Skip to Content

لندع نور الميلاد يشع في قلوبنا وفي مدننا ويهب العالم السلام.. مقتطفات من رسالة الميلاد 2007 - البابا بندكتس السادس عشر

لندع نور الميلاد يشع في قلوبنا وفي مدننا ويهب العالم السلام.. مقتطفات من رسالة الميلاد 2007

  بقلم: البابا بندكتوس السادس عشر


 
 
أطل البابا بندكتوس الـ16 بحلة العيد الليتورجية ووجه رسالة الميلاد ركز فيها على هذا "اليوم المقدس الذي فيه نعبد الرب وفيه نزل على الأرض نور عظيم" عندما ولد يسوع في مغارة بيت لحم، نور متألق لا يخفت أبدا، كما حل الرجاء العظيم حامل السعادة: "الكلمة صار بشرا فسكن بيننا فرأينا مجده" (يوحنا 1/14).
وركز الأب الأقدس على أهمية النور وعظمته كون كلمة الله الخالقة هي نور ونبع الحياة، ومنه تستقي الخلائق أساس كلَ صلاح وتحمل في ذاتها وسم الله، لمعة نور. وقال إن نور المسيح هو حامل السلام؛ وحده النور العظيم الذي تجلى في المسيح قادر أن يهب الناس السلام الحقيقي، لذا كل الأجيال مدعوة لاستقبال النور، الله الذي صار واحدا منا في بيت لحم.
وشدد البابا على أن الميلاد الحقيقي هو حدث تاريخي وسر محبة، الذي ما انفك منذ ألفي سنة يسائل الرجال والنساء في كل عصر، إنه اليوم المقدس الذي ظهر فيه نور المسيح العظيم حامل السلام. ولقبول هذا النور والتعرف عليه، نحن بحاجة إلى إيمان، إلى تواضع، ومريم العذراء هي خير قدوة على تواضع المؤمن بكلمة الرب، كذلك تواضع يوسف البار، وتواضع الرعاة والفقراء والرعاة المجهولين الذين قبلوا بشرى الملاك السماوي: فغدا هؤلاء الصغار والفقراء بالروح روّاد الميلاد، اليوم كما في الأمس، وصانعي ملكوت العدل والمحبة والسلام.
وتطرق الحبر الأعظم إلى ضرورة السهر بانتظار ميلاد المخلص وسأل من يقدر أن يفتح الباب للمسيح الذي يحمل إلينا النور والسلام، نحن رجال ونساء عصرنا؟ من يسهر في ليالي الشك والتردد بقلب نقي ومصلي؟ من ينتظر بزوغ فجر اليوم الجديد حاملا مصباح الإيمان؟ من لديه الوقت ليصغي إلى كلمة يسوع تغمره روعة حبه؟ رسالة سلام يسوع أنه جاء يهب ذاته رجاء خلاص أكيدا.
وأمل البابا أن يضيء نور المسيح على كل إنسان ويمنح العزاء لكل القابعين في ظلمات البؤس والظلم والحرب، لكل من ينكَر عليهم حقهم المشروع في الرعاية الصحية والتعليمية وتأمين فرص عمل ثابتة، كما المشاركة في مسؤوليات الحياة المدنية والسياسية بعيدا عن كل قهر وبمنأى عن الظروف التي تهين الكرامة البشرية. وسلط البابا الضوء على ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة والدامية وهم بنوع خاص من الأطفال والنساء والمسنين. وشدد على أن المصادمات الإتنية والدينية والسياسية كذلك عدم الاستقرار والخصومة والمجابهات والظلم والتمييز التي تنهش النسيج الاجتماعي لدول عدية لتوتر العلاقات الدولية؛ في حين يتنامى عدد المهاجرين واللاجئين والمهجرين نتيجة الكوارث الطبيعية المتكررة التي تتسبب بها التعديات المقلقة على البيئة.
وتوجه البابا بفكره في يوم ميلاد السلام إلى حيث يعلو صوت السلاح وقرقعته في المناطق المعذبة شأن دارفور والصومال وشمال جمهورية الكونغو الديمقراطية وعلى الحدود بين إريتريا وإثيوبيا، في الشرق الأوسط وتحديدا العراق ولبنان والأرض المقدسة، وصولا إلى أفغانستان وباكستان وسريلانكا وحتى منطقة دول البلقان. وأمل أن يلهم الطفل يسوع الحكمة للمسؤولين والشجاعة كي يبحثوا ويجدوا حلولا إنسانية عادلة ودائمة. وإزاء عطش العالم للمعنى وللقيم وسعي البشرية إلى الرفاه والسلام، يردّ المسيح الإله الحق والإنسان الحق على هذه الأسئلة بميلاده.
"تعالوا نعبد الرب"، تابع البابا، مع مريم ويوسف والرعاة والمجوس وجماهير العابدين المتواضعين وأضاف أن علينا نحن أيضا، إخوة وأخوات في كل قارة، أن نفسح في المجال أمام نور المسيح كي ينتشر في كل مكان، وينشر في البيوت وفي المدن وفي العالم أجمع الدفء والسكينة والرجاء والسلام.
 
وختم البابا بندكتوس الـ16 رسالته إلى مدينة روما والعالم لمناسبة عيد الميلاد متوجها إلى جميع المؤمنين والحجاج والسياح في ساحة القديس بطرس والعالم حاملا أمنياته بتشييد مستقبل رجاء أكيد، وحياهم بلغات عديدة من بينها اللغة العربية قائلا: ميلاد مجيد! هذا ثم منح الجميع بركته الرسولية.
 


عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +