Skip to Content

رتبة سرّ مسحة المرضى وإسعافهم ورعايتهم - طقس لاتيني



رتبة سرّ مسحة المرضى

 

وإسعافهم ورعايتهم

طقس لاتيني

(قامت بنقل رتبة سر مسحة المرضى وإسعافهم ورعايتهم من الأصل اللاتيني إلى اللغة العربية وبإعدادها للطبع اللجنة البطريركية لليتورجيا في القدس بالتعاون مع خبراء مجلس الأساقفة في الشرق الأوسط، القدس في 1 تشرين الأول 1974)

فاتحة الكتاب

"في المرض وتقديسه على ضوء سر الخلاص"

1- الألم في حياتنا

كانت أسقام البشر وآلامهم، وما تزال، في جملة المشكلات المستعصية، التي تساورهم وتقلقهم. لذلك جاء المسيح يعطف على المرضى، وكثيرا ما إلتقاهم وعادهم وأبرأهم، ودعاهم إلى احتمال المرض، لما فيه من قيمة لخلاصهم وخلاص العالم.

2- آلام المسيح وآلامنا

إن المسيح الذي لم يعرف الخطيئة، قد حقق ما أنبأ به أشعيا عن الجروح التي ستثخنه. فشارك بذلك البشر ما يتواتر عليهم من الآلام. وما برح، حتى الآن، يصلب ويتوجع فينا، نحن المتلوّين مثله من شدة العذاب. ومن هنا ندرك أنه، ولو كانت العلة منوطة بواقع الإنسان الخاطئ، فإنها ليست، في كثير من الأحيان، عقابا للخطيئة؛ بل شدة عابرة، "خفيفة، تُعِدّ لنا قدرا عظيما لا حد له من المجد الأبدي" (2 قور 4، 17). وهذا ما يحدونا إلى أن نتم في جسدنا ما نقص من آلام المسيح، فدية للعالم (راجع قولسي 1، 24).

3- شهادة المرضى في كنيسة المسيح

إن الشهادة، التي على المرضى أن يؤدّوها في كنيسة المسيح، هي أن يدعوا الناس إلى الاهتمام بالأمور العلوية الخالدة، ذاكرين أن سر موت المسيح وقيامته هو سر خلاص للحياة الدنيا الزائلة.

"في الواجبات التي يمليها المرض"

1- على مثال المسيح

إن ما للمرض من قيمة روحية لا يعني التغاضي عما يوصي به الرب مرارا في الإنجيل المقدس، من وجوب تفقّد المرضى وزيارتهم، تشديدا لأجسادهم، وإنعاشا لأرواحهم. ويظهر حرص الرب هذا خاصة في إنشائه سر مسحة المرضى. وقد اعتمدت الكنيسة رسالة القديس يعقوب للصلاة على المرضى ودهنهم، لعلّ الرب المتألم والممجَّد يعزّيهم ويخلّصهم ويعافيهم.

فإن الإنسان، الذي تضنيه العلة، يفتقر إلى عون خاص من الله، لأن الهموم قد تتنازعه، فيصبح مكروب النفس، ويستسلم للتجارب، ويفتر منه الإيمان.

2- واجبات العليل

إن مشيئة الله أن يسعى المريض إلى طلب الشفاء من كل علة تجهده، دون فتور أو تواب، ليعود إلى مزاولة دوره في المجتمع والكنيسة. وإذا ما تعافى أحدهم على أثر قبوله مسحة المرضى، فليحمد الله على هذه النعمة، بقداس شكر، أو بعمل برّ آخر.

3- واجبات الأطباء، والقائمين بخدمة المرضى

إنَّه من واجب الأطباء والقائمين بخدمة المرضى أن يلجأوا إلى شتى الوسائل، ومختلف التجارب والاختبارات، بغية إسعاف المرضى جسدا ونفسا، وتسكين الآلام عنهم، والسعي في إطالة عمرهم.

4- واجبات المجتمع والمسيحيين

يعلِّمنا القديس بولس أنه، إذا ما تألم عضو في جسد المسيح (أي الكنيسة)، تألمت معه سائر الأعضاء (1 قور 12، 26). وعليه، فإن الرحمة بالمرضى، وأعمال المحبة التي ترمي إلى إسعافهم بحاجاتهم، والمساعي التقنية التي تبذل في سبيل إطالة عمرهم، تتمتع بمنزلة رفيعة، إذ تنبثق من هدي الإنجيل، في عرضه لمثال المسيح المشفق على البشرية المتألمة.

وإن على المسيحيين، وفي طليعتهم الأقارب و الأصدقاء والمسؤولون، أن يبادروا إلى خدمة المرضى، بمعالجتهم بمحبة وصبر؛ وإقامة الأسرار المقدسة لأجلهم، وتشديد عَزيمتهم بكلام الإيمان والصلاة، ورفع أمرهم إلى الرب المتألم الممجَّد؛ وتحريضهم على المساهمة، بالاشتراك التلقائي في آلامه وموته، في ما يعود على شعب الله بالخير. ولا جرم أنه من أهم واجبات المسيحيين أن يعُلموا الكاهن بالمرضى، وحقيقة واقعهم، وأن يعدّوهم لقبول الأسرار المقدسة في حينها.

5- واجبات الكاهن

إن من واجب الكهنة، وفي مقدمتهم رعاة النفوس، والقائمون بخدمة المستشفيات وملاجئ العجزة، أن يُعنوا كل العناية بالمرضى، وأن ينتهزوا مناسبة منحهم الأسرار المقدسة خاصة، ليستحثوا إيمان الحاضرين بالمسيح المتألم الممجد، ويحيوا رجاءهم فيه، فيلمس أولئك ما في قلب الكنيسة أمَّنا من عطف، وما في الأمور الإلهية من تعزية.

وعندما تجهد العلّة المريض، وتتطور حالته بين حين وآخر، وبين ساعة وأخرى، يستطيع الكاهن أن يختصر الرتبة.

وعندما يوجد العليل في مستشفى، بقرب أشخاص لا شأن لهم والرتبة. فليأخذ الكاهن ذلك بعين الاعتبار. وليأخذ بعين الاعتبار أيضاً ما قد يعانيه أولئك الأشخاص من التعب.

"ترتيبات"

1- التوعية الدينية

إن المؤمنين عامة، والمرضى خاصة، في حاجة إلى توعية رعائية، توفر لهم إدراكاً أعظم لمعنى الأسرار الخاصة بالمرضى، وتغذّي إيمانهم وتشدده، وتعدّهم للرتبة المقدسة.

2- اعتراف العليل

إنه في وسع العليل أن يعترف بخطاياه قبل بدء الرتبة. وفي هذه الحالة، يتلى فعل التوبة في أثناء الرتبة. وأما إذا شاء العليل أن يعترف بخطاياه في أثناء الرتبة، فيترك إذ ذاك فعل التوبة جانباً، إلا إذا كان بين الحاضرين من يرغبون في التناول. وعند الضرورة الماسة، يجوز أن يكون اعتراف المحتضر عاما.

3- حلة الكاهن أو الشماس

يرتدي الكاهن (أو الشماس)، في إقامته أسرار المرضى، الدرع (الكوتا) والبطرشيل من اللون الأبيض.

الفصل الأول 

في زيارة المرضى

 من الأمور الوجيهة، أن ينقطع المرضى إلى الصلاة، وحدهم، أو مع ذويهم ومن يخدمونهم عامة، ومع رعاتهم خاصة. ودونك نموذجاً لهذه الصلاة، يمكن استعماله كاملاً أو جزئياً، دون الإغفال عن أن الإنجيل المقدس هو أجمل قراءة، في وسع المريض أن يُقبل عليها، ويتأملها، ويجد بها روحاً.

"طقوس افتتاحية"

"تحية الكاهن العليل والحاضرين"

السَّلام لهذا البيت، ولجميعِ الساكنينَ فيه.

"نضح العليل والمنزل بالماء المبارك"

الكاهن: لذَكِرْنا هذا الماء المبارَكُ بعمَّادِنا، وبانتمائِنا إلى المسيحِ الرب، 

الكاهن: الذي بصليبهِ المقدَّسِ وقيامته المجيدة افتَدانا.

"الصلاة الجماعية"

لنصلِّ: أيها الربُّ يسوعُ المسيح، يا من عَهَدَ إلينا بقدوةِ السامريّ الرَّحيم، وأخذَ بيدِ حماةِ بطرسَ المحمومةِ

الكاهن: وأقامَها، وشَفا عبدَ قائِد المئةِ وابنةِ الكنعانية، وكان رحمةَ لسائر المرضى: 

أَشْفِقْ على هذا الأخ، الذي جعلَ منه المرضُ رفيقاً لك، أنت المتألم لأجلِ خلاصِ العالم، وامنحْنا أن نُسّرَّ بسلامتِه. 

يا من يحيا ويملكُ إلى دهرِ الدهور. آمين.

"ليتورجية (أو خدمة) الكلمة"

"القراءة الأولى"

(3، 22 – 26)

                             الرب صالح للنفس التي تلتمسه

قراءة من مراثي أرميا النبي

من رأْفةِ الرب أَنَّا لم نَضْمَحِلَ، لأنَّ مراحِمَهُ لا تَزول؛ هي جديدةٌ في كلِّ صباح، وأَمانتُك عظيمة!

الربُّ حَظِّي! قالت نَفسي، فلذلكَ أَرجوه. 

الربُّ صالِحٌ للذين يَنتظِرونه، للنَّفس التي تلتَمِسه.

خيرٌ أن يُنتَظرَ خلاصُ الربِّ بسكوت. 

كلام الرب – الشكر لله.

"المزمور"

المزمور (122)

اللازمة: اللهم، ارحمْنا وارحَمْ جميعَ المرضى.

1- رفعتُ عيناي إليك، يا ساكِنَ السماوات. اللازمة

2- ها هما أشبهُ بعيون العَبيد، المُتَطَلعةِ إلى مَواليهم، وبعيني الأمَة المُتطلّعة إلى يدِ سيّدتِها، اللازمة

3- أجَل، عيونُنا تَتطلَّعُ إلى الربِّ إلهنا، حتى برحمتِه يَتَعْمّدَنا. اللازمة

"الآية قبل الإنجيل المقدس (وهللويا)"

(هللويا)، إنَّ المسيح أخذَ أسقامَنا، وحمَل أمراضَنا؛ إنه جُرِحَ لأجلِ مَعاصينا، وسُحِقَ لأجلِ آثامِنا (هللويا).

"الإنجيل المقدس"

(11، 25 – 30) 

                          تعالوا إليَّ، أيها المرهقون والمثقلون

فصل من بشارة القديس متى الإنجيلي البشير

تكلَّم يسوعُ في ذلك الوقتِ فقال: "أَحمَدُك، يا أبتِ، ربَّ السماواتِ والأرض، قد حجَبْتَ هذا عن الحكماء والأذكياء، و كشفتَه للأطفال. نعم، يا أبتِ، تلكَ مشيئتُك.

قد أولاني أبي كلَّ شيء، فما مِنْ أحدٍ يعرِفُ الابنَ إلا الآب؛ وما مِنْ أحدٍ يعرِف الآب إلا الابْن، ومَن شاءَ الابْنُ أن يكشِفَ له. 

تعالَوا إليَّ جميعاً، أيُّها المُرهَقون والمُثْقَلون، فإنّي أُريحُكم.

إحمِلوا نيري وتَتَلْمَذوا لي، أنا الوديعُ المتواضعُ القلب؛ تَجِدوا الرَّاحة في نفوسِكم؛ لأنَّ نيري لطيفٌ وحِمْلي خَفيف".

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح.

"صلاة المؤمنين"

الكاهن: أيها الإخوةُ الأحبَّاء، لِنرفعِ الدُّعاء إلى أبي الحنَان، وإلهِ كلِّ عزاء، الذي يُعزّينا في جميعِ شدائدِنا.

• أن رَأَفَ المسيحُ بأبناءِ كنيسةِ اللهِ المُتألِّمين – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يُلهمَ المسيحُ المسؤولين عن خيرِ الشعوب العملَ على تسكين آلامِ البشريَّة – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يَمكُثَ المسيحُ مع الَّذين تُثقِلُهم المَشَقَّات في البيوتِ والمستَشفيات، والغُربةِ والعُزلَة – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يكونَ المسيحُ سنداً لهذا الأخِ العليل، وراحة له – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن تقفَ مريم، "شفاءُ المَرضى"، بِقُربِ هذا الأخِ العليل، وبقربِ جميعِ المرضى والمُصابين – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

"ليتورجية (أو خدمة) الرحمة"

"الصلاة الربية"

الكاهن: والآن، هلمُّوا أيها الإخوة، نصلّي إلى الله أبينا بصوتٍ واحد، كما علَّمنا يسوعُ المسيحُ ربُّنا أن نُصلّي، ولنقُل:

الجميع: أبانا الذي في السماوات. 

ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك؛ لتكُنْ مشيئتك، كما في السماء، كذلِكَ على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومنا؛ واغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفرُ لمن أخطأ إلينا؛ ولا تُدخِلنا في التجارب، لكن نجِنّا من الشرّير. آمين.

"وضع الأيدي"

الكاهن: (ويداه على العليل):

"يَضعون أَيدِيَهم على المَرضى فيتعافَون":

ليرأفْ بك، وليعطِفْ عليكَ المسيحُ ابنُ مريم، مُخلِّص العالم وربُّه، الذي أمرَ رسُلَه بوَضْعِ الأيدي على المرضى، ذِكراً لمحبَّتهِ وشفقَته. ولتشدِّدْك صلواتُ القديسِ يوحنَّا المعمدان، والقديس يوسف، والرسولين بطرس وبولس، وسائر أولياء الله. آمين.

"رتبة الختام"

"المباركة"

الكاهن: ليكنِ المسيحُ الربُّ بقربِك فيَحْميك.

آمين.

الكاهن: ليكن أمامَك فيقودك، ووراءَك فيحرُسك.

آمين.

الكاهن: ببصره لينظُر إليك، وليعضُدك وليباركك.

آمين.

الكاهن: وأنتم، أيها الإخوة الحاضرون هنا جميعاً، باركَكمُ اللهُ القادرُ على كلِّ شيء، الآبُ والابنُ والروحُ القدس.

آمين.

الفصل الثاني

في مناولة المرضى

 "في مناولة المرضى"

1) يعنى رعاة النفوس بمناولة المرضى والطاعنين في السن مرارا، بل يوميا، ما أمكن، ولا سيما في الزمن الفصحي، وذلك في آية ساعة كانت من النهار.

2) إذا تعذر على العليل التناول على شكل الخبز، أمكنه التناول على شكل الخمر.

3) في وسع القائمين بخدمة العليل أن يشاركوه في التناول.

4) عندما يحمل الكاهن القربان المقدس، يحمله مغلقا عليه في الحق الخاص.

5) تهيأ، في منزل العليل، منضدة مغطاة، عليها وعاء وغصن صغير للنضح بالماء المبارك، وشمعدانان مضاءآن، وزهور.

"الصوم القرباني"

ينقطع المرضى، التالي ذكرهم، نحو ربع ساعة قبل التناول على الأقل، عن أي مأكول أو مشروب كحولي: 

1) المرضى، حتى غير طريحي الفراش، المقيمون في المستشفيات أو البيوت.

2) الطاعنون في السن، المقيمون في منازلهم أو في ملاجئ العجزة.

3) الكهنة المرضى، حتى غير طريحي الفراش، أو الطاعنون في السن، سواء أرغبوا في إقامة القداس أم في التناول فقط.

4) القائمون بخدمة المرضى والمسنّين وأربابهم، عندما يرغبون مشاركة أولئك في التناول، إذا تعذّر عليهم الصوم ساعة كاملة.

"مناولة المرضى على يد الشماس"

إذا ناول الشماس مريضاً ما، أو مرضى عديدين، عمل بالرتبة الواردة في هذا الفصل، وفي الفصل الثاني.

"مناولة المرضى على يد شدياق (أو شخص مفوض)"

عند غياب الكاهن أو الشماس، يتاح للشدياق، أو لشخص مفوض، أن يناول مريضاً ما، أو مرضى عديدين. فيتبع الرتبة الواردة في هذا الفصل، وفي الفصل التالي، على أن يترك جانباً نضح العليل والمنزل بالماء المبارك وعلى أن يتلو هذه الصلاة بدل صورة المباركة الأخيرة:

ليكن الربُّ معك دائماً، وليشِّدك بقدرته، وليحرسك بسلام.

"الطقوس الافتتاحية"

"تحية الكاهن للعليل والحاضرين"

الكاهن: السلامُ لهذا البيت، ولجميعِ السَّاكنينَ فيه.

ثم يضع القربان المقدس على المنضدة.

"سجود الجميع للقربان المقدس، وصمت تتخلَّله هذه الأنتيفونة"

يا لكِ من وليمةِ مُقدَّسة!

فيها نتناولُ المسيح غِذاء؛

وتُخلَّدُ ذكرى موتهِ وفِصحهِ؛

وتمتلئُ نفوسُنا نِعمة؛

وتَنالُ عُربونَ المجدِ الآتي.

"نضح العليل والمنزل بالماء المبارك"

الكاهن: ليذكِرْنا هذا الماء المبارَك بعمادِنا، وبانتمائِنا إلى المسيحِ الرب، الذي بصليبهِ المقدس وقيامتهِ المجيدة افتَدانا.

"فعل التوبة"

(مع مراعاة التنبيه الذي ورد صفحة فاتحة الكتاب (ترتيبات)، في شأن اعتراف العليل)

الكاهن: أيُّها الإخوةُ الأحبَّاء، لنندَمْ على خطايانا، فنكونَ أهلاً لمشاركةِ المريض في هذه الرُّتبةِ المقدَّسة.

الجميع: (بعد صمت وجيز)

أنا أعترف لله القادر على كل شيء، ولكم أيها الإخوة، لأني خطئتُ كثيراً، بالفكر، والقول، والفعل، والإهمال:

(يقرعون صدورهم مرة واحدة)

خَطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمةٌ جداً. لذلك أطلبُ إلى القديسةِ مريم، الدائمةِ البتولية، وإلى جميع الملائكة والقديسين، وإليكم أيها الإخوة، أن تُصلّوا من أجلي، إلى الربِ إلهنا.

الكاهن: ليرحَمْنا اللهُ القدير، وليغفرْ لنا زلاّتِنا، ويُبلِّغنا إلى الحياة الأبدية.

الجميع: آمين.

"ليتورجية (أو خدمة) الكلمة"

"آيات مقدسة، مأخوذة من إنجيل القديس يوحنا"

يتلوها أو يتلو بعضاً منها أحد الحاضرين (أو الكاهن):

"وجَدنْا المسيح. لا بُدَّ له أنْ يعظُم، ولا بُدَّ لي من أن أصغُر. لو كنتِ تعرفينَ عطاءَ الله.

أنا الماءُ الحيّ. أنا نورُ العالم. أنا الراعي الصالح. أنا الباب. أنا القيامة. أنا المعلمُ والرب. أنا هو الطريقُ والحقُّ والحياة. أن الكرمة، وأنتم الأغصان.

السلامَ استودعُكم، سلامي أمنحُكم. إذا أحبَّني أحَد، حفِظَ كلامي، فأَحبَّهُ أبي، ونَجيءُ إليه، فنجعلُ لنا عندَه مُقاما.

أنا خبزُ الحياة. هو ذا الخبز النازلُ من السماء. أنا الخبزُ الحيّ، الذي نزَلَ من السماء. هو ذا الخبز الذي نزل من السماء، غيرُ الذي أكلَهُ آباؤُكم، ثمَّ ماتوا. من يأكلْ هذا الخبز، يحيَ إلى الأبد".

"رتبة التناول"

"الصلاة الربية"

الكاهن: والآن، هلُّموا أيها الإخوة، نصلي إلى الله أبينا، بصوتٍ واحد، كما علمنا يسوعُ المسيحُ ربُّنا أن نصلّي، ولنقُل:

الجميع: أبانا الذي في السماوات.

ليتقدسِ اسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكُنْ مشيئتك، كما في السماء، كذلِكَ على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومِنا؛ واغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفرُ لمن أخطأَ إلينا؛ ولا تُدخلنا في التجارب، لكن نجِّنا من الشرّير. آمين.

"التناول"

الكاهن: هو ذا حملُ الله، هو ذا الحاملُ خطايا العالم.

طوبى للمدعوِّين إلى وليمةِ الرب.

العليل والمزمعون على التناول:

يا رب، لست مستحقاً أن تدخلَ تحت سَقفي. 

لكن قُل كلمةً واحدة، فتبرأَ نفسي.

الكاهن للعليل:

جسد المسيح (أو: دم المسيح)

العليل: آمين.

ويتناول الآخرون، إذا أرادوا ذلك. وبعد تطهير الكاهن لأنامله، وقضاء بعض الوقت في الصمت والحمد:

"صلاة بعد التناول"

الكاهن: لنصلِّ: أيها الرب، الآبُ القدُّس، الإلهُ الأزليُّ القدير، لقد تناولَ هذا الأخُ جسدَ يسوعَ المسيحِ ربِنا. فليشدِّدْه ذلك جسداً ونفسا، وليبلُغْ بهِ يوماً إلى الحياةِ الأبدية.

الجميع: آمين.

في حالة مشاركة بعض الحاضرين للمريض في التناول:

خارج الزمن الفصحي

 لنصلِّ: اللهم، الذي أَشركنا في الخبزِ الواحد، والكأس الواحدة، امنحْنا أن نكونَ واحداً في المسيح، فنُؤتي بالفرح ثماراً تؤول إلى خلاصِ العالم. بالمسيح ربنا.

- آمين.

في الزمن الفصحي

 لنصلِّ: أفِضْ علينا روحَ محبَّتك، يا رب. حتى يتَّحدَ برأْفتِك، جميعُ الذين غّذَّيتهم بسرِّ الفصحِ المقدس. بالمسيح ربنا.

- آمين.

"رتبة الختام"

"المباركة"

إذا بقي ثمة شيء من القربان المقدس، بارك الكاهن به العليل والحاضرين على صورة صليب؛ وإلا:

الكاهن: أيها الأخُ العزيز، باركَكَ الربُّ الإلهُ من العُلى. 

- آمين.

الكاهن: عافاك المسيحُ، ابنُ الله، جسداً ونفسا.

- آمين.

الكاهن: أنارَ الروحُ القدسُ ذِهنَك، وأَضرَم قلبَك، الآن وإلى الأبد.

- آمين.

الكاهن: وأنتم، أيها الإخوةُ الحاضرون هنا جميعاً، باركَكم اللهُ القادرُ على كلِّ شيء:

الآبُ، والابنُ، والروحُ القدس.

- آمين.

الفصل الثالث

رتبة وجيزة لمناولة المرضى

تستعمل هذه الرتبة عند مناولة مرضى عديدين يقيمون في غرف مختلفة من بيت واحد (كما هي الحالة في المستشفيات والملاجئ). ويجوز أن تضاف إلى هذه الرتبة بعض نصوص تؤخذ من الرتبة العادية. يتم اعتراف المرضى قبل الشروع في المناولة.

"في الغرفة الأولى"

يا لكِ من وليمةٍ مقدَّسة!

فيها نَتناولُ المسيحَ غِذاء؛

وتُخلَّدُ ذِكرى موتِه وفِصحِه؛

وتَمتلئُ نفوسًنا نعمة؛

وتَنالُ عُربونَ المجدِ الآتي.

"المناولة"

يدنو الكاهن من المرضى المقيمين في غرفة واحدة، يرافقه شخص يحمل شمعة مضيئة، إذا كان ذلك مناسباً، ويقول لهم جميعاً، أو لكل واحد بمفرده:

الكاهن: هو ذا حملُ الله، هو ذا الحاملُ خطايا العالم.

طوبى للمدعوِّين إلى وليمةِ الرب.

العليل: يا رب، لست مستحقاً أن تدخل تحت سَقفي، لكن قُلْ كلمةً واحدة، فتبرأَ نفسي.

"في الغرفة الأخيرة: صلاة الختام"

الكاهن: لنصلِّ: أيها الرب، الآبُ القدوس، الإلهُ الأزليُّ القدير، لقد تناولَ هذا الأخُ جسدَ يسوعَ المسيحِ رّبنا. فليُشدّده ذلك جسداً ونفسا، وليبلُغْ به يوماً إلى الحياةِ الأبدية. بالمسيح ربنا.

- آمين.

لا تعطى البركة

الفصل الرابع

مسحة المرضى

جاء في رسالة القديس يعقوب، أن المسيح أنشأها لعافية المؤمنين المرضى وخلاصهم. وتتم إقامة السر بأن يضع الكهنة أيديهم على المرضى، ويتلو صلاة الإيمان عليهم، ويدهنوهم بزيت قدّسته بركة الله.

"فوائدها"

إن مسحة المرضى تمدّ العليل بنعمة من الروح القدس، من شأنها أن تعضده بكماله. فيزداد ثقة بالله، ويتغلَّب على تجارب الخبيث، ومخاوف الموت؛ ولا يحتمل الأوجاع بشجاعة فحسب. بل يقاومها؛ وقد ينجو من المرض، إذا كانت هذه مشيئة الرب، وينال أحياناً غفران خطاياه.

"لمن تمنح"

1) للمؤمنين الذين أصبحوا في خطر بسبب المرض أو الشيخوخة؛

2) للعليل الذي فرض عليه أن يعاني عملية جراحية بسبب المرض الشديد؛

3) للشيوخ العاجزين، حتى ولو لم يكونوا في خطر؛

4) للأطفال المدركين؛

5) لمن أصيبوا عرضا بمرض عقلي؛

6) لمن هم في حالة غيبوبة.

ويمكن إعادة المسحة كلما تعافى العليل، أو زادت حالته سوءا. وإذا دعي الكاهن إلى مريض متوفى، فلا يمسحه إلا إذا اعتراه شك في حقيقة موته، وذلك تحت هذا الشرط: 

"إذا كنت حيّاً..."

"توعية المؤمنين"

إنه لأمر جدير بالاهتمام، أن ينشئ المؤمنون على طلب المسحة كلما دعتهم الحاجة إلى ذلك، وقبول هذا السر بإيمان وخشوع، والتخلي عن عادة تأجيله السيئة.

وليذكر ذوو العليل وأصدقاؤه مسؤوليتهم في هذا الشأن. فبدل أن يتصوَّروا ويصوّروا للعليل أن المسحة هي آخر خطوة نحو الموت، عليهم أن يشجعوه على قبولها بهدي من الإيمان وصالح النفس.

"خادم المسحة"

هو الكاهن (أو الأسقف). وإذا حضر كاهنان أو أكثر، ففي وسع أحدهم أن يتلو الصلوات ويدهن المريض، وفي وسع الآخرين أن يضعوا أيديهم على المريض وأن يتقاسموا سائر الطقوس. وإذا حضر بعض الكهنة عند مسح مرضى عديدين معاً، ففي وسعهم أن يضعوا أيديهم على المرضى، ويدهنوا بعضاً منهم، بينما ينفرد أولهم بتلاوة الصلوات.

"مادتها"

هي زيت الزيتون. وعند الضرورة، يمكن استعمال زيت آخر من النبات يكون أكثر شبها بزيت الزيتون.

"مباركة زيت المسحة"

أ‌) يبارك الأسقف، أو الكاهن المفوض، زيت المسحة صباح الخميس المقدس عادة؛

ب‌) عند الضرورة الماسة، في وسع أي كاهن، في أثناء الرتبة، أن يبارك الزيت، سواء أأتى به من عنده، أم أحضره ذوو العليل، ثم يحرق ما يتبقى منه. وفي الرتبة صلاة حمد تتلى على الزيت الذي سبقت مباركته.

"دهن العليل"

يدهن بالزيت المبارك جبين العليل ويداه. وفي بلادنا، يمكن دعن عينيه وفمه أيضاً؛ بناء على قرار الهيئة الأسقفية. وعند الضرورة الماسة، يقتصر على دهن الجبين، أو عضو آخر، إذا تعذر دهن الجبين.

"صورة السر"

تتلى مرة واحدة فقط.

الكاهن: بهذهِ المَسحةِ المقدَّسة، وبرحمتهِ الواسِعة، الربُّ الإلهُ يُشدِّدُل ويعضدُكَ بنعمةِ الروح القدُس. 

العليل: آمين.

الكاهن: الربُّ الإلهُ يَغفرُ لك خطاياك، فيخلِّصك، وبجودتِه يعافيك.

العليل: آمين.

"ترتيبات طقسية"

1) مكان منح السر: إذا لم يكن العليل طريح الفراش، ففي وسعه قبول السر إما في الكنيسة، وإما في مكان آخر مؤآت، بمحضر الأقارب والأصدقاء. أما إذا كان العليل في مستشفى، بين غيره من المرضى، فللكاهن أن يقرر ما يجب عمله.

2) عند منح السر لمرضى عديدين معاً: لا يطرأ أي تغيير على الرتبة التالية، سوى في الصيغة، مع وضع الأيدي على كل مريض، ودهنه، وتلاوة الصورة عند الدهن.

"الطقوس الافتتاحية"

"تحية الكاهن للعليل والحاضرين"

الكاهن: السلامُ لهذا البيت، ولجميعِ الساكنينَ فيه.

"نضح العليل والمنزل بالماء المبارك"

الكاهن: ليذكِرَنا هذا الماء المبارَكُ بعمادِنا، وبانتمائِنا إلى المسيحِ الرب، الذي بصليبهِ المقدّس وقيامتهِ المجيدة افْتدانا.

"كلمة الكاهن"

الكاهن: أيها الإخوةُ الأعزَّاء، إن المسيحَ ربَّنا حاضرٌ بيننا، نحن المجتمعين باسمه القدُّوس. ويروي الإنجيلُ أنَّ جموع المرضى كانوا يُسارعون إليه، يسألونَهُ الشِّفاء؛ ويطلعنا على ما قاساه الربُّ من الآلامِ في سبيلِنا. وها هو يكلِّمنا الآن على لسانِ القديس يعقوب: 

"هل فيكم مَريض؟ فليدعُ كهنةَ الكنيسة، ليصلّوا عليه، بعد أن يَدهنوه بالزَّيتِ باسمِ الرب. إنَّ الصَّلاةَ مع الإيمان تُخلّصُ المريض، الربُّ يُعافيه، وإن كان قد اقترفَ بعض الخطايا غُفِرَتْ له".

لذلك فلنكِلْ أمرَ أخينا المريض إلى حبِّ المسيحِ وقُدرته، لعلَّه يجدُ منه شِفاءً وخلاصا.

"فعل التوبة"

الكاهن: أيها الإخوة، لنندم على خطايانا، فنكونَ أهلاً لمشاركةِ أخينا المريضِ في هذه الرُّتبةِ المقدَّسة.

وبعد صمت وجيز:

• أيُّها المسيح، الذي أخذَ عاهاتِنا وحملَ أوجاعَنا، كيريا أليسون.

- كيريا أليسون.

• أيها المسيح، الذي دفعهُ حبُّه إلى أن يَمُرَّ بارضِنا، للخيرِ عاملا، وللمَرضى مُبرِئا، كريستا أليسون.

- كريستا أليسون.

• أيها المسيح، الذي أوصى رسلَه بأن يَضعوا أيديَهم على المرضى، كيريا أليسون.

- كيريا أليسون.

الكاهن: ليرحْمنا الله القدير، وليغفرْ لنا زلاَّتنا، ويبلِغْنا إلى الحياة الأبدية.

- آمين.

"ليتورجية (أو خدمة) الكلمة"

"الإنجيل المقدس"

(8، 5 – 10، 13)

والآن، أصغُوا، أيها الإخوة، إلى كلماتِ إنجيل القديس متى:

دخل يسوعُ كفر ناحوم، فدَنا منه قائدُ مائةٍ مُتَوسِّلا إليه بقوله: "سيّدي، أن عبدي مُلقى على الفراش في بيتي مُقعداً، يعاني أشدَّ الآلام". فقال له: "أنا ذاهبٌ لأشفيه".

فأجاب قائدُ المائة: "سيّدي، لستُ أهلاً لأنْ تدخلَ بيتي، فتقفَ تحتَ سقفي، ولكن حسبُك أن تقول كلمةً فيبرأ عبدي. فأنا مرؤوس، ولي جندٌ بإمرتي، أقولُ لهذا: اذهبْ! فيذهب؛ وللآخر: تعالَ! فيأتي، ولعبدي: افعَلْ هذا! فيفعلُه".

فتعجَّب يسوعُ من كلامه، وقال للذينَ يتبعونه: "الحقَّ أقول لكم: لم أجِدْ مثلَ هذا الإيمان في أحَدٍ من إسرائيل".

ثم قالَ لقائِد المائة: "اذهبْ، وليكنْ لك على قدْرِ ما آمنت".

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح.

ويمكن إلحاق القراءة بكلمة مناسبة.

"الطلبات"

الكاهن: أيُّها الإخوة، هلمُّوا نرفع صلاةَ الإيمانِ إلى الله، من أجلِ أخينا المريض، والقائمين بمعالجته وخدمتِه، ومن أجل جميع المرضى.

• اللهم، تفقَّد هذا المريض، وشدّدْه بالمسحةِ القدُّوسة.

- نسألك، فاستجب لنا.

• اللهم، اكفِهِ جميعَ الشرور، وأولِهِ من لدُنْك قوةً وعافية.

- نسألك، فاستجب لنا.

• اللهم، سَكِّنْ عنه الأوجاع، وأنقِذهُ من كلِّ إثمٍ وتجربة.

- نسألك، فاستجب لنا.

• اللهم، هوِّن على جميعِ المرضى شدائِدَهم، وقوِّهم بنعمةٍ منك.

- نسألك، فاستجب لنا.

• اللهم، أُبسُطْ بركتَك على جميعِ المرضى، ومن يَخدِمونَهم ويُسعِفونهم. 

- نسألك، فاستجب لنا.

الكاهن: اللهم، إنَّا باسمِك نضعُ يدَيْنا على هذا المريض: 

فهبْه من لدُنك حياةً جديدةً، ورُدَّ إليه العافية.

- نسألك، فاستجب لنا.

"وضع الأيدي"

هنا يضع الكاهن يديه على رأس المريض دون أن يتفوّه بشيء.

"ذكر الله على الزيت المبارك"

الكاهن: تباركت، أيها الإله، الآبُ القدير، يا مَنْ أرسلَ ابنَهُ إلى العالمِ من أجلِنا، ومن أجلِ خلاصنا.

- تبارك الله.

الكاهن: تباركت، أيها الإله، الابنُ الوحيد، يا من تنازلَ واتَّخذ طبيعتنا الفانية، ليجْلُوَ عنَّا أسقامَنا.

- تبارك الله.

الكاهن: تباركت، أيها الإله، الروحُ القدُس المعزّي، يا من يُشدِّد ضُعفنا، بقوَّتِه التي لا تقفُ عند حد.

- تبارك الله.

 

الكاهن: اللهم، إنَّا مُزمِعونَ أن ندهنَ بإيمانِ عبدَك (فلان) بهذا الزيتِ المقدَّس.

فَمُنَّ عليهِ بالقوة في الآلام، وبالارتياح في الأوْهان. بالمسيح ربنا.

- آمين.

"عندما يبارك الكاهن الزيت في أثناء الرتبة"

يتلو هذه الصلاة بدل الصلاة المذكورة:

هلّم، أيها الربُّ الرؤوف، وقدِّس ببركِتك، هذا الزيت، المهيّأ لحَسمِ الداءِ عن مؤمنينكِ المتألِّمين؛ واجعل هذه المسحة المقرونة بصلاةِ الإيمان، تُنقِذُ المرضى من كلِّ شدّة مُستَحوذةٍ عليهم. بالمسيح ربنا.

- آمين.

"المسحة المقدسة"

(على الجبهة واليدين – والعينين والفم)

الكاهن: بهذهِ المسحةِ المقدَّسة، وبرحمتهِ الواسعة، الربُّ الإلهُ يُشدِّدُك ويعضدُكَ بنعمةِ الروح القدُّس.

العليل: آمين.

الكاهن: الربُّ الإلهُ يَغفِرُ لك خطاياك، فيخلِّصك، وبجودتِه يعافيك.

العليل: آمين

"صلاة بعد المسحة"

أيها الربُّ يسوعُ المسيح، يا من اتَّخذَ جسدَنا الفاني، ليُخلِّصنا من كلِّ خطيئة، ويَشفينا من كلِّ علَّة:

تعطَّفْ وانظُرْ إلى هذا الأخ، الذي دهنَّاهُ بالزيتِ المقدَّس باسمِك، والذي يتوقَّعُ أن ينالَ منكَ سلامةَ الجسد والنفس. ألا تنازلْ وشدِّدْهُ بحَولْك، وعزِّهِ بحضورك، فيتغلَّبَ على كل مشقَّة، وتعودَ إليه قِواه، ويثبتَ، في وسْطِ أوجاعِه الحاضِرة، على الاتحاد بآلامِ صليبِك المقدَّس. أنت الحي المالك إلى دهر الدهور. 

- آمين.

"صلوات تتلى في بعض الحالات بدل الصلاة السابقة"

1) عند منح المسحة مريضاً طاعناً في السن

أيها الربُّ الرؤوف، انظُرْ إلى عبدِك الذي أضعفَتْهُ الأيام، والذي يلتَمِسُ منك أن تَعضُدَهُ نعمةُ المسحة المقدَّسة جسداً ونفسا:

ألا أنِلْهُ قوةً من روحِك الإلهي، فيكونَ رابِطَ الجأشِ في الإيمان، مطمَئِنا في الرجاء، وخيرَ قدوةٍ في الصبر، وفي أَداءِ الشهادةِ لحبك السامي. بالمسيح ربنا.

- آمين.

2) عند منح المسحة مريضاً تفاقم عليه الخطر

أيها الإلهُ مخلَّصنا، يا من حمَلَ أوجاعَنا، وعانى آلامُنا: 

أصغِ إلى الدُّعاء الذي نرفعُه إليك من أجل هذا الأخِ المريض. ألا تنازلْ فثبِتْهُ على رجاء الخلاص، فيتَشَدَّدَ جسداً ونفسا. أنت الحي المالك إلى دهر الدهور. 

- آمين.

3)عند منح المسحة محتضراً ما

أيها الإلهُ الرؤوف، إنك تعلمُ بقلبِ الإنسان، وتَتغاضى عن الذنوب، ولا ترفُضُ خاطئا يتوبُ إليك:

ألا ارحَمَ أخانا (فلان)، الذي أخذ يُكابِد غُصصَ الموت؛ واعملْ على أن تُنعِشَه جسداً ونفسا، المسحةُ المقدسة، وصلواتُ الإيمان؛ وعلى أن يَنعمَ بغفرانِك، فيُقيمَ بين أعطافِ رأفتِك. بحق المسيح ابنِك، الذي داسَ الموت، وفتحَ لنا أبواب الأبدية، والذي يَحيا ويملِك معك إلى دهرِ الدهور. 

- آمين.

"رتبة الختام"

"الصلاة الربية"

الكاهن: والآن، هلمُّوا، أيها الإخوة، نصلي إلى الله أبينا بصوت واحد، كما علَّمنا يسوعُ المسيحُ ربُّنا أن نصلي، ولنقل:

الجميع: أبانا الذي في السماوات.

ليتقدسِ اسمك، ليأتِ ملكوتك؛ لتكُنْ مشيئتك، كما في السماء، كذلِكَ على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومِنا؛ واغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفرُ لمن أخطأَ إلينا؛ ولا تُدخِلنا في التجارب، لكن نجِنا من الشرّير. آمين.

"في حالة تناول العليل بعد الصلاة الربية"

الكاهن: هو ذا حمل الله، هو ذا الحامل خطايا العالم.

طوبى للمدعوين إلى وليمة الرب.

العليل: يا رب، لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي، لكن قل كلمة واحدة، فتبرأ نفسي.

الكاهن للعليل: جسد المسيح (أو: دم المسيح)

العليل: آمين.

وبعد تطهير الكاهن لأنامله، وقضاء بعض الوقت في الصمت والحمد:

"صلاة بعد التناول"

الكاهن: لنصلِّ: أيها الرب، الآبُ القدوس، الإلهُ الأزلي القدير: 

لقد تناولَ هذا الأخُ جسدَ يسوعَ المسيحِ ربّنا. فليشِّدْه ذلك جسداً ونفسا، وليبلُغ به يوما إلى الحياةِ الأبدية. بالمسيح ربنا.

- آمين.

في الزمن الفصحي:

الكاهن: أَفضْ علينا روحَ محبَّتِك، يا رب، حتى يتَّحِدَ برأفتك، جميعُ الذين غذَّيتَهم بسرِّ الفصحِ المقدَّس. بالمسيح ربنا.

- آمين.

"المباركة"

الكاهن: ليكن المسيحُ الربُّ بقربِك فيحميك. 

- آمين.

الكاهن: ليكن أمامَك فيقودَك، ووراءَك فيحرسَك.

- آمين.

الكاهن: ببصره لينظُرْ إليك، وليعضُدُكَ وليباركك.

- آمين.

الكاهن: وأنتم، أيها الإخوة الحاضرون هنا جميعاً، ليبارككم الله القادرُ على كل شيء: 

الآب والابن والروح القدس.

الحاضرون: آمين. 

الفصل الخامس

مناولة المحتضرين (المشرفين على الموت)

"الزاد الأخير"

إنه من شأن المسيحي أن ينال قوة وعربون القيامة، عندما يتناول جسد المسيح ودمه، يوم إشرافه على الرحيل عن هذه الحياة الدنيا. وما أحراه أن يقوم بذلك على الشكلين، وفي أثناء القداس الإلهي، ذاك الذي يذكر موت الرب وانتقاله إلى الآب!

"وجوب تناول الزاد الأخير"

توصي الكنيسة المسيحي، الذي في وسعه التناول، أن يقبل الزاد الأخير، عندما يتعرض للموت بسبب أي خطر كان، ويجدر برعاة النفوس ألا يؤجلوا منح هذا السر، بحيث يتسنى للمؤمن أن يقبله وهو مالك لملء قواه العقلية.

"الزاد الأخير والعماد"

من الخليق بالمسيحي، عند تناوله الزاد الأخير، أن يجدد إعلانه للإيمان ذاك الذي تمَّ يوم العماد. فإنه في هذا العماد أصبح ابنا لله، ووعد بوراثة الحياة الأبدية.

"خادم الزاد الأخير"

هو كاهن الرعية ومساعده والكهنة المسؤولون في شتى الأماكن. وعند الضرورة الماسة، كل كاهن.

"ترتيبات طقسية"

1) يمنح الزاد الأخير إما أثناء القداس الإلهي، في منزل المريض، إذا وافق الأسقف على ذلك، وإما خارج القداس.

2) إذا كان المحتضر عاجزاً عن التناول على شكل الخبز، ففي وسعه أن يتناول على شكل الخمر وحده. وإذا بقي شيء من دم المسيح، تناول خادم السر.

3) في وسع جميع من يحضرون الرتبة أن يتناولوا هم أيضاً على الشكلين.

"مناولة المحتضرين أثناء القداس الإلهي"

1) يرتدي الكاهن حلة من اللون الأبيض.

2) يقيم قداس القربان المقدس، ويستعمل ما يراه مناسباً من القراءات.

3) بعد الإنجيل المقدس: يتم إعلان المحتضر لأيمانه؛ عند رتبة السلام: يسلِّم الكاهن وبعض الحاضرين على المريض؛ عند المناولة: يستعمل الكاهن العبارة الخاصة ؛ وقبل المباركة الأخيرة: يتلو الكاهن صورة الغفران الكامل الذي يربح في ساعة الموت .

"مناولة المحتضرين على يد شماس"

إذا ناول الشماس محتضرا ما، عمل بالرتبة التالية.

"مناولة المحتضرين على يد شدياق (أو شخص مفوض)"

عند غياب الكاهن أو الشماس، يتاح للشدياق، (وأحياناً الشخص المفوض)، أن يقوم بهذه الرتبة، وأن يتناول ما قد تبقى من دم المسيح، عند المناولة تحت شكل الخمر، على أن يترك جانبا: نضح العليل والمنزل بالماء المبارك  ومنح الغفران الكامل . وبدل المباركة الأخيرة، يقول:

ليكُن الربُّ معك دائماً، وليشدِّدْك بقدرتِه، وليحرُسْكَ بسلام.

ثم يسلّم هو والحاضرون على المريض.

 "تحية الكاهن للعليل والحاضرين"

الكاهن: السلام لهذا البيت، ولجميع السَّاكنين فيه.

"سجود الجميع للقربان المقدس، وصمت تتخلله هذه الأنتيفونة"

يا لكِ من وليمة مقدسة! 

فيها يتناول المسيحُ غِذاء، 

وتُخلَّدُ ذِكرى موتِه وفصحه؛

وتمتلئ نفوسنا نِعمة؛

وتنالَ عُربونَ المجدِ الآتي.

"نضح العليل والمنزل بالماء المبارك"

الكاهن: ليذكِرْنا هذا الماء المبارَكُ بعمادِنا، وبانتمائنا إلى المسيحِ الرب، الذي بصليبِه المقدَّس وقيامتهِ المجيدةِ افْتدانا.

"كلمة الكاهن"

أيها الإخوة الأعزاء، قبل أن ينتقل الربُّ يسوعُ المسيحُ عن هذهِ الدُّنيا إلى أبيه، تركَ لنا سرَّ جسدِه ودمهِ المقدَّس.

ونحن، إذ تَدنو ساعةُ عبورنا من هذه الأرض إلى جوارِ المسيح، فإنما نُبادر إلى قبول هذا السر، زادا للحياة الأبدية، وعُربونا للقيامة المجيدة. فليحثُّنا حبُّنا لهذا الأخ في المسيح على الصلاةِ من أجلِه.

"فعل التوبة"

الكاهن: أيها الإخوة الأحباء، لنندم على خطايانا، فنكونَ أهلا لمشاركةِ أخينا المريض في الرُّتبةِ المقدسة.

الجميع: (بعد صمت وجيز):

أنا أعترف لله، القادرِ على كل شيء، ولكم، أيها الإخوة، لأني خطئتُ كثيراً، بالفكر، والقول، والفعل، والإهمال.

(يقرعون صدورهم مرة واحدة)

خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمةٌ جداً. لذلك أطلب إلى القديسة مريم، الدائمةِ البتولية، وإلى جميعِ الملائكةِ والقديسين، وإليكم، أيها الإخوة، أن تُصَلُّوا من أجلي، إلى الربِّ إلهنا.

الكاهن: ليرحمْنا اللهُ القدير، وليغفِرْ لنا زلاَّتِنا، ويبلِغْنا إلى الحياة الأبدية.

- آمين.

"الغفران الكامل"

الكاهن: بحقِّ أسرار خلاصنا المقدَّسة، ليعفِك الإلهُ القديرُ دُنيا وآخرة، ممَّا عليك من عِقاب. 

ليفتحْ لك بابَ السماء، وليبلِغْك إلى أفراحِ الملكوت.

العليل: آمين.

الكاهن: بحقِّ السلطة التي عَهَدَ بها إليَّ الكرسي الرسولي، أحلُّكَ من جميعِ خطاياك، وامنحُك الغفران الكامل، باسم الآب والابن والروح القدس.

العليل: آمين.

"ليتورجية (أو خدمة) الكلمة"

"آيات مقدسة"

مأخوذة من إنجيل القديس يوحنا.

يتلوها أو يتلو بعضها أحد الحاضرين (أو الكاهن):

"وجدْنا المسيح. لا بُدَّ له منْ أن يعظُم، ولا بُدَّ لي من أن أصغُر. لو كنتِ تعرفينَ عطاءَ الله.

أنا الماءُ الحي. أنا نورُ العالم. أنا الراعي الصالح. أنا الباب. أنا القيامة. أنا المعلِّمُ والرب. أنا هو الطريقُ والحقُّ والحياة. أنا الكرمة، وأنتم الأغصان.

السلامَ استودعُكم، سلامي أمنحُكم. إذا أَحبَّني أحد، حَفِظ كلامي، فأَحبَّه أبي، ونَجيءُ إليه، فنجعلُ لنا عنده مُقاما. 

أنا خبزُ الحياة. هو ذا الخبزُ النازلُ من السماء، غيرُ الذي أكلَه أباؤكم ثمَّ ماتوا. من يأكلْ هذا الخبز، يحي إلى الأبد".

يُلحق الكاهن القراءة بكلمةٍ مناسبة في تجديد المريض للإيمان الذي أعلنه يوم عماده.

"إعلان الإيمان والطلبات"

"إعلان إيمان العماد"

الكاهن: أتؤمنُ باللهِ الآب القدير، خالقِ السماء والأرض؟

العليل: نعم، أؤمن.

الكاهن: أتؤمنُ بربنا يسوعَ المسيح، ابنِه الوحيد، الذي وُلِدَ من مريمَ البتول، وتألمَ وقُبرَ وقامَ من بينِ الأموات، وهو جالسٌ عن يمين الآب؟

العليل: نعم، أؤمن.

الكاهن: أتؤمنُ بالروحِ القدس، وبالكنيسةِ الكاثوليكيةِ المقدسة، وبشركةِ القديسين، ومغفرةِ الخطايا، وقيامةِ الجسد، والحياةِ الأبدية؟

العليل: نعم، أؤمن.

"طلبات من أجل المريض"

الكاهن: أيها الإخوة الأحباء، لنتَّحِدِ الآن بقلبٍ واحد، في الصلاةِ إلى الربِّ يسوعَ المسيح، من أجلِ أخينا (فلان).

• أيها المسيح، أنتَ الذي أحببتَنا إلى أَقصى الحدود، وأُسلِمتَ للموت، لتُعيدَ إلينا الحياة – أشفِقْ على أخينا المريض.

- أشفِقْ عليه، يا رب.

• أيها المسيح، أنت الذي قلت: "من أكلَ جسدي وشرب دمي، فلهُ الحياةُ الأبدية" – أشفِقْ على أخينا المريض. 

- أشفِقْ عليه، يا رب.

• أيها المسيح، أنت الذي تَدعونا إلى وليمةِ السَّماء، حيث لا ألمٌ ولا بكاء، ولا حزنٌ ولا فراق – أشفِقْ على أخينا المريض.

- أشفِقْ عليه، يا رب.

"تناول الزاد الأخير"

"الصلاة الربية"

الكاهن: والآن، هلمُّوا أيها الإخوة، نصلي إلى الله أبينا، بصوتٍ واحد، كما علَّمَنا يسوعُ المسيح ربُّنا أن نصلي، ولنقلْ:

الجميع: أبانا الذي في السماوات.

ليتقدسِ اسمك، ليأتِ ملكوتك؛ لتكُنْ مشيئتك، كما في السماء، كذلِكَ على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومنا؛ واغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفرُ لن أخطأ إلينا؛ ولا تُدخلنا في التجارب، لكن نجِنا من الشرير. آمين.

"التناول"

الكاهن: هو ذا حمل الله، هو ذا الحامل خطايا العالم.

طوبى للمدعوّين إلى وليمة الرب.

العليل والمزمعون على التناول:

يا رب، لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي. لكن قُلْ كلمةً واحدة، فتبرأَ نفسي.

الكاهن: جسد المسيح (أو: دم المسيح)

العليل: آمين.

الكاهن: ليحرسْكَ المسيح الذي قبِلتَه، وليُبلِغْك إلى الحياة الأبدية.

العليل: آمين.

ويتناول الآخرون، إذا أرادوا ذلك.

وبعد تطهير الكاهن لأنامله، وقضاء بعض الوقت في الصمت والحمد:

"صلاة بعد التناول"

الكاهن: لنصلِّ: اللهم، ارمق بعطف أخانا هذا الواثِقَ بمواعدِك الأبويّة، على يقينٍ منه بأنَّ المسيحَ هو الطريقُ والحق والحياة؛ واعملْ على أن ينتَعِشَ بجسدِ (أو: بدمِ) ابنك الوحيد، فيهبَّ لملاقاتِك في ضياء البيتِ السماوي، وفي سلام الملكوت. بالمسيح ربنا.

- آمين.

"رتبة الختام"

"المباركة"

إذا بقي ثمة شيء من القربان المقدس، بارك الكاهن به العليل والحاضرين على صورة صليب، وإلا:

 

الكاهن: يبارككم الله القادرُ على كل شيء: 

الآب والابنُ والروحُ القدُس.

- آمين.

ثم يسلِّم الكاهن والحاضرين على المريض. 

الفصل السادس

رتبة موحدة لمنح المحتضرين جميع الأسرار

"غرض هذه الرتبة"

إنه قد يتفق أن يباغت الموت أحدهم غفلة. وهذا ما دعا إلى توفير رتبة موحدة، يضمّ سر التوبة (والميرون، إذا لزم الأمر) والمسحة والقربان المقدس.

وعندما يتعذر منح جميع هذه الأسرار بسبب تهديد الموت، يعترف المسيحي أولاً بخطاياه، ثم يتناول القربان المقدس، وإذا بقي وقت ما، يقبل المسحة المقدسة؛ وأما إذا عجز عن التناول فإنه يقبل المسحة بعد الاعتراف. وإذا لم يكن قد قبل بعد سر الميرون، فلا يجوز أن يمنح هذا السر والمسحة معاً، بسبب استعمال المسحة في كليهما. وعند الضرورة الماسة، يجوز منح الميرون قبل ذكر الله على زيت المسحة (أو مباركتها) على أن يترك وضع الأيدي الوارد ذكره في رتبة المسحة. ولكل كاهن الحق على منح سر الميرون، عند غياب الكهنة الذين يحق لهم ذلك شرعاً.

"عند الخطر الشديد"

يمنح سر المسحة بسرعة، ثم الزاد الأخير. وإذا ارتفعت درجة إنذار الموت، منح حالا الزاد الأخير.

 "الطقوس الافتتاحية"

"تحية الكاهن للعليل والحاضرين"

الكاهن: السَّلامُ لهذا البيت، ولجميع السَّاكنين فيه

"سجود للقربان المقدس، وصمت تتخلله هذه الأنتيفونة"

يا لك من وليمةٍ مقدسة!

فيها نتناولُ المسيحَ غذاء؛

وتُخلَّد ذِكرى موتهِ وفِصحه؛

وتمتلئُ نفوسُنا نعمة؛

وتنالُ عُربونَ المجدِ الآتي.

"نضح العليل والمنزل بالماء المبارك"

ليذكِّرْنا هذا الماءُ المباركُ بعمادِنا، وبانتمائِنا إلى المسيحِ الرب، الذي بصليبهِ المقدسِ وقيامتهِ المجيدة افتدانا.

"كلمة الكاهن"

الكاهن: أيها الإخوة الأحبَّاء، إن الربَّ يسوعَ المسيحَ ما زال بيننا، يَعضُدنا بنعمة أسراره المقدسة، على يدِ خدّام الكهنة: فيصفَحُ عن ذنوبِ الخطأةِ التائبين، ويشدِّدُ المرضى بالمسحة، ويُقوّي المنتظرين مجيئَه رجاءً للحياةِ الأبدية، بتناول جسده. فلنتَّحدِ الآن جميعاً في المحبةِ والصلاة، ولنساعد هذا الأخَ العزيز في مَسيرتِه إلى الرب.

"منح سر التوبة"

"فعل التوبة"

الكاهن: أيُّها الإخوةُ الأحباء، لنندَمْ على خطايانا، فنكونَ أهلاً لمشاركةِ المريض في هذه الرُّتبةِ المقدَّسة.

الجميع: (بعد صمت وجيز)

أنا أعترف لله القادر على كل شيء، ولكم أيها الإخوة، لأني خطئتُ كثيراً، بالفكر، والقول، والفعل، والإهمال:

(يقرعون صدورهم مرة واحدة)

خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمةٌ جدا. لذلك أطلبُ إلى القديسة مريم، الدائمةِ البتولية، وإلى جميع الملائكة والقديسين، وإليكم أيها الإخوة، أن تُصلُّوا من أجلي، إلى الربِ إلهنا.

الكاهن: ليرحَمْنا اللهُ القدير، وليغفرْ لنا زلاَّتِنا. ويُبلِّغنا إلى الحياة الأبدية.

- آمين.

"الغفران الكامل"

الكاهن: بِحَقِّ أسرارِ خلاصِنا المقدَّسة، ليعفِك الإلهُ القديرُ دُنيا وآخرة، عمَّا عليكَ من عِقاب. 

ليفتحْ لك باب السماء، وليبلِّغْكَ إلى أفراح الملكوت.

العليل: آمين.

الكاهن: بحقِّ السلطة التي عَهَدَ بها إليَّ الكرسيُّ الرسولي، أحُلُكَ من جميعِ خطاياك، وأمنحُك الغفران الكامل، باسم الآب والابن والروح القدس.

العليل: آمين.

"إعلان الإيمان والطلبات"

"إعلان إيمان العماد"

الكاهن: أتؤمنُ بالله الآبِ القدير، خالقِ السماء والأرض؟

العليل: نعم، أؤمن.

الكاهن: أتؤمنُ برّبنا يسوع المسيح، ابنِه الوحيد، الذي وُلِدَ من مريمَ البتول، وتألَّم وقبِرَ وقامَ من بين الأموات، وهو جالسٌ عن يمين الآب؟

العليل: نعم، أومن.

الكاهن: أتؤمنُ بالروح القدس، وبالكنيسة الكاثوليكية المقدَّسة، وشركةِ القديسين، ومغفرةِ الخطايا وقيامةِ الجسد، والحياة الأبدية؟

العليل: نعم، أومن.

"طلبات لأجل العليل"

الكاهن: أيها الأعزاء، إنَّ أخانا (فلان) مُزمِعٌ أن يتشدَّد بأسرار الإيمان. فنصلِّ من أجلهِ إلى الرب فيبادرَ إلى إغاثَتهِ في هذه الساعة.

• اللهم، تطلَّع إليه تطلُّعك إلى وجهِ ابنِك المتألم.

- استجب، يا رب.

• اللهم، أعضُدْه وخلِصّه باسم محبتِك، 

- استجب، يا رب.

• اللهم، أوْله من لدُنك قوةً وسلاما.

- استجب، يا رب.

"منح سر الميرون"

"منح مسحة المرضى"

"وضع الأيدي"

هنا يضع الكاهن يديه على رأس المريض دون أن يتفوّه بشيء.

"ذكر الله على الزيت المبارك"

الكاهن: تباركت، أيها الإلهُ، الآبُ القدير، يا من أرسلَ ابنَهُ إلى العالم من أجلِنا، ومن أجلِ خلاصِنا.

- تبارك الله.

الكاهن: تباركت، أيها الإلهُ، الابن الوحيد، يا من تنازلَ واتَّخذ طبيعتَنا الفانية، ليجْلُو عنَّا أسقامَنا.

- تبارك الله.

الكاهن: تباركت، أيها الإله، الروح القدس المعزّي، يا من يشدِّد ضُعفنا بقوّتهِ التي لا تقفُ عند حدّ.

- تبارك الله.

الكاهن: اللهم، إنَّا مُزمِعون أن نَدهنَ بإيمانٍ عبدَك (فلان) بهذا الزيتِ المقدس. فمُنَّ عليه بالقوة في الآلام، وبالارتياح في الأوهان. بالمسيح ربنا.

- آمين.

عندما يبارك الكاهن بالزيت في أثناء الرتبة، يتلو هذه الصلاة بدل الصلاة المذكورة:

الكاهن: اللهم، بارك * هذا الزيت، وبارك أخانا العليل، الذي سنَدهنُه به.

"صورة المسحة المقدسة"

الكاهن: بهذهِ المسحةِ المقدَّسة، وبرحمتِه الواسِعة، الربُّ الإلهُ يُشدِّدُك ويعضُدُكَ بنعمةِ الروح القدس.

العليل: آمين.

الكاهن: الربُّ الإلهُ يَغفرُ لك خطاياك، فيخلِّصك، وبجودتِه يعافيك. 

العليل: آمين.

"صلاة بعد المسحة"

اللهم، يا أبا المراحم، ويا معزّي الحزانى، أصغِ إلى صلاةِ أخينا هذا الواثق برحمتِك، واعملْ على أن تُشَدِّدَهُ نعمةُ المسحة المقدسة، في وسْطِ آلامه، وعلى أن يُنعِشَهُ قبولُ جسدِ المسيح ودمه، زاداً له في طريقه إليك. بالمسيح ربنا.

- آمين.

"تناول الزاد الأخير"

"الصلاة الربية"

الكاهن: والآن، هلُّموا أيها الإخوة، نصلي إلى الله أبينا، بصوتٍ واحد، كما علمنا يسوعُ المسيحُ ربُّنا أن نصلّي، ولنقُل:

الجميع: أبانا الذي في السماوات.

ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك؛ لتكُنْ مشيئتك، كما في السماء، كذلِكَ على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومِنا، واغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفرُ لمن أخطأَ إلينا؛ ولا تُدخِلنا في التجارب، لكن نجِّنا من الشرير. آمين.

"التناول"

الكاهن: هو ذا حملُ الله، هو ذا الحاملُ خطايا العالم.

طوبى للمدعوّينَ إلى وليمة الرب.

العليل والمزمعون على التناول:

يا رب، لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي. 

لكن قُلْ كلمةً واحدة، فتبرأَ نفسي. 

الكاهن للعليل: جسد المسيح (أو: دم المسيح)

العليل: آمين.

الكاهن: ليحرسْك المسيحُ الذي قبلتَه، وليبلِّغْك إلى الحياة الأبدية.

العليل: آمين.

ويتناول الآخرون، إذا أرادوا ذلك. وبعد تطهير الكاهن لأنامله، وقضاء بعض الوقت في الصمت والحمد:

"صلاة بعد التناول"

الكاهن: لنصلِّ: اللهم، ارمُقْ بعطفٍ أخانا هذا الواثقَ بمواعِدِكَ الأبدية، على يقينٍ منه بأنَّ المسيحَ هو الطريقُ والحقُّ والحياة؛ واعملْ على أن ينتعشَ بجسد (أو: بدم) ابنك الوحيد، لملاقاتِك في ضياء البيت السماوي، وفي سلام الملكوت. بالمسيح ربنا.

- آمين.

"رتبة الختام"

"المباركة"

الكاهن: ليكنِ المسيحُ الربُّ بقربِك فيَحْميك.

العليل: آمين.

الكاهن: ليكن أمامَك فيقودك، ووراءَك فيحرُسك.

العليل: آمين.

الكاهن: ببصره لينظُر إليك، وليعضُدك وليباركك.

العليل: آمين.

الكاهن: وأنتم، أيها الإخوة الحاضرون هنا جميعاً، باركَكمُ الله القادرُ على كلِّ شيء، الآبُ والابنُ والروحُ القدُس.

- آمين.

"في منح المحتضر مسحة المرضى دون المناولة"

1) عندما لا يسمح واقع المريض بمنحه المناولة مع مسحة المرضى، تتبع الرتبة الواردة في هذا الفصل، مع ترك كل ما له علاقة بالقربان المقدس، صلاة بعد التناول.

2) تقال الكلمة التالية:

أيها الإخوة الأعزء، لقد أَوصانا الربُّ يسوعُ المسيح، على لسانِ القديس يعقوب، قال: "هل فيكم مريض؟ فليدعُ كهنة الكنيسة ليصلُّوا عليه، بعدَ أن يُدهنوه بالزيتِ باسم الرب. إنَّ الصلاة مع الإيمان تُخَلِّصُ المريض، والربُّ يعافيه. وإذا كان قد اقترفَ بعضَ الخطايا، غُفِرَتْ له". فلنكِلْ أمر أخينا إلى نعمةِ المسيحِ وقوَّتِه، فيجد منهُ ارتياحاً وخلاصاً.

3) بدل الصلاة بعد المسحة الواردة تتلى إحدى الصلوات الواردة وذلك بعد الصلاة الربية حالاً، وقبل المباركة.

"في منح مسحة المرضى تحت شرط"

إذا داهم الكاهن شك فيما إذا ما زال المريض حياً، منحه المسحة كما يلي:

1) إذا تيسر الوقت:

الكاهن: لنرفع إلى الربِ صلاةَ إيماننا، من أجل أخينا (فلان)، لعلَّه يتغمَّدُه برحمتِه، ويشدِّدُه بالمسحةِ المقدسة.

الحاضرون: استجب، يا رب.

2) المسحة

الكاهن: إن كنت حيّاً: 

فبهذه السمحةِ المقدّسة، وبرحمته الواسعة، الربُّ الإلهُ يُشدِّدُك ويعضُدُكَ بنعمةِ الروح القدس.

العليل: آمين.

الكاهن: الربُّ الإلهُ يَغفرُ لك خطاياك، فيخلِّصك، وبجودتِه يعافيك.

العليل: آمين.

الفصل السابع

منح سر الميرون في خطر الموت

"في خطر الموت"

1- إذا كان المريض بالغاً، يمنح التثبيت قبل أن يتناول القربان زاداً أخيراً، على أن يمنح مع مسحة المرضى.

2- إذا سمح الوقت، تقام رتبة التثبيت كاملة.

3- في حالة الضرورة القصوى

يضع خادم التثبيت يديه على المريض، قائلا:

أيها الإله القديرْ، يا أبا ربّنا يسوعَ المسيح، قد ولَدتَ ابنَك هذا ولادةً جديدةً، من الماءِ والروحِ القدُس، مُنقِذاً إيَّاه من الخَطيئة. 

أَفِضْ عليه الآن، يا رب، روحَك القُدُّس البَراقْليط

هْبْ له روحَ الحِكمةِ والفَهْم، روحَ المَشورةِ والقُوّة، روحَ المَعرفةِ والتَّقوى، واملأْه من روحِ مخافتِك. بالمسيح ربنا.

آمين

ثم يغمس إبهام يده اليمنى في زيت الميرون، ويسم بإبهامه علامة الصليب على جبين طالب التثبيت، قائلا:

يا (فلان) اقبل وسم موهبة الروح القدس.

فيجيب المثبت، إذا تمكن من ذلك: آمين.

"في منتهى الضرورة القصوى"

يقتصر على صورة السر التالية:

يا (فلان) اقبَلْ وسْمَ موهبةِ الروحِ القُدُس.

الفصل الثامن

رتبة استيداع المحتضرين

"المسيحيون والمحتضرون"

تحث محبة القريب المسيحيين على أن يظهروا لأخ أو أخت حضرتهما الوفاة ما يربطهم بهما من الأخوَّة، وذلك بأن يلتمسوا معهما ولهما رحمة الله والثقة بالمسيح.

"رتبة استيداع النفس: فوائدها"

في هذا الفصل، أدعية وطلبات ونوافذ روحية، ومزامير وتلاوات من الكتاب المقدس، غرضها أن تساعد المحتضر، وهو يملك قواه العقلية، على الاقتداء بالمسيح المتألم والميت على الصليب، فيرضى بالرهبة التي يلقاها فطرةً من الموت، ويتغلب عليها، راجيا أن يقوم يوماً، وأن يحيا بقدرة المسيح، الذي أزال بموته موتنا.

وتعود هذه الصلوات بالنفع الجزيل على من يكونون بجانب المحتضر، حتى ولو كان مغمياً عليه: إذ تجعلهم يدركون ما للموت المسيحي من طابع فصحي. وإنه لجدير بأولئك أن يعربوا، بنوع ظاهر، عن هذا الطابع، برسمهم مرارا على جبين المحتضر إشارة الصليب، التي رسمت عليه لأول مرة يوم عماده.

"كيفية تلاوة الصلوات والقراءات"

يختار من صلوات هذا الفصل وقراءاته، ويضاف إليها، ما يعتبر مناسبا لحالة المحتضر الجسدية والروحية، وحالة من بجنبه والمكان. وتتلى تلك ببطء، وصوت منخفض، بين فترات من السكوت، تتخللها إعادة بطيئة لبعض النوافذ الروحية (التي تتصدر هذا الفصل) مع المحتضر، مرتين أو ثلاث مرات.

"واجبات الكهنة والشمامسة والشعب المسيحي"

على الكهنة والشمامسة أن يعنوا بالمحتضر، وأن يشتركوا هم وذووه في صلوات الاستيداع وما يليه. فبهذا يشيرون إلى موت المسيحي في حضن الكنيسة. وإذا ما تعذر عليهم الأمر، بسبب تفرّغهم لغير ذلك من الواجبات الرعوية الكبرى، فلا يتغافلوا عن حث بعض العلمانيين على أن يشاركوا المحتضر في تلاوة هذه الصلوات وغيرها، مما يوحي بتوفر هذا الكتاب في البيت المسيحي.

"آيات قصيرة – أقوال المسيح – نوافذ روحية"

- من يفصلنا عن محبة المسيح؟ (رومة: 8، 35)

- سواء حيينا أم متنا، فإنا للرب. (رومة: 14، 8)

- لنا في السموات بيت.          (2 قورنتس: 5، 1)

- نكون مع الرب دائما أبدا.  (1 تسا: 4، 17)

- إننا نرى الله كما هو. (1 يو: 3، 4)

- إننا انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب إخوتنا  (1 أيو: 3، 14)

- إليك يا رب أرفع نفسي.         (مز: 24، 1)

- الرب نوري وخلاصي.     (مز: 26، 1)

- إني آمنت أن أعاين جودة الرب في أرض الأحياء.     (مز: 26، 13)

- ظمئت نفسي إلى الإله الحيّ.              (مز: 41، 3)

- إني ولو سلكت في وادي ظلال الموت، لا أخاف سوءا، لأنك معي. (مز: 22، 4)

- يقول الرب: "تعالوا يا من باركهم ابي، فرثوا الملكوت المعدَّ لكم". (متى: 25، 34)

- الحق أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس". (لو: 23، 43)

- "في بيت أبي منازلُ كثيرة".       (يو: 14، 2)

- يقول المسيح الرب: "أنا ذاهب لأعدَّ لكم مقاما، لتكونوا حيث أكون". (يو: 14، 2 – 3)

- "أريد أن يكونوا معي حيث أكون".        (يو: 17، 24)

- إن كل من يؤمن بالابن له الحياة الأبدية. (يو: 6، 40)

- في يديك، يا رب، أستودع روحي.  (مز: 30، 6أ)

- ربِّ يسوع، تقبَّل روحي.        (أعمال: 7، 59)

- آمين، تعال، أيها الرب يسوع.        (رؤيا: 22، 20)

- أجل إني آت سريعا.              (رؤيا: 22، 20)

- امكث معنا، يا رب، فقد حان المساء ومال النهار.    (لوقا: 24، 29)

- يا قديسة مريم، صلي لأجله.

- أيها القديس يوسف، صل لأجله.

- أيها القديس يوحنا المعمدان، صلِّ لأجله.

- يا يسوع، يا مريم، يا يوسف، كونوا معي في نزاعي الأخير.

"تلاوات مقدسة"

"القراءة الأولى خارج الزمن الفصحي"

 (52، 13 – 53، 12)

                                  جرح لأجل معاصينا

قراءة من سفر أشعيْا النبي

هو ذا عَبْدي يَعملُ بالجَزم، يتَعالى ويَرتَفِعُ ويتسامى جدا. كما إنَّ كثيرينَ دَهِشوا مِنك، هكذا يتشوَّهُ منظرُه أكثرَ من الإنسان، وصورتُه أكثرَ من بني البشر. هو يَنضِجُ أُمَمّا كثيرة، وأمامهُ يسُدُّ الملوك أفواهَهم، لأنَّهم رأوا ما لم يُخبَروا به، وعايَنوا ما لم يسمَعوا به. من آمن بما سَمِع منا؟ ولمنْ أُعلِنتْ ذراعُ الرب؟

فإنه ينبُت كفَرخٍ أمامَه، وكجُرثومةٍ من أرضٍ قاحِلة؛ ولا صورةَ له ولا بهاء، فننظرَ إليه، ولا منظرَ فنشتهيه، مُزدرى، ومَخذولٌ من الناس، رجلُ أوجاعٍ ومُتمرِّسٌ بالعاهات، ومِثلُ ساترٍ وجهَه عنَّا، مزدرى، فلم نَعبأ به.

إنه لقد أخذَ عاهاتِنا، وحمَل أوجاعَنا، فحسِبناه ذا بَرص مضروبا من الله ومُذَلّلا. جُرحَ لأجلِ معاصينا، وسُحقَ لأجلِ آثامِنا، فتأديبُ سلامِنا عليه، وبشَدْخِه شُفينا.

كلُّنا ضَللْنا كالغنم، كلُّ واحدٍ مالَ إلى طريقهِ، فأَلقى الربُّ عليه إثمَ كُلّنا. قُدِّمَ وهو خاضع ولم يفتحْ فاه، كشاةٍ سيقَ إلى الذَّبح، وكحملٍ صامتٍ أمام الذين يجُزُّنه، ولم يفتحْ فاه.

من الضِيق والقضاء أُخِذ. ومَن يصِفُ مولدَه؟ إنَّهُ قد انقطعَ من أرضِ الأحياء؛ ولأجلِ معصيةِ شعبي أصابته الضَّربة. فمُنِحَ المنافقينَ بقبرهِ والأغنياء بموتِه، لأنه لم يصنعْ جورا، ولم يوجَدْ في فمه مَكر.

والربُّ رَضي أن يسحقَه بالعاهات. فإنّه إذا جعل نفسه ذبيحةَ إثم، يرى ذُريّة، وتطول أيامُه، ومرضاةُ الربِ تنجحُ على يدِه. لأجلِ عنآء نفسهِ يرى ويشبع. وبعلمِه يُبرِّرُ الصدّيقُ عبدي كثيرين، وهو يحملُ آثامَهم.

فلذلك اجعلُ الكثيرين نصيباً له، والأعزاءَ غنيمته، لأنه أفاضَ للموتِ نفسَه، وأُحصِيَ مع العُصاة، وهو حمل خطايا كثيرين، وشفَعَ في العُصاة. 

كلام الرب – الشكر لله.

"القراءة الأولى في الزمن الفصحي"

 (22، 17، 20 – 21)

                            تعال، أيها الرب يسوع

قراءة من رؤيا القديس يوحنا الرسول

يقولُ الروحُ والعروس: "تَعال!" ومن سمعَ فليقُلْ: "تعال!" ومَن كان عطشان فليأتِ، ومن كانت له الرَّغبة، فليَسْتقِ ماءَ الحياةِ مجَّانا. 

يقولُ الذي يشهَدُ بهذه الأمور: "أجل، إني آتٍ على عجَل". 

آمين! تعال، أيها الربُّ يسوع. فلتكنْ نعمةُ ربِّنا يسوع المسيح معكم أجمعين. آمين.

كلام الرب – الشكر لله

"المزمور"

المزمور (30)

اللازمة: يا أبتا، في يديك أجعلُ روحي.

1- بك اعتصمت، يا رب، فلا أخزى إلى الأبد؛ بعدلِك نجِّني. في يديك أجعلُ روحي؛ ولقد افتدَيُتني، أيها الرب، إلهَ الحق. اللازمة

2- إنك نظرتَ إلى بؤسي، وعلمتَ مضايِقَ نفسي، ولم تَحبِسني في يدِ عدوّ، بل أَقمتَ في الرَّحبِ قدميّ. اللازمة

3- وأنا عليك توكَّلتُ، يا رب؛ قلتُ: "إنك أنتَ إلهي، في يديكَ حياتي". أَنقذني من أيدي أعدائي، ومن مُضطَهِديَ. اللازمة

4- أَنِرْ بوجهِك على عبدك، وخلّصْني برحمتكِ. تشدّدوا، ولتتشجعْ قلوبكم، يا جميعَ الذين ينتظرون الرب. اللازمة

"القراءة الثانية"

 (4، 14 – 6؛ 5، 7 - 9)

                تعلم الطاعة وصار لجميع الذين يطيعونه علة خلاص

فصل من الرسالة إلى العبرانيين

لما كان لنا في يسوعَ ابن اللهِ حبرٌ عظيم، اجتازَ السموات، فلنتمَّسَكْ بالشَّهادةِ له. فليس لنا حبر، لا يستطيعُ أن يَرثي لضَعفنا: لقد امتُحِن في كلِّ شيءٍ مثلَنا ما عدا الخطيئة. فلنتقدَّمْ بثقةٍ إلى عرشِ النعمة، لننالَ رحمةً ونَلقى حُظوة، يأتينا بها الغَوثُ في حينه.

فالمسيح، في أيامِ حياتِه البشرية، رفعَ الدعاء والابتهال، بصراخٍ شديدٍ ودموع ذوارِف، إلى الذي بوسْعِه أن يُخلّصَهُ من الموت، فاستُجيبَ طلبُه لتَقواه. وتعلَّم الطاعة، وهو الابن، بما لقيَ من الألم. ولمَّا جُعِلَ كاملا، صار لجميعِ الذين يُطيعونه عِلَّةَ خلاصٍ أبدي. 

كلام الرب – الشكر لله.

"(هللويا) – والآية قبل الإنجيل المقدس"

(هللويا) – كان يسوعُ يعلم، وقد اقترب عيدُ الفصح، أنْ ساعةَ انتقالِه إلى أبيه عن هذه الدُّنيا قد حانَت، وقد أحبَّ أصحابَه الَّذين قم في العالم، فبلغَ به الحبُّ لهم إلى أقصى حدودِه. (هللويا).

"الإنجيل المقدس"

(19، 25 – 42)

                                  هذا ابنك، هذه أمك

فصل من بشارة القديس يوحنا الإنجيلي البشير

هناكَ عندَ صليبِ يسوع، وقَفَتْ أُمّه، وأُختُ أُمِّهِ مريمُ امرأَةُ كَلَوبا، ومريمُ المِجدَليّة. فرأَى يسوعُ أُمَّه، وإلى جانِبها التلميذُ الحبيبُ إليه، فقال لأُمِّه: "أَيَتها المرأَة، هذا ابنُكِ". ثُمَّ للتِّلميذ: "هذهِ أُمُك". فأخذها إلى بيتهِ من تِلكَ السَّاعة.

وكان يسوعُ يعلمُ أنَّ كلَّ شيءٍ قد تَمّ فقال بعد ذلك" "أنا عطشان"، ليتِمَّ الكتاب. وكان هناكَ إناءٌ مُلِئَ خلاّ، فوضَعوا إسْفَنَجة مُبتلةً بالخَلِّ على قضيبٍ من الزوفى، وأَدَنوها من فيه. فلَمَّا ذاقَ يسوعُ الخلَّ قال: "تَمَّ كلُّ شيء". ثم حَنى رأْسهُ ولفَظَ الرُّوح.

وكان ذلك اليومُ التَهيئة، فَسأَلَ اليهودُ بيلاطُس أنْ تُكسَرَ سوقُ [المَصلوبين] وتُنزَلَ جُثَثُهم، لِئَلاَّ تَبقى على الصليبِ يومَ السَّبت، لأنَّ ذاكَ السبتَ يومٌ مُكرَّم. فجاء الجنود فكَسَروا ساقَيْ الأولِ والآخرِ اللَّذين صُلبا معه. أمَّا يسوع فلم يكسِروا ساقَيه، لأنَّهم لمَّا وصلوا إليه رأوْهُ قد مات. فطَعنَه أحدُ الجنودِ بِحَربَةٍ في جَنبه، فخرجَ على أثرِها دمٌ وماء.

يَشهَدُ بذَلك ذاكَ الذي رأى وشهادَتُه صحيحة، ويَعلمُ أنَّه يقولَ الحَقَّ لِتؤمنوا مِثله. وحدَثَ هذا لِتَتِمَّ الآية: "لن يُكسرَ له عَظْم". وجاءَ في آيةٍ أُخرى: "سَيَنظُرون إلى من طَعنوا".

وبعدَئذٍ جاء يوسفُ الرَّامي، وكان تِلميذاً ليسوعَ يُخفي أمرَهُ خوفاً من اليهود، فسألَ بيلاطُسَ أنْ يأَخُذَ جسدَ يسوع، فأذِنَ له بيلاطُس. فجاؤوا فأَنزَلوا جسدَه.

وجاءَ نيقوديمس، وهو الذي ذهبَ إليه ليلاً من قَبل، وكان معه خَليطٌ من المُرِّ والعودِ يُناهِزُ مائةَ دِرهم. فحَمَلوا جسدَ يسوع وطَيَّبوه وكَفَّنوه، كما جَرتْ عادةُ اليهودِ في دَفْنِ موتاهُم. وكانَ في الموضِعِ الذي صُلِبَ فيهِ بُستان، وفي البُستانِ قَبرٌ جديد لم يُدفَنْ فيهِ أحد. فوضَعوا يسوعَ فيه، مراعاةً للتَّهيئةِ عندَ اليهود، لأنَّه قريب.

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

- وفي الفصل التالي، قراءات مقدسة أخرى، يمكن تلاوتها كلّها. أو تلاوة بعض منها. 

"طلبات القديسين"

- يضاف إليها اسم شفيع المحتضر، وأسماء شفعاء أسرته ورعيته.

كيريا أليسون                                       كيريا أليسون

كريستا أليسون                                     كريستا أليسون

كيريا أليسون                                       كيريا أليسون

أيتها القديسة مريم والدة الله                         صلي لأجله

أيها القديس مخائيل                                 صل لأجله

يا ملائكة الله القديسين                              صلوا لأجله

أيها القديس يوسف                                 صل لأجله

أيها القديس يوحنا المعمدان                         صل لأجله

أيها القديسان بطرس وبولس                       صليا لأجله

أيها القديس اندراوس                              صل لأجله

أيها القدس يعقوب                                 صل لأجله

أيها القديس يوحنا                                 صل لأجله

أيتها القديسة مريم المجدلية                        صلي لأجله

أيها القديس اسطفانس                             صل لأجله

أيها القديس اغناطيوس الانطاكي                  صل لأجله

أيها القديس جورجيوس                           صل لأجله

أيها القديس لورنسيوس                           صل لأجله

أيها القديسان قزما ودميانس                      صليا لأجله

أيتها القديسة أغنيسة                              صلي لأجله

أيتها القديستان بربيتوا وفيليشتا                   صليا لأجله

أيها القديس غريغوريوس                        صل لأجله

أيها القديس اغسطينوس                          صل لأجله

أيها القديس أثناسيوس                            صل لأجله

أيها القديس باسيليوس                            صل لأجله

أيها القديس نقولا                                 صل لأجله

أيها القديس سابا                                  صل لأجله

أيها القديس مبارك                                صل لأجله

أيها القديسان فرنسيس وعبد الأحد                 صليا لأجله

أيها القديس فرنسيس كسفاريوس                  صل لأجله

أيها القديس يوحنا الدمشقي                        صل لأجله

أيها القديس يوحنا فياني                           صل لأجله

أيها القديس يوحنا بوسكو                          صل لأجله

أيتها القديسة تريزيا                                صلي لأجله

أيتها القديسة كترينا السيانية                        صلي لأجله

يا جميع قديسي الله وقديساته                       صلوا لأجله

أيها المسيح ابن الله الحيّ                           نجِّه، يا رب

يا من جئتَ إلى هذا العالم                          نجِّه، يا رب

يا من علقتَ على الصليب                          نجِّه، يا رب

يا من رضيت بالموت من أ جلنا                   نجِّه، يا رب

يا من رقدت في القبر                              نجِّه، يا رب

يا من قمتَ من بين الأموات                       نجِّه، يا رب

يا من صعدتَ إلى السماء                          نجِّه، يا رب

يا من أرسلتَ الروح القدس إلى الرسل             نجِّه، يا رب

يا أيها الجالس عن يمين الآب                     نجِّه، يا رب

يا من ستأتي لتدين الأحياء والأموات              نجِّه، يا رب

نحن الخطاة                                      نسألك، فاستجب لنا

أن تتحنّنَ على هذا الأخ العزيز                   نسألك، فاستجب لنا

أن تتحنَّنَ على هذا الأخ العزيز                   نسألك، فاستجب لنا

أن تتحنَّنَ على هذا الأخ العزيز                   نسألك، فاستجب لنا

أن تصفح عن جميع ذنوبه                        نسألك، فاستجب لنا

أن تنجيه من الموت الأبدي                       نسألك، فاستجب لنا

أن تذكره إذا ما جئت في ملكوتك                 نسألك، فاستجب لنا

أن يكون اليوم معك في الفردوس                 نسألك، فاستجب لنا

أيها المسيح، أصغ إلينا                           أيها المسيح أصغ، إلينا

أيها المسيح، استجب لنا                          أيها المسيح، استجب لنا

"المسبحة الوردية"

من الصلوات المحبذة في استيداع المحتضرين، تلاوة المسبحة الوردية، إذ من عادة المسيحيين أن يستعذبوا ذكر اسم مريم في هذه المناسبة، بوصفها شفيعة المنازعين، التي نطلب منها في كل "سلام ملائكي" أن تصلي "من أجلنا، نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا".

"صلوات"

يتلوها الكاهن، أو أحد الحاضرين، عند اقتراب الوفاة، مع اعتبار شأن المحتضر.

- أيتها النفسُ المسيحية، انطلِقي من هذا العالم، باسم اللهِ الآبِ القديرِ الذي خلقَك؛ باسم يسوعَ المسيحِ ابنِ اللهِ الحي، الذي ماتَ من أجلِك على الصليب؛ باسم الروحِ القدس، الذي وُهبَ لك من العُلى. انتقلِي اليومَ إلى مَقرِّ السلام، إلى أورشليم السماء، إلى جِوار القديسةِ مريمَ البتول، والدةِ الإله، إلى جِوار الملائكة، والقديس يوسف، وجميع قديسي الله.

- أيها الأخ العزيز، إني استودعُك الله القدير، وأقدِّمُك له، أنت صنعُ يديه، فتعودَ إلى يد الخالق المُهَيْمنِ العزيز.

وأنت، لدى رحيلك عن هذه الدنيا، فلتخرجْ للقائِك القديسةُ مريم، والملائكةُ وجميعُ القديسين. 

ليبادِرْ إلى إغاثتِك المسيحُ الرب، الذي صُلبَ من أجلك، ليبادِرْ إلى إغاثتك المسيحُ الرب، الذي ماتَ من أجلك؛ ليصرْ بك إلى الفردوس، المسيحُ الرب، ابن اللهُ الحي الذي أتى هذا العالم.

إنَّهُ الراعي الصالح. فلتكُنْ من الخِراف التي يعرفُها وتعرفُه؛ ولتكنْ من المباركين الذين يدعونهم إلى ملكوتِه، وقد تجاوزَ عن جميعِ هَفواتِك.

ليتلقَّاك المسيحُ بوجهٍ منطلقٍ منبسِط، فتجدَ برؤيتِه وتأمُلِه بهجةً وسرورا، إلى دهر الدهور. 

- آمين.

- اللهم، اقبَلْ عبدَك في مقرِّ الخلاصِ الذي يرجوهُ منك، يا رحيم.

- آمين.

* اللهم، خَلِّص عبدك من كل قلقٍ وكَرْب.

- آمين.

* اللهم، خَلِّص عبدك كما خلّصتَ نوحَ من الطوفان.

- آمين.

* اللهم، خلص عبدك كما خلَّصتَ إبراهيم من مدينة اور.

- آمين.

* اللهم، خلِّص عبدك كما خلَّصت أيوبَ من الأوجاع.

- آمين.

* اللهم، خلِّص عبدك كما خلَّصت موسى من الشدائد.

- آمين.

* اللهم، خلِّص عبدك كما خلَّصت دانيال من جُبِّ الأسود.

- آمين.

* اللهم، خلِّص عبدك كما خلَّصت الفتيةَ الثلاثة من أتوُّنِ النار الملتهبة، ومن يدِ الملك الظالم.

- آمين.

* اللهم خلِّص عبدك كما خلَّصت داودَ من يد المُقاومين.

- آمين.

* اللهم خلِّص عبدك كما خلَّصت بطرس وبولس من السجون.

- آمين.

* اللهم، خلِّص عبدك بحقِّ يسوع المسيحِ فادينا، الذي قاسى مرارة الموتِ من أجلنا، ووهَبَ لنا جميعا الحياة الأبدية.

- آمين.

- اللهم، إنا نستودُعك عبدَك (فلان).

إنه كثيرا ما أخطأ إليك في أيامِ حياتِه هذه؛ إلا أنه لم يكُفَّ عن الإيمان بك أبا وابناً وروحا؛ ولم يدفعه أمرٌ عن أن يعبُد فيك خالقاً وربّاً لكلِّ شيء.

وأنتَ، أيها الربُ يسوع، يا مخلصَ العالم الرؤوف، اذكر أنَّك من أجله نزلتَ إلى الأرض راحما. فهلمَّ وأدخِلْهُ فرحَ الملكوت. 

- صلاة إلى العذراء مريم (تتلى أو ترتل)

السلام عليك، يا سلطانة، يا أم الرحمة، 

السلام عليك، يا حياتنا وحلاوتنا ورجاءَنا،

نصرخ إليك، نحن المنفيين، أولاد حواء.

نتنهد إليك، نائحين وباكين في هذا الوادي، وادي الدموع.

لذلك، يا شفيعتنا، ميلي إلينا بنظرك الحنون، 

وأرينا، بعد هذا المنفى، يسوع ثمرة بطنك المباركة:

يا حنونة، يارؤوفة، يا حلوة مريم البتول.

- صلاة إلى القديس يوسف، شفيع المنازعين

إليك نلتجِئ، أيها القديسُ يوسف، شفيعَ المنازعين،

يا من سهر عليه، عند ساعةِ موته السعيد، يسوعُ ومريم:

فَبِحقِّ هاتَين الوديعتين العزيزتين، نستودعك نفسَ عبدِك (فلان)

ألا صُنْهُ بحمايتك من مكايد الشيطان، والموتِ الأبدي،

فيبلغ الأفراحَ الأبدية.

بالمسيح ربنا. آمين.

- عندما يلفظ المائت روحه،

يجثو جميع الحاضرين بإيمان، ويقولون:

- هلمّوا، يا قديسي الله؛ أسرِعوا، يا ملائكة الرب. 

- اقبلوا نفسه وقدِّموها أمامَ وجهِ العلي.

ليقبلك المسيح، الذي دعاك، ولتَحْمِلك الملائكةُ إلى حضنِ إبراهيم.

- اقبلوا نفسه، وقدِّموها أمام وجهِ العلي.

الراحة الأبدية أعطه، يا رب، والنور الدائم فليضيء له. 

- اقبلوا نفسه وقدِّموها أمام وجه العلي.

صلاة يتلوها الكاهن أو الشماس أو أحدهم

اللهم، إنَّا نستودعُك نفسَ عبدك (فلان). الذي غادر الآن هذه الأرض. ألا اصْفح، أيها الآبُ الرحيم، عن جميعِ الخطايا التي اقترفَها من جراء الضُعف البشري، فيحيا في جِوارِك وسلامك للأبد. بالمسيح ربنا.

- آمين.

 الفصل التاسع

قراءات إضافية

تستعمل في رتبة استيداع المحتضرين، ويمكن استعمالها في سائر الطقوس الخاصة بالمرضى.

 "قراءات من العهد القديم"

"قراءة من سفر أيوب"

(7، 1 – 4، 6 – 11)

                              تذكر أن حياتي هي ريح

في تلك الأيام، أجابَ أيوبُ وقال:

"إنَّ حياةَ الإنسانِ على الأرضِ تجنُّد، وكأيامِ أجيرٍ أيامُه. مثلَ العبدِ المشتاقِ إلى الظلّ، والأجيرِ المنتظر أجرتَه، هكذا خَصِصْتُ بأشهرِ بؤس، وليالي مشَقّةٍ قُدِّرت لي.

إذا إضَّجعتُ قلت: متى أقوم؟ وبعد انقضاء الليل، أشبعُ بَلبالا إلى الغَسق. أيامي أسرعُ من الوشيعة، وقد نفدَتْ بغيرِ رجآء. تذكَّرْ أنَّ حياتي هي ريح: إنَّ عيني لن ترى خيرا. طرَفُ ناظري لا يراني من بعد: عيناك تطلباني فلَنْ أكون.

إنَّ السَّحابَ يضمحلُّ وينقضي، وكذا الهابِط إلى مقرِّ الموتى لا يصعد؛ لا يعودُ إلى بيته، ومكانُه لا يَعرفُه من بَعد. لذلك لا أحبِسُ فمي، بل أتكلَّمُ في كرْبِ روحي، وأشكو في مرارةِ نفسي!"

كلام الرب – الشكر لله.

" قراءة من سفر أيوب"

(7، 12 – 21)

                             ما الإنسان حتى تستعظمه؟

في تلك الأيام، أجابَ أيوبُ قال:

"أبَحْرٌ أنا أو تِنّين، حتى تجعل حولي سُدّاً. إن قلتُ: سريري يُفرِّجُ غمِّي، ومضجَعي يُخَفِّف شكواي، روَّعتني بأحلامٍ وبرؤًى ذَعَرْتني، حتى تُؤثِّر نفسيَ الخَنِق، وعظامي الموت! لقد يَئسْتُ، فلا حياةَ لي إلى الأبد. كُفَّ عني، فإنَّما أيامي نفس. ما الإنسان حتى تستعظمه، وتُميلُ إليه قَلبَك، وتتعاهده كلَّ صباح، وتبتليهِ كلَّ لحظة؟ إلى متى لا تصرِفُ طَرْفَك عني؟ ولا تُمهِلُني ريثما أبلعُ ريقي؟ لقد خطئت، ولكن ماذا أفعل لك، يا رقيبَ البشر؟ ولِمَ جعلتَني هدفا لك، حتى صرتُ كلاَّ على نفسي؟ ولم لا تُعفو عن مَعصيتي، ولا تَنقلُ عني إثمي؟ فإني لا البثُ أن أضَّجِعَ في التراب، فُتُبَكِّرُ في طلبي فلا أكون!".

كلام الرب – الشكر لله

"قراءة من سفر أشعيا النبي"

(25، 8 – 10)

                             يبيد الرب الموت على الدوام

في ذلك اليوم: يُبيدُ الربُّ الموتَ على الدوام ويمسحُ السيدُ الربُّ الدموعَ عن جميع الوجوه، ويُزيلُ تعييرَ الشعبِ عن كلِّ الأرض، لأنَّ الربَّ قد تكلّم.

فيقالُ في ذلك اليوم: "هو ذا إلهُنا الذي انتظرناه، وهو يُخلِّصُنا؛ هو ذا الرب الذي انتظرناه، لنبتهجْ ونفرحْ بخلاصه. لأنَّ يدَ الربِ تستقرُّ في هذا الجبل". 

كلام الرب – الشكر لله

" قراءات من العهد الجديد"

- فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومة (8، 14 – 27)

             إن آلام هذه الدنيا لا توازي المجد الذي سيتجلى فينا

يا إخوة:

إن الذينَ يَنقادون إلى روحِ اللهِ يكونونَ حقّاً أبناء الله. لم تتلقّوا روحا يُستعبِدُكم ويَرُدُّكم إلى الخوف، بل روحا يجعلُكم أبناء، وبه ننادي: يا أبتا!

وهذا الروح نفسه يشهدُ مع أرواحنا بإننا أبناءُ الله. فإذا كُنَّا أبناء الله، فنحن الورثة: ورثةُ اللهِ وشركاء المسيح في الميراث. وإنَّا نشاركه في آلامه، لنشاركه في مجده.

وأرى أن آلامَ هذهِ الدنيا لا تُوازي المجدَ الذي سَيتجلَّى فينا. فالخليقة تنتظرُ بفارغ الصبرِ تجلّيَ أبناء الله. فقد أُخضِعَتْ للباطلِ بسُلطانِ الذي أخضعَها، لا طوْعاً منها. ومع ذلك لم تقطع الرجاء، لأنها هي أيضا ستُعْتقُ من عُبوديَّةِ الفَساد، لتُشاركَ أبناء اللهِ حُرِيَّتهم ومجدهم.

فإنَّا نعلَمُ أنَّ الخليقةَ جمعاء تئنُّ إلى اليومِ من آلامِ المَخاض، وليستْ وحدَها، بل نحن الذين لنا باكورةُ الروح، نئنُّ في الباطن، منتظرين التبني وافتداءَ أجسادنا، لأننا نِلنا الخلاص، ولكن في الرجاء، فإذا شوهد ما يُرجى، بَطلَ الرجاء. وكيف يرجو المرء ما يُشاهدُه؟ ولكن إذا كُنَّا نرجو ما نُشاهدُه، فبالصّبر ننتظرُه.

وإنَّ الروح أيضا يأتي لنَجدةِ ضُعفنا، لأنا لا نُحسِنُ الصلاة كما يجب. ولكنَّ الروحَ يشفعُ لنا بأنَّاتٍ لا توصف. والذي يفحَصُ عن القلوب، يعلمُ ما هي رغبةُ الروح، وكيف أنّه يشفَعُ للقدّيسين، بما يوافقُ مشيئةَ الله. 

كلام الرب – الشكر لله

- قراءة من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومة (14، 7 – 9، 10 – 12)

                           سواء أحيينا أم متنا فإنا للرب

يا إخوة:

ما من أحدٍ منَّا يحيا لنفسه، وما من أحدٍ يموتُ لنفسه، فإذا حيينا فللرّب نحيا، وإذا مُتنا فللربِّ نموت: سواء أحَيينا أم مُتنا، فإنَّنا للرّب. وقد مات المسيحُ وعادَ إلى الحياة، ليكونَ ربَّ الأمواتِ والأحياء. سنمثلُ جميعاً لدى محكمةِ الله. فقد ورد في الكتاب: "يقول الربّ: بحقَي أنا الحيّ، لي تَجثو كلُّ ركبة، ويسبِحُ بحمدِ اللهِ كلُّ لسان" وكلُّ واحدٍ منَّا سيؤدي عن نفسه حسابا لله.

كلام الرب – الشكر لله

- فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل قورنتس (1، 18 – 25)

                               إنا ننادي بمسيح مصلوب

أيّها الإخوة:

إن الكَّلام على الصَّليبِ حَماقةٌ عندَ الَّذين يَسلُكونَ سبيلَ الهَلاك؛ وأمَّا عندَ الَّذين يسلُكون سبيلَ الخلاص، أي عِنْدنا، فهوَ قُدرَةُ الله. ورد في الكتاب: "سأُبيدُ حِكْمةَ الحُكماء، وأُزيلُ ذكاءَ الأذكياء". فأينَ الحَكيم؟ وأينَ الأديب؟ وأينَ المُماحِكُ في هذهِ الدُّنيا؟ ألم يجعلَ حكمةَ العالمِ حماقة؟

فلمَّا كانَ العالمُ بحِكمته لم يعرفِ الله في حِكمةِ الله، رأى اللهُ أن يُخَلِّصَ المُؤمنينَ بحماقةِ البشارة.

ولمَّا كانَ اليهودُ يَطلبونَ الآيات، واليونانيّون يبحثون عن الحِكمة، فإنَّا نُنادي بمسيحٍ مصلوب، عِثارٍ لليهود وحماقةٍ للوثَنيين، وأمَّا للِمَدعُوين، من اليهود واليونانييّن، فالمسيحُ قُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ الله؛ لأنَّ الحَماقةَ من الله، أكثرُ حِكمةً من النَّاس، والضُّعفَ من الله، أقوى من النَّاس. 

كلام الرب – الشكر لله.

- فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل قورنتس (15، 1 – 4)

              بالبشارة تخلّصون: إذا حفظتموها كما بشرتكم بها

أُذّكِّرُكم، أيّها الإخوةَ، البشارةَ التي بَشَرتُكم بها، وقَبِلتُموها، ولا تَزالونَ عليها ثابتين، وبها تَخلُصون إذا حَفِظتُموها كما بَشَّرتُكم بها. وإلاَّ فقد آمنتُم باطلاً.

بَلَّغتُ إليكم قبلَ كلِّ شيء ما تَلَقّيته: وهو أنَّ المسيحَ مات من أجلِ خطايانا، كما جاء في الكتب، وأنّه قُبِرَ وقامَ في اليومِ الثالث، كما جاءَ في الكتب.

كلام الرب – الشكر لله

- فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل قورنتس (15، 12 – 20)

              إن لم يكن للأموات من قيامة، فإن المسيح لم يقم أيضا

يا إخوة: إذا بُشِّر بأنَّ المسيح قام من بين الأموات، فكيف يقولُ بعضُكم إنه لا قيامةَ للأموات؟ فإن لم يكنْ للأمواتِ من قيامة، فإن المسيح لم يقُمْ أيضا! وإن كان المسيحُ لم يقُمْ فتبشيرُنا باطلٌ وإيمانُكم باطل. فنكون عندئذ شهودَ الزورِ على الله، لأننا شهِدنا على الله أنه قد أقامَ المسيحَ وهم لم يُقِمْه. هذا إن صحَّ أن الأموات لا يقومون، لأنه إذا كان الأمواتُ لا يقومون، فالمسيحُ لم يقُمْ أيضا. وإذا لم يكنِ المسيحُ قد قام، فإيمانُكم باطلن ولا تزالون بخطاياكم. وكذلك الذين ماتوا في المسيح قد هلكوا. وإذا كان رجاؤنا في المسيحِ مقصوراً على هذه الحياة، فنحن أشقى الناسِ أجميعن.

كلاَّ ، إن المسيحَ قد قامَ من بين الأموات، وهو بكرُ الأموات. 

كلام الرب – الشكر لله.

- فصل من رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى أهل قورنتس (4، 10 – 12، 16 – 18)

                   نحمل في أجسادنا كل حين آلام موت المسيح

يا إخوة:

إنّا نحمِلُ في أجسادِنا كلَّ حينٍ آلامَ موت المسيح، لتظهرَ في أجسادنا حياةُ المسيحِ أيضا. فإنّا، وإن نكُنْ أحياء، فمازلنا نُسْلَمُ إلى الموتِ في سبيلِ يسوع، لتظهرَ في أجسادنا الفانيةِ حياةُ يسوعَ أيضا. فالموتُ يعملُ فينا، والحياةُ تعملُ فيكم. ولذلك فنحنُ نُقصِّر: فإذا كانَ الإنسانُ الظاهرُ فينا سائراً إلى الخَراب، فالإنسانُ الباطنُ يتجَدَّدُ يوماً بعد يوم. وإنَّ الشّدَّةَ الخفيفة، التي نحن فيها، تُعِدُّ لنا قدراً عظيماً من المجدِ الأبدي، لا حَدَّ له، لأنّنا لا ننظرُ إلى ما يُرى، بل إلى ما لا يُرى: فالذي يُرى إنَّما هو إلى حين، وأما ما لا يُرى فهو للأبد. 

كلام الرب – الشكر لله.

- فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل فيلبي (8، 6 – 11)

                              وضع نفسه: لذلك رفعه الله

أيها الإخوة:

أَلمَسيحُ يسوع، مع أنَّه في صورةِ الله، لم يَعُدَّ مُساواتِه لله غنيمة، بل تَجرَّدَ من ذاتِه، مُتَّخذاً صورةَ العبد، وصارَ على مثال البشر، وظهرَ بمظهر الإنسان.

فوضعَ نفسه وأطاع حتَّى الموت، الموت على الصَّليب. لذلك رفعَه الله، ووهَبَ له الاسمَ الّذي يفوقُ جميعَ الأسماء، كيما تَجثُوَ لاسمِ يسوع كلُّ رُكبةٍ في السماء، وفي الأرضِ وفي الجحيم، ويَشهدَ كلُّ لسانٍ أنَّ يسوع المسيح هو الرَّب، تمْجيداً لله الآب.

كلام الرب – الشكر لله

- فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل قولسي (1، 22 – 29)

            أتم في جسدي ما نقص من آلام المسيح، في سبيل جسده

يا إخوة:

اليومَ قد صالحَكمُ المسيحُ في جسدهِ البشري، إذ أسلمَهُ إلى الموت، ليجعلَكم في حَضْرتِه قديسين، لا ينالُكم عيبٌ ولا لوم؛ على أنه يجبُ أن تُثابروا على الإيمان ثابتين، غيرَ مُتزعزعين، ولا متحوّلين عن الرجاء الموعود، رجاء البشارةِ التي سمعتُمْ بها، وأُعلنَ بها كلُّ خليقةٍ تحتَ السماء، وصرتُ أنا بولس داعياً لها.

ويَسُرّني الآن ما أُعاني لأجلكم، فأُتِمُّ في جسدي ما نقصَ من آلامِ المسيح، في سبيلِ جسدِه الذي هو الكنيسة. لأنني صرتُ خادِما لها، بحُكمِ الوكالةِ التي عهدَ الله إليَّ فيها: بالتبشيرِ بكلامِ الله، بذلك السرِّ الذي ظلَّ مكتوما طوال الدهور والأجيال، وكُشِفَ اليومَ لقدّيسيه. فقد أراد الله أن يُريهم كم كان غنيا مجدُ ذلك السر عند الوثنيين، أي أنَّ المسيحَ فيكم وهو رجاء المجد.

بهِ نُبَشِّرُ فنعظُ كلَّ إنسان، ونُعَلِّمُ كلَّ إنسانٍ كلَّ حكمة، لنجعلَ كلَّ إنسانٍ كاملا في المسيح. ولأجلِ ذلك أتعبُ وأجاهد، بفضلِ قدرته التي تعمل فيَّ عملا قويّاً.

كلام الرب – الشكرلله.

- قراءة من رؤيا القديس يوحنا (21، 1 – 7)

                      الله معهم، يكفكف كل دمعة تسيل من عيونهم

رأيتُ، أنا يوحنَّا، سماءَ جديدةً وأرضاً جديدة. لأنَّ السَّماءَ الأولى والأرضَ الأولى قد زالتا، ولم يَبْقَ للبَحْرِ وجود. ورأيتُ المدينةَ المُقدّسة، أورشليم الجديدة، نازلةً من عندِ الله، وقد تَزيَّنَت كما تَتَزَّينُ العروسُ لِبَعْلها.

وسَمعتُ صوتاً يهتفُ من العرش: "هو ذا بيتُ اللهِ والنَّاس: يسكنُ معهم، ويكونون له شعباً. الله معهم ويكونُ لهم إلهاً، يُكَفْكفُ كلَّ دمعةٍ تسيل من عُيونهم. لم يَبْقَ للموتِ وجود، ولا للبُكاء، ولا للصُّراخ، ولا للألم، لأنَّ العالم القديم قد زال". 

وقال الذي على العرشِ استوى: "هاءَنذا أجعلُ كلَّ شيء جديداً".

ثمَّ قال لي: "أكتُبْ: هذا الكلامُ صِدْقٌ وحَقٌ". 

وقال لي: "قُضيَ الأمر. أن الألفُ والياء، البدء والنهاية. من كان عطشان أرويته أنا من ينبوع الحياة مجَّاناً. ذاكَ حظُّ الغالب، سأكون له إلهاً، ويكونُ لي ابناً".

كلام الرب – الشكر لله.

"مزامير"

"المزمور (21)"

اللازمة: يا أبتا، فلتكن مشيئتك.

1- أنتَ، يا ربّ، لا تَتباعَدْ: يا قُوَّتي، أسرِعْ إلى نُصْرتي. سأُبشِرُ باسمِك إخوتِي، وفي وَسْطِ الجماعةِ أُسبِّحُك. اللازمة

2- يا أتقياءَ الرَّبِ سّبِّحوه، يا ذُرّيّةَ يعقوب، مَجّدوه. فإنَّه لم يَزْدَرِ ولم يَسْتَرذِلْ بؤسَ البائِس، ولا حَجَبَ عنه وجهه. اللازمة

3- لك تَسبيحي في الجماعةِ العَظيمة؛ إنِّي سأُوفي بنُذوري أمامَ أَتقيائِه. سيأكلُ البائِسون، ويَشبعون، ويُسبِّحُ الرَّبَّ مُلتَمِسوه: "إنَّ قلوبَكم تحيا إلى الأبد". اللازمة

4- تتذكِّرُ جميعُ أَقطارِ الأرض، وتَرجِعُ إلى الرَّبّ؛ أمامَ وَجهِه يَسجُدُ جميعُ عشائرِ الأمم. لأن المُلْكَ للرَّبَ، وهو يسودُ على الأمم. اللازمة

"المزمور (22)"

اللازمة: الرَّبُّ راعيَّ، فلا يُعْوزُني شيء.

1- في مَراعٍ خَصيبةٍ يُقيلُني، ومياهَ الرَّاحةِ يُوْرِدُني، ويَرُدُّ نفسي. يهديني إلى سُبُلِ البرِّ، من أجلِ اسْمِه. اللازمة

2- إنّي ولو سَلكتُ في ظِلال المَوتْ، لا أخافُ سوءاً، لأنكَ معي. عَصاك وعُكَّازُك، هما يُعَزّيانني. اللازمة

3- تُهَيءُّ أمامي مائدة تُجاهَ مُضايِقيّ؛ وقد مَسَحْتَ رأسي بالدُّهن، وكأسي مُرْوِيَة. اللازمة

4- الجُودةُ والرَّحمة تتبعانني جميعَ أيامِ حياتي، وسُكْناي في بيتِ الرَّب، طولَ الأيام. اللازمة

"المزمور (24)"

اللازمة: هذا باب الرب: به يدخل الصديقون

1- يا ربَّ، عَرّفْني طُرقَك، وسُبُلَك عَلِّمْني. اهْدِني إلى حُقِّك وعَلِّمني، إنك أنتَ إلهُ خلاصي. اللازمة

2- يا ربّ، اذْكُرْ رأفتَكَ ومراحِمَك، إنَّها منذُ الأزَل. على حسبِ رحمتك، اذْكُرْني من أجل جودتِك، يا ربّ. اللازمة

3- الربُّ ذو جودةٍ واستقامَة، لذلك يُرْشِدُ الخاطِئينَ في الطَّريق؛ يهدي البائِسين إلى العَدْل، يُعَلِّمُ البائسين طريقه. اللازمة

4- إنَّ سُبُلَ الربِّ جميعها رَحْمَهٌ وحقّ لِحافِظي عَهْدِهِ وشَهاداتِه. من أ جلِ اسمِك، يا ربّ، اغفرِ أثْمي، فإنَّه كبير. اللازمة

"المزمور (101)"

اللازمة: اللهم، استمعْ صُراخَ المتَألِّمين.

1- يا رب، استمِعْ صلاتي، ولتبلُغْ إليك استِغاثتي. لا تحجُبْ وجهك عنّي؛ يومَ ضيقي أمِلْ إليَّ أذُنَك. أسرعْ إلى إجابَتي، يومَ أدعوك. اللازمة

2- لقد أوْهَنَ في الطَّريقِ قُوَّتي، وقصَّرَ أيامي. أقولُ: "إلهي، لا تَقْبضني في نِصفِ أيَّامي؛ إلى جيلٍ وجيلٍ سُنوك. اللازمة

3- في البدء أسَّستَ الأرض، والسَّماواتُ هي صُنعُ يديك. هي تَزول، وأنت تبقى، وكلُّها تَبْلى كالثَّوب، وتطوبها كالرِّداء فتتغير، وأنتَ أنتَ وسُنوك لنْ تَفنى". اللازمة

4- ليُكْتَبْ هذا للجيلِ الآخر، فالشَعبُ الذي سيُخْلَقُ يُسَبَّحُ الرب. الربُّ تطلَّع من عُلُوِّ قُدْسه، إنَّه من السَّماء إلى الأرضِ نظر، ليسمَعَ تَنَهُّد الأسير، لِيَفُكَّ أبناء الموت. اللازمة

"المزمور (114)"

اللازمة: أسيرُ أمام الرب، في أرض الأحياء.

1- أَحببتُ الرَّبَّ لأنه يسمعُ صوتَ تضرُّعي. قد أمال أُذنَه إليَّ فأدعوهُ مدة أيامي. اللازمة

2- إنَّ حبائَل الموتِ أكتنفَتْني، وشدائدَ الجحيمِ أدْركَتْني. لقيتُ الضّيقَ والحسرة وباسمِ الرَّبِّ دَعَوْت: "يا ربِّ، نَجِّ نفسي". اللازمة

3- الرَّبُّ رؤوفٌ وصدّيق، إلهُنا رَحْمان. الرَّبُّ يَحْفَظُ الصُّغراء: اتضَعْتُ فخَلَّصني. اللازمة

"المزمور (120)"

اللازمة: طعامي أن أعملَ بمَشيئةِ من أرسلَني، وأن أُتِمَّ عملَه.

1- إني أرفعُ عَيَنيَّ إلى الجبال: من أينَ تأْتيني النُّصرةَ؟ نُصرَتي من الرَّب، صانعِ السَّماء والأرض. اللازمة

2- لا جعلَ قَدَمَك تَزْلّ، لا نامَ حارِسُك. كلاَّ، إنَّ حارِسَك لا يَنامُ ولا يُنْعَس. اللازمة

3- الرَّبُّ حارِسُك، الرَّبُّ ظِلٌ يُظَلِّلُك، إنَّه إلى يَمينك. لا تُؤْذيكَ الشَّمسُ في النَّهار، ولا القمرُ في اللّيل. اللازمة

4- الرَّبُّ يَحْفَظُك من كلِّ سُؤ، الرَّبُّ يَحفظُ نفسك. الرَّبُّ يَحْفَظُك في الذَّهابِ والإياب، الآنَ وإلى الأبد. اللازمة.

"المزمور (122)"

اللازمة: رفعتُ عَينيَّ إليك، يا ساكنَ السماوات.

1- ها هُما أشبَهُ بعُيونِ العَبيد، المُتَطلِّعةِ إلى أيدي مَواليهم، وبعَينيِّ الأمَةِ المُتَطلِّعةِ إلى يدِ سَيِّدتِها. أجلْ، إن عُيونَنا تتطلَّعُ إلى الرَّب إلهِنا، حتى بِرَحمته يتغمَّدَنا. اللازمة

2- اِرحَمْنا، يا ربِّ، ارحَمْنا، فقد طالّما اكتظَظْنا من الهَوان. طالما اكتَظَّتْ نفوسُنا، من تَهكُّمِ المُتْرفينَ وازدِراء المُتَكبِّرين. اللازمة

"هللويا وآيات قبل الإنجيل المقدس"

1- طوبى للرجلِ الصّابرِ على المحنْة: إنَّه سينالُ أكليلَ الحياة، الذي به وَعدَ الربُّ من يُحبُّونه.

2- اسهَروا وكونوا على أهْبَة، لأنَّ ابنَ الإنسان يأتي في ساعةٍ لا تتَوقَّعونها. 

3- اسهروا مواظِبين على الصَّلاة، وعلى المثولِ في حضرة ابنِ الإنسان.

4- يقولُ الرب: كنْ أميناً حتَّى الممات، وأنا أُعطيكَ إكليلَ الحياة.

5- طوبى للمحزونين، فإنَّهم يُعزَّون.

6- يقول الرب: تعالوا إليَّ جميعا، أيُّها المُرهقونَ والمُثقلون، فإنّي أُريحكم.

7- إنَّ المسيحَ قد أطاع من أجلنا حتَّى الموت، موت الصليب. لذلك رفعهُ الله؛ ووهَبَ له اسماً يفوقُ كلَّ اسم.

8- إنَّ المسيح قد أخذَ أسقامَنا، وحمَل أمراضَنا.

9- يا يسوعُ المسيح، أيُّها الشَّاهِدُ الأمين، وبِكرَ المولودينَ من بين الأموات: لقد أ حببتنا وغَسَلْتنا من خطايانا بدمك.

10- الخشبةُ جعلتنا عبيدا، والصَّليب المقدَّس خلَّصنا. ثمرةُ الشّجرةِ أغوَتْنا، وابنُ اللهِ افْتدانا.

11- نسجُد لك، أيها المسيح، ونباركك، لأنَّك بصليبك المقدَّس خلَّصْتَ العالم.

"قراءات من الإنجيل المقدس"

1- فصل من بشارة القديس متى الإنجيلي البشير (5، 1 – 12)

                  افرحوا وابتهجوا فإن أجركم في السماوات عظيم.

في ذلك الزمان:

لما رأى يسوع الجموعَ، صعِدَ الجبلَ وقعد، فدنا إليه تلاميذه، فأخذَ يعلّمُهم قال:

"طوبى لفقراء النفوس، فإنَّ لهم ملكوتَ السماوات. 

طوبى للودعاء، فإنهم يَرثون الأرض.

طوبي للمحزونين، فإنهم يُعزَّون.

طوبي للجياعِ والعطاش إلى البرِّ، فإنهم يُشبعون.

طوبى للرحماء، فإنهم يُرحَمون.

طوبى لأطهارِ القلوب، فإنهم يُشاهدون الله.

طوبى للساعين إلى السلام، فإنهم أبناء الله يُدعون.

طوبى للمضطَهدين على البرِّ، فإن لهم ملكوتَ السماوات.

طوبى لكم، إذا شتموكم واضطهدوكم، وافتروا عليكم كلَّ كذبٍ من أجلي: افرحوا وابتهجوا: إنَّ أجرَكم في السماواتِ عظيم".

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

2- فصل من بشارة القديس لوقا الإنجيلي البشير (12، 35 – 40)

                    ابن الإنسان يأتي في ساعة لا تتوقعونها

في ذلك الزمان:

قال يسوع لتلاميذه: "لتكنْ أوساطُكم مشدودة، وسُرُجُكم موقدة، وكونوا كرجالٍ ينتظرون رجوعَ سيّدهم من العُرس، حتى إذا جاءَ وقرعَ الباب، يفتحونَ له من وقتهم.

طوبى لأُولئك العبيد، الذين إذا جاء سيِّدهم، وجدّهم ساهرين؛ الحقَّ أقول لكم: إنه يَشُدُّ وسْطَه، ويُجلِسُهم للطعام، ويطوفُ بهم يخدمُهم. وإذا جاء في الهزيعِ الثاني أو الثالث، ووجدهم على هذهِ الحال، فطوبى لهم.

واعلَموا أن لو عرف ربُّ البيتِ في أيَّةِ ساعةٍ يأتي اللص، لما تركهُ ينقُبُ بيته. فكونوا أنتم أيضا على أهْبة، لأنَّ ابنَ الإنسان يأتي في ساعةٍ لا تتوقَّعونَها". 

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

3- فصل من بشارة القديس لوقا الإنجيلي البشير (21، 34 – 36)

                        اسهروا، مواظبين على الصلاة

في ذلك الزمان:

قال يسوع لتلاميذه: "احذروا، أن تُثقلَ قلوبَكم العهارةُ والسكرُ وهمومُ الحياةِ الدُّنيا، فيُباغِتُكم ذلك اليومُ كأنّه الفَخّ؛ لأنه يُطبقُ جميعِ من يسكنون وجهَ الأرض كلها.

فاسهَروا مواظبينَ على الصلاة، لكي تقوَوْا على النَّجاةِ من كلِّ ما لا بدَّ من حدوثه، وعلى المثول في حضرةِ ابن الإنسان".

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

4- فصل من بشارة القديس يوحنا الإنجيلي البشير (6، 54 – 59)

                        من يأكل هذا الخبز يحي إلى الأبد

في ذلك الزمان:

قال يسوع للجموع: "من أكلَ جسدي وشرب دمي، فلهُ الحياةُ الأبدية، وأنا أقيمُه في اليومِ الآخر.

لأنَّ جسدي طعامٌ حقا، ودمي شرابٌ حقا. من أكلَ جسدي وشربَ دمي، أقامَ فيَّ وأقمتْ فيه. وكما أنا أحيا بالآب الحي الذي أرسلني، فكذلك يحيا بي من يأكلني.

هو ذا الخبزُ الذي نزلَ من السماء، غيرُ الذي أكله آباؤكم ثمَّ ماتوا. من يأكلْ هذا الخبز يحيَ إلى الأبد".

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

5- فصل من بشارة القديس يوحنا الإنجيلي البشير (17، 1 – 6؛ 11ب – 12؛ 17؛ 24 – 25)

                             يا أبت، قد أتت الساعة

في ذلك الزمان، وقبل أن ينتقلَ يسوعُ إلى أبيه، رفعَ عينيه نحو السَّماء وقال: 

"يا أبتِ، قد أتتِ الساعة، مجّدِ ابنك لكي يُمَجِّدَكَ ابنُك؛ فيهَبَ الحياةَ الأبديَّةَ للذينَ وهبتَهم له، بما أوليتَهُ من سُلطانٍ على جميعِ البشر. والحياةُ الأبديّة، هي أن يعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحقَّ وحدَك، ويعرفوا الذي أرسلته، يسوعَ المسيح.

مجَّدتُك في الأرض، فأتمْتُ العمل الذي وكَلْتَه إليَ. فمجِّدْني الآن، يا أبتِ، بما كانَ لي من المجدِ عندك، قبلَ أن يكون العالم.

أظهرْتُ اسمك للنَّاس، الذين وهبتَهم لي من بين العالم. كانوا لك، فوهبتَهم لي؛ وقد حفظوا كلامك.

أيها الآب القدوس، احفَظْ باسمِكَ الذين وهبتَهم لي، ليكونوا واحداً كما نحنُ واحد. حفِظتُ باسمِك الَّذين وهبتَهم لي، إذ كنتُ معهم. رعيتُهم، فلم يهلِكْ منهم أحد، إلا ابنُ الهلاك، ليتمَّ الكتاب. قدِّسْهم في الحقّ: إن كلامك حقّ.

يا أبتِ، إنَّ الَّذين وهبتَهم لي، هم الَّذين أريدُ أن يكونوا معي حيثُ أكون، فيُعاينوا ما أوليتَني من المجد؛ لأنَّكَ أحببتني قبل إنشاء العالم.

يا أبتِ العادل، العالم لم يعرِفْك؛ أما أنا فقد عرَفتُك، وعرفَ هؤلاء أنَّك أرسلتَني. 

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

6- فصل من بشارة القديس متى الإنجيلي البشير (16، 36 – 46)

           إذا كان لا يستطاع أن تبتعد عني هذه الكأس، فلتكن مشيئتك

في ذلك الزمان:

جاءَ يسوعُ وتلاميذهُ إلى ضيعةِ يُقالُ لها جتسَمانيّة، فقال لتلاميذه:

"أُقعُدوا هُنا، ريثما أمضي وأُصلي هناك". ومضى ببُطرسَ وابني زَبَدى، وجعلَ يَستَشعِرُ حُزناً وكآبة. فقال لهم: "نفسي حَزينةٌ حتى الموت. أُمكُثوا هنا واسْهروا معي".

ثم أبعدَ قليلاً وأكَبَّ لِوَجههِ يُصلّي فيقول: "با أبتا، لِتَبتعِد عني هذهِ الكأس، إنْ كان يُستطاع. ولكن لا كما أنا أشاء، بل كما أنتَ تشاء!"

ثم رجعَ إلى تلاميذهِ فوجدهم نياما، فقال لبُطرس: "أهكذا لا تُطيقونَ السَّهرَ معي ساعةً واحدة! اسهَروا وصَلُّوا لِئلاَّ تقعوا في التَّجربة. الرُّوحُ مُتحمِّس وأمَّا الجسدُ فضعيف".

ثمَ مضى يُصلي ثانيةً فيقول: "يا أبتا، إذا كان لا يُستطاعُ أنْ تَبتعدَ عني هذهِ الكأسُ أو أشربَها، فليَكُنْ كما قَضَتْ مَشيئتُك!" ثمَّ رجَعَ فوجدَهم نياما، لأنَّ النُّعاسَ أثقلَ أعينهم. فتركهم وعادَ إلى الصلاةِ ثالثةً فردَّد الكلام نفسه. ثمَّ رجعَ إلى تلاميذهِ وقال لهم: "ناموا الآنَ واسْتريحوا. قدِ اقْترَبتِ السَّاعةُ التي فيه يُسلَمُ ابنُ الإنسانِ إلى أيدي الخاطِئين. قوموا ننطلق! قدِ اقترب الذي يُسلِمُني".

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

7- فصل من بشارة القديس لوقا الإنجيلي البشير (23، 39 – 46)

                        يا أبتا، في يديك أجعل روحي

في ذلك الزمان:

أخذ أحدُ المجرِمَيْن، المُعلَّقين على الصليب، يشتُمُ يسوعَ قائلا:

"ألستَ أنت المسيح، فخَلِّص نفسك وخلِّصنا".

فانتهره الآخرُ قال: "أما تخافُ الله، وأنت تُعاني العِقاب نفسه! أمَّا نحن فعِقابنا عدل، لأنَّنا نَلقى ما تستوجِبُه أعمالُنا؛ أمَّا هذا فلم يعملْ سوءا".

ثم قالَ ليسوع: "اذكرني، يا رب، إذا ما جئت في ملكوتِك".

فقال له يسوع: "الحقَّ أقول لك، ستكون اليومَ معي في الفردوس".

واحتجبتِ الشمسُ نحو الساعةِ السادسة، وانتشرَ ظلامٌ على الأرضِ كلِّها، من الساعة التاسعة. وانشقَّ سِتار الهيكل من الوسْط.

وصرخَ يسوعُ صرخةً شديدة: "يا أبتا، في يديك أجعلُ روحي". قا هذا، ولفظ الروح.

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

8- فصل من بشارة القديس مرقس الإنجيلي البشير (15، 33 – 39؛ 16، 1 – 6)

                            موت الرب وقيامته

ولمَّا بَلغتِ السَّاعةُ السَّادسةُ انتشرَ ظلامٌ على الأرضِ كلِّها حتّى السَّاعةِ التَّاسعة. وصرخَ يسوعُ في السَّاعةِ التَّاسعةِ صرخةً شديدة، قال: "ألوُي أَلوُي، لمَّا شَبقتاني؟" (أي: إلهي إلهي، لماذا خَذَلْتني؟) فسَمِعَ بعضُ الحاضِرين فقالوا: "إنّه يدعو إيليا!" فأسرَعَ واحدٌ منهُم إلى إسفنجةٍ وبلَّلها بالخَلِّ، وجعلها على طرفِ قصبة، وقرَّبها ليشربَ وهو يقول: "دَعونا نَنْظُرْ هل يأتي إيليّا فيُنزِله". وصرخ يسوعُ صرخةً شديدة ولفظ الرّوح.

فانْشَقَّ ستارُ الهيكلِ شَطرينِ من أعلى إلى أسفل. وأمَّا قائدُ المائة، وكان واقفاً تُجاهَهُ، فإنَّه لمَّا رآهُ قد لَفَظ الرّوح هكذا، قال: "كان هذا الرَّجلُ ابنَ اللهِ حقّاً!"

ولمَّا انقضى السَّبت، اشترَتْ مريمُ المِجدليَّة ومريمُ أمُّ يعقوبَ وسالومة طيباً ليَأتينَ فيُطيّبْنهُ. وفي غَداةِ يومِ الأحد، جِئْنَّ إلى القبر وقد طَلَعتِ الشَّمس. وكان يقولُ بعضُهُنَّ لبعض: "من تُراهُ يُدَحرِجُ لنا الحجَر عن بابِ القبر؟" فنَظَرْنَ فرأَيْنَ أنَّ الحجرَ قد دُحرجَ، وكان كبيراً جدا. فدَخلْنَ القبر، فأَبصَرْنَ شابّاً جالساً عن اليمين عليه حُلَّةٌ بيضاء فَارْتَعَبْنَ. فقال لهُنَّ: "لا تَرْتَعِبْنَ! أنتُنَّ تَطلُبْنَ يسوعَ النَّاصريَّ الذي صُلِب. إنَّه قامَ وليسَ هنا".

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

9- فصل من بشارة القديس يوحنا الإنجيلي البشير (20، 1 – 10)

                                    رأى وآمن

يومَ الأحد بَكَّرتْ مريمُ المِجدَليَّةُ إلى القبر، والظّلام لم يَزَلْ مُخيما، فرأتِ الحجر قد أُزيلَ عن القبر. فحَثَّتِ السَّيرَ إلى سمعانَ بُطرس والتلميذ الآخر الذي أحبَّهُ يسوع، وقالت لهما: "أخذوا الرَّبَّ من القبر، ولا نعلم أين وضعوه".

فخرج بُطرسُ والتلميذ الآخرُ إلى القبر، يُسرعانِ السَّيرَ معاً. ولكنَّ التلميذ الآخر سبقَ بطرس، فوصل قبله إلى القبر، فانحنى ولم يَدخُل، فأَبصر الأكفان على الأرض.

وكان سمعان بُطرس يَقتفي أثره، فوصلَ بعده، فدخلَ القبر، فأبصرَ الأكفانَ على الأرض، والمِنديلَ الذي كان على رأسهِ ملفوفاً في مكانٍ على حِدَة، لا مُلقىً مع الأكفان. ودخلَ التلميذ الآخر، وقد وصلَ قبله إلى القبر، فرأَى وآمَن، لأنَّهما لم يكونا قد فَهِما بعدُ الآية التي تقول: إنَّه يجب أن يقوم من بين الأموات.

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

10- فصل من بشارة القديس لوقا الإنجيلي البشير (24، 13 – 35)

        أما كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام، فيدخل في مجده؟

واتَّفقَ أنَّ اثنَيْن من تلاميذ يسوع كانا ذاهبينِ، في ذلك اليوم، إلى قريةٍ يُقالُ لها عماوُس، على مسافةِ سِتينَ غَلوَةً من أورشليم. وكانا يتحدَّثانِ بهذهِ الأمور كلها. وإنّهما ليتَحدَّثانِ ويتجادلان، إذا يسوع نفسهَ قد دنا منهما وأخذَ يسيرُ معهما، على أنَّ أعينهما حُجبت عن مَعرفتهِ. فقال لهما: "ما هذا الحديثُ الذي تَخوضانِ فيه وأنتما سائِران؟" فوَقفا مُكتَئبين.

وأجابهُ أحدُهما واسمُه كلاوبا: "أَأنتَ وحدك تُقيمُ في أورشليم، ولا تَعلمُ ما حدثَ فيها هذه الأيام؟"

فقال لهما: "ماذا؟"

قالا له: "ما حدثَ ليسوعَ النَّاصريّ، وكان نبيّاً مُقتدراً على العملِ والقول عند الله والشَّعب كلّهِ، كيفَ أسلمهُ الأحبارُ وأولياءُ أمرنا ليُحكمَ عليه بالموت، وكيف صلبوه. وهو الذي كُنَّا نحنُ نرجو أن يُعتقَ إسرائيل. ومع ذلك كلِّه، فهذا هو اليومُ الثالثُ لتلكَ الأحداث التي وقعت. غير أنَّ نِسوةً منَّا قد حَيَّرْننا، فإنَّهُنَّ بَكَرْنَ إلى القبر فلم يَجدْنَ جسده، فرجعنَ وقُلنَ إنَهنَّ أبصرْنَ ملائكةً تراءَوا لَهُنَّ وقالوا: إنَّه حيّ. فذهب بعضُ أصحابنا إلى القبر، فوَجدوا الحالَ على ما قالتِ النسوة. ولكنَّهم لم يروه".

فقال لهما: "يا قليلي الإدراك وبطيئيّ القلب عن الإيمان بكل ما نطقَ به الأنبياء. أما كانَ يجبُ على المسيح أن يُعانيَ هذه الآلامِ فيَدخُلَ في مَجده؟" ثمَّ أخذَ يُفَسِّرُ لهما ما يَعنيهِ ممّا وردَ في جميع الكتب من موسى إلى سائر الأنبياء.

ولمَّا اقتربوا من القرية التي يَقصدان إليها، أظهر لهما أنَّه ماضٍ إلى مكانٍ بعيد. فتَمسَّكا به وقالا: "أُمكثْ معنا، فقد حانً السماءُ ومالَ النَّهار". فدخلَ ليَمكُث معهما. ولمّا جلسَ معهما للطّعام، أخذَ خُبزاً وبارك، ثمَّ كسرهُ وناولَهما. فانفتَحَتْ أعينُهما وعرفاه فتَوارى عنهما. فقالَ أحدهما للآخر: "أما كانَ قلبُنا مُتَّقِداً في صدرنا، حينَ حدَّثنا في الطَّريق وفسَّرَ لنا الكتب؟".

ثم قاما من ساعتهما، ورجعا إلى أورشليم، فوجدا الأحدَ عشرَ وأصحابَهم مُجتمعين، وكانوا يقولون: "قامَ الرَّبُّ حقاً وتراءى لسِمعان". فرَوَيا لهم ما حدث في الطَّريق، وكيف عرفاه عند كسر الخبز. 

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح

الفصل العاشر

ملحق1: في رتبة عماد الأطفال عند الخطر وفي ساعة الموت

- إذا لم يسمح الوقت بإجراء الرتبة التالية، اكتفى الكاهن، أو الشماس، أو أي إنسان آخر، في غيابهما، بصب الماء على رأس الطفل ثلاثا، مع تلاوة الكلمات: "يا فلان (فلانة)، أنا أعمدك باسم الآب، والابن، والروح القدس". ويناسب أن يكون إلى جانب المعمد، إذ ا أمكن ذلك، شاهد أو شاهدان.

- عندما لا يتيسر وجود شخص، عند غياب الكاهن أو الشماس، لإجراء الرتبة التالية، عمل بما ورد في البند السابق، على أن يسبق ذلك تلاوة قانون الإيمان، إذا كان الأمر ممكنا.

- يقوم بالرتبة التالية الكاهن أو الشماس أو أي مسيحي كان. فيحضر الماء، ولو كان غير مبارك، ويحيط بالطفل والداه وأشبيناه وبعض الأقارب والأصدقاء، ما أمكن.

 "صلاة المؤمين وخاتمتها"

- المعَمِّد: هلمُّوا نسأل الله، القادرَ على كل شيء، أن ينظُرَ إلى هذا الطفل (هذه الطفلة)، الذي سينالُ (التي ستنالُ) الآن نعمةَ العماد، ووالديهِ وأشبينيه (ووالديها واشبينيها) وجميع المعمَّدين. 

• أن يقبل اللهُ هذا الطفل (هذه الطفلة) بالعماد في كنيسته المقدسة – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يُصبحَ هذا الطفلُ (أن تُصبح هذه الطفلة) بالعمادِ في عدادِ من تبنَّاهم الله – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يُدفن (تدفن) بالعمادِ على شبهِ موتِ المسيح، وأن يشاركهُ (تشاركه) مجدَ قيامتِه – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يُنعِشَ اللهُ نعمةَ العمادِ المقدّس فينا جميعا – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يثبُتَ جميع تلاميذِ المسيحِ على إيمانٍ واحدٍ ومحبةٍ واحدة، وقد جعلهم العمادُ جسداً واحدا – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

- المعَمِّد: اللهم، يا أبا يسوعَ المسيحِ ربّنا، يا منبع كلِّ حياةٍ ومحبة، يا من لا يُغفلُ عمَّا يُحدُق بحياة الأطفالِ من المخاطر، ويعلمُ بالهموم التي تتنازعُ والديهم من جراء ذلك، ويبادرُ إلى تسكينها، إذ يشملُ أولئك بواسِع حُبّه، ويبادرُهم ولادة جديدة أبدية:

هلمَّ واستمِعْ بلطفِك دعاءَنا، وأنقذ من سُلطان الخطيئةِ هذا الطفل (هذه الطفلة) الذي ندعوهُ (التي ندعوها) الآن باسم (فلان، فلانة)؛ واقبلهُ (واقبلها) في ملكوت ابنك المسيح. اجعلهُ (اجعلها) إذاً، بالماء وبقوَّة الروح القدس، على صورةِ المسيح، في سرِّ موته وقيامته، فيصيرَ ابنا (فتصير ابنة) لك بالتبني، وينالَ (وتنال) ميراثَ المسيح، ويكونَ (وتكون)، في الكنيسةِ المقدَّسة، شريكا (شريكة) لك، أيها الآب، ولابنك الوحيدِ والروح القدس، الآن وإلى دهر الدهور.

- آمين.

"إعلان الإيمان"

- المعَمِّد: لنذكرْ يومَ اعتمادنا، ولنُعلنْ إيماننا بيسوعَ المسيح. هذا هو إيمانُ الكنيسة، الذي فيه يعتمدُ الأطفال. 

المعَمِّد: أتؤمنون بالله الآب القدير، خالقِ السماء والأرض؟

الوالدان والاشبينان: نعم نؤمن.

المعَمِّد: أتؤمنون بربنا يسوع المسيح، ابنهِ الوحيد الذي ولد من مريم البتول، وتألم وقُبر وقام من بينِ الأموات، وهو جالسٌ عن يمين الآب؟

الوالدان والاشبينان: نعم نؤمن.

المعَمِّد: أتؤمنون بالروح القدس، وبالكنيسة الكاثوليكية المقدسة، وبشركةِ القديسين ومغفرة الخطايا وقيامةِ الجسد والحياةِ الأبدية؟

الوالدان والاشبينان: نعم نؤمن.

"العماد"

- وفي الحال، يعُمِّد الطفل (الطفلة) قائلا:

يا فلان (فلان)، أنا اعَمِّدُكَ (أعَمِّدُكِ) باسم الآب

يصبُّ الماء عليه (عليها) للمرة الأولى

والابن

يصبُّ الماء عليه (عليها) ثانية

والروح القدس.

يصبُّ الماء عليه (عليها) ثالثة.

"الثوب الأبيض"

- المعَمِّد: يا فلان (فلانة)، لقد صِرتَ (صرتِ) خليقةَ جديدة، ولبْستَ (ولنستِ) المسيح. فليكن هذا الثوبُ الأبيضُ رمزاً إلى مكانتكَ (مكانتكِ) السامية؛ واحفظْه (واحفظيه) نقيّاً حتى الحياة الأبدية.

- آمين.

هنا يلبس الطفل الثوب الأبيض، ويناسب أن تقدِّم الأسرة ذلك الثوب.

"خاتمة الاحتفال: الصلاة الربية"

- لنصل معا كما علَّمنا الرب ولنقل:

أبانا الذي في السماوات، 

ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك؛ لتكُنْ مشيئتك، كما في السماء، كذلك على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومنا، واغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا؛ ولا تُدخلنا في التجارب، لكن نجِّنا ن الشرير. آمين.

- وإذا حضر الكاهن، منح الطفل (أوالطفلة) سر الميرون

الفصل الحادي عشر

ملحق2: في رتبة إحضار طفل معمَّد إلى الكنيسة

- تستعمل هذه الرتبة عندما يعيش الطفل الذي عُمِّد في خطر الموت؛ وعندما يعمَّد طفل بحسب الرتبة المختصرة الواردة في الفصل السابق، وذلك في عهد اضطهاد ديني، أو بسبب تصادم الوالدين تصادما عابرا. "عند باب الكنيسة: الطقوس التمهيدية"

"استقبال الطفل"

يرتدي الكاهن (1) القميصَ الأبيض أو الكوتا (الدرع)، والبطرشيل أو الغفارة، من اللون الأبيض الخاص بالأعياد. ثم يتوجه وخدام الاحتفال إلى باب الكنيسة، أو إلى ذلك المكان من الكنيسة، حيث الأبوان والطفل والاشبينان، بينما يُنشد مزموراً أو نشيداً مناسباً.

يُحيَّي الكاهن الحاضرين، ولا سيما الأبوين والاشبينين، مشيراً بكلام وجيز إلى فرحة الوالدين بعماد الطفل الذي أنعم به عليهما الله الخالق، ينبوع كل حياة، ويشكر الله على سلامته ويُهنِّئ الوالدين بها. 

(1) الكاهن أو الشماس: ويجوز ذلك في كل مرة تذكر لفظة الكاهن.

"حوار الكاهن والوالدين"

يسأل الكاهن الوالدين:

الكاهن: ماذا سمَّيتما طفلكما (طفلتكما)؟

الوالدين: فلان (فلانة).

الكاهن: ماذا تطلبنا من الكنيسة لفلان الذي قد عُمِّد (لفلانة التي قد عمِّدَت)؟

الوالدان: أن تعلمَ جماعةُ المؤمنين بذلك.

الكاهن: إنكما أحضرتما هذا الطفل (هذه الطفلة). فهل تدركان المسؤولية، التي يُلقيها العمادُ على عاتقِ كلٍّ منكما: أن تُربّيا ابنكما (ابنتكما) على الإيمان، حتى إذا حَفِظَ (حفظت) وصايا الله، أحبَّ (أحبت) الربَّ وقريبه (وقريبها) كما أمّرنا السيدُ المسيح؟

الوالدان: نعم نُدرِك.

"حوار الكاهن الاشبينين"

يلتفت الكاهن إلى الاشبينين ويسألهما:

الكاهن: هل أنتُما على استعداد لمُؤازرة والدَي هذا الطفل (هذه الطفلة) في القيامِ بمسؤوليَّتهما المذكورة؟

الاشبينان: نعم.

"وسم الطفل بإشارة الصليب المقدس"

الكاهن: يا فلان (فلانة) إن جماعة المؤمنين تَقبلُك بفرحٍ عظيم، وهي تُعلنُ عمادك. وأنا باسم الكنيسة، أرسُمُ عليك إشارةَ صليبِ المسيح، الذي وهَبَ لك بالعماد حياةً جديدة، وضمَّك إلى كنيسته المقدسة. وها إنَّ والديك وإشبينيك أيضا يَرْسمون عليك علامة المسيح المخلص.

هنا يسم الكاهن الطفل على جبينه ويدعو الوالدين والاشبينين إلى أن يصنعوا صنعه.

ثم يقول للوالدين والاشبينين والحاضرين جميعا:

الكاهن: والآن تقدموا لنَستمعْ إلى كلمة الله.

ويقام تطواف إلى المكان المعين بين إنشاد المزمور 84: 

اللهم، ألا تعودُ تحيينا – فيفرحَ بك شعبُك.

أرنا يا ربُّ رحمتَك – وهَبْ لنا خلاصك.

إني اسمعُ ما يتكلمُ به الرب الإله – إنه يكلِّمُ بالسلام شعبه وأصفياءَه.

"في الكنيسة: ليتورجية أو خدمة الكلمة"

"الرسالة"

(6: 3 – 59)

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومة:

أيها الإخوة، أوَ تجهلونَ أنَّا وقد اعتمدْنا في يسوع المسيح، إنما اعتمدْنا في موتِه، فَدُفنَّا معه بالمعمودية، لنموت فنحيا حياةً جديدة، كما أُقيم المسيحُ من بين الأمواتِ بمجدِ الآب؟ فإذا اتحدْنا به في موتٍ يُشبهُ موته، فكذلك تكونُ حالُنا في قيامته.

كلام الرب – الشكر لله.

"المزمور"

المزمور (33)

اللازمة: اقتربوا من الربِّ واستنيروا.

القارئ: أُباركُ الربَّ في كلّ حين * على الدوامِ تسبِحتُه في فمي.

اللازمة: اقتربوا من الرب واستنيروا.

القارئ: عَظِّموا الربَّ معي * ولنرفعِ اسمَه جميعا.

اللازمة: اقتربوا من الرب واستنيروا.

القارئ: ذوقوا وانظروا ما أطيبَ الرب * طوبى للرجل المتوكل عليه.

اللازمة: اقتربوا من الرب واستنيروا.

هنا يقف جميع الحاضرين، استعدادا لسماع الإنجيل المقدس.

"هللويا"

هللويا. إن الله بلغ من حُبّه للعالم، أنهُ جادَ بابنه الوحيد، لكي لا يهلك من يؤمنُ به، بل ينالَ الحياةَ الأبدية. هللويا.

"الإنجيل المقدس"

 (28: 18 – 20)

فصلٌ من بشارة القديس متى الإنجيلي البشير

في ذلك الزمان، دنا يسوع ُ على تلاميذه وكلمهم، قال: "إني قد أُوليتُ كل سلطانٍ في السماء والأرض. فاذْهبوا وتلمذوا جميعَ الأمم، وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم أن يحفظوا كلَّ ما أوصيتكم به، وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى انقضاء الدّهر".

كلام الرب – التسبيح لك أيها المسيح.

"العظة"

بعد القراءة، يلقي الكاهن عظة وجيزة، يشرح فيها بعض ما جاء في الرسالة أو الإنجيل، بحيث يوفر للحاضرين معرفة أعمق لسر العماد، ويحرك في نفوس الوالدين والاشابين خاصة، إقبالاً أعظم على القيام بواجبهم نحو الطفل (الطفلة).

"صلاة المؤمنين"

لنصلِّ إلى المسيح الحنون الرحيم، لأجلِ هذا الطفل (هذه الطفلة)، ووالديه واشبينيه (ووالديها واشبينيها) ولأجل المعمدين أجمعين:

• أن يذكُرَ هذا الطفل (تذكرَ هذه الطفلة) نعمةَ العماد المقدس، والعافيةِ المستعادَة – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يستقرَّ هذا الطفل (أن تستقرَّ هذه الطفلة) عُضوا حيّاً لكنيسة الله المقدسة – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يُصغي (تصغي) إلى إنجيل الملكوت، ويحفظه ويشهدَ له (وتحفظه وتشهد له) – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يبلغ (تبلغ) يوماً بابتهاجٍ وفرحٍ مائدةَ ذبيحةِ المسيح – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يُحِبَّ الربَّ إلهه وقريبه (أن تُحِبَّ الربَّ إلهَها وقريبها) على وفَقِِ الوصيةِ الإنجيلية – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يتَسامى (تتسامى) في القداسةِ والحكمة، بهُدى من كلامِ المسيحيّين وقُدوتِهم – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

• أن يثبُتَ تلاميذُ المسيحِ على إيمانٍ واحد ومحبةٍ واحدة – إلى الرب نطلب.

- استجب، يا رب.

" الاستغاثة بالقديسين"

بعد ذلك، يدعو الكاهن الحاضرين إلى الاستغاثة بالقديسين:

أيتها القديسةُ مريم، والدةُ الإله                  صلي لأجلنا

أيها القديس يوسف                             صلِّ لأجلنا

أيها القديس يوحنا المعمدان                     صلِّ لأجلنا

أيها القديسان بطرس وبولس                   صلّيا لأجلنا

أيها القديس... (شفيع الطفل)                    صلِّ لأجلنا

أيها القديس... (شفيع الكنيسة أو المكان)        صلِّ لأجلنا

يا جميعَ قديسي اللهِ وقديساته                   صلوا لأجلنا

ويجوز إضافة أسماء قديسين آخرين.

"صلاة"

الكاهن: اللهم، يا أبا يسوع المسيح ربنّا. يا منبعَ كل حياةٍ ومحبة، يا من يمجّدُهُ حِرصُ الوالدين على سلامةِ أطفالهم، ويُعنى بأولئك الأطفال، عندما يتعرَّضون للأخطار، وبالعمادِ المقدّس يخلِّصُهم: 

إن كنيستك ترفعُ الحَمْد إليك، باسمِ هذا الطفل (هذه الطفلة)، الذي اجتزتَ به (التي اجتزتَ بها) من مملكة الظَّلام إلى ضياء نورك العجيب، وجعلته ابنا (وجعلتها ابنة) لك بالتبني، وهيكلا للروح القدس، وذلك بفضلِ سرِّ العماد السامي؛ وتطلبُ إليك أن تُغيثَهُ (تغيثها) في وسْكِ مشَّقات هذه الحياةِ الدُّنيا، وتحّصنُه (وتحصنها) دوما بقوَّةِ المسيح الفادي، في ما قد يُعانيه (تعانيه) من الجهاد للوصول إلى الملكوت. بالمسيح ربنا.

الشعب: آمين.

"هتاف"

يجوز استعمال أي ن الهتافات التالية:

1- من جنبك، أيها المسيح، جرى ينبوع الحياة، الذي يغسل العالم من الرذائل، ويبعث فيه القداسة.

2- على المياه، يوم عمَّد يوحنا يسوعَ في الأردن: 

هتف صوت الآب، وتجلَّى مجد الابن، وحلَّت محبة الروح.

3- أيتها الكنيسة المقدسة، افرحي وابتهجي، ومدِّي يديك، واقبلي من ولدوا ولادة ثانية من الماء والروح.

4- يا أيها المعمَّدون، افرحوا، يا أيها المختارون، ابتهجوا:

لقد دفنتم في الموت مع المسيح، وفي إيمانه ولادة جديدة وُلِدتم.

5- هذا هو الينبوع الذي جرى من جرح المسيح، وأنقذ العالم. فيا أيها المولودون ولادة ثانية من هذا الينبوع، عيشوا كما يليق بالقديسين، وعلى رجاء ملكوت السماوات اثبتوا.

"عند جرن المعمودية: طقوس مختلفة"

"المسح يزيت الميرون"

الكاهن: إن الله القدير، أبا ربنا يسوعَ المسيح، قد خلصك من الخطيئة، وولدكَ ثانيةً من الماء والروحِ القدس. فليمسَحْك بميرون الخلاص، حتى تنضمَّ إلى شعْبِه، فتكون عضواً للمسيح الكاهن والنبي والملك، للحياة الأبدية.

الشعب: آمين.

يمسح الكاهن قمة رأس الطفل (الطفلة) بزيت الميرون المقدَّس دون أن يقول شيئاً.

"الثوب الأبيض"

الكاهن: يا فلان (فلانة) لقد صِرتَ خليقةً جديدة، ولِبِسْتَ المسيح. فليكن هذا الثوبُ الأبيضُ رمزاً إلى مكانتك السامية؛ وليُساعدُك أقرباؤك بقوْلِهم ومثلهم على حفظه نقيّاً حتى الحياة الأبدية.

الشعب: آمين.

هنا يلبس الطفل (الطفلة) الثوب الأبيض، ويناسب أن تقدّم الأسرة ذلك الثوب.

"تسليم الشمعة المضاءة"

يتناول الكاهن الشمعة الفصحية ويقول:

الكاهن: هاكم نورَ المسيح.

يُشعل أحدُهم (الأب أو الاشبين مثلاً) شمعة الطفل (الطفلة) من الشمعة الفصحية.

الكاهن: لقد عُهد إليكم، أيها الوالدان والاشبينان، أن تحفظوا هذا النور موقَداً، فيَسلكَ دوما سلوكَ أبناء النور ويثبتَ على الإيمان، هذا الطفل الذي أضاء له (الطفلة التي أضاءَ لها) المسيح، إلى أن يخرج (تخرج) وجميع القديسين، للقاء الربِ الآتي، في الديار السماوية.

"افتح" لمس الفم والأذنين"

يلمس الكاهن بإبهامه أذني الطفل وفمه (الطفلة وفمها) وهو يقول:

الكاهن: ليهب لك الربُّ يسوع، الذي جعلَ الصُّمَّ يسمَعون والبُكم ينطقون، أن تتمكن عاجلا من سماع كلامه بأذُنيك، ومن إعلان إيمانك به بفمِك، لحَمْدِ الله الآب وتمجيدهِ.

"عند المذبح: خاتمة الاحتفال"

"تطواف ونشيد"

ثمَّ يقام تطواف إلى المذبح، تُحمَل فيه شمعةُ الطفل (الطفلة) إلا إذا تمَّ الطقس في قدس الأقداس. وفي هذه الأثناء يُنشَد:

أنتم الذين في المسيحِ اعتمَدتُم، المسيحَ قد لبِستُم. (هللويا، هللويا).

"الصلاة الربية"

يقف الكاهن أمام المذبح، فيخاطب الوالدين والاشبينين وجميع الحاضرين بهذه الكلمات:

الكاهن: أيها الإخوةُ الأحباء، لقد وُلِدَ هذا الطفل (لقد ولدت هذه الطفلة) ثانيةً بالعماد. فهو إذاً يدعى ابناً (فهي إذاً تدعى ابنة) لله، وهو (هي) في الواقع كذلك. وسوفَ ينالُ (تنال) بالتثبيت ملء الروح القدس، ويدنو (وتدنو) من مذبح الرب ليشترك (لتشترك) في مائدة ذبيحته. ومع المؤمنين سوف يدعو (تدعو) الله أباه (أباها).

والآن باسمِ هذا الطفل (هذه الطفلة)، وبروح التبني الذي قبلناه جميعا، لنُصلِّ معا كما علَّمنا الربُ أن نقول: 

أبانا الذي في السماوات،

ليتقدس اسمك، ليأتِ ملكوتك؛ لتكُنْ مشيئتك، كما في السماء، كذلكَ على الأرض. أعطنا خبزنا كفاف يومنا؛ واغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا، ولا تُدخلنا في التجارب، لكن نجِّنا من الشرير. آمين.

"المباركة"

يبارك الكاهن الوالدة وهي تحمل طفلها (طفلتها)، والوالد وجميع الحاضرين:

الكاهن: ليتنازل الربُّ القدير، الذي يُفرّحُ الأمهاتِ المسيحيات برجاء الحياة الأبدية المُشرقِ على أبنائه من مولود مريم البتول، ولِيُبارك والدة هذا الطفل (هذه الطفل)، التي تشكرُ الآن للهِ هبَتَهُ، والتي ستشكرُ له نعمهُ هي وابنها (وابنتها) إلى الأبد. بالمسيح ربنا.

الشعب: آمين.

الكاهن: ليتنازل الربُّ القدير، مانحُ الحياة الأرضية والسماوية، وليُباركْ والد هذا الطفل (هذه الطفلة)، فيكون وزوجته أول من يشهد للإيمان أمام هذا الطفل (هذه الطفلة) بالقولِ والمَثَل.

الشعب: آمين.

الكاهن: ليتنازل الرب القدير، الذي ولدنا ثانيةً من الماء والروح القدس للحياةِ الأبدية، وليُفض بركته الغزيرة على هؤلاء المؤمنين، فيكونوا، في كل زمانٍ ومكان، أعضاءَ حيةً في شعبه، وليمنحْ جميعَ الحاضرين هنا سلامهُ. بالمسيح يسوع ربنا.

الشعب: آمين.

الكاهن: يباركُكم الله القادر على كل شي:

الآب والابن والروح القدس.

الشعب: آمين.

"نحو مذبح العذراء"

بعد البركة يجوز أن ينشد جميع الحاضرين نشيدا مناسبا، يعرب عن الفرح الفصحي والحمد، أو نشيد مريم البتول:

تعظم نفسي الرب.

يناسب حفظ عادة الذهاب بالطفل إلى مذبح مريم البتول حيثما وُجدت.

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +