحد 21 كانون الثاني 2007

Click to view full size image

الاحد الثالث بعد الدنح

حياة المسيح فينا

 

من انجيل القديس  يوحنا 3/1-16

 

كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيس لليهود. هذا جاء ليلاً الى يسوع وقال له: "رابي، نحن نعلم أنك جئت من الله معلماً، لأنه لا أحد يقدر أن يصنع الآيات التي أنت تصنعها ما لم يكن الله معه". أجاب يسوع وقال له: " ألحق الحق أقول لك: لا أحد يقدر أن يرى ملكوت الله ما لم يولد من جديد". قال له نيقوديموس: " كيف يقدر إنسان ان يولد وهو كبير في السنّّ؟ هل يقدر ان يدخل ثانية حشا امه ويوُلد؟". أجاب يسوع: " الحق الحق اقول لك، لا أحد يدخل ملكوت الله ما لم يولد من الماء والروح. مولود الجسد جسد، ومولود الروح روح. لا تَعجبْ إن قلت لك: عليكم ان تولدوا من جديد. الريح تهب حيث تشاء، وأنت تسمع صوتها، لكنك لا تعلم من اين تأتي ولا الى اين تمضي: هكذا كلُّ مولود من الروح". أجاب نيقوديموس وقال له: " كيف يمكن أن يصير هذا؟". أجاب يسوع وقال له: " أنت معلم إسرائيل وتجهل هذا؟ الحق الحق اقول لك، نحن ننطق بما نعلّم، ونشهد بما رأينا، وأنتم لا تقبلون شهادتنا. كلمتكم في شؤون الارض ولا تؤمنون، فكيف تؤمنون إذا كلمتكم في شؤون السماء؟ ما من أحد صعد الى السماء إلاّ الذي نزل من السماء، أي إبن الانسان. وكما رفع موسى الحيّة في البرية، كذلك يجب أن يُرفع ابن الانسان، لكي تكون لكل مؤمن به حياة أبدية. هكذا أحب الله العالم، حتى إنه جاد بابنه الوحيد، لكي لا يهلك أي مؤمن به، بل تكون له حياة أبدية".

 

***

اولاً، مضمون النص الانجيلي

 

كشف الرب يسوع لنيقوديمس، الفريّسي والرئيس اليهودي، جوهر رسالته وغايتها، اعني خلق الانسان من جديد بولادته الثانية من الماء والروح بواسطة المعمودية. هذه الولادة الثانية تدخله من جديد في شركة اتحاد بالله عامودياً، وفي شركة الوحدة مع الجماعة المؤمنة في الكنيسة افقياً. هذا ما عناه الرب يسوع بقوله لنيقوديمس: " إنْ لم يولد الانسان من الماء والروح، لا يستطيع ان يدخل ملكوت الله" ( يو3/5).

 

1.  الولادة الثانية من الماء والروح

 

 الولادة الثانية من الماء والروح تتم بواسطة المعمودية التي تشرك المعَّمد في موت المسيح وقيامته: " بالموت" عن الخطيئة و" القيامة" الى الحياة الجديدة بالروح القدس. هذه الولادة الثانية هي الخلق الجديد ( 2 كور 5/17) الذي يعيد للانسان بهاء طبيعته الاولى المخلوقة على صورة الله، والتي خسرها بخطيئة آدم وحواء. فانكسرت الشركة مع الله وبين الناس، كما يصفها سفر التكوين في فصوله الاولى.

لفظة معمودية، حسب الاصل اليوناني من فعل baptizein، تعني الغطس او النزول في الماء ثم النهوض منه. النزول والنهوض هما رمز الموت والقيامة. فالماء المتفجّر من الارض يرمز الى الحياة، وماء البحر يرمز الى الموت ويمثل سرّ الصليب. من هذه الرموز نفهم ان المعمودية تعني الشركة مع المسيح في موته ( كتاب التعليم المسيحي، 1220).

 الرب يسوع نفسه استعمل لفظة " معمودية" عندما تكلم عن سرّ آلامه وموته مع يعقوب ويوحنا ابني زبدى، اذ سألهما: " أتستطيعان ان تشربا الكأس التي انا اشربها، وان تصطبغا الصبغة التي انا اصطبغها؟" ( مر10/38). فاصبح الماء مجرد رمز للموت والحياة، أما من يحقق الولادة الثانية او الخلق الجديد، فهو الروح القدس محقق ثمار الفداء. وكانت العلامة النبوية في الدم والماء اللذين سالا من جنب يسوع المطعون بالحربة وهو ميت على الصليب، وكانا صورة المعمودية والافخارستيا، سرّي الحياة الجديدة (يو19/34). هذه هي " شهادة الروح والماء والدم. والثلاثة هم في واحد"   ( 1 يو5/8). هذا الواحد هو المسيح.

كانت المعمودية موجودة قبل المسيح، وهي معمودية التوبة التي مارسها يوحنا المعمدان. وكانت معمودية رمزية بالماء، لكن غفران الخطايا اتى من بعد تحقيق سرّ الفداء بموت المسيح وقيامته. ومن بعده سلّم الرب الرسل، كهنة العهد الجديد، سلطان الحلّ من الخطايا: " خذوا الروح القدس، من غفرتم له خطاياه غُفرت، ومن حفظتم عليه خطاياه حُفظت"           ( يو20/23)، وسلطان تعميد المؤمنين: " امضوا الآن واعلنوا الانجيل لكل الامم، وعمدّوهم باسم الآب والابن والروح القدس، ( متى28/19)، واضاف الرب: " هذا ما كتب: على المسيح ان يتألم ويقوم في اليوم الثالث من بين الاموات. وباسمه ينادى بالتوبة وبغفران الخطايا في جميع الشعوب" ( لو24/46-47)، وختم: " من يؤمن ويعتمد يخلص، ومن لا يؤمن يدان" ( مر16/16).

الولادة الثانية من الماء والروح تأتي من موت المسيح: " لقد مات من اجلنا، به افتُدينا، وبه خلصُنا". هذا ما يؤكده القديس امبروسيوس ( راجع كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1225). وقد اعطانا الرب يسوع نموذجاً عن هذه الولادة الجديدة في " حبة الحنطة التي اذا وقعت في الارض وماتت، أتت بثمر كثير" ( يو 12/24). اما في انجيل اليوم فالحقيقة اكدّها بهذا الكلام: " كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي ان يُرفع ابن الانسان، حتى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية" ( يو3/13-15).

 

2.  الدخول في ملكوت الله

 

ملكوت الله هو الكنيسة، التي " هي زرعه وبدايته في العالم" (الدستور العقائدي: في الكنيسة،5)، على ان يكتمل في نهية الازمنة في السماء. ونعني بالكنيسة " المسيح الكلي" اي المسيح واعضاء جسده، جماعة المؤمنين به. ملكوت الله هو الاتحاد القائم بين الله والناس، فظهر اولاً في شخص المسيح، الاله والانسان، وفي اقواله وامثاله ومعجزاته، وتكوّن بشكل منظور في الكنيسة المؤلفة من العنصرين الالهي والبشري، برباط الروح القدس (المرجع نفسه).

الدخول في هذا الاتحاد بالله الثالوث يتم بواسطة الايمان بالمسيح والمعمودية التي هي بمثابة الباب الى الحياة بالروح، اعني التحرّر من الخطيئة، والولادة من جديد كابناء لله، والانتماء العضوي الى جسد المسيح، والاندماج في سرّ الكنيسة والشركة في رسالتها. ولذا تكون المعمودية الباب الى سائر الاسرار التي لا ينالها سوى الذين اعتمدوا، اي الذين اصبحوا اغصاناً في كرمة المسيح (يو15/1-8) وبالتالي تصل اليهم الماوية الروحية التي تنبع من الاسرار اعني هبة الروح القدس وغذاء جسد الرب وغفران الخطايا ونعمة الشفاء ومسؤولية الخدمة والرسالة.

فالاسرار السبعة تحتوي، بالنسبة الى الحياة الجديدة الروحية، على الولادة والنمو، وعلى الشفاء والرسالة، تماماً كما تقتضي الحياة الطبيعية. ولذا تقسم الاسرار الى ثلاثة مجموعات: اسرار النشأة والتنشئة (المعمودية والميرون والقربان)، واسرار الشفاء (التوبة ومسحة المرضى)، واسرار الخدمة والشركة ( الكهنوت والزواج). لكنها تشكل معاً وحدة عضوية، يحتل فيها سرّ الافخارستيا مكاناً فريداً، لكونه " سرّ الاسرار"، فهي كلها مرتبة اليه كالى غايتها، كما يقول القديس توما الاكويني ( كتاب التعليم المسيحي،1210-1211).

 

 

3.  الحياة في المسيح والسلام

 

الدخول في ملكوت الله هو في الجوهر الحياة في المسيح، بل حياة المسيح فينا. كما الكرمة تعطي ماويتها للاغصان فتثمر ثمارها، كذلك حياة المسيح القائم من الموت تجري فينا فنعمل اعماله باعمالنا. يا للمسؤولية! ويا للشرف! القديس بولس عاش هذا الواقع وعبّر عنه بالقول: " انا احيا، ولكن لا انا الذي يحيا، بل هو يسوع الذي يحيا فيَّ   (غلا 3/20).

ناجى الطوباوي الاخ شارل دي فوكولد الرب بهذه الصلاة: " انت تسكن في النفس الامينة يا رب. تصبح كأنك نفس هذه النفس، نعمتك تعضدها في كل شيء، وتقودها في كل شيء، وتنير عقلها، وتوجّه ارادتها، ليست هي التي تعمل، بل انت تعمل فيها". ويضيف: " يسوع الحي في النفس المؤمنة انما يستعملها ليمجّد الله ويقدّس الناس. ان الرب يطلب منا ان ندعه يواصل فينا الحياة التي بدأها على الارض. فلندعه يعيش فينا".

لقد ردد آباء الكنيسة ان " الله صار انساناً لكي يصير الانسان الله". ذلك ان الانسان اصبح بالمعمودية والاسرار سكنى الله الحي، وحامل المسيح ( Christophore) ، الذي تتفجّر حياته فينا.

" المسيح سلامنا" ( افسس2/14). عندما يسكن المسيح فينا نصبح فاعلي سلام وبالتالي ابناء لله ( متى5/9) بالابن الوحيد، وتصبح حياتنا انعكاساً لقلب المسيح ولسلامه. هذا السلام، قال عنه الطوباوي البابا يوحنا الثالث والعشرون في وصفه رسالته العامة " السلام على الارض" : بانه السلام مع الله في اتمام مشيئته، والسلام مع البشر في احترام حق كل واحد منهم، لكونه مختوماً بوجه العلي ( مز4/7)، والسلام في العائلة حيث الازواج يعاونون الله في نقل الحياة، وحيث ينمو البنون حول المائدة كاغراس الزيتون ( مز128/3)، والسلام في قلب الامم، حيث يسهر المسؤولون السياسيون على تعزيز الخير العام وحسن التنظيم لحياة المواطنين، والسلام في العلاقات بين الشعوب بروح الصدق والتضامن والتعاون ونبذ سوء الفهم والوعيد ( رسالة فصحية في 13 نيسان 1963).

 

***

 

ثانياً جسد المسيح الواحد وانقسام الكنائس

 

يبدأ في 18 كانون الثاني، عيد قيام كرسي بطرس في روما، اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين. يجب التمييز بين تنوع الكنائس في وحدة شركة الايمان والعقيدة، والانشقاقات التي تكسر هذه الوحدة ?الشركة.

في الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية يوجد تنوع الطقوس او الكنائس وهي الطقس الروماني في كنيسة روما، او الكنيسة الغربية، وطقوس الكنائس الشرقية وهي، الطقس الانطاكي، والطقس البيزنطي او القسطنطيني،  والطقس الاسكندري، والطقس الكلداني، والطقس الارمني.

" الطقس- Rite" يعني التراث الليتورجي واللاهوتي والروحي والتهذيبي المتّسم بثقافة الشعوب وظروفها التاريخية، ويُعبّر عنه بالطريقة التي تعيش بها الايمان كل كنيسة متمتعة بحكم ذاتي ( مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، ق 28).

هذا التنوع يشكّل ثروة وغنى للكنيسة الجامعة ويجعلها مزيّنة كعروس مهيأة لعريسها.

اما الكنيسة الواحدة القائمة حول خليفة بطرس على كرسي روما ونائب السيد المسيح والمعروفة بالكنيسة الكاثوليكية فمنقسمة، وفيها انشقاقات توالت عليها في حقبات تاريخية متنوعة.

 

1. الكنيسة الاشورية او كنيسة الشرق انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية في اعقاب مجمع افسس المنعقد سنة 413 الذي اثبت ان ابن الله، يسوع المسيح، اله كامل وانسان كامل، وان العذراء مريم هي والدة الاله. هذه الكنيسة تعترف بمجمعي نيقية الاول (3215) الذي اثبت ان الابن له ذات الجوحر الذي هو للآب، والقسطنطينية الاول ( 381) الذي اثبت ان الروح القدس له ذات الجوهر الذي هو للاب والابن.

 

2. الكنائس الشرقية الارثوذكسية، وهي القبطية والسريانية والارمنية، انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية في اعقاب مجمع خلقيدونيا (451) الذي اثبت ان في الابن طبيعتين كاملتين احدهما الهية والثانية بشرية في اقنوم واحد. تعترف هذه الكنائس بالمجامع المسكونية الثلاثة الاولى: نيقية الاول، والقسطنطينية الاول، وافسس.

 

3. كنائس الروم الارثوذكس التي تتبع الطقس القسطنطيني او البيزنطي. انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية في سنة 1054 لاسباب تختص اساساً بسلطة قداسة البابا. انها تعترف بالمجامع المسكونية السبعة الاولى، وهي، بالاضافة الى الاربعة المذكورة: القسطنطيني الثاني (537) الذي شرح وثبّت تعاليم المجامع السابقة، والقسطنطيني الثالث ( 681) الذي اثبت ان في الابن مشيئتين احدهما الهية والثانية بشرية في اقنوم واحد، والنيقاوي الثاني ( 787) الذي اثبت تكريم الصليب وايقونات الطوباوية مريم العذراء والقديسين.

 

4. الكنائس البروتستنتية التي انشقت عن الكنيسة الرومانية مع مرتين لوثير Luther (1483-1546). بدأ في المانيا الاصلاح الديني المعروف بالبروتستانتية وانفصل عن الكنيسة الرومانية سنة 1517 في شأن الغفرانات وسلطة البابا والتبتل واكرام القديسين والمطهر والقداس. وتواصلت حركة الاصلاح البروتستانتية مع يوحنا كلفين- Calvin (1509-1564) في فرنسا وسويسرا.

 

5. الكنيسة الاتغليكانية  التي انفصلت عن كنيسة روما سنة 1535 مع الملك هنري الثامن ( 1491-1547)، بسبب رفض البابا كليمنضوس السابع ابطال زواجه. تُسمى انغليكانية بالنسبة الى مذهب الدولة في انكلترا.

الصلاة من اجل وحدة المسيحيين تواصل صلاة الرب يسوع: " ليكونو واحداً، يا ابتِ كما نحن واحد. انت فيَّ وانا فيهم. ليكونوا واحداً فينا ليؤمن العالم انك انت ارسلتني، وانك احببتهم كما احببتني" ( يو 17/22-23).

يواكب الصلاة اعمال لجان مسكونية تعمل على مستوى عالمي واقليمي مثل اللجنة المسكونية الدولية ومجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الاوسط. وقد تحقق الكثير من الاتفاقات المسكونية بين الكنيسة الكاثوليكية وهذه الكنائس. وتقتضي الصلاة من اجل الوحدة التزاماً روحياً قوامه ارتداد القلب والتجرد والتواضع، والتزاماً بقداسة الحياة بالعيش وفقاً لروح الانجيل، والتزاماً بمواصلة الصلاة الفردية والعمومية المشتركة لطلب نعمة الواحدة ( متى18/20).

 

***

ثالثا، الخطة الراعوية

 

تجمع الخطة الراعوية الهيكليات الرعوية، مجالس ولجاناً ومنظمات رسولية، فضلاً عن العائلة والجماعة الديرية وسائر المؤسسات والاندية، لتفكّر معاً وتأخذ المبادرات العملية. تتناول اليوم العنصر الرابع من هوية كنيستنا انها  "بطريركية ذات طابع نسكي ورهباني" (الفقرات 18-22)، كما يبّينه النص المجمعي الثاني وهو بعنوان: هوية الكنيسة المارونية ودعوتها ورسالتها.

 

1. انها كنيسة بطريركية تكوّنت في كنف دير مار مارون بين نهايات القرن السابع والنصف الاول من القرن الثامن. فبرز الموارنة جماعة كنسية مستقلة ضمن الكرسي الانطاكي، مميزة بطابع نسكي ورهباني أثرّ في روحانيتها وتنظسمها الكنسي. تقتضي الخطة الراعوية ابراز هذا الطابع وهذا الاثر، وايجاد السبل لتأوينه (فقرة 18).

 

2. غير ان للطابع النسكي الرهباني بُعده الراعوي. فدير مار مارون، كما سائر الاديار وما حولها من جماعات مسيحية، كانت في الهيكلية الانطاكية من خلال الاسقف رئيس الدير. في القرن السادس، وقبل انشاء البطريركية، اسندت الكنيسة الانطاكية الى " رئيس دير الطوباوي مارون" مهمة اكسرخوس لاديار سوريا الثانية، كرقيب عليها ووسيط بينها وبين البطريركية من جهة والامبراطور من جهة ثانية (فقرة 19). وظهر هذا البعد الراعوي للطابع الرهباني في سلسلة البطاركة- الرهبان مع القديس يوحنا مارون، البطريرك الاول، وقد تواصلت دونما انقطاع حتى القرن السابع عشر. وكان الرهبان، بعد سيامتهم الاسقفية، يستمرون في الحالة الرهبانية التي اعتنقوها، وكانت كراسيهم تُدعى حتى يومنا " ادياراً" (فقرة 20). كما يظهر في لاسكيم الرهباني الذي يتّشح به الاسقف، راهباً كان ام ابرشياً (فقرة 21).

انطلاقاً من هذا الطابع الرهباني، عُرفت الكنيسة المارونية بجماعة ديرية كبيرة هي " رعية البطريرك"، تمحورت حول دير الكرسي البطريركي، ورأت في الجالس عليه " الاب والرئيس" والحافظ لوحدتها.

ان الخطة الراعوية تقتضي اتخاذ مبادرات لتوطيد عرى الوحدة حول شخص البطريرك في الشؤون الروحية والراعوية والاجتماعية والوطنية، جرياً على عادة كنيستنا من جيل الى جيل. وتقتضي ان تحافظ الكراسي الاسقفية على الصلاة الخورسية وممارسة الاصوام وبساطة الحياة والعناية بالارض (فقرة 22).

 

***

 

صلاة

       نصلي مع الرب يسوع:

       " ايها الآب القدوس، احفظ باسمك الذين وهبتهم لي. ليكونوا واحداً كما نحن واحد. لا تخرجهم من العالم، بل احفظهم من الشرير. ايها الآب، قدّسهم بحقك، فأن كلمتك هي الحق. كما ارسلتني الى العالم، انا ايضاً ارسلهم الى العالم. ولاجلهم اقدّس ذاتي، ليكونوا هم ايضاً مقدّسين بالحق، ويكونوا واحداً كما نحن واحد، انا فيك وانت فيّ، ليكونوا هم ايضاً فينا، آمين". (يوحنا 17).



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +