Skip to Content

صلاة الى مريم مختطفة القلوب


 

صلاة الى مريم مختطفة القلوب

 

ايتها السيدة انني ادعوك مع القديس بوناونتورا

Click to view full size image

(مختطفة القلوب)

اذ
انك بواسطة حبك نحو عبيدك، وبمواهبك التي تمنحيهم اياها، تستولين على قلوبهم مخطوفة
بيدك،

فاخطفي قلبي ايضا انا الحقير، القلب الذي يشتهي ان يحبك كثيرا،

فانت لاجل جمال نفسك العظيمة، قد اكتسبت حب الله الشديد اياك،

Click to view full size image

حتى انك اجتذبتيه من السماء الى الارض متجسدا من احشائك البتولية،

فهل اني اعيش من دون ان احبك، كلا، بل انني اهتف نحوك مع عبدك الاخر المنشغف في حبك، وهو ابنك يوحنا باركمانس الراهب اليسوعي قائلا :

انه لايمكنني ان اهجع اصلا من ان ادعوك، الى ان اتاكد يقينا انني
فزت بالمحبة لك حبا ثابتا وطيدا خشوعيا نحوك،

انتي يا امي التي قد احببتيني محبة جزيلة، في الوقت عينه الذي فيه
انا كنت عديم المعروف وناكر الجميل،

فترى ماذا لقد كان يحل بي من الويل، لولا تكونين احببتيني واستمديت
لي المراحم هكذا عظيمة،

فان كنت اذا انعطفت بالحب نحوي في الوقت الذي فيه لم اكن انا احبك،
فكم يلزمني بالاكثر ان ارجو من صلاحك ما ابتغيه، حيث انني احبك الان،

اي نعم اني احبك يا امي،

واتمنى ان احصل على قلب احبك به، بدلا من كل اولئك المنكودي الحظ
الذين لا يحبونك،

واشتهي ان يكون لي لسان يوازي
الف لسان، لكي امدحك به واعظمك،

مبرهنا ومخبرا ومعلما كل احد بمقدار عظمتك، وبسمو قداستك، وبغنى
رحمتك، وبشدة محبتك نحو الذين يحبونك،

فلو كنت مثريا من الاموال ، لكنت اصرف غناي جميعه فيما ياول لتكريمك،

ولو اكون حاصلا على رعايا مخضعين لسلطاني ، لكنت اجتهد في ان اجعلهم
كافة منشغفين في حبك واخيرا اريد ان اصرف من اجل مجدك واكراما لشخصك ثمن دمي، وحياتي
ايضا ان لزم الامر.

فانا اذا احبك يا امي ، ولكنني في الوقت عينه اخشى من ان لا تكون
محبتي لكي كائنة حقا، لاني اسمع ما يقال من الفيلسوف ( ان الحب يجعل المحبين شبيهين
بالاشخاص المحبوبة منهم ) فاذا عندما ارى ذاتي بهذا المقدار بعيدا عن ان اكون شبيها
بك.

فاستدل من هذه العلامة على ان حبي لك ليس بكائن، لانك انت كلية
الطهارة والنقاوة.

Click to view full size image

 وانا مملؤ من الدرن والادناس،
انت هكذا متواضعة وانا بالضد متكبر.

 انت بهذا المقدار سامية
في القداسة، وانا بجملتي موعب من الاثام.

 ولكن من حيث انك تحبينني
ايتها الام الحنونة، فيخصك ان تصنعي هذا الامر، وهو ان تصيريني شبيها بك.

فانت حصلت على الاستطاعة بان تغيري القلوب، فاذا خذي قلبي هذا وغيريه،
وبذلك تظهرين للعالم كم هو عظم اعمالك، ومقدار انعامك نحو الذين تحبينهم،

فقدسيني واجعليني اهلا لان
اكون ابنا مرضيا لك،

فهكذا ارجو وكذلك فليكن لي امين .


من كتاب:

 امجاد مريم البتول للقديس
الفونس دي ليكوري





لمجده تعالى





عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +