Skip to Content

تذكار الموتى المؤمنين 2009 - المطران بشارة الراعي

تذكار الموتى المؤمنين

رسالة القديس بولس الى اهل تسالونيكي 5/1-11

انجيل القديس لوقا 16/19-31

بنور الايمان والرجاء والمحبة نحيا وننتظر الموت


نذكر اليوم موتانا وسائر الموتى المؤمنين الذين هم في حالة المطهر، اي حالة التنقية من آثار الخطايا والشرور، استعداداً وتأهيلاً لمشاهدة وجه الله في سعادة السماء. في ذكراهم يكشف لنا بولس الرسول في رسالة هذا الاحد ان حياتنا التاريخية مسيرة في النور، استعداداً لملاقاة الله عند ساعة الموت. والرب يسوع في الانجيل يكشف لنا ان مسيرة النور هي عيش المحبة بتقاسم الخيرات المادية والروحية والثقافية مع من هم في عوز وحاجة اليها. من يمارس المحبة والتقاسم يسير في النور الهادي الى الخلاص الابدي، والذي لا يمارسها يعبيش في ظلمة تؤدي به الى الهلاك الابدي في جهنم النار.

 

اولاً عام القديس بولس الرسول وشرح الرسالة والانجيل

 

1.   رسالة القديس بولس الى اهل تسالونيكي:1 تس5/1-11

 

أَمَّا الأَزْمِنَةُ والأَوقَات، أَيُّهَا الإِخْوَة، فلا حَاجَةَ بِكُم أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا؛ لأَنَّكُم تَعْلَمُونَ جَيِّدًا أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ يأْتي كَالسَّارِقِ لَيْلاً. فحِينَ يَقُولُون: سَلامٌ وأَمْنٌ! حِينَئِذٍ يَدْهَمُهُمُ الـهَلاكُ دَهْمَ الْمَخَاضِ لِلحُبْلى، ولا يُفْلِتُون. أَمَّا أَنْتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فَلَسْتُم في ظُلْمَةٍ لِيُفَاجِئَكُم ذـلِكَ اليَومُ كالسَّارِق. فأَنْتُم كُلُّكُم أَبْنَاءُ النُّور، وأَبْنَاءُ النَّهَار؛ ولَسْنَا أَبْنَاءَ اللَّيلِ ولا أَبْنَاءَ الظُّلْمَة. إِذًا فلا نَنَمْ كَسَائِر الـنَّاس، بَلْ لِنَسْهَرْ وَنَصْحُ؛ لأَنَّ الَّذِينَ يَنَامُونَ فَفي اللَّيلِ يَنَامُون، والَّذِينَ يَسْكَرُونَ فَفي اللَّيلِ يَسْكَرُون.أَمَّا نَحْنُ أَبْنَاءَ النَّهَار، فَلْنَصْحُ لابِسِينَ دِرْعَ الإِيْمَانِ والـمَحَبَّة، ووَاضِعِينَ خُوذَةَ رَجَاءِ الـخَلاص. فإِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلغَضَب، بَلْ لإِحْرَازِ الـخَلاصِ بَرَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي مَاتَ مِنْ أَجْلِنَا، لِنَحْيَا مَعَهُ سَاهِرِينَ كُنَّا أَمْ نِائِمِين. فَلِذـلِكَ شَجِّعُوا بَعضُكُم بَعْضًا، وَلْيَبْنِ الوَاحِدُ الآخَر، كَمَا أَنْتُم فَاعِلُون.

 

الحياة التاريخية مسيرة في نور كلمة الله الهادية للعقول، ونعمته الشافية للارادات، ومحبته المنعشة للقلوب. بالمعمودية، المدعوّة " سرّ الاستنارة"، ينال المسيحي نور الفضائل الالهية: الايمان للعقل، والرجاء للارادة، والمحبة للقلب. بها ينصرف الى بناء حياته التاريخية في العائلة والمجتمع والكنيسة، ويستعد لمواجهة " مجيء الرب" عند ساعة الموت. هكذا يخاطب المسيحيين الذين استناروا بالمعمودية:

" انتم ابناء النور وابناء النهار، لا ابناء الليل ولا ابناء الظلمة.

فلنصحُ اذن لابسين درع الايمان والمحبة، وواضعين خوذة رجاء الخلاص" (الآيتان 5 و8).

       ساعة الموت، يسميها بولس الرسول " مجيء الرب المفاجيء"، ويشبّهه بمجيء السارق ليلاً (الآية2). ما يعني ان المسيحي يعيش بثبات الرجاء، فلا يغريه الانتصار المرموز اليه "بالأمن والسلام"، ولا يتناسى مجيء الرب. بل عليه ان يظل دائماً في حالة سهر وانتظار.

هذه دعوة الى تخطي الركود والرتابة، وهي حالة تنتج عن عدم الربط بين الصلاة والعمل، بين ارادة الله وحاجات الانسان، بين كلام الله ونداءات المجتمع. على المسيحي، عندما يصلي، ان يرفع عيناً الى الآب السماوي لاكتشاف ارادته المحبة والرحومة، وعيناً الى الناس الذين يتخبطون في حاجاتهم المادية والروحية والثقافية.

       في هذا الموقف المسيحي تبقى امام اعيننا اللوحة الانجيلية التالية:

" رأى يسوع، من على الشاطىء، التلاميذ منهوكين من التجديف في سفينتهم وسط البحيرة، لان الريح كانت مخالفة لهم، فجاء اليهم في آخر الليل ماشياً على البحيرة... وقال لهم: " ثقوا! انا هو لا تخافوا" ( مرقس6/50،48،47).

" السهر"، حسب بولس: " لنسهرْ ونصحُ" (الآية 6)، ليس فقط على المستوى العقلي، بل ايضاً على المستوى الاخلاقي، المرموز اليه " بالسّكر" (الآية7)، وإلا نلنا غضب الله. ومعلوم ان الله جعلنا لاحراز الخلاص بربنا يسوع المسيح الذي مات من اجلنا ، لنحيا معاً (الآيتان9 و10)، بقيامة العقول والقلوب.

 

2.   السهر والسير في النور بتقاسم خيرات الدنيا: انجيل القديس لوقا: 16/19-31.

بمثل الغني ولعازر، يؤكد الرب يسوع  ان الثروة التي يملكها الانسان روحية كانت ام مادية، ثقافية ام اجتماعية، هي معدّة من الله لجميع الناس. كتب خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة " الاهتمام بالشأن الاجتماعي": " خيرات هذه الارض في الاصل معدّة لجميع الناس. الحق في الملكية الخاصة حق مقبول وضروري، لكنه لا يلغي اهمية هذا المبدأ. فعلى الملكية يقع " رهن اجتماعي"، اي اننا نميّز فيها، كصفة ذاتية، وظيفة اجتماعية يؤسسها ويبررها مبدأ الشمولية في غاية استعمال الخيرات. في التزامنا بالفقراء، يجب ألا نهمل نوع الفقر الذي هو حرمان الشخص حقوقه الاساسية، ولاسيما الحق في حرية التعبير والمعتقد والحق في المبادرة الاقتصادية" ( فقرة42). مشكلة  الغني ليست في غناه، الذي هو عطية من الله: " فالفقر والغنى من عند الرب" (سيراخ11/14)، بل في اعتبار ثروته منه وله، واهمال لعازر المسكين المنطرح عند بابه مثخناً بالجروح الجسدية والنفسية.

هذا الواقع المرير لا يقتصر على الافراد، بل يشمل الجماعات في المجتمع المحلي والدولي: " الغني" هو السلطة السياسة و " الفقير" هو الشعب: " الحب المفضّل للفقراء يتعلق بحياة كل مسيحي، من حيث يقتدي بحياة المسيح، وينطبق ايضاً على مسؤولياتنا الاجتماعية، وطريقة عيشنا، وعلى القرارات التي يجب ان نتخذها بشأن الملكية واستعمال الخيرات. اما اليوم، ونظراً الى البعد العالمي للقضية الاجتماعية، فان الحب المفضّل للفقراء والقرارات التي يوحي لنا بها لا يمكنها الا ان تشمل الجماهير الكثيرة من الجائعين، والمتسولين، الذين لا ملجأ لهم، والذين تنقصهم العناية الطبية، وبخاصة الذين يعوزهم الرجاء بمستقبل افضل. نكران هذه الحقائق يُعتبر تشبها" بالغني المتخم الذي تجاهل لعازر المسكين المنطرح عند باب بيته" ( الاهتمام بالشأن الاجتماعي، 42).

الموت هو ساعة الحساب: " الله يجازي الانسان بحسب اعماله يوم الموت"  (سيراخ 11/26-27). حقيقة الانسان تنكشف يوم الحساب الاخير: " في اخرة الانسان تنكشف اعماله... لا تغبط احداً قبل موته، فان الرجل يعرف عند موته" ( سيراخ11/27-28). المهم الا يربح الانسان حطام الدنيا ويخسر نفسه: " ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، اوماذا يعطي الانسان فدى عن نفسه" (نر8/36-37). هذا الواقع صوّره الرب يسوع في لوحة الغني ولعازر: الاول في عذاب الجحيم، والثاني في نعيم السماء (لو16/22-24).

اي  ابدية تهيء لنفسك. حياتنا تمرّ بسرعة جنونية: " ألف سنة في عينك يا رب، كيوم امس العابر وكهجعة من الليل" ( مز90/4). الابدية وحدها تدوم: " تذكر انك قبلت خيراتك في حياتك ولعازر بلاياه. وها هو الآن يستريح هنا وانت تتعذب هناك". ( لو16 /24-25). يوصينا يشوع بن سيراخ: " لا تعتمد على اموالك، ولا تقل : انها تكفيني... من الذي يتسلط علي؟ فانت لا تعلم كم يمضي من زمان حتى تترك ذلك لغيرك وتموت. وان الرب يعاقبك عقاباُ ( سيراخ5/3؛11/19). ويؤكد: " في يوم الخيرات تُنسى البلايا، وفي يوم البلايا لا تذكر الخيرات، ساعة سؤ تنسي اللذات" ( سيراخ11/25-27).

تصلي الكنيسة من اجل الموتى لكي يرأف الله بهم باستحقاقات الام الفادي، واعمال الرحمة والخير التي نقوم بها على نيتهم والاماتات والاصوام التي نمارسها، والقداسات التي نقدمها من اجلهم. وتعلّم الكنيسة الحقيقية للناس لخلاصهم: " عندهم موسى والانبياء، فليسمعوا لهم" ( لو16/29).

 

4. الايمان بالمسيح والشهادة لمحبته يبرران الانسان

 

في عام القديس بولس تكلم قداسة البابا بندكتوس السادس عشر عن التبرير في تعليم القديس بولس الرسول[1].

يؤكد بولس الرسول في رسائله ان الانسان يتبرر بالايمان بيسوع المسيح، المنفتح على المحبة. المؤمن ينظر الى المسيح، يسلّم ذاته له، يتمسّك به، يتشبّه به وبحياته. حياة المسيح هي محبته. اذن الايمان هو التشبّه بالمسيح والدخول في محبته. ويقول الرسول في رسالته الى اهل غلاطية، حيث يتوسّع في عقيدة التبرير: " ان الشريعة الايمانية كلها تكتمل في كلمة واحدة، وهي ان تحب قريبك كنفسك": ( غلا5/14).

اننا نتبرر بدخولنا في شركة مع المسيح الذي هو محبة، ما يعني دخولنا في شركة المحبة مع جميع الناس، وبخاصة من هم في عوز او حاجة، من اي نوع كانت. هذا ما يعلّمه الرب في انجيل الغني ولعازر. فالشركة مع المسيح والايمان بالمسيح يخلقان المحبة. والمحبة هي تحقيق الشركة مع المسيح. عندما نتحد به بالايمان والمحبة نوجد مبررين امام الله.

الغني الذي لم يدخل في شركة المحبة مع لعازر، وُجد بعيداً عن الله، فنال الهلاك. المسافة التي ايعدته عن لعازر وهو امام باب بيته، ظهرت شاسعة بعد موته، ابتعاد الجحيم عن السماء: " تذكر انك نلت خيراتك في حياتك، ولعازر بلاياه. والآن هو يتعزى هنا، وانت تتوجع هناك. ومع هذا كله ، فان بيننا وبينكم هوّة عظيمة ثابتة" ( لو 16/25-26).

 

***

 

ثانياً، البطاركة الموارنة ولبنان

 

البطريرك بولس مسعد (1854-1890)

 

هو من مواليد عشقوت سنة 1806. درس في مدرسة عين ورقه ثم في مدرسة مجمع نشر الايمان في رومة. عيّنه البطريرك يوسف حبيش امين سره، ثم رقاه الى اسقفية طرسوس شرفاً وجعله نائباً بطريركياً في الروحيات وله من العمر 35 سنة، انتخبه مجمع المطارنة بطريركاً في 12 تشرين الثاني 1854 وهو بعمر 48 سنة، بالصوت الحي وبالاجماع التام. كان عالماً كبيراً ومؤرخاً وكاتباً، حادّ الذكاء، وذا ارادة صلبة. منحه درع الشركة البابا بيوس التاسع في 23 اذار 1855.

 

قاد الكنيسة المارونية بسداد وغيرة، وواجه الاحداث السياسية بحكمة ودراية.

1. كنسياً، عقد مجمعاً مارونياً في دير بكركي سنة 1865 دام ثلاثة ايام (11-13 نيسان)، وقد سبقه اثنا عشر مجمعاً بدءاً من مجمع سنة 1580 في عهد البطريرك مخايل الرزي. مجمع البطريرك مسعد هو اطول المجامع المارونية بعد المجمع اللبناني (1736). جاء مطابقاً لهذا المجمع ومؤيداً له إلاّ في بعض الامور التي اقتضى العصر تبديلها او تلطيفها.

ترك مؤلفات عدة نذكر منها كتابة الموسوم بالدّر المنظوم، رداً على المسائل والاجوبة المعزوّة الى البطريرك مكسيموس مظلوم، وكتاب في انبثاق الروح القدس من الآب والابن، والسجل الكبير الذي جمع اوراق الكرسي البطريركي، وتاريخ الاسرة الخازنية، ومقالة في دوام باولية العذراء، وسواها من المقالات.

 

2 .سياسياً، تصرف بكثير من الحنان مع المسيحيين من مختلف الطوائف، الفارّين من الشوف اثر حوادث 1860 التي راح ضحيتها العديد منهم ولاسيما الموارنة. وانفق عليهم مبالغ طائلة.

واجه بكثير من الحكمة والفطنة الاحداث المعروفة بثورة يوسف بك كرم على العثمانيين، وثورة الفلاحين التي قادها طانيوس شاهين.

 

3. على مستوى العلاقات العامة، قام برحلة طويلة سنة 1867، بدأها في رومة حيث شارك في الاحتفالات بمناسبة ذكرى مرور 1800 سنة لاستشهاد الرسولين بطرس وبولس. ثم انتقل الى باريس وقام بزيارة رسمية الى الملك نابوليون الثالث. بعدها سار الى القسطنطينية حيث حلّ ضيفاً على السلطان الغازي عبد العزيز خان من 11 الى 23 ايلول. فاكرمه وانزله وحاشيته المؤلفة من 11 شخصاً بين مطارنة وكهنة وعلمانيين في دار من افخر الدور، حيث اُقيم بامر السلطان معبد للفروض الدينية، وعُينّت عربتان واربعة فرسان للسير بمعية البطريرك[2].

توفي البطريرك بولس مسعد في 18 نيسان 1890 وله من العمر 85 سنة، بعد ان ساس البطريركية مدة 36 سنة. ودُفن في كنيسة مار بطرس وبولس لآل مسعد في عشقوت.

 

ثالثاً، الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني

 

  تتناول الخطة الراعوية من النص المجمعي 13: الرعية والعمل الراعوي، موضوع: دور الرعية (الفقرات 17-20).

دور الرعية هو دور الكنيسة، حاملة رسالة التبشير بملكوت الله والمسيح وانشائه على الارض. انه يبدأ في الكنيسة ويكتمل في الملكوت السماوي. هذه الرسالة هي مشاركة المسيح النبي بخدمة الكرازة وتعليم الانجيل، والكاهن بخدمة التقديس في العبادة الالهية والاسرار، والملك بخدمة المحبة.

دوركاهن الرعية المقام في كهنوت الخدمة ان يوجّه المؤمنين ويساعدهم على عيش كهنوتهم العام الذي انتموا اليه بالمعمودية والميرون. فيعيش الجميع المشاركة في كهنوت المسيح المثلث.

1. يعيشون المشاركة في الخدمة النبوية عندما يتمسكون تمسكاً ثابتاً بالايمان، ويشهدون له ولجدّة الانجيل في الحياة اليومية، في العائلة والمجتمع. دور الرعية ان تكون " مدرسة ايمان": تعلنه وتربي عليه وتشهد له. هذا هو المقياس - الدليل لكل عمل رعوي، بل هو المطلب الاساسي الذي ترتكز عليه كل حياة الرعية ورسالتها.

2. ويعيشون المشاركة في الخدمة التقديسية عندما يمارسون اسرار الخلاص والصلوات والليتورجية العمومية والخاصة، ويجعلون من نشاطاتهم واعمالهم في الرعية والمجتمع، ومن حياتهم الزوجية والعائلية، وواجباتهم الخاصة والعامة، قرابين روحية يقدمونها لله بالمسيح، ويضمونها الى قربان جسده ودمه. وبهذا يسلكون طريق القداسة.       دور الرعية ان توفر للمؤمنين هذا المجال، وان تكون السبيل الى القداسة، والطريق الى الالتقاء بالله، بمحبة الآب ونعمة الابن وهداية الروح القدس.

3. ويعيشون المشاركة في وظيفة المسيح الملوكية، عندما ينهجون نهج المسيح الملك الذي "اتى لا ليُخدم بل ليَخدم، ويبذل نفسه فداءً عن الكثيرين (متى20/28)؛ وعندما ينتزعون الخطيئة بقداسة حياتهم، ويخدمون اخوتهم بتواضع وصبر، ولاسيما الفقراء والمتألمين من بينهم، الذين ترى فيهم الكنيسة صورة المسيح الفقير والمتألم، والذين دعاهم " اخوته الصغار"؛ وعندما يعملون على تدمير قوى الشر والظلم بروح الخير والعدالة والحقيقة. دور الرعية ان تواصل حياة الجماعة الكنسية الاولى في عهد الرسل، اي المواظبة على التعليم والقربان والمشاركة في ما يملكون لخدمة الفقراء. ما جعلهم قلباً واحدا ونفساً واحدة، ولم يكن بينهم محتاج (اعمال الرسل2/44-45). دورها احياء الشراكة بين الغني والفقير، وتنظيم الشراكة بين الجميع لتلبية حاجات الفقراء والمرضى، على مستوى الرعية والابرشية والكنيسة ككل.

***

 

صلاة

 

ايها الرب يسوع، اعطِ الراحة الابدية في ملكوتك السماوي موتانا المؤمنين، ليكونوا شفعاء لنا عند الآب. انرنا بانوار روحك القدوس وكلمة الانجيل ونعمة الاسرار، لكي نسير في الحقيقة والمحبة، مسيرة ابناء النور، منتظرين محيئك في يومنا الاخير، بالانصراف الى خدمة اخوتنا في حاجاتهم وعوزهم، متقاسمين معهم ما وضع الله بين ايدينا من خيرات مادية وروحية وثقافية. لقد اشركتنا في سرّ محبتك التي لا حدّ لها، ساعدنا، ونحن نتناول جسدك ودمك وكل ذاتك وكل محبتك، لندخل في شركة المحبة مع جميع الناس، انطلاقاً من ابناء الرعية التي ننتمي اليها، وحيث نبني معاً ملكوت الله على اسس القداسة والمحبة والحقيقة والعدالة. فنرفع المجد والشكر والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين.



[1] . خطاب البابا بندكتوس السادس عشر في المقابلة العامة، الاربعاء 19 تشرين الثاني 2008

[2] . انظر المطران يوسف الدبس: الجامع المفصّل في تاريخ الموارنة المؤصل، صفحة 365.



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +