Skip to Content

شفاء الابرص 2008 - البطريرك بشارة الراعي

الاحد 10 شباط 2008 

آية شفاء الابرص

البرص رمز الخطيئة

 Click to view full size image

 

من انجيل القديس مرقس 1/35-43

قالَ مَرقُسُ البَشِير: قَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْر، فخَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَكَانٍ قَفْر، وأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاك. ولَحِقَ بِهِ سِمْعَانُ وَالَّذين مَعَهُ، ووَجَدُوهُ فَقَالُوا لَهُ: "أَلْجَمِيعُ يَطْلُبُونَكَ". فقَالَ لَهُم: "لِنَذْهَبْ إِلى مَكَانٍ آخَر، إِلى القُرَى الـمُجَاوِرَة، لأُ}بَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا، فَإِنِّي لِهـذَا خَرَجْتُ". وسَارَ في كُلِّ الـجَلِيل، وهُوَ يَكْرِزُ في مَجَامِعِهِم وَيَطْرُدُ الشَّيَاطِين. وأَتَاهُ أَبْرَصُ يَتَوَسَّلُ إِلَيْه، فجَثَا وقَالَ لَهُ: "إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!". فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ وقَالَ لَهُ: "قَدْ شِئْتُ، فَاطْهُرْ!". وفي الـحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فَطَهُرَ. فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ وصَرَفَهُ حَالاً، وقالَ لَهُ: "أُنْظُرْ، لا تُخْبِرْ أَحَدًا بِشَيء، بَلِ اذْهَبْ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِن، وَقَدِّمْ عَنْ طُهْرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُم". أَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وبَدَأَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ويُذِيعُ الـخَبَر، حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعُدْ قَادِرًا أَنْ يَدْخُلَ إِلى مَدِينَةٍ عَلانِيَة، بَلْ كانَ يُقِيمُ في الـخَارِج، في أَمَاكِنَ مُقْفِرَة، وكانَ النَّاسُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَان.

تفتتح الكنيسة زمن الصوم بكلام الله: " اذكر يا انسان انك تراب والى التراب تعود" (تك3/19)، داعية الى التوبة والارتفاع بالنفس الى الله. الابرص معزول عن الناس، ويسوع يعيده الى حياة المجتمع، هادماً الحواجز. البرص رمز الخطيئة التي تتآكل عقل الخاطىء وقلبه وارادته وضميره، كما يتآكل البرص جلد الانسان، ويشوهه بالقروح. وكما البرص مرض معدٍ، هكذا الخطيئة تتحوّل من افعال شخصية فردية الى حالة اجتماعية. ومثلما قضت الشريعة بان يُعزل الابرص عن محيطه لانه خاطىء، كذلك الخاطىء يعيش منفصلاً عن شركة الله والقديسين والحياة العائلية والاجتماعية والكنسية.

1. الابرص والمسيح

 البرص مرض جلدي يكسو الجسم بالقروح ويتسبب بالعدوى. وبحسب الشريعة القديمة، البرص نجاسة معدية حسياً وروحياً. فالشريعة تقضي بان يُنبذ الابرص من الجماعة لحين شفائه وتطهيره فيقدم ذبيحة تكفير عن خطيئته على يد الكاهن ( احبار 14/19-20) الذي سبق واعلن نجاسته وفصله عن الجماعة ( أحبار،13/9-17). حكمت شريعة موسى، على الابرص ان " تكون ثيابه ممزقة وشعره مهدولاً. ينادي:  نجِس، تجس، ويقيم منفرداً خارج المحلة" ( احبار 13/45-46). ذلك ان البرص قصاص من الله على الخطيئة: " ان لم تسمع لصوت الرب الهك، حافظاً وصاياه وفرائضه التي انا آمرك بها اليوم، ولم تعمل بها، تأتي عليك اللعنات كلها... فيضربك الرب بالبرص والجرب والحِكّة، فلا تستطيع مداواتها ( تثنية،28/15و27).  

 بحث يسوع عن الابرص في البرية حيث يقيم: " فقام باكراً جداً، وخرج الى مكان قفر، وكان هناك يصلي" ( مر1/35). تشجع الابرص واتى الى يسوع، ووقع على قدميه متوسلاً: " اذا شئت، فانت قادر ان تطهرني"  ( مر1/40).

 اتى الى يسوع بروح التوبة، وخرّ ساجداً امامه بالندامة وانسحاق القلب، لان يسوع اتاه اولاً، وصلى من اجله، ووضع نفسه على طريقه، وبثّ في قلبه الايمان وفي عقله المعرفة. الابرص يمثل كل انسان خاطىء من اجله اتى المسيح، وقال: " اني اريد رحمة لا ذبيحة، لاني ما اتيت لادعو الصديقين، بل الخطأة" ( متى9/13). طبّق بولس الرسول هذه الحقيقة على ذاته: " ان يسوع المسيح اتى الى العالم ليحيي الخطأة الذين اولهم انا. هذا قول صادق وجدير بالقبول" ( اتيمو1/15). ويمثل الابرص كل انسان متألم بمرض من اجله اتى المسيح، كما قال للتلاميذ عندما ارسلهم: "اشفوا المرضى الذين في المدينة، وقولوا لهم: ملكوت الله اقترب منكم" ( لو10/9).

 حمل يسوع قروح الابرص وخطيئته عندما شفاه منها. لقد افتداه واضعاً نفسه مكانه مستبقاً جراح آلامه فداء عن البشر، وجاعلاً نفسه خطيئة، قابلاً عنه عقاب الصلب ليخلصه، كما تنبأ عنه آشعيا: " لقد حمل آلامنا واحتمل اوجاعنا، فحسبناه مصاباً ببرص، مضروباً من الله ومذللاً. طُعن بسبب معاصينا، وسُحق بسبب آثامنا، نزل به العقاب من اجل سلامنا، وبجرحه شفينا" ( اشعيا53/4-5). ذبيحة القداس تأوين لنبؤة اشعيا ولآية شفاء الابرص ولذبيحة الفداء على الصليب.

 بحث يسوع عن الابرص في القفر، بحثاً عن انسان خاطىء ومتألم. قال خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني: "النقطة الجوهرية التي تميّز المسيحية عن سائر الاديان الساعية في طلب الله، هي ان في المسيحية لم يعد الانسان وحده يطلب الله، بل الله يأتي بذاته يحدّث الانسان عن نفسه، ويهديه سبيل البلوغ اليه. وهكذا الدين في المسيح لم يعد السعي في طلب الله على غير هدى ( اعمال 17/27)، بل هو جواب الايمان بالله الذي يعلن ذاته. جواب به يتكلم الانسان مع الله كخالقه وابيه  (اطلالة الالف الثالث، 6). كشف للابرص  عن نفسه بالبحث عنه، والابرص اجاب بصرخة الايمان: " اذا شئت انت قادر ان تطهرني".

 " تحنن يسوع عليه، مدّ يده ولمسه، وقال له: شئت فاطهر، فزال برصه حالاً وطهر" (مر1/41-42). هذا هو انجيل يسوع المسيح، انجيل رحمة الله الذي يعلن: ان حب الله اقوى من خطيئة الانسان ومفاعيلها: الشر والألم والمرض والاعاقة والموت. انجيل يعلن ان الانسان، اياً كان وضعه او حالته، هو قيمة بحدّ ذاته، لان الله اراده عندما تكوّن في بطن امه، وهو مفتدى بدم المسيح، ومدعو ليكون هيكل الروح القدس، ومعاون الله في صنع التاريخ. ويعلن ان الله، بالمسيح يسعى في طلب كل انسان، لكي يحمله على الارتداد عن دروب الشر التي ينزع دوماً الى التوغل فيها، فيستعيد كرامته كمخلوق على صورة الله، وحرية ابناء الله ( اطلالة الالف الثالث،7).

لقد طهّر يسوع الابرص، نفساً وجسداً، واعاده الى الجماعة، حيث الشركه مع الله وبين الناس، وامره اظهار نفسه للكاهن ليعلن طهره واعادته الى جسم الجماعة. كما امره بتقديم قربان التكفير والشكر لله، حسب شريعة موسى ( مر1/44). فاصبح الابرص رسول يسوع المسيح (انظر مر1/45). 

2. الابرص ونحن

يمثل الابرص كل متألم وكل خاطىء. كلنا نمرض فنبحث عن طبيب ودواء. وكلنا نخطأ، فهل نبحث عمن هو طبيب النفوس وحده يسوع المسيح بالعودة اليه بالتوبة: نهتدي بكلامه الذي ينير ظلال حياتنا، نسجد امام رحمته، مقرين بخطايانا، وملتمسين نعمة الغفران الشافية على يد الكاهن حامل سلطان الحلّ والربط باسم المسيح؟

الخطيئة برص النفس. لا يستطيع احد منا ان ينكر هذا البرص فيه، الذي يشوه العقل فيزيغ عن نور الحقيقة، والارادة فتنحرف عن فعل الخير والعدل والصلاح، والقلب فينغلق في الانانية والاميال الغريزية، والضمير فيصمّ الاذن الداخلية عن سماع  صوت الله، الداعي الى فعل الخير والناهي عن الشر.

ولئن كانت الخطيئة جزءاً لا يتجزأ من حقيقة الانسان، فانها تواجه حقيقة المحبة الالهية، السخية، الامينة، التي تتجلى على الاخص بالفداء والمغفرة، شرط العودة الى الله والاقرار بالخطايا الشخصية، كما فعل الابرص، وكما هتف داود الملك: " اني عالم بمعاصيّ، وخطيئتي امامي في كل حين. اليك وحدك خطئت والشر امام عينيك صنعت"( مزمور 50/5-6). رسالة الكنيسة هي خدمة المصالحة الرامية الى حمل الانسان، كل انسان، على معرفة ذاته، والاقلاع عن الشر، واستعادة الصداقة مع الله، واحلال النظام الداخلي، والعودة الى حياة كنسية سليمة ( الارشاد الرسولي: المصالحة والتوبة،13).

كما البرص مرض معدٍ، كذلك الخطيئة انحراف يُعدي، فتصبح الخطيئة الشخصية خطيئة اجتماعية، لانها تؤثّر بطريقة ما على الآخرين، بقوة ما بين الناس من تضامن. كما في " شركة القديسين" كل نفس ترتفع، ترفع معها العالم، كذلك في " شركة الخطيئة" كل نفس تنحدر، تحدر معها الجماعة. هذا يعني ان كل خطيئة شخصية تصبح خطيئة اجتماعية، اي مجموعة خطايا يشارك فيها من دون ان يتوب كل من يقترف الشر ومن يسانده، ومن يستغله، ومن يهمل ازالته، ومن يختبىء وراء الادعاء باستحالة تغييره، ومن يتجنب المشقة او التضحية في سبيل اصلاح  الفساد القائم (المرجع نفسه،16).

ان الافات التي تشكل نوعاً من " البرص" الشخصي والاجتماعي والعائلي والوطني هي على صعيد الشخص والمجتمع: الانجراف في الاباحية، تعاطي المخدرات، ادمان على القمار والكحول، الرشوة والغش والكذب والفساد؛ وعلى صعيد العائلة: اهمال تربية الاولاد على يد والديهم، فقدان القيم الموروثة، التعدي على الحياة البشرية في بطون الامهات، التلاعب بالاجنة، الاساءات الخلقية الى الاطفال والاولاد، جنسياً وتجارياً، تفكك الرابطة الزوجية والروابط العائلية بين الاهل واولادهم، تعديات بعض وسائل الاعلام على حرمة الضمائر وقدسية الجنس والحب؛ وعلى صعيد الوطن: غياب المصالحة الوطنية مع التشرذم والانقسام في الاحزاب السياسية والجماعات، عبء الديون الباهظة، تعاظم حالة الفقر، الهجرة الحسية والنفسية.

3. زمن الصوم، موسم العودة الى الله والذات والقريب

الصوم عودة الى الله بسماع كلامه والتوبة اليه. تقام الرياضات الروحية في الرعايا وتكثف البرامج الدينية في وسائل الاعلام، ولاسيما في اذاعة صوت المحبة، وتليلوميار. انها مناسبة لسماع كلام الله من اجل تسليط انواره على حياتنا فنكتشف ما اعتورها من شوائب، ومن اجل تثقيف عقولنا وضمائرنا بالمبادىء التي تنير سبيلنا ومسلكنا. انه زمن التوبة والاعتراف بخطايانا، لكي نعيش فصح الرب، بالعبور الى حياة جديدة بقيامة القلوب.

الصوم عودة الى الذات بترميم صورة الله فينا، اقتداء بيسوع المسيح الذي ترك لنا قدوة (1بطرس2/21) في شخصه وافعاله وكلامه. في زمن الصوم ننقطع عن الطعام واللحوم والحلوى وسواها تكفيراً عن خطايانا، وتدريباً لاراداتنا، وكبحاً لاهوائنا وغرائزنا. نحقق السيطرة على الانانية ونتحرر من العبوديات لشهوات العين والجسد وكبرياء الحياة ( 1يو2/16)، بفضيلة التجرد والطهارة والطاعة لله.

الصوم عودة الى القريب بافعال المحبة والرحمة تجاه الفقراء والمعوزين. بها نرمّم علاقات الاخوّة مع جميع الناس.

" الصوم هو الزمن المقبول الذي يستجيب الرب لنا فيه، ويعيننا في يوم الحياة" (2كور6/2)

*****
Click to view full size image

ثانياً، السلام في العائلة والوطن

 نواصل الكلام عن السلام والتربية عليه والتزام المسؤولين السياسيين والمواطنين ببنائه، كما تبسط به قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في رسالة يوم السلام العالمي لسنة 2008وعنوانها: "العائلة البشرية جماعة السلام".

 العائلة الطبيعية، القائمة على زواج رجل وامرأة، هي خلية العائلة الاجتماعية، على المستوى المحلي والوطني والدولي. كما العائلة الطبيعية تنطلق من كلمة " نعم"، كذلك العائلة الاجتماعية، المحلية والوطنية والدولية، تُبنى على كلمة " نعم" للعيش معاً وانشاء جماعة ذات ثقافة وتاريخ ومصير مشترك. السلام منوط بالامانة لهذه الكلمة (الرسالة فقرة 6).

1. العائلة الطبيعية تولد من كلمة " نعم"، يقولها اولاً الزوجان اذ يقبل الواحد ذات الآخر ويعطيه ذاته، من اجل الاسعاد المتبادل . يُنشآن معاً جماعة حب وحياة مدى العمر: حب زواجي انساني وشامل وخصب ، امين ودائم؛ وحياة تُحترم وتُكرّم وتُحمي وتُعزز، هي حياة كل واحد من الزوجين. ويقولان " نعم" لنقل الحياة البشرية بالانجاب، وفقاً لمقاصد الله والاتكال على عنايته، ولتربيتها حسياً واخلاقياً وروحياً.

ثم يقول الاولاد كلمة "نعم" لطاعة الوالدين واكرامهم. فالوالدون يحملون سلطة من الله للعناية باولادهم، اعالة وتربية وتوجيهاً، ويتمتعون بحق الاحترام من قبل اولادهم، والعناية بهم عند عُسرهم ومرضهم وفي شيخوختهم. ويقول الاخوة والاخوات كلمة "نعم" للالتزام بروابط الاخوة، تعاوناً ومحبة ، للمحافظة على الوحدة والتضامن. 

   2. كذلك العائلة الاجتماعية، المحلية والوطنية والدولية، تولد من كلمة " نعم". يقولها افرادها والمواطنون والمسؤولون السياسيون للدعوة التي كتبها الله في الطبيعة البشرية. فالناس لا يعيشون الواحد الى جانب الآخر، منعزلاً عنه او غير معني به وكأنه في جزيرة، بل يقطعون معاً طريقاً واحداً، ويكتبون تاريخاً واحداً، ويؤلفون ثقافة وحضارة مشتركة، ويواجهون مصيراً واحداً. كل ذلك بروح المسؤولية والتضامن.   

يقولون "نعم" لعيش وجودهم المحلي والوطني والدولي بموقف مسؤول امام الله، ويعترفون ان في الله الينبوع الاصلي لوجودهم ووجود غيرهم. ما يشكل اقراراً بقيمة كل شخص بشري غير مشروطة. هذا هو اساس التضامن، الذي هو الفضيلة التي تشعرنا باننا كلنا مسؤولون عن كلنا، واننا مترابطون الواحد بالآخر. الميثاق الوطني والمعاهدات الدولية تعبير عن كلمة " نعم". التراجع عنها يُسمى في اللغة الزواجية " خيانة"، فيتهدد السلام.

***

ثالثا، الخطة الراعوية لتطبيق المجمع البطريركي الماروني

تواصل الخطة الراعوية تقبل النص المجمعي السابع: الكهنة في الكنيسة المارونية، وتحديداً حول هوية كهنوت الخدمة (الفقرات 6-9).

1.  الخدمة الكهنوتية تأسيس الهي.

ان السيد المسيح الذي " قدّسه الآب وارسله الى العالم"  (يوحنا10/36) ، وجاء "يخدم  ويبذل نفسه فداً عن الكثرين" (متى 20/28) ، قد اشرك بكهنوته المؤمنين المنتمين بالمعمودية والميرون الى جسده السرّي. فاصبحوا شعباً كهنوتياً مقدساً وملوكياً. ثم اقام من بينهم خداماً يتمتعون بسلطان  الكهنوت المقدس ،ليمارسوا باسمه وبشخصه رسالته الخلاصية بين البشر، تعليماً وتقديساً وتدبيراً. وهي مهام النبؤة والكهنوت والملوكية.

هذا الاشتراك في كهنوت المسيح يدخل الكهنة في شركة خاصة ومميزة مع الاب الذي اجتذبهم  بمحبته، والابن الذي دعاهم لاتباعه واشركهم برسالته، والروح القدس الذي ينعشهم بالمحبة الراعوية ويلهم خدمتهم.

2. الخدمة الكهنوتية مثلثة

تصلي الليتورجيا المارونية من اجل الكهنة الذي " اختارهم المسيح وقدّسهم وزيّنهم وكملهم وائتمنهم على اسراره الالهية وعلى كنوز ملكوته، وسلّمهم مفاتيح تلك الكنوز ليوزعوها على المحتاجين".

الكاهن مؤتمن على ثلاث:

أ- وديعة " الكلمة" او خدمة الكرازة والتعليم. الكاهن معلم يقف حياته على درس كلمة الله، وتسليمها خالصة الى البشر، وعظاً وتعليماً وارشاداً. هذه الخدمة تهدف الى ايلاد الايمان وتثقيفه وتوجيهه ليصبح حضارة حياة ويدخل في عمق ثقافات الشعوب.

ب- وديعة " النعمة" او خدمة التقديس والاسرار الالهية. الكاهن وكيل اسرار الله، يقوم في الوسط، بوساطة المسيح الوحيدة، فيتوجه الى الله باسم الشعب، والى الشعب باسم الله. هو في بيت القدس، في سبيل الناس رجل التشفع، وتجاه الله رجل التسبيح. يكون مؤتمناً على قداسته وعلى قداسة ابناء رعيته، هو الذي وقف حياته لخدمة " الاقداس للقديسين".

ج- وديعة " المحبة" او خدمة رعاية شعب الله. الكاهن يرئس جماعة المؤمنين باسم المسيح الرأس، ويساهم بالتعاون مع الاسقف في بنيان الكنيسة وحفظها وتثبيتها. فهو " المدبر والراعي" الذي اوكل اليه المسيح الراعي الصالح رعاية خرافه الناطقة. وهو " المجاهد في سبيلها، وناطورها الذي سوف يحاسب عليها" ( الليتورجيا المارونية). لكن رعايته تشمل بنوع خاص " اخوة المسيح الصغار" اي الخطأة والمرضى والفقراء والاسرى والمظلومين والمنبوذين.

 Click to view full size image

****

صلاة

ايها الرب يسوع، لقد قصدت الابرص في قفره وعزلته، فالتقاك وتطهّر. اعطنا ان نراك، وقد وضعت نفسك على دربنا، يا طبيب الاراواح والانفس والاجساد. انت حاضر بيننا في كلمة الانجيل هداية لنا اليك، وفي نعمة الاسرار شافياً خطايانا ومقدّساً آلامنا ومعزياً لنفوسنا، وفي هبة الروح القدس الذي يفيض في قلوبنا المحبة ويحيينا بسكنى الثالوث الالهي فينا. نشكرك على حضورك بيننا بشخص الكاهن. بارك خدمته المثلثة من أجل حياة العالم. لك ولابيك المبارك ولروحك الحي القدس كل مجد وشكر واكرام ، الآن والى الابد. آمين.


البطريرك بشارة الراعي
 

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +