Skip to Content

شفاء الابرص 2007 - البطريرك بشارة الراعي

آية شفاء الابرص

الصوم زمن قبول محبة الله ونشرها بالاعمال

Click to view full size image

من انجيل القديس مرقس 1/40-45

قال مرقس البشير: قام يسوع قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب الى مكان قفر، وأخذ يُصلي هناك. ولحق به سمعان والذين معه، ووجدوه فقالوا له: " الجميع يطلبونك". فقال لهم: " لنذهب الى مكان آخر، الى القرى المجاورة، لأبشر هناك أيضاً، فإني لهذا خرجت". وسار في كل الجليل، وهو يكرز في مجامعهم ويطرد الشياطين. وأتاه أبرص يتوسل إليه، فجثا وقال له: " إن شئت فأنت قادر أن تطهرني!". فتحنن يسوع ومدّ يده ولمسه وقال له: " قد شئت، فاطهر!". وفي الحال زال عنه البرص، فطهر. فانتهره يسوع وصرفه حالاً، وقال له: " أنظر، لا تخبر أحداً بشيء، بل اذهب وأرِ  نفسك للكاهن، وقدّمٍ عن طهرك ما أمر به موسى، شهادة لهم". أما هو فخرج وبدأ يُنادي بأعلى صوته ويذيع الخبر، حتى إن يسوع لم يعد قادراً أن يدخل الى مدينة علانية، بل كان يقيم في الخارج، في أماكن مقفرة، وكان الناس يأتون من كل مكان".

***

آية شفاء الابرص علامة مسيحانية: ابن الله المتجسد، الطبيب الالهي، يبحث عن الانسان، كل انسان، في عزلته ليخرجه منها بشفائه والعودة به الى حياة الجماعة. هذه هي الغاية من زمن الصوم الكبير، وهو رحلة صوم وصلاة وتصدق نحو القيامة لحياة جديدة، بنعمة محبة المسيح التي نقبلها وننشرها حولنا بشهادة حياتنا كما جرى للابرص.

 

اولاً، معاني آية شفاء الابرص

 

1.  يسوع يبحث عن الابرص

 

كانت الشريعة، في زمن يسوع، تقضي بان يٌقصى المصاب بالبرص عن الجماعة لسببين: لان قروحه معدية، ولان البرص عقاب الهي على الخطيئة. انه بحسب الشريعة نجاسة معدية حسياً وخلقياً. يٌنبذ الابرص من الجماعة لحين شفائه وتطهيره الطقسي الذي يستلزم تقدمة عن الخطيئة، كما نقرأ في سفر الاحبار( الفصلان 13 و14). شفى يسوع الابرص بكلمة، وامره بالمثول امام الكاهن ليعلن بسلطانه شفاءه، ويعيده الى الجماعة سالماً من نجاسته، وبتقديم القربان لله عن طهره للشهادة (مر1/42-44).

       لم يكن الابرص عائشاً بين الناس بل في مكان قفر. قضت الشريعة بان " تكون ثيابه ممزقة، وشعره مهدولاً، ويتلّثم على شفتيه وينادي:نجاسة نجاسة. وما دامت فيه الاصابة، يكون نجساً. وعليه ان يقيم منفرداً، في خارج المحلة" (احبار13/45-46). قَصَدَه يسوع الى حيث يقيم. فلما رآه الابرص، اتى اليه بثقة وشجاعة، ووقع على قدميه معلناً ايمانه وملتمساً الشفاء: " اذا شئت فانت قادر ان تطهرني"  (مر1/40).

       الابرص المنبوذ يشعر بانه متروك من الله والناس.فكم ناجى الله، بما ناجى يسوع اباه عندما نٌبذ من الجميع، في بستان الزيتون، مردداً صلاة المزمور: " الهي الهي لماذا تركتني؟" (مر15/34؛ متى27/46؛ مر22/1).

       في رسالته بمناسبة الصوم لعام 2007، وهي بعنوان " سينظرون الى الذي طعنوا" (يو19/37)، تكلم قداسة البابا بندكتوس السادس عشر عن " محبة الله" المعطاءة التي تبحث استئثارياً عن خير الآخر   ( agape)، والتي تتوق الى الاتحاد بالذي تحب، وترغب في امتلاكه ( eros). هذا الابرص المنبوذ احبّه يسوع واعاد اليه بهاء صورة الانسان، بعد ان كان " يُستر الوجه عنه، ومزدري فلا يُعبًأ به " ( اشعيا 53/2). احبّه واعاد له الثقة بالنفس والسلام الداخلي، وكرامة الشخص البشري ومكانه وسط الجماعة، من بعد ان " كان متروكاً ومزدرى من الناس" ( اشعيا 53/3).

       هذه هي محبة الله الخلاصية المتجلية بشخص يسوع المسيح، ابن الله الذي تجسد لكي يحمل الينا، الى جميع الناس، هذه المحبة. اذا قبلها الانسان وتجاوب معها يشفى من كل انواع البرص، الحسّي والروحي والخلقي. وحدها المحبة تشفي، وعندما يشفى الانسان يصبح ملتزماً بنقلها الى الآخرين. الابرص الذي شفي، خرج ينادي ويذيع خبر محبة يسوع (مر1/45).

 

2.  الصوم الكبير زمن المحبة والرحمة

 

       اختبر بولس الرسول بدوره واقع الابرص المنبوذ: " متروكاً في اخطار من اللصوص، واخطار من بني قومي، واخطار من الوثنيين... واخطار من الاخوة الكذبة" (2كور11/26).

 

        كم من الناس المنبوذين، المتروكين، المهملين : مرضى مزمنين يعيشون الوحشة، واسرى مجهولين في السجون بدون محاكمة، او بدون سؤال عنهم، او بدون معرفة مصيرهم او مكان احتجازهم، وفقراء وجياع محرومين من لقمة العيش، واناس يعانون اشد انواع العذاب في مناقع التعذيب، واشخاص منتهكي الكرامة والحقوق بممارسة الظلم عليهم والغطرسة والاستضعاف. هؤلاء وامثالهم اطلقوا بدورهم ويطلقون الصرخة عينها: " الهي، الهي، لماذا تركتني"؟

        شعبنا في لبنان يختبر واقع النبذ: انه منبوذ سياسياً بحيث تمنع عليه المشاركة في الحياة العامة بارادة حرة ومسؤولة، ومحكوم عليه اقتصادياً ان يعيش في حالة فقر وعوز وافلاس لمصلحة غيره، ومقصي اجتماعياً عن حقوقه الاساسية، ومحروم ادارياً من حقه في الوظيفة والمنصب والتدرج، على الرغم من كفاءته ونجاحه، لدواعي المحسوبية والموالاة ومصالح اخرى خسيسة، وممنوع ثقافياً من المحافظة على هويته اللبنانية وثقافته المتميزة بالحريات العامة والديموقراطية التوافقية والتنوع في الوحدة والمشاركة المنصفة في الحكم والادارة.

       بالحقيقة لم يترك الله ذلك الابرص. بل كان معه، بمحبته. ولهذا السبب عرفه الابرص عندما رأى يسوع. عرفه بقلبه وبنور الايمان: " من رآني رأى الآب" (يو14/9). عرفه، لان يسوع ذهب اليه، فتضامن معه، مستبقاً صيرورته مثله عندما سيحمل صليب الفداء وكل عاره وتتم فيه نبؤة اشعيا: " مزدرى ومتروك من الناس، رجل اوجاع، ومثل من يٌستر الوجه عنه ، مزدرى فلا نعبأ به. لقد حمل آلامنا واحتمل اوجاعنا، فحسبناه مصاباً ومضروباً من الله ومذللاً. طٌعن بسبب معاصينا وسٌحق بسبب آثامنا. نزل به العقاب من اجل سلامنا، وبجرحه شُفينا" (اشعيا53/2-5).انه متضامن مع كل متألم، ومن خلاله يواصل آلام الفداء، وهو للجميع ينبوع الرجاء.

       نقرأ في رسالة البابا بندكتوس بمناسبة الصوم: "مسيرة الصوم دعوة الى كل انسان ليخرج من ذاته ويدخل، بتسليم واثق، في قبضة محبة الآب الرحومة، مثل الابرص الذي خرّ ساجداً على قدمي يسوع ( مر1/40). " الصوم زمن قرباني نقبل فيه محبة يسوع ونتعلم كيف ننشرها حولنا في كل حركة وكلمة: نفتح قلبنا على جراح الذين يتألمون في كرامتهم البشرية، ونندفع بمحبة المسيح الى محاربة كل اشكال الازدراء بالحياة واستغلال الاشخاص، والى التخفيف من مآسي العزلة والاهمال والحاجة للعديد من الاشخاص". ويختم قداسة البابا: " الصوم هو لكل مسيحي اختبار متجدد لمحبة الله التي تعطى لنا في المسيح، وهي محبة توجب علينا ان نعطيها بدورنا لكل من يتألم ".

       انها المحبة التي تصالح الانسان مع اخيه الانسان.

شفى يسوع الابرص حسياً وروحياً واجتماعياً، " فصالحه" مع ذاته ومع الله ومع المجتمع. عندما تحنن عليه مدّ يده ولمسه وقال له: " لقد شئت فاطهر"، وللوقت زال برصه وشفي (مر1/41-42). صالحه مصالحة حسيّة بتطهيره من برصه، ومصالحة روحية بازالة خطيئته، وامره ان يتم بدوره المصالحة الاجتماعية بتقديم القربان لله  شهادة لشفائه، وبالحصول على حقه في هذه المصالحة من الكاهن الذي سبق واعلن نجاسته. هذا ما يجري عندما نتصالح مع الله بالتوبة والاعتراف.

الصوم هو زمن المصالحة الشاملة، زمن الشفاء، فالرب هنا بنعمة الفداء لهذه الغاية. في كل يوم جمعة من زمن الصوم نحيي تذكار آلام الفادي، للدلالة ان شفاءنا ينبع من جرحه الخلاصي: " وبجرحه شُفينا " (اشعيا53/5). كل واحد منا يعاني من برص ما، روحي او حسي، معنوي او مادي، خلقي او اجتماعي. وحده يسوع يأتي الينا، متضامناً معنا، شافياً  ومصالحاً، فنحمل هذه البشارة الجديدة للذين ما زالوا في برصهم، كما فعل الابرص. هذا جرى لبولس الرسول: " في دفاعي الاول تركوني كلهم. ولكن الرب كان معي وقواني، لتٌعلن البشارة عن يدي على أحسن وجه ويسمعها جميع الوثنيين، فنجوت من شِدق الأسد، وسينجيني الرب من كل مسعى خبيث، ويخلصني فيجعلني لملكوته" (2طيم4/16-18). نأمل ان يأخذ الشعب اللبناني في محنته هذا الموقف، ويصمد بقوة الاقتناع.

 

3. الحياة الوافرة بالمسيح اساس السلام

لم يكن المسيح، ابن الله المتجسد، بعيداً عن الابرص، بل جاء من اجله، من اجل كل مجروح في نفسه وجسده وروحه، " ليصالحه " مع الله والناس والمجتمع. لقد تمم المصالحة بتضامنه معنا في كل شيء، وتقديسه لكل حالة نحن فيها، وباراقة دمه على الصليب فداءً عنا: " اتيت لتكون لهم الحياة، وتكون وافرة" ( يو10/10).

السيدة Chiara Lubich، مؤسسة الفوكولاري، تعمقت في سرّ الحياة الوافرة المعطاة لنا من آلام المسيح الخلاصية، فكتبت مخاطبة حب المسيح:

" لكي نكون في النور ، جعلتَ نفسك اعمى،

لكي نكون في الوحدة ، أختبرت الانفصال عن الآب،

لكي نمتلك الحكمة، جعلت نفسك " جهلا "،

لكي نلبس البراءة، صرت " خاطئاً "،

لكي نعيش في الرجاء ، بلغت الى حدّ اليأس،

لكي يكون الله فينا، اختبرته بعيداً عنك،

لكي تكون لنا السماء، شعرت بالجحيم،

لكي تعطينا اخوة كثيرين على الارض، اخليت السماء وعشت غريباً ومزدرى على الارض،

انك حقاً الله، الهنا،  اله الحب اللامتناهي"!

كل هذا يدعى " مصالحة " اي " حضارة المحبة ". نحن المؤمنين بالمسيح سفراء الله لها، على ما يقول بولس الرسول: " كل شيء صار جديداً من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح، ووهبنا خدمة المصالحة، فنحن الآن سفراء المسيح، نسألكم ان تصالحوا الله لاجل المسيح" ( 2كور5/18و20).

زمن الصوم يصالحنا مع الله بالتوبة اليه والاعتراف بخطايانا؛ ويدعونا لنكمّلها بالمصالحة مع الناس بمغفرة الاساءة ومعاملتهم بالرحمة والعدل، ومحبتهم من كل القلب، وتجنب الغضب والانتقام، والتحلي بالقدرة على الصفح، والعمل على احلال العدالة والسلام، ورفع الظلم والتعديات، واحترام حقوق الغير، وحفظ كرامتهم.

 

***

 Click to view full size image

ثانياً، زمن الصوم ومراحل درب الصليب

 

درب الصليب هو طريق التضامن الالهي بالمسيح مع البشرية، بل مع كل انسان، في مسيرة هذه الدنيا وسقطاتها الروحية والمعنوية والحسيّة. يسوع المسيح، ابن الله، المولود من امرأة، متضامن مع اخوته البشر، مع الانسان المتألم والتائه. يقطع معه الطريق الوعر حيث يسقط خاطئاً، مريضاً، فقيراً، مظلوماً، مهجراً، معذباً، منفياً، مهمّشاً، اسيراً، مستعبداً، جريحاً. سقطات يسوع تحت ثقل الصليب ثلاث مرات علامة لتضامنه مع كل انسان يسقط في هذه الحالة او تلك.

نبؤة اشعيا عن عبد الله المتألم، كشفت هذا التضامن الالهي مع الانسان:

" مزدرى ومتروك، رجل اوجاع. حمل آلامنا واحتمل اوجاعنا.ُطُعن بسبب معاصينا وسُحق بسبب آثامنا. نزل به العقاب من اجل سلامنا، وبجرحه شفينا" ( اشعيا 53/2-5).

 

في المرحلة الثالثة، سقط يسوع للمرة الاولى

تحت وطأة الظلم والتعب سقط. اسقطته خطايا البشرية وشرورها. هو انتقام الشيطان، يقول المكَّرم الكردينل جون نيومان في تأملاته بدرب الصليب. فالشيطان الذي سقط في البدء من السماء بحكم الخالق حكماً عادلاً انتقم من الله باسقاط آدم وحواء في الفردوس، في خطيئة هي اساس كل سقطة يسقطها انسان. وعندما صار ابن الله انساناً، وفي  قبضة الشيطان، راح يحاول اسقاطه، فسقط يسوع من التعب، سقوط المتضامن مع الانسان، لا سقوط الخاطىء الذي يخالف ارادة الله.

 

وفي المرحلة السابعة، سقط يسوع للمرة الثانية

الشيطان الذي سقط مرة ثانية عندما تجسّد ابن الله، حاول اسقاط يسوع فجرّبه ثلاثاً في البريّة ( متى4/1-11). لم يسقط يسوع  بل الشيطان سقط بقوة كلمة الله: " اليك عني يا شيطان، فانه مكتوب: للرب الهك تسجد، واياه وحده تعبد" ( متى4/10). هذا ما فعل الرسل عندما كانوا يخرجون الشياطين وقال لهم يسوع: " رأيت الشيطان ساقطاً من السماء كالبرق" (لو10/17-18). فأنتقم ابليس واسقط يسوع حسياً على الارض مرة ثانية.

 

وفي المرحلة التاسعة، سقط يسوع للمرة الثالثة

 ويسقط يسوع تحت ثقل الصليب مرة ثالثة، من دون ان يسقط روحياً او معنوياً. فكان آخر انتقام للشيطان، بعدما أدرك انه هو يسقط الى الابد بموت المسيح وقيامته، كما أنبأ الرب يسوع: " الآن يلقى اركون هذا العالم خارجاً. وانا متى ارتفعت عن الارض اجتذبت اليّ كل احد" ( يو12/31-32). بسقوط المسيح الثالث قبل ان يسلّم ذاته لصليب الفداء، كان تحرير البشر النهائي من سلطة الشيطان والخطيئة والشر: " فمن يؤمن به ( وينظر اليه) لا يهلك، بل تكون له الحياة الابدية". مثلما كان اليهود ينظرون الى الحيّة النحاسية ويشفون من لدغة الحية البرّية ( يو3/14-15؛ سفر العدد 21/9).

ان قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، في رسالته الى المؤمنين الكاثوليك في الشرق الاوسط ( 21 كانون الاول 2006) أبرز قيمة آلام الجماعات المسيحة في ضوء آلام المسيح، قال: " أليس نعمة ان نتمكن من المشاركة في آلام المسيح، بانضمامنا الىيه وهو  يحمل على كتفه خطايانا ليكفّر عنا؟ ينبغي على الجماعات المسيحة الكاثوليكية التي تعيش غالباً حالات صعبة، ان تدرك القوة القديرة التي تأتي من آلالام التي تقبلها بمحبة. بامكان هذه الآلام ان تغيّر قلب الآخر وقلب العالم. انّا نشجع كلاً منكم ان يواصل بثبات طريقه الخاص، بالاعتماد على وعيه " الثمن" الذي افتداه به المسيح".

 

***

ثالثاً، الخطة الراعوية

 

نواصل التفكير معاً في النص الثالث من المجمع البطريركي الماروني، وعنوانه: حضور الكنيسة المارونية في النطاق البطريركي، ونتناول تحديداً دعوتها في علاقتها بالاسلام في العالم العربي (الفقرات 5- 11  ).

1. تزامنت نشأت الكنيسة البطريركية المارونية مع نشؤ الاسلام، فعاشت معه محافظة على ذاتيتها المارونية المتحركة بين قطبين: الامانة لمارون، والامانة للسدّة البطرسية الرومانية (البطريرك اسطفان الدويهي: تاريخ الازمنة) ( فقرة 5). كان لها معه ايام عزّ وايام بؤس.

يدعو المجمع البطريركي الى قراءة متأنّية وصريحة لخبرة الماضي الماروني- الاسلامي، من اجل تطهير الذاكرة والضمير، واقصاء كل حقد مترسّب من موروث الماضي. هذا العمل يضع الاساس المتين لانطلاقة جديدة نحو بناء السلام الحقيقي، بطاعة متجددة لبهاء الحقيقة، وباحنرام كرامة الآخرين وحقوقهم ( فقرة 6 و7).

 

2. تقرأ الجماعات الرعوية فترات الصدام والانفراج التي مرّت بها العلاقة المارونية-الاسلامية في العهود التالية: الاموي، والصليبي، والمملوكي، والعثماني، وصولاً الى الحرب اللبنانية الاخيرة ما بين سنة 1975 و1990 (الفقرات 8-11).

في كل هذه الحقبات حافظ الموارنة على الاغليين ايمانهم الكاثوليكي مع الامانة لمار مارون وممارسة الحرية، وهما متأصلتان في ارض لبنان.

 

***

صلاة

ايها الرب يسوع، بسقوطك ثلاثاً تحت الصليب حررّتنا جميعاً من الخطيئة، نحن الذين سقطنا ببؤس تحت سلطانها. علمنا ان نتألم معك، وألاّ نخاف هجمات الشيطان والاشرار عندما تأتي نتيجة لمقاومتنا لها. اننا نكرّم آلامك، ايها المسيح، بتهيّب وخشوع، انت الذي ارتضيت ان تكون ضحية الشرير لتنقذنا من شرّه الابدي. لك المجد والشكر ولابيك الذي ارسلك وروحك القدوس الذي نفحتنا به للحياة الجديدة، آمين ( صلاة الكردينل Newman)).

 


البطريرك بشارة الراعي

 


عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +