Skip to Content

التبرير الفريسي والتنهد العشاري - المطران بولس يازجي

التبرير الفريسي والتنهد العشاري

المطران بولس يازجي

 Click to view full size image

 

    " بل كان يقرع صدره قائلا: اللهم ارحمني أنا الخاطئ "

     في النص الإنجيلي يوضح لنا المسيح نقيضين ، الفريسي والعشار

   كان الأول يبدو للناس تقيا على خلاف الثاني.في حين أن الفريسي مترفعاً ، حاول أن يبرر ذاته بأعماله ، راح العشار متنهدا يطلب من الله أن يبرره .

   الفريسية سرطان العبادة ، مرض يفتك بها ، أما الروح العشارية فهي عافية ومحيية ، وتقوى حقيقية . فما هي إذا التقوى الحقيقة وما هو البر والتبرير ؟

    وأخيرا كيف نقتني البر وما السبيل اليه ؟ ليس عبثا أن المسيح قارن بين الانسانين على ميزان المعبد ، فالصلاة تكشف الداخل وتعكس الانسان على حقيقته وسر التقوى يحدده القديس بولس الرسول بتجسد المسيح ، عرس الانسان بالله واتحاده به

 الأعمال أعمال ، عندما تكون تقدمات . وحسابات الله غامضة ، وعندما نبذلها في سبيل الاتحاد بالله تصير فضائل حقيقية .

وهذا التمييز ضروري بإزاء أهم صوم وأهم فترة روحية في بداية التريودي الفضائل ليست أعمالنا ، وإنما هي عمل الروح القدس فينا . الحياة الروحية ليست الحياة الاخلاقية بالمعنى الحصري والعام للكلمة ، ولكنها الحياة بالروح الذي يحركنا .

  الانسان الروحي هو الذي أخضع جسده لوحه . وأخضع روحه لروح الآب القدوس. وأعمال هذا الانسان بارة . إنها هذه الحياة. وبر هذه الحياة هو العلاقة الحية مع الله والاتحاد به

   البر والأعمال :

     يقول القديس بالاماس : " كل ما يتم بواسطتنا ولم يكن ، هو عمل الله فينا فهو خطيئة " لذا فإن الطريق الى البر ليس هو الاستحقاق و الإنجازات والأعمال ..... وإنما الانسحاق الحقيقي والباقي كله يعمله الله فينا برنا او انتقاؤه ، يحدده مقدار اتصالنا بالرب يسوع وهذا ما رايناه في مثال اللصين على الصليب"

    البر هو القداسة ، والقداسة تأله ، والتاله ليس الأعمال الأخلاقية ، وإنما الاتحاد بالله الذي لا يتحد إلا بأنقياء القلوب

   تبرير الذات :

   لذا فإن الطريق العملية  كما ينصح كتاب تعاليم روحية  للتبرير، هو لوم الذات لا تبريرها ، والانسحاق لا العجب بالذات

  الفريسي والعشار كانا معجبين ، فالاول أعجب بذاته أما الثاني فبرحمة الله ومحبته

  لوم الذات " عافية سرية " وتبرير الذات سرطان خفي . لوم الذات هو سر حين نلتقي بالمسيح في خشوع .

 تبرير الذات سرطان يلاقينا بذاتنا ويفصلنا عن يسوع حياتنا . فلنقف ونصلي عشاريا : " يا الله اغفر لي انا الخاطئ"

    هذه هي ابواب التوبة ، ومن دخل من غير هذا الباب فهو سارق ولص. هذا هو باب السماء

    آمين

 

 

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +