Skip to Content

شفاء الاعمى 2007 - البطريرك بشارة الراعي

الاحد السادس من الصوم

شفاء الاعمى

بصيرة الروح وخلقية المسلك

 Click to view full size image

من انجيل القديس مرقس 10/46-52

قال مرقس البشير: بينما يسوع خارج من أريحا، هو وتلاميذه وجمع غفير، كان برطيما، أي أبن طيما، وهو شحاذ أعمى، جالساً على جانب الطريق. فلما سمع أنه يسوع الناصري، بدأ يصرخ ويقول: " "يا يسوع ابن داود ارحمني!". فانتهره أناس كثيرون ليسكت، إلاّ أنه كان يزداد صراخاً: " يا أبن داود ارحمني!". فوقف يسوع وقال: " أدعوه!". فدعوا الأعمى قائلين له: " ثق وانهض إنه يدعوك". فطرح الأعمى رداءه ووثب وجاء الى يسوع. فقال له يسوع: " إذهب! ايمانك خلّصك". ولساعته أبصر وانطلق في الطريق.

***

 

       ايمان الاعمى نور كشف له ان يسوع الناصري  هو " ابن داود حامل الرحمة الالهية"، فطلب ان يبصر، وكان له مبتغاه. كان الاعمى مبصراً حقاً ببصيرة العقل والقلب واكتمل بصره بنور العينين، فتبع يسوع. اما المبصرون الذين انتهروه ليسكت عندما نادى  "يا ابن داود ارحمني"، فكانوا "العميان" حقاً، لانهم لم يعرفوا عن " ابن داود" سوى انه  "يسوع الناصري". كل فرد أو شعب أو مسؤول لا يرى الحقيقة، وتعميه مصالحه او يضلله مشيروه هو الاعمى بكل معنى الكلمة.

Click to view full size image

اولاً، معاني اللوحة الانجيلية

 

1.  بصيرة الروح والعمى الحقيقي

 

البصر الحقيقي هو البصر الداخلي، بصر العقل والقلب المستنيرين بالايمان، اما عمى العقل والقلب فهو عمى الروح. هذا يسببه الشك الذي يهمل او يرفض قبول الوحي الالهي وتعليم الكنيسة، اوالذي يتردد في الايمان او لا يتجاوز الصعوبات الايمانية أو يستمر في حالة التشكيك. هذا هو العمى الحقيقي الذي يتسبب بالشرور والانحرافات الخلقية. فالايمان بالله هو النور الحق الذي يحرر من الشر والانحراف. ان الوصية الاولى من وصايا الله العشر تأمر بالسهر على الايمان بالله وحمايته من الشك والاهمال واللامبالاة والجحود والالحاد والرفض العنيد والتعلق باصنام الحياة: " انا هو الرب الهك، لا يكن لك اله غيري" (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 2087-2089).

طيما الاعمى كان مبصراً حقاً، لانه عرف يسوع على حقيقته ببصيرته الداخلية. فعندما سأل المارّة عما يجري، قالوا: " يسوع الناصري يمرّ من هنا". اما هو فرأى أبعد،  وراح يصرخ  "يا ابن داود ارحمني! "، هم انتهروه ليسكت. فازداد صراخاً: " يا ابن داود ارحمني!"، فتوقف يسوع، لان اللقب والطلب أصاباه في الصميم. واستدعاه اليه، وكشف للجميع حقيقة ايمانه وبصيرته": ماذا تريد ان اصنع لك؟ - يا معلم ان ابصر!- اذهب ايمانك احياك. فابصر لساعته ومشى معه في الطريق.

الايمان هو البصر الحقيقي الذي ينير الانسان في بحثه عن معنى الحياة (التعليم المسيحي، 26). حقائق الايمان تنير العقل والقلب (المرجع نفسه، 89). فالايمان ثقة بالنور الذي هو كلمة الله المتجلية في شخص يسوع المسيح (يوحنا 1/1 و9).  آية شفاء الاعمى علامة ودليل ان يسوع هو النور حقاً. انها استعادة لعمل الخلق الاول: " في البدء كانت الارض خاوية خالية وعلى وجه الغمر ظلام، فقال الله: ليكن نور، فكان النور" (تكوين1/1-3). لا يعطي النور سوى من هو النور، يسوع المسيح الذي هو ضياء مجد الرب (عبرانيين 1/3).

الرب يأتي وسط الظلمة الروحية والمعنوية، الاقتصادية والسياسية، لكي يبددها بنوره. ولهذا يدعو في الانجيل الى السهر واليقظة. فهو أتٍ اليوم وكل يوم وفي اليوم الاخير. هذه الدعوة الى السهر تعني المحافظة على نور الايمان لئلا ينطفىء، فتبقى رغبة القلب مشتعلة: "وجهك يا رب التمس" ( مز27/8).

مصدر استنارة بصيرة الروح المعمودية، لما فيها من تعليم يتصل بسرّ الولادة الجديدة من الماء والروح، والبنوة الالهية بالابن الوحيد، الذي يمحو الخطيئة الاصلية والخطايا الفعلية. كما يتصل بالعضوية الحية في الكنيسة، جسد المسيح السرّي، والانخراط في مسيرة شعب الله. فالمعمد الذي قبل الكلمة، وهي " النور الحقيقي الذي ينير كل انسان" (يو 1/9)، قد استنار، واصبح ابن النور، بل نوراً: " قد كنتم من قبل ظلمة، اما الآن، فانتم نور بربنا، فسيروا الآن، هكذا كابناء النور. ان ثمار النور في كل صلاح وبرّ وحق" (افسس 5/8-9).

المعمودية عطية تُمنح للذين لا يأتون بشيء؛ ونعمة تعطى حتى للمذنبين؛ وتغطيس لأن الخطيئة تدفن في الماء؛ ومسحة لانها مقدسة وملوكية؛ واستنارة لانها ضياء سنيّ؛ وثوب لانها تستر خزينا؛ وغسل لانها تطهّر؛ وختم دائم لانها علامة لسيادة الله ووضع يده علينا (القديس غريغوريوس النزينزي، في التعليم المسيحي، 1216).

 

 

2.  السير على خطى المسيح في حفظ الوصايا

 

عندما انفتحت عينا الاعمى بقوة المسيح- النور، " مشى معه في الطريق" ( مر 10/52). كل رؤية جديدة تؤدي الى سبيل جديد، على مستوى المسلك والعمل. عندما رأى موسى حضور الله على الجبل واستنار، سلّمه الله الوصايا العشر التي تسميها الكنيسة " نوراً مقدَّماً لضمير كل انسان ليكشف له نداء الله وسبله، ويحميه من الشر (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1962). قال القديس اغسطينوس: " كتب الله على لوح الوصايا  ما لم يكن الناس يقرأون في قلوبهم". لما سأل ذلك الشاب يسوع عما يجب ان يصنع من الصلاح لينال الحياة الابدية، اجابه يسوع: " احفظ الوصايا"  (متى 19/16). فالوصايا نور يهديه الى كل صلاح. ولما استجاب طلب الاعمى ووضع نوراً في عينيه قاده الى طريق الصلاح.

من هاتين اللوحتين يتبين ان  "المسيح هو الجواب الوحيد الذي يملاء رغبة قلب الانسان" ( البابا يوحنا بولس الثاني، تألق الحقيقة،7). و" كونه الانسان الجديد، ففيه يجد سرّ الانسان النور الحقيقي. انه يكشف الانسان للانسان، ويعيد اليه الشبه الالهي الذي تشوه بالخطيئة" (الكنيسة في عالم اليوم، 22). اقترب الشاب من يسوع ليأخذ جواباً حول ما هو خير وما هو شر. وصرخ اليه الاعمى طالباً البصر ليستطيع ان يرى ويمشي بدون عثار. ونحن في زمن الصوم نقترب منه بسماع كلامه وبالصوم والاماتة والتأمل والاصغاء الى الهامات الروح والوقوف مع الذات بعيداً عن الضجيج؛ ونصرخ اليه بالتوبة والصلاة والتماس القوة من صليبه لحمل مصاعب الحياة ومواجهتها، ومن قيامته للنهوض من سقطات الحياة الى حياة جديدة. يبقى سؤال الشاب سؤال كل واحد منا، وطلبُ الاعمى طلبنا.

نظر يسوع الى الشاب واحبه ( مر 10/21)، وسمع صراخ الاعمى وتوقف واستدعاه،  فأحبّه. الوصايا العشر هي خلاصة محبة الله والقريب وطريقها، وهي تعبير عن الكرامة الخاصة بالشخص البشري" الذي هو الخليقة الوحيدة التي ارادها الله لذاتها" ( الكنيسة في عالم اليوم، 24).

الوصية الاولى هي ان " تقرّ بأن الله هو الاله الوحيد، وان تحبه من كل قلبك وكل نفسك، وكل قدرتك" ( تثنية 6/5؛ متى 22/37) بالعبادة له دون سواه، وبتقديس اسمه، وبحفظ يوم الرب. ومنها تتحدر الوصية الثانية: " ان تحب قريبك كنفسك" (متى 22/39)، ومقتضياتها: أكرام الوالدين، وعدم التعدي على الانسان في حياته " لا تقتل"، وفي كرامته وقدسيته " لا تزن"، وفي صيته وحقوقه " لا تشهد شهادة زور"، وفي وحدة حياته الزوجية وشركتها " لا تشتهِ امرأة قريبك"، وفي ملكيته الخاصة " لا تسرق ولا تشتهِ مقتنى غيرك"  (خروج 20/12-17 ؛ متى 19/18- 19).

حُفظت الوصية الاولى في سؤال الشاب وصرخة الاعمى، والثانية في " حفظ الوصايا منذ الصغر" من قبل الشاب، وفي " السير مع يسوع في طريقه" من قبل الاعمى المبصر. هاتان الوصيتان تشكلان وحدة لا تنفصم، شهد لها المسيح بطاعته للآب ومحبته للبشر حتى الموت على صليب الفداء (يو13/1 ؛ تألق الحقيقة،14). وهما  الخطوة الاولى والضرورية على طريق الحرية التي لا تكتمل في هذه الدنيا بسبب عبودياتنا" (القديس اغسطينوس، في تألق الحقيقة، 13و16).

بالمسيح ومعه على طريق الوصايا نسير نحو الحرية من عبوديات العالم وشهواته التي اختصرها يوحنا الرسول بثلاث: شهوة الجسد وشهوة العين وكبرياء الحياة (1 يو 2/16).

 Click to view full size image

3.  الكنيسة رائدة السلام وكرامة الشخص البشري

 

" امرهم يسوع ان يدعوا الاعمى، فدعوه قائلين: " تشجع، قم! هو يدعوك" (مر10/49).

لكي يتمكن الناس من تحقيق اللقاء بالمسيح، اراد الله الكنيسة. " إنها ترغب في خدمة هذا الهدف الوحيد، وهو ان يهتدي كل انسان الى المسيح، ليقطع المسيح معه اشواط الحياة، بقوة الحق التي تحرك الانسان والعالم، و بقوة المحبة التي تشع من سرّ التجسد والفداء. فالمسيح، كما يظهر من لوحة شفاء الاعمى، حاضر بقوة الحق والمحبة، بالرغم مما يواجه الكنيسة من مضايقات مختلفة تمنعها من ان تنعم بالحضور والعمل الخاصين بها. وبما ان المسيح هو الطريق الى اي انسان، وفي هذا الطريق ينضم الى كل من الناس، فما من احد يمكنه ان يوقف الكنيسة عن كل ما يعود على الانسان بالخير، ولا هي يمكنها ان تتغاضى عمّا يصيبه من ضرر. وعندما نتكلم عن الانسان، لا نعني الانسان " المجرد"، بل الانسان "الحقيقي"، " الواقعي"، " التاريخي"، بكامل واقعه المحسوس الذي لا يتكرر والذي تبقى  فيه كاملة صورة الله ومثاله ( تك 1/271)، ويبقى تصميم الله عليه في إعداده للنعمة والمجد  (فادي الانسان، 13).

بهذا المعنى نفهم كلمة آباء الكنيسة: " لا خلاص خارج الكنيسة" اي ان كل خلاص يأتي من المسيح الرأس بواسطة الكنيسة التي هي جسده، والتي تعلن انجيل الخلاص لجميع الناس ( التعليم المسيحي، 846 ?848). بل كم نسمع الناس يقولون عندنا بعفوية: خلاصنا انما يأتي بواسطة الكنيسة. انها ضمانة الخلاص من خلال مبادئها ومبادراتها، من دون ان تتلّون باي نظام سياسي او اقتصادي. انها تردد لكل فرد وجماعة وشعب يرغب في الخلاص: " تشجع، قم! انه يدعوك".

الكنيسة في العالم هي العلامة والحماية لسمّو الشخص البشري ( الكنيسة في عالم اليوم، 76)، ولذا تدعو كل مسيحي ليكون فاعل سلام لا يتعب. يلتمسه من الله كخير اساسي، ويخدم قضيته بفخر واندفاع ( رسالة البابا بندكتوس السادس عشر بمناسبة يوم السلام العالمي، اول كانون الثاني 2007، عدد16).

عندما توقّف يسوع استدعى الاعمى وحاوره وشفاه، اراد ان يبين اساس السلام في داخل الانسان وفي المجتمع، اعني المعاملة بالمثل في الحقوق والواجبات بين الاشخاص: "ان واجب الاقرار بالحق الطبيعي لدى الانسان واحترامه كحق اساسي من حقوقه، يستمد قوته الملزمة من الشرع الطبيعي الذي يمنحه ويقضي بالواجب الملازم له" (السلام على الارض،30).

وبيّن الرب يسوع من ناحية اخرى ان التعاون المتبادل يقتضيه السلام الاجتماعي والتعايش السلمي بين الناس. " فالبشر اجتماعيون بطبعهم، وبالتالي يجب عليهم ان يعيشوا معاً، وان يسعى بعضهم الى خير بعضهم الآخر. ان الاصول السليمة، التي يُبنى عليهم عيشهم المشترك، تقتضي اعتراف الناس المتبادل بالحقوق والواجبات وتحقيقها (المرجع نفسه،36).

وعزّز الرب ايضاً لدى مرافقيه " الحسّ بالمسؤولية". تقتضي كرامة الشخص البشري ان يكون مدفوعاً من تلقاء ذاته، وبوحي من قراره، الى ممارسة حقوقه واداء واجبه والعمل على خدمة الآخرين في المجتمع من خلال المشاركة في النشاطات المتنوّعة. " ان مجتمعاً بشرياً قائماً على منطق القوة ليس انسانياً بشيء. فالناس فيه مقلّصو الحرية، في حين ينبغي تعزيزها فيهم" ( السلام على الارض، 34).

 

***

ثانياً، زمن الصوم ومراحل درب الصليب

 

درب الصليب طريق مظلم نحو وطن مضيء وحرّ، حيث ينتظرنا "ما لم تره عين، ولا سمعت به اذن، ما هيّاه الله للذين يحبونه" ( 1كور2/9). انه طريق الرجاء ضد كل رجاء، فعند هبوط الليل يطلع اليقين بأن الفجر آتٍ. آلام المسيح التي تقوده الى الموت تحيي فيه رجاء القيامة. والرجاء يصبح حقيقة ويأتي العالم الجديد.

 

في المرحلة الحادية عشر، يسوع يسمّر على الصليب

" وكانت الساعة الثالثة حين صلبوه. وكتبت لوحة في علّة موته: " هذا هو ملك اليهود". وصلبوا معه لصيّن: أحدهما عن اليمين، والآخر عن الشمال". ( مر15/25-27).

 

يسوع يُصلب بمسامير حادة في يديه ورجليه، والدماء تسيل من رأسه المكلّل بالشوك، وفمه ملآن خلاً ومرارة، وصدره مطعون بحربة، وكل حواسه مصلوبة. انه ذبيحة التكفير عن كل انواع خطايا البشر. في مساء حياته المظلم والظالم، يسوع على يقين من محبة ابيه السماوي، وفيه رجاء، بالرغم من الانكسار، انه سيقوم من ظلمة الارض مثل " كوكب الصباح المنير" ( رؤيا 22/16). كلما اقترب يسوع من الموت، عرف انه يقترب من القيامة. يسوع رجاء المتألمين: " مصلوبون اذن قياميون".

 

***

 Click to view full size image

ثالثاً، الخطة الراعوية

 

تواصل الخطة الراعوية تقبّل النص الثالث من المجمع البطريركي الماروني، بعنوان: حضور الكنيسة المارونية في النظاق البطريركي. نتوقف هذا الاسبوع عند المعوقات االراهنة في العلاقات المسيحية الاسلامية (الفقرات 47-59).

يشير النص المجمعي الى الاختلافات العقائدية بين الدينين في امور الثالوث الاقدس، والوهية المسيح، وموته وقيامته لافتداء الانسان وعلاقة الله بالبشر. هذه لا تُعدّ معوقات للحوار، بل مادة للتبادل اللاهوتي الصادق ( فقرة 48). لكن النص يعدد المعوقات الاخرى التي تعرقل نمو العلاقات المسيحية-الاسلامية، وهي التالية.

 

1. الاوهام والاحكام المسبقة في حق الدين الآخر، والتصانيف الاختزالية للمسيحية والاسلام. انها اشكال من التمييز الاتني والديني. ينبغي تناولها بالدرس العلمي الصادق. هذه انظرة بدأت بالانحسار بفضل الحوار المثمر، والدراسات المعمقة عن الاسلام التي قام بها مفكرون موارنة قديماً وحديثاً ( الفقرات 49-51).

 

2. التعميمات المتسرعة على الاسلام المعاصر، على اثر عملية 11 ايلول 2001 الارهابية، ومفادها ان الاسلام يساوي الاصولية، والتطرف والعنف ( فقرة 52).

 

3. حرمان المسيحيين من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية في اماكن عبادة خاصة بهم، او من توفير التربية الدينية المناسبة لناشئتهم في مراكز تربوية تابعة لهم، او من فقدانهم المساواة في المواطنية داخل اوطانهم بسبب اوضاعهم كأقلية. بالرغم من كل ذلك تبقى الكنيسة مستعدة للحوار والتعاون (فقرة 53).

 

4. اختلاف النظرة الى الحق في الحرية الدينية بين المسيحية والاسلام. في المسيحية، الحرية الدينية حق طبيعي واساسي لجميع الناس. في امور الدين، لا يجوز اكراه احد على العمل بما يخالف معتقداته. يحق للافراد تغيير دينهم اذا دعاهم ضميرهم الى ذلك. اما على صعيد الاسلام، فيُحلّ زواج المرتد من امرأته المسلمة بطريقة قسرية، ويُحرم من حقوق الوراثة بسبب اختلاف الدين، وتُعرّض حياته لخطر الموت. فلا بدّ من التقيد بالاعلان العالمي لحقوق الانسان (الفقرات 54-56).

 

5. الزيجات المختلطة والنظرة المختلفة الى حقوق طرفي الزواج عند قيامه واثناءه وعند انحلاله: الاسلام لا يسمح لمسلمة الزواج من مسيحي، والمسيحية التي تتزوج من مسلم لا ترثه، وعند انحلال الزواج تحرم من حضانة اولادها ( فقرة 57).

 

6. تنامي الاصولية في الخطاب الديني الاسلامي من حين الى آخر، يقابله ردود فعل مسيحية مماثلة. الكنيسة تدعو الى تطوير هذا الخطاب عند الجانبين، والى المعرفة الحقيقية والموضوعية المتبادلة، بحيث يتاح للمسيحيين ان يسمعوا ما يقول المسلمون عن انفسهم، وللمسلمين ان يسمعوا ما يقول المسيحيون عن انفسهم. من شان هذه المعرفة ان تهدم الجدران وتخلق الاجواء الملائمة للتواصل والتعاون ( فقرة 85).

 

7. العنف باسم الدين. انها ظاهرة قد تقوّض اركان السلام العالمي. تلافياً لهذه الظاهرة وتداعياتها، كان " يوم الصلاة من اجل السلام" في اسيزي ( 24 كانون الثاني 2002) الذي دعا اليه البابا يوحنا بولس الثاني، وشارك فيه ممثلون عن مختلف اديان الارض. وصدر عنه "مبادىء اسيزي العشرة حول السلام". وهي شرعة عظمى للاديان للسير نحو بناء السلام الحقيقي. وقد ارسلها البابا مع رسالة الى رؤساء الدول والحكومات في العالم، في 24 شباط 2002 ( فقرة 59).

بعد تقبل هذا النص تتخذ الهيكليات الرعوية مبادرات عملية تطبيقية.

 

***

صلاة

 ايها الرب يسوع، أصلُب معك كل اميالنا الى الخطيئة والشر، روحاً وجسداً، ولتكن حواسّنا ذبيحة لك. ولتنشد لك جميع اعضائنا نشيد المجد. نسألك ان يغمرنا بالنعمة المبرّرة دمك القدوس الجاري من جراحاتك الخمس، لنتمكن من ان نموت عن العالم ونحيا من اجلك. لك المجد وللآب الذي ارسلك وللروح الذي قوّاك حتى الصليب، الى الآبد. آمين ( صلاة المكرّم الكردينال Newman).

****

 


البطريرك بشارة الراعي

 


عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +